أعراض الحمل خارج الرحمِ بدون نزيف، من المخاوف الكثيرة التي قد تراودُ المرأة الحامل، أو المُقدِمة على الإنجاب. خاصّةً أنّ حدوث نزيفٍ قد يكون دليلًا أكيدًا على وجودِ حملٍ خارج الرحم، أو كما يسمى “الحمل المنُتبَذ”. ولأنّ الصحة النفسيّة للمرأةِ الحامل لا تقلّ شأنًا عن الصحّة الجسديّة، لابدّ أنّ تجدَ جوابًا شافيًا حول الحمل خارج الرحمِ، وما يصحبهُ من أعراضٍ، ومضاعفاتٍ، إضافةً إلى معرفة الأسباب وطريقةِ الوقايةِ والعلاج. وهذا ما نسعى إليه في مقالنا التّالي من موقع طلاب نت. إذ أنّ الوعي بموضوع الحملِ خارجَ الرحم، ضروريٌ جدًا، لأنّه سيهدّئ من مخاوفكِ من جهة، ومن جهةٍ أخرى، سيُجنّبك تعريضِ حياتكِ للتهديد. فهو يشكلّ خطرًا كبيرًا إذا ما تُركِ دون علاج، ولابدّ من علاج المشكلة قبل تفاقمها. ومعرفتكِ سيّدتي لأعراض الحمل خارج الرحم بشكلٍ عامٍ، وأعراض الحمل خارج الرحم دون نزيف بشكلٍ خاص. هي عاملٌ مهمٌ في تدارك الأمرٍ، والحفاظِ على صحتكِ لأجلكِ ولأجلِ عائلتك.
أعراض الحمل خارج الرحم بدون نزيف
قد تظهر أعراض الحمل خارج الرحم في أي وقتٍ، بين الأسبوعين الرابع والعاشر، ودون أن تدرك المرأة أنّها حامل. فقد تميل للاعتقاد أنّها هذه الأعراض مجرّد أعراضِ دورة شهريّة، حيث يمكن أن تبدأ أعراض الحمل خارج الرحم بالظهور في الوقت المتوقّع للدورة، وغالبًا ما يحدث نزيفٌ يزيد من هذا الاعتقاد. إلّا أنّ هذا النزيف المهبلي غالبًا ما يكون أكثر غزارةً وخفّةً من الدورة الشهرية. مع ذلك قد لا يحدث النزيف المهبلي بشكلٍ دائم، وقد تظهر أعراض أخرى، تشير إلى الحمل خارج الرحم.
ويمكن تقسيم هذه إلى الأعراضٍ شائعةٍ (وهي الأعراض المبكرة)، وأخرى أقلّ شيوعًا. حيث تشمل أعراض الحمل خارج الرحم المبكرة الأكثر شيوعًا، ما يلي:
- آلام البطن، غالبًا ما تكون أسفل المعدة، وعلى جانبٍ واحدٍ من الجسم.
- إضافةً إلى أعراض الحمل، مثل غياب الدورة الشهريّة، أو الغثيان، أو آلام الثديّين.
بينما تشمل أعراض الحمل خارج الرحم الأقلّ شيوعًا، ما يلي:
- آلام الظهر.
- الشعور بامتلاء عند الاستلقاء، لا يرتبط بتناول الطعام.
- مشاكل الأمعاء، كالإسهال.
- الشعور بآلام عند التبوّل أو التبرّز.
إلى جانب ما سبق، قد يؤدّي تمزق قناة فالوب في وقتٍ لاحق من الحمل خارج الرحم، إلى ظهور الأعراض التّالية:
- آلامٌ حادةٌ في المعدة.
- نزيفٌ مهبلي شديد.
- دوّار، قد يتبعه إغماء في بعض الأحيان.
- ألم قوّي في الكتف، تحديدًا حيث يتّصل الكتف بالذراع، ينتج عن نزيفٍ داخلي.
شاهد أيضًا: متى ينفجر الحمل خارج الرحم
متى تبدأ أعراض الحمل خارج الرحم بالظهور
عادةً ما تبدأ أعراض الحمل خارج الرحمِ بالظهور في وقتٍ مبكرٍ، بين الأسبوعين الرابع والثّاني عشر من الحمل، وأحيًانا قد تظهر قبل أن تدركَ المرأةُ أنّها حامل. مع ذلك، قد لا تظهرُ على بعضِ النساء أي أعراض في البداية، حتّى إجراءِ فحصٍ مبكرٍ يُظهرُ وجود حمل خارج الرحم، أو قد تظهرُ أعراضٌ أكثر خطورةً في مراحل متقدّمة. لذلك عند غياب الدورةِ الشهريّة، أو ملاحظةِ أي علامةٍ من علاماتِ الحمل، عليكِ سيّدتي مراجعةُ الطّبيب، وإجراء فحصٍ مبكرٍ. لتدارك الحمل خارج الرحم مبكرًا في حال وجوده، قبل تفاقم المُشكلةِ وتعريض حياتكِ للتهديد.
شاهد أيضًا: الحمل بعد الدورة مباشرة واعراضه
أسباب الحمل خارج الرحم
في الحمل الطبيعي، تنضمّ البويضة والحيوان المنوي إلى قناة فالوب، التي تنقل البويضة الملقّحة من المبيض إلى الرحم، حيث تنغرس هناك لتنمو وتتطوّر إلى جنين خلال الـ 9 أشهر التّالية. في حين ينتج الحمل خارج الرحم عند تنغرس البويضة الملقّحة خارج الرحم، في قناة فالوب، أو المبيض أو داخل البطن. وغالبًا ما تنغرس في قناة فالوب، ويدعى الحمل حينها بالحمل البوقي. وغالبًا ما يرجع السبب في ذلك، إلى تلف قناة فالوب، بسبب الالتهاب، أو التشوّه. كما قد تلعب الاضطرابات الهرمونيّة، والتطوّر غير الطبيعي، دورًا في ذلك. مع ذلك، يبقى الطبيب قادرًا على تحديد سبب الحمل خارج الرحم بشكلٍ أدّق.
شاهد أيضًا: نسبة حدوث الحمل بعد الدورة مباشرة
عوامل خطر الحمل خارج الرحم
إضافةً إلى ما سبق هناك العديد من عوامل الخطر التي تزيد من احتماليّة حدوث الحمل خارج الرحم:
- في حال التعرّض لحملٍ خارج الرحم سابقًا، فمن المُرجّح حدوث نوعٍ آخر أيضًا منه.
- كما يمكن أن تسبّب الأمراض المنقولة جنسيًّا، مثل السيلان أو الكلاميديا، التهابًا في الأعضاء المجاورة. ممّا يزيد من خطورةِ حدوثِ حملٍ خارج الرحم.
- إجراء عمليّات جرايّة سابقة، كعمليّة قيصريّة، أو إزالة ورم ليفي.
- وفي حال إجراء جراحة البوق، لتصحيح قناة فالوب التالفة أو المُغلقة، سيزيد ذلك أيضًا من احتمالية حدوث حملٍ خارج الرحم. كما أنّ ربط البوق، لتحدد النسل بشكلٍ دائمٍ، يزيد احتماليّة ذلك.
- ورغم ندرةِ حدوثِ حملٍ أثناء استخدام اللولب الرحمي، لمنع الحمل، إلّا أنّ حدوث الحمل في هذا الحالة، فمن المُرجّح أنّه حمل خارج الرحم.
- ومن الأسباب أيضًا الشائعة أيضًا، تدخين السجائر، أو استخدام أدوية الخصوبة، أو الخضوع لعلاجات الخصوبة في المختبر IVF، أو وجود التهاب مرض الحوضBIV.
- ولا يمكن أن ننسى، أنّ تجاوز عمرِ الـ 35عامًا، أحد عوامل حدوث حمل خارج الرحم.
تشخيص الحمل خارج الرحم
كما وضّحنا سابقًا، فإنّ أعراض الحمل خارج الرحم ليست كافيةً لتأكيد الحمل خارج الرحم، بل هي بمثابة تحذيراتٍ لاستشارة الطبيب، وإجراء تشخيص. إذ يمكن تشخيص الحمل خارج الحمل بعدّة طرقٍ، كما يلي:
- التصوير بالموجات فوق الصوتيّة: غالبًا ما يتمّ تشخيص الحمل المنتبذ بالموجات فوق الصوتيّة، عبر المهبل. ويتضمّن هذا الإجراء إدخال مسبارٍ صغيرٍ في المهبل، يصدرُ موجاتٍ صوتيّةً، تكوّن صورةً قريبةً للجهاز التناسلي. وغالبًا ما يوضّح هذا التشخيص مكان البويضة المُلقّحةِ، رغم صعوبة اكتشافِ ذلك معظم الأحيان.
- فحص الهرمونات: يمكن أن تكون هذه الطريقة مفيدةً لتحديد حالات الحمل المنتبذ، التي لمّ يتمّ العثور عليها بالموجات فوق الصوتيّة. حيث تكون مستويات هرمون البروجسترون، منخفضةً جدًا في حالة الحمل المُنتبَذ. كما يمكن أن تساعد هذه الطريقة في تحديد أفضل علاجٍ للحمل خارج الرحم.
علاج الحمل خارج الرحم
يعتمدُ الأطبّاء طريقة علاج الحمل خارج الرحم، على مكان وحجم الحمل. وفي بعض الحالات المُبكّرة من الحمل المنتبذ، يتمّ العلاج بحقن الميثوتريكسات، ممّا يوقف نمو الجنين، في حين يمتصّ جسم المرأة الحامل الأنسجة. أمّا في حال تأخر اكتشاف حدوثه، غالبًا ما يُضطرّ الأطباء لإجراء عمليةٍ جراحيّةٍ، لإزالة الحمل من البوق، أو استئصاله. ومهما كان نوع العلاج، يجب مراجعة الطبيب بعد ذلك بشكلٍ منتظمٍ، للتأكّدِ من عودة مستويات هرمون الحمل إلى الصفر، والذي قد يستغرق من الوقت عدّة أسابيع.
كم يستمر الحمل خارج الرحم
قد يبقى الجنين في حالة الحمل خارج الرحم على قيدِ الحياة لعدّة أسابيع. قبل أن يتمزّق الهيكل الذي يحوي الجنين، بعد حوالي 6 إلى 16 أسبوعًا من الحمل. وعادةً ما يكون نزيف التمزّق حادًا، وكلّما تأخر التمزّق كان فقدان الدم أسوأ، ومهددًا بالموت. لكن إذ ما تمّ علاج الحمل خارج الرحم دون تمزّق، فلن يشكّل أي خطرٍ على حياة الحامل.
هل ينزل الحمل خارج الرحم لوحده
في المراحل المبكرةِ جدًا من الحمل خارج الرحم، قد يخرج الجنين من عنق الرحم من تلقاء نفسه، دون الحاجة إلى تلقّي العلاج. وغالبًا ما ستظهر على الحامل في هذه الحالة، أعراض الإجهاض كالنزيف المهبلي، والتشنّج، وآلام البطن، وغياب أعراض الحمل كالغثيان، وآلام الثديين. لكن في حال نمو الجنين، ستقلّ احتمالية نزول الحمل خارج الرحم من تلقاءِ نفسه، وسيتطلّب ذلك متابعةً طبيّةً أو تدخّلًا جراحيًا لإزالته.
في ختامِ مقالنا، نرى مدى أهميّة الوعي بموضوع الحمل خارج الرحم، فعند ملاحظتكِ أيّ من تلك الأعراض، يجب التوجّه مباشرةً إلى طبيبكِ الخاص، لإجراء فحصٍ مبكرٍ، والتأكّد من وجودٍ حملٍ خارج الرحم أو لا. ولا داعٍ للخوف أو الاضطراب، إذ أنّ اكتشاف الحمل خارج الرحم في وقتٍ مبكرٍ، لا يشكّل أي خطر، كما قد لا يحتاج إلى تلقّي علاجٍ في بعض الأحيان.