اسباب خفقان القلبِ عند الحوامل، من أكثرِ الأسئلة تداولًا على مواقعِ ومحركاتِ البحثِ. ولا سيما مع ترافقه للفترة الأكثر حساسيّةٍ من حياة المرأة وهي الحمل.
عضلةٌ بحجمِ قبضة اليدّ تعملُّ دون توقفٍ، محركٌ للجسمِ، وعضوٌّ أساسيٌّ في جهاز الدوران، هذا هو القلب. فبرغمِ صِغر حجمهِ إلّا أنّهُ المحكّ الذي تتوقف عليه حياة الإنسان. إذ يقوم بضخِ الدّم إلى جميع أعضاء الجسم عن طريق الانقباض بشكلٍ منتظمٍ. ما يجعله ينبضّ بمعدّل ١٠٠ ألفِ نبضّةٍ في الدّقيقة فيتمّ دوّرة الحياة. ولكن من الممكن أن يحدث تغيرٌ في إيقاع ضربات القلبِ، وقد يُصاب أحيانًا بالخفقان الذي يحدث حتّى في وقت الرّاحة، ولعلّ النساء الحوامل لهنّ الحصّة الأكبر. للّوهلة الأوّلى قد تظنّ أنّ الأمرّ يستدعي القلق ولكن خفقان القلب هو حالةٌ شائعة الانتشار ما بين فئات العمر المختلفة. ويعود لأسبابٍ عديدةٍ تتدرجُ ما بين البساطة والخطورة. كما تتدرج طريقة العلاج فبعضها يتمّ تخطّيه بسهولةٍ والآخر يحتاج لتدخلٍ طبيٍّ. فإن أهملته حَصدت ما لا تَحمِدُ عُقباه وإن أعطيته الاهتمام والرعايّة نِلتَ صحّةً متزّنةً سليمةً. أمّا عن اسباب خفقان القلب عند الحوامل فهذا ما سَنُوليه الاهتمام الأكبر في سطورنا القادّمة.
اسباب خفقان القلب عند الحوامل
لا شكّ أن فترة الحمل تحملّ في طياتها العديد من التّغيرات والتي تؤثرّ على جسم المرأة بالكامل. بما في ذلك القلب والأوعيّة الدّمويّة إذ تترافق مع زيادة حجمّ الدمّ بما يقارب ٥٠٪. ذلك يعني أنّه ينبغي على قلبِ الحامل أن يعملّ بجدٍّ أكثر لضخّ الدّمّ عبر الجسم وإرساله إلى الجنين الناميّ في الرّحمِ. وبالتالي تتسارعُ نبضات القلب لتنجزَ هذه المهمة. ويمكنّنا أن نعزو اسباب خفقان القلب عند الحوامل إلى الأسباب التاليّة:
- المشاعر القويّة: كالقلق والخوف أو التّوتر، وكذلك إصابة الحامل بالاكتئاب.
- النشاط البدنيّ القويّ: كالأعمال المنزليّة الشّاقة، أو ممارسة التّمرينات الرّياضيّة المجهدّة، وحتّى بعض الأنشطة اليوميّة كصعود السّلالم أو التّسوق لوقتٍ طويلٍ.
- الكافيين: وخاصّةً في القهوة والشوكولا.
- والنيكوتين أو الكحول أو العقاقير المحظورة مثل: الكوكاكيين والأمفيتامينات.
- والوجبات الدّسمة الغنيّة بالكربوهيدرات أو الصوديوم أو السّكر أو الدهون: والتي تؤدي إلى تسارع نبضات القلب.
- الأطعمة ذاتِ النسبةِ العاليّة من الصّوديوم: كالملح.
- السّكريات: كالإفراط في تناول الحلويات والتي تترافق مع صعوبة الحامل في ضبط كميّة طعامها.
- الدهون: على سبيل المثال: اللّحوم الحمراء.
- كذلك التغيرات الهرمونيّة: والتي تعدّ سمّة أساسيّةً لانقطاع الطمث خلال فترة الحمل، كتغير هرمون الأستروجين.
- إضافةً إلى الحالات الطبيّة: بما فيها فقر الدّم والحمى والجفاف كذلك أمراض الغدّة الدرقيّة كفرطّ نشاطها. وأيضًا نقص السّكر في الدم والذي يحدث كثيرًا في الأشهر الثلاثة الأوّلى من الحمل.
- والوزن الزّائد والسّمنة: إذ تتعرض السّيدات اللّواتي يعانين من الوزن الزّائد أثناء الحمل لخطرٍ متزايدٍ من عدّم انتظام ضربات القلب وأمراض القلب الأُخرى.
- أمراض القلب: فقد ينتج خفقان القلب عن اضطرابٍ في ضربات القلب كعدّم انتظامها، أو بسبب النوبة القلبيّة أو قصور القلب أو حتّى اعتلال عضلة القلب.
- أو مشاكل هيكليّةٍ قلبيّةٍ: كأمراض الصّمامات.
- وأيضًا الأدويّة: بما في ذلك حبوب الحميّة ومزيلات الاحتقان وأجهزة استنشاق الرّبو وبعض الأدويّة المستخدمّة للوقايّة من عدم انتظام دقات القلب أو أدويّة العلاج من خمول الغدّة الدرقيّة.
شاهد أيضًا: نصائح للحامل البكرية في الشهور الأولى
أعراض خفقان القلب للحوامل
يترافقٌ خفقان القلب عند الحوامل بمجموعةٍ متنوعةٍ من الأعراض، والتي تعاني منها المرأة الحامل كأعراضٍ مُفردةٍ أو قد تتعرضُ لها كمجموعةٍ. وهي:
- الدوخة أو الدّوار.
- شعورٌ بعدم الارتياح.
- التّعرق.
- كذلك تسارع نبضات القلب.
- والشعور بالتّخبط في الصّدر.
- إضافةً إلى الإحساس المُفرّط بتخطي القلب للدّقات الطبيعيّة.
شاهد أيضًا: مضاعفات الحمل الشائعة والأكثر أهمية
تشخيص خفقان القلب للحوامل
مع استمرار خفقان القلب عند الحامل، وتزايد قلقها لا بُدّ من زيارة الطبيب للحصول على الاستشارة المناسبة. إذ يبدأ الطبيب التّشخيص بالاعتمادِ على:
-
-
- مراجعة التّاريخ الطبيّ الخاصّ بالحامل.
- من ثمّ التّحدث عن السّوابق المرضيّة في العائلة.
- وبعدها يبدأ الفحص الجسديّ والذي يتضمنّ قياس النبض، وكذلك الاستماع إلى دقات القلب.
-
نظرًا لعدم ثبات الخفقان وكونه يحدث بشكلٍ لحظيّ، فقد لا يتمكن طبيبك من الفحصّ في لحظة الإصابة بالخفقان، فإمكان المرأة مساعدة الطبيب من خلال تسجيل إجابات الأسئلة التاليّة على ورقة ملاحظات لمناقشتها مع الطبيب. وهي كالتالي:
-
-
- متى يبدأ الخفقان؟
- كيف تشعرين عندما يبدأ خفقان القلب؟
- كم المدّة التي يستغرقها خفقان قلبك؟
- هل لديكِ أعراض أُخرى كالدوخة؟
- ماذا تفعلين لتحسين حالتك؟
-
بعد انتهاء الطبيب من الفحص الجسديّ، ومناقشة حالتك الصحيّة، قد يطلب أيضًا مجموعةً من الاختبارات للتأكد من التّقييم الأوّليّ، وتتمثلّ بالتالي:
-
-
- اختبارات الدم: للتأكد من صحّة الجسم من أي عللٍّ كفقر الدّم.
- التّصوير بالأشعة السّينيّة: إذ يتمّ تصوير الصّدر بالأشعة السّينيّة لفحصّ القلب والرئتين.
- إجراء تخطيطٍ للقلب: قد يطلب الطبيب إجراء مخططٍّ لصّدى القلب أو الموجات فوق الصّوتيّة لفحصّ أجزاء القلب والتأكدّ من سلامة عملها.
- مخطط كهربيّة القلب: وذلك للتحقق من النشاط الكهربائيّ للقلب، وتحديد حالة عدّم انتظام ضربات القلب.
- جهاز مراقبة القلب: في بعض الأحيان ونتيجة صعوبة مراقبة نبضات القلب قد يطلب طبيبك ارتداء جهازٍ متنقلٍ، مثل: جهاز هولتر لمدّة يوم أو أسبوع وقد تصلّ إلى أسبوعين. من أجلّ تسجيل معدّلات ضربات القلب، فيخزنّ المعلومات لمراجعتها من قبل الطبيب.
-
شاهد أيضًا: هل الغازات من علامات الحمل
علاج خفقان القلب عند الحوامل
يعتمدّ العلاج بشكلٍ أساسيّ على معرفة أسباب خفقان القلب عند الحوامل ، وتجدّر الإشارة إلى أنّ خفقان القلب عند الحوامل قد لا يحتاج بالضرورة إلى علاجٍ. وقد يقتصرّ على مجردّ مراقبة الطبيب للأعراض الخاصّة بالخفقان. وفي حال شعر الطبيب بحاجة المرأة الحامل للعلاج يبدأ خطّة العلاج باختيار أكثر الطّرقِ أمانًا لها. ومن الممكن اقتراح الخيارات التاليّة:
- وصف أدويّة الخفقان واضطرابات ضربات القلب.
- الإحالة إلى طبيب الغدد الدرقيّة (اختصاص الغدد الصّماء).
- أو التّحويل إلى طبيب القلب.
- وفي بعض الحالات عاليّة الخطورة قد يَطلب من أخصائيّ أمراض الحمل والفترة المحيطة بالولادة تتَبع الحالة. وينبغي القول أنّ الحالات شديدة الخطورة نادرةٌ ولكن من المتوقع حدوثها وقد يستخدم فيها تقويم نُظُم القلب.
شاهد أيضًا: الفرق بين الم الدورة والم الحمل
كيفية التعامل مع خفقان القلب للحامل
من الشائع أن يحدث خفقان القلب عند الحوامل فجأةً، في حالة النشاط الزائد أو حتّى الاستراحة، الأمر الذي يجعله مقلقًا ومخيفًا عند هؤلاء السّيدات. ولكن مع معرفة أسباب الخفقان سيصبح التّعامل معها أكثر سهولةٍ ويجعل الحامل أكثر استعدادًا لمواجهتها. يمكن اتباع مجموعةٍ من الأشياء، والتي يمكن وصفها باستراتيجيات المواجهة. إليكِ بعضَ ما يمكنك فعله:
- الراحة: إذا كُنتِ نشطةً وفي حالة حركةٍ.
- الحركة: في حال كُنتِ مستلقيّة.
- كما أنّ تناولُّ وجبةً خفيفة من الطعام طريقةٌ فعّالةٌ.
- ويمكن لكأسٍ من الماء أن يخفف من دقات قلبك.
- ولا بأس بتجريب بعض تقنيات الاسترخاء كاليوغا والتّأمل أو التّنفس العميق، ولا سيما أن كثيرًا من خفقان القلب قد يحدثُ بسبب القلق والتوتر.
شاهد أيضًا: نزول سائل بني أثناء الحمل
نصائح وقائية لتجنب خفقان القلب عند الحامل
مع معرفتنا اسباب خفقان القلب عند الحوامل، وأعراضه وطريقة التّشخيص. ينبغي تسليط الضوء قليلًا على بعض النصائح الوقائيّة والتي قد تساعد الحامل في تجنب خفقان القلبِ المزعج. لعلّ أبرزها:
- شرب الكثير من الماء: فمنَ الضروري الحفاظ على رطوبة الجسم أثناءِ الحمل. وذلك مع حاجته الملّحة لسوائلٍ إضافيّةٍ تساعد الجنين على البقاء بصحّةٍ جيدّةٍ.
- تجنب الكحول والنيكوتين: التي تزيد من خطر الإصابة بخفقان القلب، فضلًا عن أذيّتها للجنين.
- الحدّ من السّكر والكافيين والدهون والصّوديوم: والتي تجعلِ خفقان القلب أسوأ، لذا يجب أخذ كوبٍ واحدٍ من القهوة، وتناول الأطعمة السكريّة والتي تحتوي على نسبةٍ عاليّةٍ من الدهون بمستوياتٍ معتدلةٍ.
- تقنيات الاسترخاء: وهي الخيار الأمثل لعلاج التوتر والاكتئاب المرافق للحمل، وما ينتج عنّه من تسارع ضربات القلب واضطرابها. على سبيل المثال: أخذُ نفسٍ عميقٍ من الأنفِ، ومن ثمّ إخراجه من الفمِ.
- الوزن الصحيّ: فحفاظ الحامل على وزنٍ صحيّ سيقللّ إصابتها بسكريّ الحمل وارتفاع ضغط الدّم، كذلك ارتفاع الكوليسترول والتي تصبّ جميعها في التَسبب بخفقان القلب.
والآن وصلنا إلى نهايّة مقالنا اسباب خفقان القلب عند الحوامل والذي تحدّثنا فيه عن أسباب خفقان القلب، إضافةً إلى الأعراض، كما تطرقنا إلى طريقة العلاج والتشخيص، ثمّ أشرنا إلى بعض الإرشادات الوقائيّة. ولا بُدّ من ختام كلماتنا عزيزتي بالقول أنّ الأمرّ يتطلبُّ الوعيّ والإدراك بدايّةً بأهميّة الحفاظ على خطواتٍ صحيّةٍ خلال يومك. والبعد عن المحفزات التي تجعلك عُرضةً لحدوث اضطرابات القلب، سائلين الله أن لا يُصيبك سقمًا.