اضطراب طيف التوحد الأعراض والأسباب

أصبح من الضروري على الجميع التعرف على اضطراب طيف التوحد بما في ذلك من الأعراض والأسباب. لطالما يوجد أطفالٌ كثيرون ممن يعانون من هذه الحالة الصحية، التي لا تعتبر مرضًا بحد ذاتها. بل إنها تدل على وجود مشكلة صحية تأتي مع الطفل منذ ولادته وتطلب الرعاية والاهتمام ممن حوله.

طفل اضطراب طيف التوحد هو بشرٌ مثله مثل أي طفلٍ طبيعي، لكنه يعاني من بعض الأمور التي تمنعه من ممارسة الأنشطة الاعتيادية للأطفال. لذلك من الضروري أن نتعلم كيفية التعامل معهم  ومراعاتهم كي لا نشعرهم بالنقص نهائيًا. وعلى الرغم من أن التوحد يرافق الطفل طيلة حياته، إلا أن الاهتمام به وتقديم المساعدة له سيحدث فارقًا كبيرًا في حياته ويجعله قادرًا على الاندماج مع بقية الأشخاص. لهذا السبب سنعرفك في مقالنا على اضطراب طيف التوحد الأعراض والأسباب وأهم ما يتعلق بها من معلومات. فربما صادفت يومًا ما طفلًا  مصابًا بطيف التوحد.

ما هو اضطراب طيف التوحد عند الأطفال

يطلق البعض على اضطراب طيف التوحد متلازمة اسبرجر، بالإضافة إلى اعتبار مرض التوحد حالة من حالات هذا الاضطراب نظرًا لتشابه بعض الأعراض فيما بينها.

في الواقع يعتبر اضطراب طيف التوحد حالة صحية مرتبطة بنمو الدماغ. تؤثر على كيفية تمييز الطفل للأشخاص المتواجدين في محيطه. كذلك يؤثر اضطراب طيف التوحد على أسلوب الطفل في التعامل مع الآخرين على صعيد المستوى الأسري والاجتماعي. مما يسبب له مشكلات في طريقة التفاعل والتواصل معهم. كما أن كلمة طيف المترافقة مع جملة اضطراب طيف التوحد تعني مجموعة كبيرة من الأعراض مع مستويات مختلفة في  الشدة، التي سنتحدث عنها تباعًا.

أعراض اضطراب طيف التوحد

أعراض طيف التوحد
أعراض طيف التوحد

تظهر الأعراض الأولية لاضطراب طيف التوحد على الطفل في سن مبكرة، مثل عدم الاستجابة لأحد عند مناداته باسمه. لكن قد لا تظهر أية أعراض عند طفل دون الآخر وفي السنوات الأولى من عمره. مع ذلك فعادةً ما تظهر عليه الانطوائية والعدوانية، ويفقد مهارات النطق بشكل مفاجئ. وعلى الأغلب تظهر هذه الأعراض في عمر العامين.

كما تتشابه بعض الأعراض في معظم الحالات، لذلك من الضروري أن تتعرف إلى ما يعانيه طفل اضطراب طيف التوحد من أعراض، وهي:

  • رفض الطفل  للعناق أو الاقتراب منه مع رغبته في اللعب بمفرده.
  • التأخر في النطق والتحدث أو عدم النطق مطلقًا.
  • عدم وجود تعبيرات على الوجه.
  • ضعف التواصل البصري.
  • صعوبة الطفل في التعبير عن رغباته.
  • التحدث بطريقة غير طبيعية وبإيقاع مختلف كالرجل الآلي.
  • تكرار عبارات محددة بطريقة حرفية.
  • عدم استيعاب أي سؤال أو طلب.
  • لا يعبر عن مشاعره وعواطفه لأي أحد.
  • ينسجم مع المحيط الخارجي بشكل غير ملائم كأن يكون عدائيًا.
  • الصعوبة في تفسير تعبيرات الوجه المختلفة والتعرف على الإيحاءات.
  • تكراره حركات محددة كالدوران حول نفسه.
  • انبهاره من أشياء بسيطة كحركة دوران عجلات السيارات.
  • حساسية شديدة تجاه الأصوات الصاخبة والأضواء الساطعة.

قد تزداد هذه الأعراض في سن المراهقة لكن عند النضوج أكثر تقل ويمكنه الاندماج مع الآخرين حينها بطريقة محددة تختلف باختلاف الحالة.

أسباب اضطراب طيف التوحد عند الأطفال

لم يعرف السبب الرئيسي لاضطراب طيف التوحد حتى الآن، ويعتبر من الأمراض المعقدة. توجد أيضًا بعض الأسباب المحتمل اعتبارها مسببة لطيف التوحد، وهي:

  • العامل الوراثي: توصل الأطباء إلى وجود عدة جينات مختلفة تدخل في نشأة اضطراب طيف التوحد. فهناك اضطراب جيني يصيب بعض الأطفال مثل متلازمة الصبغي إكس الهش أو متلازمة ريت. وهي عبارة عن شذوذ جيني في الصبغي x، مما يسبب إعاقة ذهنية ومشاكل سلوكية. بالإضافة إلى ذلك من الممكن أن تؤثر جينات أخرى على الدماغ محددة بذلك شدة الأعراض، فبعض الطفرات الجينية قد تكون موروثة من الأبوين أو أنها تحدث بشكل تلقائي.
  • العامل البيئي: ما زال الأطباء يبحثون عن إمكانية تسبب العامل البيئي باضطراب طيف التوحد كالعدوى الفيروسية أو بعض أنواع الأدوية أو تعرض الأم لمضاعفات مرضية معينة أو ملوثات في الهواء خلال الحمل.

عوامل اضطراب طيف التوحد

توجد بعض العوامل التي يعتقد أنها تزيد من احتمالية إصابة الطفل باضطراب طيف التوحد. وهي كالآتي:

  • نوع جنس الطفل: فإن احتمالية إصابة الذكور باضطراب طيف التوحد حوالي أربعة أضعاف من احتمالية إصابة الإناث.
  • تاريخ العائلة: فإن وجود طفل مصاب باضطراب طيف التوحد قد يزيد من احتمالية إصابة أي طفل آخر يأتي في العائلة ذاتها.
  • الولادة قبل انتهاء فترة الحمل: فهناك احتمال يقضي بأن من يولد قبل مرور 26 أسبوعًا على الحمل. سيكون أكثر عرضة للإصابة باضطراب طيف التوحد.
  • عمر الوالدين: فإن كان عمر الوالدين كبيرًا من المحتمل إصابة الطفل المولود حديثًا باضطراب طيف التوحد.
  • تعرض الطفل لاضطرابات أخرى  مثل التصلب الحدبي.

مضاعفات اضطراب طيف التوحد عند الأطفال

يمكن أن تزيد حدة أعراض اضطراب طيف التوحد، وتتحول إلى أعراض متطورة جدًا، يكون معظمها في المجال الاجتماعي. وهي:

  • مشاكل في التعلم والمدرسة.
  • مشاكل وظيفية حركية.
  • الانعزال الاجتماعي التام.
  • عدم إمكانية العيش باستقلالية.
  • الضغط النفسي داخل وخارج الأسرة.
  • الوقوع ضحية للتنمر.

تشخيص اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال

تشخيص اضطراب طيف التوحد
تشخيص اضطراب طيف التوحد

يتضمن التشخيص خطوات متتالية متمثلة بما يلي:

  1. معاينة الطفل من قبل الطبيب المختص.
  2. تعرف الأهل على مهارات الطفل الاجتماعية واللغوية، وكيفية تفاعله مع الأمور.
  3. خضوع الطفل لمجموعة اختبارات لتقييم قدرته اللفظية، وبعض الجوانب النفسية.
  4.  كما يكون التشخيص الأولي بعد سن الثامنة عشر شهرًا من عمر الطفل إلا أن التشخيص النهائي للاضطراب يأتي بعد عمر السنتين أو ثلاث سنوات.

في النهاية لا بد لنا أن ندرك جيدًا طرق التعامل مع هذه الفئة من الأطفال. فهم أطفال لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا هكذا، لذلك من الواجب علينا جميعًا أن نحتضنهم أينما كانوا ونتعامل معهم بشكلٍ سويٍّ. فهناك كثير من القصص عن  مواهب وإنجازات أطفال التوحد التي تميزوا بها. وعليك كخطوة أولى أن تتعرف على اضطراب طيف التوحد الأعراض والأسباب بشكل جيد كي تتعلم كيفية التعامل معهم فيما بعد.