يعتبر تعذر الأداء النطقي بمرحلة الطفولة من الأمراض التي قد تصيب الطفل في مراحل حياته الأولى. مما يجعل الآباء في خوفٍ دائم من تطور هذه الحالة ودوامها مع تقدم الطفل في العمر. وبالإضافة إلى القلق على صحة الطفل وقدرته العقلية والتواصلية، فإن مخاوفهم تطال حالته النفسية وخاصةً في ظل الأجواء العنيفة المتنمرة التي يمر بها المجتمع بشكل عام. مما يدفعهم إلى معرفة كل ما يهم حول هذه الحالة، وكيفية التخلص منها وحماية صحة الطفل. لذا فإننا سنقدم في مقالنا لمحة شاملة حول هذه الحالة، فما هي أسباب تعذر الأداء النطقي؟ وكيف يتم علاج تعذر الأداء النطقي؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال وأكثر.
تعذر الأداء النطقي بمرحلة الطفولة
هذه الحالة عبارة عن عدم قدرة دماغ الطفل على إرسال الأوامر المعنية بتحويل الخطة الكلامية إلى خطة متحركة، فتصل إلى عضلة الفم وتتحول إلى أصوات. مما يسبب صعوبة في مقدرة الطفل على التحدث أو التعبير عما يجول بداخله. فيجد الطفل نطق الكلمات أو ترتيبها كما يشاء صعبًا عليه، فلا تخرج الجمل بشكل صحيح من فمه. وتتعلق هذه المشكلة بدماغ الطفل وليس بعضلة الفم، فقد تكون العضلة سليمة ولكن الأوامر الدماغية تأتي بشكل خاطئ. وهذا الأمر ناتج عن عدم قدرة الدماغ على تنسيق الحركات الفموية لتخرج منها الأصوات وتتحول إلى كلمات. وفي هذه الحالة يصعب فهم الطفل للغاية.
اقرأ أيضًا: رضاعة الشفة الأرنبية وكيفية إرضاع الطفل المصاب بها
أعراض تعذر الأداء النطقي بمرحلة الطفولة
لكل مرض أعراض يستدل منها الآباء على وجود مشكلة في حياة صغيرهم الصحية. وتعتبر أعراض تعذر الأداء النطقي متعددة، وتختلف من طفل إلى آخر بحسب عمر كل طفل والثاني. ويمكن ذكرها بالآتي:
- تأخر الطفل في نطقه لأولى كلماته.
- الكلمات التي يستطيع قولها محدودة للغاية، وليست في ازدياد.
- يعاني من مشاكل في قول الكلمات الطويلة.
- عدم قدرته على تشكيل الأصوات سواء أكانت “ساكنة أم حروفًا متحركة”.
يمكن أن تلاحظ هذه العلامات على الطفل الصغير بعمر السنتين أو أقل بعدة شهور. وإن كان الطفل كثير الكلام وهذا المتعارف عليه لجميع الأطفال. فإن أعراض تعذر الأداء النطقي تصبح كما يلي:
- قد تتمثل الأعراض بعدم قدرة الطفل على نطق حروف العلة بشكل صحيح.
- الفصل بين الكلمات أو بين مقاطع الكلمة نفسها.
- لفظ بعض الكلمات بشكل خاطئ.
- صعوبة في تحريك الشفاه والفكين بالاتجاه الصحيح لتصدر أصوات الحروف والكلمات.
- يجد الطفل الانتقال من الكلمة إلى الأخرى في غاية الصعوبة.
- لا يستطيع الطفل معرفة الترتيب الصحيح للكلمات وتكوينها ضمن جمل.
- الضغط على المواضع الخاطئة عند قول بعض الكلمات، فتخرج من فم الطفل بطريقة غير صحيحة.
- عند لفظ الكلمة ذاتها مرتين متتاليتين يحدث ما يعرف بالتضارب.
- يشبه الأطفال عادةً بالببغاء، وذلك لأن الطفل يقول جميع ما يسمعه. في هذه الحالة يكون من الصعب على الطفل تقليد الكبار، حتى إذا كانت الكلمة بسيطة.
- أخطاء صوتية.
- وأهم هذه الأعراض صعوبة فهم الجمل التي يقولها الطفل الصغير.
اقرأ أيضًا: كيف أعتني بجرح طفلي بعد الختان
أسباب تعذر الأداء النطقي للأطفال
في أغلب الأحيان تكون أسباب تعذر الأداء النطقي مجهولة. ولكن يمكن أن يصاب الطفل بهذه الحالة إن تعرض لما يلي:
- فقد يكون هذا التعذر ناتجًا عن خلل في دماغ الطفل (حالة عصبية، أزمة دماغية، إصابة الدماغ الرضحية، شلل دماغي عصبي، ورم دماغي).
- أو قد يكون الأمر ناتجًا عن حالة وراثية في العائلة. بالإضافة إلى ذلك فإنَّ حالات الإعاقة (كالمتلازمات) قد تكون سببًا في إصابة الطفل بتعذر الأداء النطقي.
- قد يعاني الأطفال من حالات استقلابية مثل (الجالاكتوز في الدم)، مما يؤدي إلى تعذر الأداء النطقي.
- الإصابة ببعض الأمراض مثل (الصرع، واضطراب عصبي عضلي).
- إصابة في الرأس نتيجة تعثر الطفل أو سقوطه من مكان مرتفع، أو غيرها من الحالات التي قد يتعرض لها الطفل أثناء لعبه.
ما أشهر أعراض انسداد الأمعاء عند الأطفال
مضاعفات تعذر الأداء النطقي بمرحلة الطفولة
تؤدي إصابة الطفل بهذا التعذر إلى مضاعفات وتأخيرات كثيرة في حياته، ممل يقلل من تطوره مقارنةً بالأطفال الآخرين من عمره. ومن هذه المضاعفات:
- تأخر الطفل في تعلم اللغة والقدرة على إيصال المعلومات إلى الآخرين.
- تأخر التطور بشقيّه (الفكري والحركي).
- معاناة الطفل أثناء القراءة أو الكتابة.
- الحساسية المفرطة للعديد من الأشياء مثل (رفض لبس بعض الألبسة المعينة، عدم الرغبة في تنظيف الأسنان).
- رفضه لتناول بعض الأطعمة المعينة.
- شعور الطفل بالحرج الشديد، مما يجعله انطوائيًا.
تشخيص حالة تعذر الأداء النطقي
عند الشعور أن الطفل الصغير يعاني من الأعراض السابقة، يجب أخذه إلى الطبيب لأنه لا يمكن تجاوز هذه الحالة دون الذهاب إلى الطبيب ليحل هذه المشاكل، ويكون التشخيص من حيث القدرة على الكلام واللغة الصحيحة. كالتالي:
- الطلب من الطفل أن يكرر الكلمة ذاتها عدة مرات.
- قول الكلمات الطويلة.
- الاستماع إلى مخارج الحروف.
- محاولة معرفة مدى قدرة الطفل على قول جمل مفهومة.
- تقييم مهارات الطفل التعبيرية.
- ثم بعدها يطّلع على التاريخ الطبي للعائلة وللطفل؛ لمعرفة إن كانت العائلة تعاني من مرضٍ وراثيّ أم لا.
وبعد أن يعاين الطبيب الطفل الصغير، يحدد المرض الذي يعاني منه. وبالأخص التشابه الكبير بين أعراض تعذر الأداء النطقي والاضطراب في الكلام، أو الاضطراب في السمع.
علاج تعذر الأداء النطقي بمرحلة الطفولة
لا يمكن علاج هذه الحالة في البيت أو دون الرجوع إلى الطبيب والأخصائي في هذه الحالات. بالإضافة إلى ذلك فلا يمكن التخلص من تعذر الأداء النطقي بيوم أو اثنين بل يحتاج إلى جلسات عديدة ومكثفة للحصول على النتيجة المرجوّة. ويعالج الأخصائي هذه الحالة كالتالي:
- التكرار ثم التكرار، إذ أن الإعادة الكثيرة والمتكررة تفيد الطفل للغاية. ولهذا يجب على الآباء متابعة المعالجة في البيت من خلال الجلوس مع الأطفال وتكرار الكلمات ذاتها التي تعلمها.
- استخدام ما يعرف بالتحفيز المرئي، وهو عبارة عن دمج ما بين الأصوات والكلمات.
- التكلم مع الأخصائي، حيث يطلب من الطفل قول الكلمات والألفاظ في اللحظة ذاتها التي يقولها الأخصائي.
- إذا كان مخزون الطفل قليلًا من الكلمات والمعاني اللغوية، لأنه يعاني من صعوبة شديدة في إنتاجها يمكن اللجوء إلى العديد من الطرق التي قد تطور مهارات الطفل مثل لغة الإشارة، ولوحة الاتصال بالصور.
- المتابعة الدائمة وعدم الإهمال، فمع المتابعة اليومية يمكن للطفل أن يصبح أقوى في اللغة وستتحسن مهاراته تدريجيًا.
في النهاية أصبح مقالنا “تعذر الأداء النطقي بمرحلة الطفولة” بين أيديكم. لذا فإن لاحظتِ عزيزتي الأم أو عزيزي الأب أي شيء يدل على هذه الحالة، فقد أصبح لديكم الإلمام الكافي للتصرف بشكلٍ صحيح وسريع قبل تفاقم الأمر.