جدري القردة يتفشى في العالم ودول تعلن إصابات متعددة. وباء جديد يتفشى بقوة في عالم لم يشف بعد من سابقة كورونا، مثيرًا الرعب حتى بات حديث الساعة، والشغل الشاغل لجيوش العلماء في المختبرات الطبية في مختلف دول العالم، فوسط مخاوف عالمية متزايدة، وترقب لسير هذا الوباء الجديد، أعلنت دول عدة تسجيل أولى الإصابات بجدري القردة، في وقت باشر فيه علماء الأمراض من مختلف الدول أبحاثهم لاكتشاف هذا الوباء الجديد، ومحاولة بث الطمأنينة، وتبديد الرعب الذي بدأ جدري القردة بنشره تزامنًا مع إعلان دول إصابات متعددة بجدري القردة خلال فترة قصيرة، لذا ارتأينا أن نساهم في نشر المعلومات الصحيحة حول جدري القردة، ومتابعة كيف يتفشى جدري القردة في العالم أولًا بأول. تابعوا القراءة في مقالنا الذي سنميط فيه اللثام عن كل تفاصيل مرض جدري القردة، بدءًا من تاريخ الإصابة به، مرورًا بتفشي جدري القردة في العالم، وطبيعة هذا المرض، من إذ أعراض جدري القردة، وطرق تشخيصه، وسبل الوقاية منه أيضًا.
جدري القردة يتفشى في العالم ويثير الرعب
في غضون ساعات قليلة، تمكن جدري القردة من إثارة الرعب لدى الهيئات الصحية في ثلاث قارات حتى الآن، إذ أعلنت دول عن إصابات متعددة بجدري القردة في أوروبا، وأمريكا الشمالية، ومثلها في أستراليا.
بعد رصد أول إصابة بجدري القردة في أوروبا، أضحت المختبرات الطبية الأوروبية في حالة من التأهب، وتزايدت المخاوف خاصةً بعد تجاوز عدد الحالات المسجلة بالإصابة بجدري القردة عتبة 100 إصابة خارج القارة الإفريقية.
هذا وقد هرعت منظمة الصحة العالمية إلى التحقيق في الحالات المتكشفة، والتي أعلن عنها، ففي تصريح لها، أعلنت “ماريا فانكيركوف” المسؤولة في منظمة الصحة العالمية عن ضرورة التعمق في فهم علم الأوبئة الأساسي لجدري القردة، وذلك في محاولة للتنبؤ بسير المرض، ومعرفة كيف يتفشى جدري القردة في العالم، وما يترتب على ذلك من إجراءات وقائية للحد من انتقال المرض، وتسجيل إصابات جديدة.
دول تعلن إصابات متعددة بجدري القردة
سارعت وسائل إعلام محلية في دول عديدة بنشر تقارير عن تسجيل أولى الإصابات بجدري القردة، وذلك في العديد من الدول الأوروبية، بالإضافة إلى كندا، وأستراليا أيضًا. هذا وقد أُبلغت السلطات الصحية في بلجيكا، وفرنسا، وأستراليا، وألمانيا عن حالات تعاني من أعراض جدري الماء، وسجلت إصابات متعددة. كما أعربت وسائل الإعلام عن المخاوف من أن يتفشى جدري القردة في العالم. إذ يأتي ذلك في أعقاب إعلان بعض الدول تأكيد إصابات متعددة في إيطاليا، والسويد، وإسبانيا، فضلًا عن الولايات المتحدة، والبرتغال.
بشكل عام، ينتشر جدري القردة في المناطق النائية وسط إفريقيا، وغربها، وغالبًا ما ترتبط الإصابات خارج هذه المناطق الإفريقية بالسفر. ووفقًا لخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة، فجدري القدرة هو عدوى فيروسية نادرة، وعادةً ما تكون خفيفةً، ويتعافى منها معظم الناس في غضون أسابيع قليلة. لا ينتشر الفيروس بسهولة بين الناس. كما أن الخطر على عامة الناس منخفض. إلا أن السرعة التي يتفشى فيها جدري القردة في العالم كانت مبعث قلق، ومخاوف عالمية.
أول دولة تعلن إصابة حديثة بجدري القردة
قبل أن تعلن الدول السابقة تسجيل إصابات متعددة بجدري الماء أبلغت السلطات الصحية في المملكة المتحدة عن أول إصابة بمرض جدري القردة، وذلك في 7 مايو من العام الحالي. هذا وقد بينت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة في إعلان لها أن المريض قد سافر مؤخرًا إلى نيجيريا، حيث ترجح الوكالة أنه تلقى العدوى بالفيروس خلال فترة تواجده في نيجيريا.
وفي تغريدة له على تويتر أعلن وزير الصحة في المملكة المتحدة “ساجد جافيد” أمس الجمعة بتاريخ 20 مايو عما يلي: “أكدت وكالة “أوكاسا” تسجيل 11 حالة إصابة جديدة بجدري القردة في المملكة المتحدة، وقد أطلعت هذا الصباح وزراء الصحة في مجموعة السبعة على آخر المستجدات حتى اللحظة“، وطمأن جافيد متابعيه قائلًا: “معظم حالات جدري الماء المسجلة خفيفة، وأؤكد لكم أننا اشترينا جرعات إضافيةً من اللقاحات الفعالة ضد جدري الماء“.
دول جديدة تعلن إصابات بجدري الماء
أعلنت وزارة الصحة في فيكتوريا عن تسجيل أول إصابة مؤكدة في أستراليا لرجل ظهرت عليه أعراض جدري القردة، وذلك عقب سفره إلى المملكة المتحدة.
وفي أمريكا الشمالية، أكدت السلطات الصحية في ولاية ماساشوستس الأمريكية في إعلان لها إصابة رجل بجدري القردة بعد سفره إلى كندا مؤخرًا، حيث ترجح أنه أصيب بالمرض هناك، وطمأن مسؤولون الشعب عن حالة المريض الصحية قائلين أنه بحالة جيدة، ولا تشكل إصابته خطرًا على الشعب.
متى سجلت أول إصابة بجدري القردة
اكتشفت أول إصابة بجدري القردة عند البشر في عام 1970م، وقد سجلت السلطات الطبية إصابات متعددة بجدري القردة في دول إفريقية على رأسها “زائير“، ففي الفترة بين عامي 1970، و1979م سجلت 50 إصابةً بجدري الماء يعود أكثر من ثلثيها إلى زائير، وتوزع إعلان الإصابات المتعددة الأخرى في دول إفريقية، مثل ليبيريا، ونيجيريا، وساحل العاج، وسيراليون.
وبحلول العام 1986م أعلن عن إصابات متعددة في دول أخرى تجاوزت 400 إصابةً موزعةً في وسط، وغرب إفريقيا الاستوائية.
أول إصابة بجدري الماء خارج إفريقيا
كانت الولايات المتحدة الأمريكية أول الدول التي تعلن عن إصابات متعددة بجدري الماء في ولايات الغرب الأوسط، إلينوي، وإنديانا، وويسمونسن، ونيوجيرسي، وذلك في العام 2003. وبعد تتبع مصدر فيروس جدري الماء، تبين لاحقًا أنه تفشى عن طريق كلب البراري، والذي أصيب بدوره بالمرض من جرذ غامبي مستورد.
ما هو فيروس جدري القردة
يسبب فيروس جدري القردة المرض عند كل من الإنسان، والحيوان، وقد اكتشف أول مرة عام 1958 من قبل العالم ” Preaben von Magnus” باعتباره إحدى الفيروسات المسببة للمرض عند قرود المكاك (وهي نوع من القرود الآسيوية)، والتي كانت تستخدم في سياق الأبحاث الطبية، إذ لوحظ وقتها تفشي لمرض شبيه بالجدري في مستعمرات القردة في المخابر الطبية.
يعتبر فيروس جدري القردة أحد أنواع الفيروسات العظمية، وهو جنس من عائلة ” Poxviridae” التي تستهدف الثديات. ولوحظ أيضًا انتشار الفيروس في مناطق الغابات الاستوائية المطيرة وسط إفريقيا، وغربها. وفترة حضانة الفيروس تمتد من 10-14 يومًا.
مصادر فيروس جدري القردة
إضافةً إلى القردة، فهناك كائنات أخرى قد تعتبر مصدرًا لفيروس جدري القردة، وأهمها الجرذان الغامبية، وزهور “Graphiurus spp“، إضافةً إلى بعض أنواع السناجب الإفريقية، إذ قد يكون إدراج هذه الحيوانات في قائمة الغذاء مصدرًا إضافيًا للعدوى بفيروس جدري القردة، وسببًا آخر ليتفشى جدري القردة في العالم.
شاهد أيضًا: علاج التسمم الغذائي منزليا.
جدري القردة يتفشى في العالم فما هي طرق العدوى
هناك طرق عدة لدخول فيروس جدري القردة إلى الجسد، وانتقاله من شخص لآخر، وهي جميعها عوامل أساسية تتحكم في السرعة التي فيها يتفشى جدري القردة في العالم. بدايةً، قد تؤمن خدوش الجلد السطحية ممر دخول مناسبًا له، حتى وإن كانت غير مرئية. كما يمكن أن يدخل عبر الطريق التنفسي، والأغشية المخاطية للعين أو الأنف أو الفم.
بالنسبة لانتقال فيروس جدري الماء من إنسان لآخر، فيعتقد أنه ينتقل بشكل أساسي عبر القطرات التنفسية الكبيرة، والجيد في الأمر أن القطرات التنفسية غير قادرة على الانتقال في الجو لأكثر من بضعة أقدام، الأمر الذي يخفف إلى حد ما من خطورة تفشي فيروس جدري الماء. كما يمكن أن يكون انتقال الفيروس انتقالًا غير مباشر، وذلك عن طريق الأغطية الملوثة بالفيروس. أما عن انتقال جدري القردة بالاتصالات الجنسية المثلية، فما زال غير مؤكد تمامًا.
أما بالنسبة إلى انتقال فيروس جدري القردة من الحيوان إلى الإنسان، فيمكن أن يتم من خلال عضات الحيوانات أو الخدوش التي قد تسببها مخالب بعضها الآخر. كما يمكن أن يكون الاتصال المباشر مع سوائل الحيوان سبيلًا للعدوى.
شاهد أيضًا: أسباب تقشر جلد الأطفال حديثي الولادة.
أعراض جدري القردة
فيما يلي التسلسل الزمني لظهور أعراض جدري القردة:
- تبدأ أعراض جدري الماء بالحمى، والصداع، وآلام العضلات، إضافةً إلى الشعور بالتعب.
- قد تظهر أيضًا تورم العقد اللمفاوية عند الإصابة بجدري القردة.
- بعد أيام قليلة من ارتفاع الحرارة، والحمى تظهر آفات جلدية على الوجه قبل أن تنتشر في أجزاء أخرى من الجسم.
- تبدأ هذه الآفات بشكل بقع صغيرة مسطحة، ثم تتحول إلى حطاطات صغيرة.
- تمتلئ هه الحطاطات بسائل رائق في البداية لتأخذ شكل الحويصلات، ثم يملؤها الصديد (القيح)، لتأخذ شكل البثور.
- تنفجر البثور بعد ذلك، وتتقشر، وتأخذ مظهرًا مشابهًا للطفح الجلدي في مرض الجدري.
مع الأخذ بعين الاعتبار أن المصاب قد لا يبدي أعراضًا لمدة 2-4 أسابيع. فقد يكون على ما يرام، وبحالة صحية طبيعية خلال هذه الفترة.
شاهد أيضًا: أسباب الطفح الجلدي عند الأطفال.
تشخيص جدري القردة
لا بد من أخذ القصة المرضية الدقيقة عن تشخيص جدري القردة. إذ يجب أن يشمل التشخيص التفريقي لجدري الماء أمراضًا أخرى من بينها جدري الماء، والحصبة، والتهابات الجلد البكتيرية، والجرب، إضافةً إلى الزهري، والحساسية المرتبطة بالأدوية.
يمكن أن يساعد تورم (اعتلال) العقد اللمفاوية في المراحل الأولى من ظهور أعراض جدري القردة في تفريق جدري القردة عن جدري الماء. إلا أن الاختبار المخبري المفضل لتشخيص جدري القردة هو اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل أو PCR. مع الأخذ بعين الاعتبار أن اختبارات الدم قد لا تكون عاملًا حاسمًا في تشخيص المرض. وذلك نظرًا لأن الفيروس لا يبقى مدةً طويلةً في الدم.
بشكل عام، يجب أن يعتمد تشخيص جدري القردة، إضافةً لما سبق على استجواب المريض، ومعرفة أعراض جدري القردة. كما يجب عند أخذ القصة المرضية معرفة تاريخ ظهور أعراض جدري القردة كالطفح الجلدي، والحمى، وغيرها من الأعراض، والتفاصيل.
هل هناك علاج فعال لجدري القردة
في الوقت الذي يتفشى فيه جدري القردة في العالم، وبينما تعلن دول جديدة عن إصابات متعددة بجدري القردة تكثر الاستفسارات حيال طرق علاج جدري القردة، ومدى فعالية هذه الطرق في علاج أعراض جدري القردة، والشفاء منها.
بدايةً يجب التنويه إلى عدم وجود علاج معتمد عالميًا، وآمن تمامًا لجدري القردة. لكن ترد التوصيات في سياق علاج أعراض جدري القردة على ضرورة تحسين ظروف الرعاية الصحية للمصابين بجدري القردة إلى أعلى مستوى، وذلك للتخفيف من أعراض جدري القردة، والتحكم بمضاعفات المرض، ومنع العواقب طويلة الأمد من الحدوث. كما يجب تقديم السوائل، والطعام المغذي للمرضى.
قد تساعد الأدوية المضادة للفيروسات في علاج جدري القردة، مثل “tecovirimat“. ولكن لم تعتمد حتى اللحظة كعلاج لجدري القردة، ففعاليتها ما زالت قيد الدراسة.
بشكل عام يتحسن من المصابين بجدري القردة من أعراض المرض من تلقاء أنفسهم، ومن دون تلقيهم علاجًا نوعيًا. أما عندما يتفشى جدري القردة في العالم، فقد يتبع مركز السيطرة على الأمراض CDC إجراءات تتضمن استخدام لقاح جدري الماء في محاولة للحد من هذا التفشي.
جدري القردة يتفشى في العالم فهل هو مرض قاتل
على الرغم من كون جدري القردة مرضًا نادر الحدوث مقارنةً بجدري الماء، وكون أعراض جدري القرود أخف شدةً من أعراض الجدري، إلا أنه قادر على إحداث الوفاة، وذلك في 10% من الحالات. لذا لا بد من إيلاء هذا المرض اهتمامًا كبيرًا. سيما في فترة فيها جدري القدرة يتفشى في العالم، وإعلان دول أوروبية عدة تسجيل إصابات متعددة بجدري القردة.
هل هناك لقاح لجدري القردة
ثبت أن التلقيح ضد مرض الجدري قد أبدى فعاليةً في الوقاية من الإصابة جدري القرود وأعراضه في 85% من الحالات، وعليه فقد يؤدي تلقيكم لقاح الجدري إلى كون أعراض جدري القردة أخف وطأةً عليكم. ولكن في الوقت الحالي، قد لا تكون لقاحات الجدري (الجيل الأول منها) متاحةً لعامة الناس، سوى بعض العاملين في مجال الأبحاث المخبرية.
توصل العلماء عام 2019م إلى لقاح جديد للوقاية من جدري القردة في محاولة منهم للحد من كون جدري القردة يتفشى في العالم. كما تمت الموافقة على اللقاح الذي يعطى على جرعتين. إلا أن توفر هذه اللقاح ما يزال محدودًا، ولا توجد برامج تطعيم شاملة حتى اللحظة.
قد يهمكم: جدول تطعيم الأطفال الرضع.
الوقاية من تفشي فيروس جدري القردة
وسط المخاوف العالمية من أن يتفشى فيروس جدري القردة في العالم، بدأ الكثيرون بالبحث عن السبل الوقائية التي من شأنها أن تقلل خطر الإصابة بفيروس جدري الماء إلى أدنى حد. ومن بين التوصيات الواجب اتباعها نذكر لكم:
- تقليل الاتصال بين الإنسان، والحيوانات المصابة بجدري القردة، إضافةً إلى تجنب ملامسة الحيوانات النافقة.
- تجنب ملامسة الأغطية أو المناشف أو الثياب الملوثة بالفيروس.
- المواظبة على غسل اليدين بالماء، والصابون بشكل جيد.
- طهي جميع الأطعمة التي تحتوي على لحوم حيوانية بشكل كاف.
- كما يجب استخدام معدات الحماية الشخصية (الكمامات، والنظارات الواقية) عند رعاية المصابين بجدري القردة.
ننصحك بزيارة: كيف تحتفظين بطعام طفلك بشكل آمن.
بات خبر: “جدري القردة يتفشى في العالم”، وإعلان دول عدة تسجيل إصابات مؤكدة، وعديدة بجدري القردة من أكثر المواضيع بحثًا على محركات البحث، لكن مما لا شك فيه أن الوعي العالمي بما يتعلق بالأوبئة قد ازداد سيما بعد جائحة كورونا التي علَمت العالم ضرورة توخي الحذر، وأهمية الإجراءات الوقائية البسيطة في الحد من تفشي الأوبئة، والأمراض الفتاكة. ومما لا شك فيه أيضًا أن جهود العلماء لن تتوقف قبل التوصل إلى الفهم الكامل لفيروس جدري القردة، وقدرته الإمراضية. لعل ذلك يكون خطوةً أخرى في طريق إيجاد لقاح لهذا المرض الذي أثار الرعب خلال فترة قصيرة. من منصة “طلاب نت” نتمنى لكم الصحة، وأن تكونوا في مأمن من فيروس جدري الماء. كما نهيب بكم نشر الحقائق الصحيحة التي قدمناها أعلاه عن كل ما يتعلق بجدري القردة.