تبحث الأمهات عن علامات تدل على حاجة الطفل إلى التجشؤ، حيث أن هذا الأمر يشغلها منذ ولادة طفلها وبدئها بإرضاعه، فتلمع عيناها عند رؤيته يأخذ غذاءه منها. فتبدأ بمراقبة حركاته التي يقوم بها حتى تستدل على حاجته إلى التجشؤ. فالطفل الرضيع يبتلع كميات كبيرة من الهواء أثناء الرضاعة، سواء كانت رضاعة طبيعية أم صناعية، فعندما يأخد الرضيع كميات كبيرة من الهواء وتتجمع في بطنه يتوقف عن الرضاعة، وقد يؤدي ذلك إلى شعوره بالمغص فيبدأ بالبكاء، ويكون بحاجة إلى إخراج تلك الغازات التي ابتلعها خلال الرضاعة عن طريق التجشؤ. فما هو التجشؤ عند الأطفال؟ وما أهميته؟ وما هي العلامات التي تدل على حاجة الطفل إلى التجشؤ؟ وهل من المقلق عدم تجشؤ الطفل بعد الرضاعة؟ أسئلة عديدة تبحث عن إجابتها الأمهات سنجيب عنها في مقالنا التالي.
التجشؤ عند الأطفال
في الواقع يبتلع الطفل الرضيع الهواء مع الحليب الذي يأخذه من الرضاعة سواء كانت طبيعية أو صناعية، مما يؤدي إلى شعوره بالانتفاخ وعدم الراحة وهذا يؤدي إلى دخوله في وصلات من البكاء. فإذا كان الطفل الرضيع يميل للغضب أثناء الرضاعة ذلك يدل أنه بحاجة إلى مساعدته على التجشؤ لإخراج الهواء المتجمع في بطنه، وذلك يكون كل 5 إلى 10 دقائق خلال الرضاعة الطبيعية، أو بعد أخذه حوالي 60 مل من زجاجة الحليب. ويتوجب على الأم أن تكون على دراية بطرق التجشؤ الصحيحة التي تستخدمها لمساعدة رضيعها على التجشؤ. فيمكن حمل الرضيع لمدة 10 أو 15 دقيقة بعد الرضاعة حتى يقوم بالتجشؤ وإخراج الهواء من بطنه.
أهمية التجشؤ عند الأطفال
في الحقيقة يكون الطفل الرضيع بحاجة إلى التجشؤ لإخراج الهواء المحبوس في معدته. وتتلخص أهمية التجشؤ للأطفال فيما يلي:
- التقليل من آثار المغص الذي يحدث بسبب الهواء الزائد المحبوس في معدة الطفل، والذي يجعله ذو مزاج سيء طوال الوقت.
- مساعدة الطفل على النوم، فعند ملاحظة الأم أن رضيعها أكثر راحة في وضعية حمله بشكل قائم أو في وضعية الجلوس، وغير قادر على النوم، فهذا يدل على أن الطفل بحاجة إلى إخراج الهواء من معدته.
- يساعد تجشؤ الطفل إلى تجنب حالات الاختناق التي تحدث عند الطفل أثناء الرضاعة.
- إن تجشؤ الطفل الرضيع وإخراج الهواء من بطنه يجعله أكثر تجاوبًا مع والدته.
- يخفف التجشؤ من هيجان الطفل وشعوره بعدم الراحة.
اقرأ أيضًا: تعرف على الصفرة نسبتها الطبيعية ومراحل خطورتها
علامات تدل على حاجة الطفل إلى التجشؤ
هناك العديد من العلامات التي عند ملاحظتها عند الرضيع يتوجب مساعدته على التجشؤ. وتتضمن تلك العلامات:
- تغير تعابير وجه الطفل الرضيع وشعوره بالضيق، وعدم الراحة بعد الانتهاء من الرضاعة.
- رفض الطفل الرضيع إكماله للرضاعة، وذلك لأن بطنه يكون مملوءًا بالغازات، مما يؤدي إلى صعوبة في تناول المزيد من الحليب.
- تلوي الطفل الرضيع أثناء الرضاعة وكثرة حركته، بالإضافة إلى ابتعاده عن ثدي أمه في بعض الأحيان.
- تشنج الرضيع وبكاؤه بشكل غريب عن العادة، وذلك نتيجة شعوره بآلام المغص.
- بصق الطفل الرضيع للحليب بشكل متكرر، هذا دليل على أنه بحاجة إلى التجشؤ.
متى ينصح بتجشؤ الأطفال
في الحقيقة ليس من الضروري أن يتم مساعدة الطفل الرضيع على التجشؤ دائما، فقد لا يكون حاجة له للتجشؤ. لكن ينصح بذلك عند ملاحظة علامات عدم ارتياح وضيق عنده. حيث يبدأ بالتلوي والابتعاد عن الثدي وبعدها يبدأ بوصلات من البكاء. فيمكن استغلال الوقت الذي يتم فيه تبديل الرضيع إلى الثدي الآخر وحمله حتى يتجشأ، أو عند مرور أكثر من 7 دقائق على إرضاعه، ويتم مساعدة الطفل الرضيع على التجشؤ في العمر ما بين شهر إلى أربعة أشهر، لأنه بعد تجاوزه لعمر الأربعة أشهر تتحسن قدرته على المص، ويتحكم في ابتلاعه للحليب دون ابتلاع كميات من الهواء معه.
اقرأ أيضًا: أسباب خمول الغدة الدرقية عند حديثي الولادة والرضع
أفضل الوضعيات لتجشؤ الأطفال
في الحقيقة إن مساعدة الرضيع على التجشؤ ليس أمرًا سهلًا، فهو يحتاج إلى دقة في التربيت على ظهر الطفل. ومن أفضل الوضعيات لتجشؤ الأطفال:
- حمل الرضيع في مواجهة الثدي: في هذه الوضعية يتم رفع الرضيع، بحيث يكون رأسه مواجهًا لعظم القص، وتقوم الأم بالتربيت على ظهره لمدة خمس دقائق حتى يتجشأ.
- حمل الرضيع في وضع قائم على الكتف: حيث يتم رفع الرضيع ودعم ظهره ومؤخرته بواسطة اليدين، مع تثبيت ذقنه على كتف الأم، والتربيت براحة اليد في منتصف ظهره، أو التدليك مع الضغط الخفيف لظهر الرضيع من الأسفل إلى الأعلى حتى يتجشأ.
- وضعية استلقاء الرضيع على الساعد: حيث تقوم الأم بجعل بطن الرضيع في مواجهة ساعدها مع دعم رأسه باستخدام المرفق، والتربيت على ظهره باليد الأخرى مع الضغط الخفيف على البطن، والاستمرار في التربيت حتى يتجشأ.
- وضعية استلقاء الرضيع على الساقين: يتم وضع الطفل الرضيع ليستلقي على ساقي الأم، ومن ثم التربيت على ظهره، مع هز الساقين بشكل خفيف حتى يتجشأ، بالإضافة إلى أن هذه الطريقة تساعد الرضيع على النوم بعد الرضاعة.
هل من المقلق عدم تجشؤ الرضيع بعد الرضاعة
في الواقع إذا لم يتجشأ الرضيع بعد الرضاعة ولم يبدِ أي قلق أو انزعاج، فلا حاجة إلى إجباره على التجشؤ. ولكن اذا كان الرضيع يتلوى ويتحرك كثيرًا فمن المرجح أن يكون بحاجة إلى التجشؤ لإخراج الهواء المتجمع في بطنه. وقد يكون من الطبيعي جدًا عدم تجشؤ الطفل بعد الرضاعة، وذلك بسبب عدم ابتلاعه لكميات من الهواء، أو في حال إخراجه عن طريق الجهاز الهضمي. وأيضًا من الطبيعي تقيؤ الطفل بدلًا من التجشؤ. فلا داعي للقلق إذا حدث ذلك مرتين إلى ثلاث مرات، لكن في حال عدم تجشؤ الطفل أبدًا واستمرار هذه الحالة يجب استشارة الطبيب المختص.
نصائح حول تجشؤ الأطفال
هناك عدة نصائح حول موضوع تجشؤ الطفل الرضيع على الأم الانتباه لها. وتتضمن:
- إن لم يتجشأ الطفل بعد محاولة مساعدته لبضع دقائق يجب تغيير الوضعية. وإن لم يتجشأ فذلك دليل أنه لا يحتاج إلى التجشؤ.
- التوقف عن إجبار الطفل دائما على التجشؤ، لأنه قد يكون مرتاحًا وليس بحاجة إلى التجشؤ.
- تعرف الأم على لغة جسد طفلها الرضيع حتى تتمكن من معرفة هل هو بحاجة إلى التجشؤ أم لا.
- الانتباه الى مساعدة الطفل الذي يرضع من الزجاجة على التجشؤ لأن الأطفال الذين يرضعون رضاعة صناعية أكثر ابتلاعًا للهواء من الذين يرضعون طبيعيًا.
- التأكد من أن الطفل الرضيع مثبتًا على الثدي، وفي حال الرضاعة من الزجاجة التأكد من أن ثقب الحلمة مناسب للطفل حتى لا يبتلع مزيدًا من الهواء.
في النهاية إن التجشؤ عند الأطفال الرضع أمر ضروري لإخراج الهواء المحبوس في المعدة. فبالانتباه على العلامات التي تدل على حاجة الطفل إلى التجشؤ، ومساعدته على ذلك من خلال اتباع الوضعيات المناسبة، نضمن للطفل حياةً صحيةً خاليةً من الآلام الناتجة عن ابتلاعه للهواء.