في الحب والحياة.. وأشياء أخرى! ,
كثيرون عاشوا تجربة حب غير مكتملة، مخزنة في ذاكرتهم لتعود ذكرياتهم بحنين غامر لتلك الأيام. وحتى أولئك الذين اكتملت قصص حبهم بالزواج، ربما تضاءلت حدة مشاعرهم تحت ضغط الحياة ومتطلباتها ومشاكلها. وهناك من عاش حياته دون أن تهتز مشاعره بسبب عاطفة الحب التي جذبته للجنس الآخر. كل هؤلاء وغيرهم يرون بعضهم البعض بشكل مختلف.
لكن كل نظرة هؤلاء إلى علاقة الرجل بالمرأة مبنية على الحب والزواج. إنها نظرة ضيقة؛ خلقت المرأة من ضلع الرجل، لتكمل معه نظام الخلق، وتحقق معه غرض الخلق. ولا ينبغي للرجل أن يقوى عليها بقوة بنيته أو قوته العضلية. العقل هو أساس التفاضل بين الناس، فالناس لا يفرقون بقوة البدن.
تعتبر العلاقة بين الرجل والمرأة مشكلة كبيرة في مجتمعاتنا، وهي مشكلة تنبع من عدم اكتمال النظرة إليها. هناك من يجعل المرأة تابعة للرجل، وهناك من يجعلها منافسة للرجل، وهناك من يراها مخلوقا ضعيفا يجب أن ينتصر لها على حساب الرجل. وقليلون هم الذين يرونها أماً وزوجاً وابنة وحبيبة لا تكتمل الحياة بدونها.
ولعل ما كتبه المفكر الكبير الراحل الدكتور مصطفى محمود في كتابه عن الحب والحياة من أجمل ما قرأت عن حقيقة علاقة الرجل بالمرأة. لقد قدم لنا الرجل حقيقة مهمة بعبارات في غاية الروعة والبلاغة.
يقول مفكرنا الكبير: “إن الإنسان رغم قوته وجبروته وقاحته.. هو المنتصر! هو ولي المرأة، وليها.. يسبقها في الشهادة والميراث وفي الاحترام.. إمبراطور على بيتها، يحكمه، يعزه ويذله، يهدمه إذا شاء بـ كلمة من فمه. لكنه يعلم أن كل هذه القوة والسيادة أسطورية، وأنه إمبراطور منتصر على دولة خيالية من ورق اللعب!
هو -الرجل- يحتاج إلى المرأة… مهما فعل؛ هذه الحاجة تقلم أظافره، وتنزع أنيابه، وتروض وحشيته، وتعيده إلى وديع، خاضع، مطيع، حنون على صدر زوجته. ما فائدة الصياح والصراخ والزمجرة والزئير والقلب في داخله يحك كالقطط؟! يحتاج إلى امرأة لبناء الحب. يحتاجها لبناء منزل. إنه يحتاج إليها لتكون رب الأسرة. فهل سنجد بعد ذلك من يتعصب للرجل ضد المرأة، أو يتحيز للمرأة على حساب الرجل؟!