متى تكون حرارة الطفل خطيرة؟ هل تساءلت يومًا عن قيمة درجة الحرارة الطبيعية لدى طفلك الصغير؟ ما هي العلامات والأعراض المثيرة للقلق في حال ترافقت مع ارتفاع في درجة حرارة الطفل؟ هل تعتبر حرارة الطفل خطيرة دائمًا؟ تبحث مقالتنا لهذا اليوم في أسباب حرارة الطفل الخطيرة وقيمة كل من درجة الحرارة المرتفعة والطبيعية عند الطفل. بالإضافة إلى ذلك، سنذكر أهم الأعراض المرضية التي يجب عدم إهمالها في حال ترافقت مع ارتفاع في درجة حرارة الطفل.
تعتبر الحمى عند الأطفال هي مصدر القلق والخوف الأساسي والمشترك أيضًا بين الآباء من جهة وأطباء الأطفال من جهة أخرى. وعلى الرغم من ذلك، لا يمكننا اعتبار كل ارتفاع في درجة الحرارة لدى الطفل الصغير هي حالة خطيرة ويجب علاجها. حيث أن الحمى بحد ذاتها ليست مرضًا مستقلًا ولا تستدعي العلاج الفوري. كما أنها تشير إلى أن الجسم فعل جهازه المناعي ليقاوم الإنتان ويحاربه وبالتالي يتخلص منه.
متى تكون حرارة الطفل خطيرة
إليك بعض المؤشرات التي تدل على أن درجة حرارة الطفل خطيرة، ويجب التواصل مع أقرب طبيب أطفال لمراقبة حالة الطفل الصغير:
- صعوبة في التنفس.
- صعوبة كبيرة في ابتلاع السوائل والطعام.
- البكاء المستمر أو البكاء عند اللمس أو الحركة.
- عدم تحرك الطفل بشكل طبيعي.
- رجفة أو قشعريرة لمدة تزيد عن 30 دقيقة.
- ظهور بقع أو نقاط أرجوانية أو ملونة بالدم على الجلد.
- في حالات خاصة، نعتبر درجة حرارة الطفل خطيرة في حال الاشتباه بوجود تجفاف لدى الطفل الصغير. على سبيل المثال، تطورت لديه أعراضًا عديدة كجفاف الفم والأغشية المخاطية، وقلة الدموع، ونقص كمية البول أو انعدام البول لمدة أكثر من 8 ساعات أو أصبح لون البول عند الطفل داكنًا.
- نعتبر درجة حرارة الطفل خطيرة في حال كان رضيعًا ولم يتجاوز عمره 3 أشهر، مهما كان قيمة الدرجة أو كانت مصحوبة بأعراض مرضية أخرى.
- أما عن الطفل الذي يتراوح عمره بين 3 إلى 6 أشهر، يمكننا اعتبار درجة حرارة الطفل خطيرة في حال تجاوزت 38 درجة مئوية أو 100.4 درجة فهرنهايت مع ظهور أعراض مرضية أخرى.
- في حال وجود ارتفاع في درجة الحرارة لدى أي طفل يتراوح عمره بين 6 إلى 12 شهر، تعتبر حرارة الطفل خطيرة في حال استمر الارتفاع لمدة تتجاوز 24 ساعة، مع أو بدون أعراض مرضية أخرى.
- يمكننا اعتبار درجة حرارة الطفل خطيرة في حال استمرارها لأكثر من 3 أيام متتالية أو في حال تكررت الحمى بعد زوالها لأكثر من 24 ساعة.
- تعتبر درجة حرارة الطفل خطيرة في حال تجاوزت 40 درجة مئوية، أي أصبحت أعلى من 104 درجة فهرنهايت.
كيف نقيس درجة حرارة الطفل المرتفعة
تختلف طريقة ومكان قياس درجة حرارة الطفل، حيث يوجد عدة طرق مختلفة في مدى دقتها. عادة نعتمد على قياس درجة الحرارة عبر المستقيم (الشرجية)، للتأكد من وجود حمى لدى الطفل (أي أن حرارة الطفل خطيرة). السبب في ذلك هو أن الحرارة الشرجية تعطي النتيجة الأكثر دقة بناء على الكثير من الدراسات والإحصائيات. أما عن الطرق الأخرى، فتكون درجة حرارة الطفل مرتفعة، عندما تحقق ما يلي:
- درجة الحرارة الشرجية: عندما تحقق درجة الحرارة المقاسة 38 درجة مئوية أو أكثر، أي ما يعادل 100.4 درجة فهرنهايت أو أكثر.
- الحرارة الفموية: يجب أن تكون درجة الحرارة المقاسة عن طريق الفم أعلى من 100 درجة فهرنهايت أو أعلى من 37.8 درجة مئوية، وذلك باستخدام مقياس الحرارة الفموي.
- الحرارة الإبطية: يمكننا القول أن درجة حرارة الطفل الرضيع مرتفعة، إذا أصبحت فوق 99 درجة فهرنهايت أي ما يعادل 37.2 درجة مئوية.
هل تعتبر درجة حرارة الطفل المرتفعة خطيرة دائما
لا يشير كل ارتفاع في درجة حرارة الطفل الرضيع ذي عمر السنة أو أقل إلى وجود مرض خطير. بالإضافة إلى ذلك، لا يشير مدى الارتفاع في درجة الحرارة لدى الطفل أيضًا إلى شدة أو خطورة المرض لديه.
كما أنه من الممكن أن ترتفع درجة حرارة أجسام الأطفال لأسباب عديدة بخلاف المرض والعوامل المسببة له. على سبيل المثال، قد تصبح درجة حرارة الطفل مرتفعة عند البكاء لفترات طويلة أو الجلوس في مكان مشمس أو اللعب تحت أشعة الشمس الحارقة. كما يمكن أن ترتفع درجة حرارة الطفل الرضيع عند التسنين (بدء ظهور أسنانه). ولكن هذه العوامل لا تحرض حدوث الحمى ولا تجعل درجة حرارة الطفل خطيرة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن جسم الطفل أقل قدرة على تنظيم درجة الحرارة من جسم البالغ. بالتالي قد يكون من الصعب عليه أن يبرد جسده عند ارتفاع درجة حرارته بشكل مفاجئ لسبب ما. كما أن أجسام الأطفال حديثي الولادة دافئة بشكل طبيعي أكثر من أجسام البالغين، والسبب في ذلك هو كثرة حركتهم ونشاطهم الزائد.
شاهد أيضًا: متى تعتبر درجة حرارة الرضيع مرتفعة.
ما هي أسباب ارتفاع حرارة الطفل الخطيرة
في البداية، يجب أن ننوه على فكرة هامة جدًا ألا وهي (إن الحمى وحرارة الطفل الخطيرة ليست مرضًا منفردًا بحد ذاته بل إنها عرضًا من أعراض المرض المسبب في حدوثها). حيث أن السبب الأساسي في حدوثها هو تفعيل الجهاز المناعي الخاص بالطفل ليحارب العدوى التي أصابته إن كانت جرثومية أو فيروسية. وتشمل الأسباب الشائعة للحمى عند الأطفال ما يلي:
- الالتهابات الفيروسية، بما في ذلك نزلات البرد والأنفلونزا. حيث تعتبر العدوى الفيروسية هي السبب الأكثر شيوعًا.
- إنتانات الجهاز التنفسي والرئوي، بما فيها الفيروسية والبكتيرية.
- التهابات الأذن والأنف والبلعوم، والتي يمكن أن تكون فيروسية المصدر أو بكتيرية.
- التهاب السحايا، وهو عدوى خطيرة جدًا وشائعة الحدوث عند الأطفال.
- عدوى المسالك البولية والتي غالبًا ما تسبب عدوى بكتيرية مصحوبة بإقياءات وارتفاع درجات الحرارة عند الأطفال حديثي الولادة.
- الحمى بعد التطعيم (في حالات خاصة)، والتي يمكن أن تحدث في غضون 12 ساعة بعد أخذ الطفل الحقنة وقد تستمر لمدة 2 إلى 3 أيام.
شاهد أيضًا: كيفية قياس درجة حرارة حديثي الولادة.
ما هي درجة حرارة الطفل الطبيعية
تبلغ درجة حرارة الطفل الطبيعية حوالي 98.6 درجة فهرنهايت أو 37 درجة مئوية، وذلك بقياس الحرارة عن طريق المستقيم. مع العلم أننا نعتبر تلك القيمة الوسطية نموذجية وطبيعية عند الأطفال بعمر السنة (12 شهر) أو أقل. في بعض الأوقات، قد تنخفض درجة حرارة في الصباح الباكر وتصل إلى 36 درجة مئوية أي ما يعادل 96.8 درجة فهرنهايت. بينما قد تصبح مرتفعة، وتبلغ 37.9 درجة مئوية أو 100.3 درجة فهرنهايت في وقت لاحق من اليوم. على الرغم من ذلك، لا نعتبر درجة الحرارة في هذه الحالات مضطربة (لا مرتفعة ولا منخفضة). بل تعتبر حالة طبيعية ومتوقعة الحدوث عند الطفل الرضيع في هذا العمر.
في الختام، ننصحك بمراقبة حيوية ونشاط طفلك الصغير ومدى شهيته للطعام أيضًا، وذلك عند ملاحظة وجود ارتفاع في درجة حرارته. ومن الممكن أن نعتبر هذا الارتفاع في درجة الحرارة عابرًا وطبيعيًا، ما دام الطفل يتحرك ويلعب وهو مليء بالقوة والطاقة والنشاط. لذلك عليك الانتباه لأدق التفاصيل، والاتصال بأقرب طبيب أطفال أو مركز رعاية طبية في حال لاحظت تطور أي تغير غير طبيعي في الطفل.