أساليب الدعم النفسي للأبناء تتلخص في التربية بالرفق والكلمة الطيبة

أساليب الدعم النفسي للأبناء تتلخص في التربية بالرفق والكلمة الطيبة ,

اختتم الجامع الأزهر، اليوم، الموسم التاسع من برامجه الموجهة للمرأة، والتي تأتي تحت عنوان: “دور التربية الإيمانية في حماية الأطفال من الانحرافات السلوكية”. وجاءت الحلقة الأخيرة من الموسم التاسع تحت عنوان: «أهمية الدعم النفسي للأطفال»، وحضرها الجميع. من د. منال الخولي أستاذ علم النفس وعميد كلية التربية للبنات جامعة الأزهر، ود. هبة عوف عبد الرحمن الأستاذ المساعد بقسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر. القاهرة، وأدار الحوار الدكتورة حياة العيساوي، الباحثة في الجامع الأزهر الشريف.

التعليم المتوازن الشامل

قالت الدكتورة: منال الخولي: اللطف والمساندة من أهم قواعد التربية المتوازنة، وإهمالها أو الانحراف عنها عيب كبير في التربية يؤدي إلى الفشل. الفشل في تحقيق الأهداف، صعوبات في التعلم والحياة، الشعور بالعجز وعدم الأمان، القلق المستمر على الآخرين والمستقبل، تدني احترام الذات، الشعور بالذنب والضعف. شخصية الأطفال، الغضب، العدوانية، الغربة عن الواقع، العزلة الاجتماعية، الصورة المشوهة عن العالم، ومشاكل في الانتباه والذاكرة والتعلم، تحتاج إلى علاج فوري من قبل الوالدين.

أساليب الدعم النفسي للأطفال

وأوضح أستاذ علم النفس أن هناك العديد من الأساليب لدعم الأطفال نفسياً، والتي يمكن تلخيصها في تربية الأطفال بلطف، ومراعاة التعاطف والكلمة الطيبة، ودراسة الكلمات التي يسمعها الابن حتى مرحلة المراهقة، ومراعاة التبسم واللقاء. على طاولة الطعام. فمثلاً إذا أردت أن أتحدث مع ابني أو أنصحه، فلا نجلس في مكانين متباعدين، بل يتم ذلك بالتوجيه المباشر، مع استخدام التعزيز والتشجيع المناسبين على السلوك الجيد. قوله صلى الله عليه وسلم: «يا غلام بارك الله لك، وكل بيمينك، وكل بيمينك» يعتبر من أساليب التوجيه المباشر قبل أن يتحول السلوك الخاطئ إلى عيب. عادة يصعب علاجها، وكذلك استخدام أسلوب القصة، وتعليم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره بحرية للوصول إلى ما يمكن أن نسميه تأكيد الذات، إذ لا يمكنك تأكيد نفسك دون التعبير الحر عن مشاعرك وإنسانيتك حقوق.

من جهتها أكدت د. وقالت هبة عوف عبد الرحمن إن الجانب الروحي للإسلام يمثل دعماً نفسياً كبيراً يستطيع المسلم من خلاله التغلب على الكثير من المشكلات التي يعاني منها العالم اليوم والتي تتمثل في الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب والهواجس والشعور بضعف العزيمة. ، والانشغال بالأفكار السيئة، دون أن يكون هناك خلل عضوي يسبب ذلك، ويبدأون في تجنب هذه المشاكل النفسية منذ سن مبكرة. أطفالنا هم مكونات قابلة للتشكيل والتصحيح ما داموا في المراحل الأولى من حياتهم. كما أنهم عرضة للتأثر بكل المؤثرات التي تحيط بهم، فتتراكم في ذاكرتهم مختلف المواقف السلبية والإيجابية، وتتلاقى مع… مكوناتهم النفسية ونتاج العملية التعليمية التي يتعرضون لها.

وأضافت د.: قالت هبة عوف عبد الرحمن إن الأطفال يولدون بفطرة نقية نقية، ومن ثم يتأثرون بيئيا بما يصادفهم من المجتمعات المحيطة بهم ومن الآباء الذين يقومون بتربيتهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “”ما من مولود إلا يولد على خلقه فيهوده أبواه، أو ينصرانه، أو يقدسانه”.” ومن هنا تأتي أهمية الدعم النفسي للأطفال، فهو يمثل الإطار الأول الذي تتشكل فيه شخصية الطفل، وتتحدد في إطاره خصائصهم. أما بالنسبة للأطفال فهي تكاد تكون أهم من الصحة الجسدية، فهي تصلح القلب، وتنقي الصدر، وتتحسن الصحة البدنية، ويتقبل الابن السلوك الصحيح، ويبتعد عن الانحرافات بكافة أشكالها، مما يجعل المجتمع مجتمع صحي.

وأكد د. حياة العيساوي، السيرة النبوية الشريفة مليئة بالعديد من المواقف التربوية العملية التي تتطلب من الأمهات والآباء وغيرهم من المربين وقفة تأمل بقصد الاقتداء والاقتداء والاهتداء إلى تربية علمية سليمة وناجحة يحفظ للشاب حقوقه المعنوية والمادية حتى ينجح في الدنيا كما نجح المتميزون، ويقترب في النهاية كما فاز المقربون.

واستشهدت بقول الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}، فما أعظم حاجة أطفالنا اليوم إلى ذلك؟ الاهتمام بوجهة نظرهم، واحترام رأيهم، وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عما يدور في أذهانهم، ويجب توعية الأطفال بأهمية رأيهم حتى يتمتعوا بشخصية قوية وثقة بأنفسهم، وواحدة. ومن مظاهر احترام شخصياتهم مرافقتهم وإعطاؤهم حقهم في الجلوس مع الكبار، فيتعلمون الرجولة واللباقة والآداب الاجتماعية وحسن التواصل.

كما نقلت د. حياة العيساوي بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حين أتي النبي صلى الله عليه وسلم بالقدح فشرب منه وعن يمينه غلام من القوم، وعن يساره كبار السن، فقال: يا غلام، هل أؤذن للصلاة؟ هل يجوز لي أن أعطيه الرجال المسنين؟ فقال: ما أحب أحداً بفضلي منك يا رسول الله، فأعطاه إياه. لذلك كان المربي الكبير صلى الله عليه وسلم لا يكسر عقل الطفل ويهمل مشاعره البريئة، فاستأذنه في البدء بمن هو أكبر منه -احتراما لهم- الطفل عن يمينه، والشيوخ عن يساره، والسنة الأولى. بالحلف، فسأل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن رأي الصبي في البدء بتقديم الماء للكبار، فأذن له. وكان رد هذا الطفل أنه رفض التنازل عن حقه في الفوز بشرف الشرب من يده الشريفة صلى الله عليه وسلم، فلبى طلبه.