أساليب جديدة لغش الحلويات في دمشق.. التفاصيل الكاملة ,
ويبدو أن الفوضى تسيطر على السوق السورية، وخاصة في المناطق التي تسيطر عليها حكومة دمشق، بما في ذلك العاصمة على وجه الخصوص، والدليل على ذلك انتشار ظاهرة غش الحلويات في أسواق دمشق دون وجود رقابة حقيقية تحد مما يحدث.
بالتفصيل، شاهد تشهد أسواق العاصمة السورية دمشق انتشاراً للحلويات المقلدة، التي تباع بأسعار تماثل المنتجات ذات الجودة العالية، ومن أساليب الغش الجديدة استخدام بدائل رخيصة الثمن مثل البازلاء بدلاً من الفستق والكاجو.
وبطبيعة الحال، أصبح الفستق والكاجو معروفين محلياً باسم “الفستق المزيف” و”الكاجو المزيف”، ومع ذلك يتم بيعهما بأسعار مماثلة للمنتجات الأصلية، بحسب تقرير لموقع “أثر برس” المحلي.
وقال التقرير إنه مع ارتفاع أسعار المكسرات الأصلية يلجأ بعض التجار إلى هذه الممارسات لتحقيق أرباح عالية، الأمر الذي يثير غضب المستهلكين الذين يدفعون مبالغ كبيرة للحصول على منتجات رديئة الجودة.
ما هي طرق الغش في الحلويات؟
وفي هذا الإطار يطالب مواطنون في العاصمة دمشق بضرورة تعزيز الرقابة على الأسواق لضمان جودة المنتجات وخاصة الحلويات ومنع تصنيع المزور منها وحماية حقوق المستهلك.
وقال أحد العاملين في صناعة الحلويات إن صناعة “الفستق المغشوش” لا تحتاج إلا إلى البازلاء الخضراء المطحونة وبعض المنكهات، مضيفاً أن هذا يحقق للبائع وفراً كبيراً قد يصل إلى 400 ألف ليرة سورية للكيلوغرام الواحد.
أما الكاجو، فبحسب حديث المصدر المذكور لموقع “أثر برس”، تقوم بعض المحال بغلي الفستق الحلبي، ثم تعجنه وتضعه في قوالب، وتعريضه للحرارة ليعطيه شكلاً وطعماً يشبه الكاجو، وفي هذه الحالة يمكن للبائع تحقيق توفير يصل إلى 500 ألف ليرة سورية للكيلوغرام الواحد.
يذكر أن أسعار الحلويات التي تحتوي على الكاجو والفستق تبدأ من 300 ألف ليرة سورية، فيما يصل بعضها إلى مليون ليرة وأكثر، وذلك بحسب النوع والجودة والمواد الأولية المستخدمة كالسمن والمكسرات والعجينة الأساسية.
وشهدت الفترة الماضية انتشاراً كبيراً لظاهرة الغش في المنتجات الغذائية في سوريا، وليس الحلويات فقط، حيث كشف سابقاً عن انتشار كبير للمنتجات المغشوشة في أسواق دمشق، كان آخرها اعتراف الحكومة قبل أيام بعدم مطابقة غالبية أصناف البوظة الموجودة في الأسواق للمواصفات.
اعتراف بالعجز عن السيطرة على أسواق دمشق!
وفي هذا السياق أكد رئيس جمعية حماية المستهلك بدمشق وريفها عبد العزيز مقالي أن الجمعية لاحظت من خلال استطلاعاتها للأسواق وجود العديد من حالات الغش في محلات الحلويات، شملت المكسرات وأنواع السمن المستخدمة.
وبحسب تقرير وكالة “أثر برس”، أقر مقالي بعجز الجمعية عن ضبط أسواق دمشق ووضع حد لحالات الغش المنتشرة، رغم علم الجمعية بها ورصدها للعديد من المواد المغشوشة.
ولا يمكن اكتشاف هذه الحالات إلا بأخذ عينات وتحليلها في المختبرات، بحسب مقالي، الذي أوضح أن جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها خاطبت الجهات المعنية بشأن حالات الغش، دون أن يضيف تفاصيل أخرى.
والجدير بالذكر أن انتشار أساليب الغش في المواد الغذائية وغيرها من المنتجات بدأ في سوريا، وخاصة العاصمة دمشق، منذ عام 2022، لكنه كان يقتصر على بسطات الباعة، إلا أن الجديد اليوم هو انتشار أساليب الغش في الحلويات والمواد الغذائية في المحلات التجارية أيضاً، دون الاكتراث بسمعة المحلات التجارية لدى التجار.
يعيش سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية ظروفاً معيشية صعبة وأزمة اقتصادية تتفاقم يوماً بعد يوم، وازدادت حدتها مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ شهدت أسعار أغلب السلع والمواد الأساسية في الأسواق السورية ارتفاعاً مستمراً، تزامناً مع تطبيق قرار حكومة دمشق برفع الدعم عن فئات من السوريين.