هل تساءلت يومًا عن أسباب ارتفاع درجة حرارة الطفل حديث الولادة؟ ما هي درجة الحرارة الطبيعية للطفل بعمر السنة وما هي درجة الحرارة الخطيرة؟ كيف تتعاملين مع ارتفاع درجة حرارة طفلك؟ ما هي أشيع العادات الخاطئة عند قياس درجة حرارة الطفل؟ سنتحدث في مقال اليوم وعبر موقع طلاب نت عن موضوع يقلق جميع الأمهات حول أطفالهن.
حيث تعتبر الحرارة المرتفعة استجابة طبيعية للجسم لمحاربة الإنتانات والالتهابات والعوامل الغريبة التي تصيبه. لذلك يمكننا القول أن هناك الكثير من العوامل المتنوعة والتي تلعب دورًا مهمًا في رفع درجة الحرارة عند الأطفال الصغار. ذلك بدءًا من أمراض الطفولة الشائعة مثل جدري الماء والتهاب اللوزتين إلى التطعيمات واللقاحات الضرورية لهم في فترة الطفولة.
أسباب ارتفاع درجة حرارة الطفل حديث الولادة
تحدث الحمى عند الأطفال بسبب الإصابة بعدوى جديدة غالبًا. تعتبر الفيروسات هي مصدر العدوى الأكثر شيوعًا بعشر مرات من البكتيريا. لكن هناك الكثير من العوامل المسببة لارتفاع درجة حرارة الطفل حديث الولادة، ومنها:
- العدوى الفيروسية: تعد نزلات البرد والإنفلونزا والالتهابات الفيروسية الأخرى هي السبب الأكثر شيوعًا لارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال. وعادة تكون الحمى هي العرض الأول والوحيد خلال الـ 24 ساعة الأولى للإصابة. كما تعتبر الوردية (الطفح الوردي) من الأسباب الشائعة لحدوث الحمى خلال الأيام الأولى من الإصابة، ثم يبدأ الطفح الجلدي بالظهور.
- الالتهابات البكتيرية: تعتبر العدوى التي تصيب المثانة هي السبب الأكثر شيوعًا للحمى الصامتة عند الفتيات. كما أن التهابات الحلق واللوزتين البكتيرية قد ترفع من درجة حرارة الطفل الصغير كثيرًا.
- التهاب السحايا: ينتج التهاب السحايا عادة عند الإصابة بعدوى بكتيرية تصيب الغشاء الذي يغطي النخاع الشوكي والدماغ. وتترافق الحرارة المرتفعة مع الأعراض الأخرى، مثل (تصلب الرقبة وانتفاخ اليافوخ والهياج والبكاء الشديد وغير ذلك).
- ارتفاع الحرارة الناتج عن اللقاح: قد يبدأ ارتفاع الحرارة المرافق لمعظم اللقاحات في غضون 12 ساعة تقريبًا. كما قد يستمر هذا الارتفاع لمدة تتراوح بين 2 إلى 3 أيام. ويعتبر حدوث هذه الحالة طبيعيًا وغير خطير غالبًا، بل إنها تدل على أن هذا اللقاح فعال ويؤدي عمله جيدًا في جسم الطفل.
ارتفاع درجة حرارة الطفل حديث الولادة
تبلغ درجة حرارة الطفل حديث الولادة الطبيعية (بعمر السنة أو أقل) 37 درجة مئوية تقريبًا (أي ما يعادل 98.6 درجة فهرنهايت). م الممكن أن ترتفع أو تنخفض درجة حرارة الطفل بمقادير بسيطة وبشكل طبيعي خلال اليوم. حيث قد ترتفع وتصل إلى 37.9 درجة مئوية في وقت ما من يومه، كما يمكن أن تنخفض لتصبح 36 درجة مئوية في وقت باكر من الصباح.
تعتبر درجة حرارة الطفل مرتفعة عندما تبلغ 38 درجة مئوية أو أكثر عند قياسها عبر الشرج (أي ما يقارب 100.4 درجة فهرنهايت أو أكثر). بينما نعتبر درجة حرارة الطفل المقاسة عن طريق الفم مرتفعة عندما تتجاوز 37.8 درجة مئوية أو 100 درجة فهرنهايت. أما عن درجة حرارة الطفل المقاسة عن طريق الإبط، فتكون مرتفعة عندما تفوق 37.2 درجة مئوية (أي ما يعادل 99 درجة فهرنهايت).
علامات ارتفاع درجة حرارة الطفل حديث الولادة
ليس كل ملمس دافئ لجلد طفلك هو ارتفاع في درجة حرارته أو دليل على خطورة عالية لحدوث الحمى لديه. لذلك سنوضح أبرز العلامات شائعة الحدوث عند ارتفاع درجة الطفل حديث الولادة، وهي:
- الشعور بسخونة عالية أكثر من المعتاد وغير متوافقة مع نمط الطقس، وذلك عند لمس جلد ظهره أو صدره أو أطرافه أو وجهه.
- تعرق مرافق لارتفاع درجة الحرارة.
- تعب ووهن عام في جسده.
- بكاء الطفل وانزعاجه المستمر.
- تبدل في نمط حركاته الروتينية أو القيام بحركات غير طبيعية.
ماذا عليك أن تفعل عند ارتفاع درجة حرارة طفلك حديث الولادة
إليك أهم النصائح الطبية الواجب اتباعها عن ارتفاع درجة حرارة طفلك حديث الولادة:
- إعطاء البارسيتامول (خافض الحرارة) بجرعة مناسبة لعمر طفلك الصغير. حيث يعطى الباراسيتامول لكل الأطفال منذ الأشهر الأولى من عمرهم، بينما لا يعطى الإيبوبروفين إلا بعد بلوغ الطفل عمر 6 أشهر.
- يمكنك تطبيق كمادات دافئة حصرًا وليست باردة أو ساخنة على الأماكن التالية (تحت الإبط، وحول الرقبة، وبين الفخذين).
- قد يساعد إجراء حمام بالماء الدافئ على التخفيف من الحرارة المرتفعة.
- إرضاعه وإعطائه الكثير من السوائل.
- يجب تهوية الغرفة بشكل دوري.
- تخفيف كمية الملابس التي يرتديها طفلك الصغير أو عدد الأغطية الموضوعة فوقه.
- راقب درجة حرارة طفلك بانتظام وخاصة خلال فترة نومه أثناء الليل.
- ابحث عن علامات التجفاف لدى طفلك أو قيامه بأي حركة غير طبيعية.
عادات خاطئة في التعامل مع ارتفاع درجة حرارة طفلك حديث الولادة
إليك أهم الإرشادات الطبية التي ستوجهك إلى الابتعاد عن التصرفات غير الصحيحة والشائعة من قبل الكثير من الأمهات أثناء ارتفاع درجة حرارة طفلهن. على سبيل المثال:
- عدم خلع كل ملابس الطفل وتركه بلا ثياب بهدف تبريده.
- عدم الإكثار من قطع الثياب التي يلبسها طفلك أو عدد الأغطية التي تغطيه بها.
- لا تعطيه السيتامول بجرعات كبيرة أو بشكل متكرر.
- لا تجمعي بين دواء الباراسيتامول والإيبوبروفين.
- الامتناع عن إعطاء الأسبرين للطفل الصغير (يجب أن يكون عمر الطفل أكبر من 16 سنة).
- الامتناع عن إعطاء الإيبوبروفين للطفل الصغير ،والذي لم يبلغ عمر 3 أشهر أو كان وزنه أقل من 5 كيلو غرام.
- يمنع استخدام دواء الإيبوبروفين من أجل خفض الحرارة عند الأطفال المصابين بالربو.
شاهد أيضًا: متى تكون حرارة الطفل خطيرة.
كيف تقيس درجة حرارة الطفل حديث الولادة
اتبع هذه الخطوات بالترتيب عند قياس درجة حرارة طفلك الصغير، والتزم بالإرشادات الطبية المرفقة بجهاز قياس الحرارة (الترمومتر):
- ضع جهاز الترمومتر داخل الجزء العلوي من الإبط (تحت الإبطين) مثلًا، كما يمكنك وضعه داخل الفم أو الشرج.
- أغلق ذراع طفلك برفق فوق الترمومتر.
- استمر في الضغط عليه من الجانب العلوي للذراع.
- اترك الترمومتر في مكانه لفترة مؤقتة (لا تقل عن 4 أو 5 دقائق) وفق ما هو مذكور في نشرة التعليمات. بينما لا يتجاوز زمن وضع الجهاز داخل الفم أو الشرج عن 3 دقائق.
- قد تصدر بعض موازين الحرارة الرقمية صوتًا عندما تنتهي وتكون جاهزة لعرض النتيجة على الشاشة.
نصائح هامة عند قياس درجة حرارة الطفل
- يجب الانتباه إلى وضع الطفل قبل قياس درجة حرارته، في حال كان قد انتهى من الاستحمام للتو، أو استيقظ من نومه منذ دقائق أو كان يرتدي الكثير من قطع الملابس أو مغطى بالكثير من الأغطية السميكة. قد تؤثر هذه الحالة على درجة الحرارة المقيسة بالميزان، فتظهر وكأنها مرتفعة قليلًا ولفترة قصيرة. لذلك من الأفضل أن تنتظر بضع دقائق حتى تستقر حالة الطفل قبل وضع ميزان الحرارة في المنطقة المطلوبة، ثم حاول مرة أخرى.
- ننصح باستخدام ميزان الحرارة الزئبقي لأنه أفضل من الأجهزة الإلكترونية ويعطي قيمًا أكثر دقة. أما عن المكان المفضل والأسهل لقياس درجة الحرارة عند الأطفال فهو الفم. بينما تعتبر منطقة الشرج هي المنطقة الأفضل لإعطاء قيم صحيحة ودقيقة أكثر. لذلك عندما نقيس درجة الحرارة عن طريق الإبط أو الفن، يجب أن نضيف إلى النتيجة 0.6 أو نصف درجة تقريبًا حتى نحصل على القيمة الصحيحة. كما يجب ترك جهاز الترمومتر في مكان القياس لفترة كافية حتى نستطيع تسجيل قراءة صحيحة ودقيقة لدرجة حرارة الطفل. حيث يترك الجهاز في الفم أو الشرج لمدة 3 دقائق على الأقل، بينما يترك تحت الإبطين لمدة لا تقل عن 4 أو 5 دقائق تقريبًا.
نظرًا لأن أجسام الأطفال حديثي الولادة ضعيفة مقارنة بالبالغين، كما أن جهازهم المناعي لم يتطور بشكل كامل بعد، لذلك فإن أجسامهم أكثر عرضة للخطر والإصابة بالعدوى بشكل سريع، وارتفاع درجة الحرارة إحدى المؤشرات الدالة على وجود حالات مرضية، لذا لا بد من التعرف على كل الأمور المتعلقة بهذا العارض، في سبيل العناية الجيدة بالطفل.