ما هي الديدان الدبوسية؟ ما أسباب الإصابة بالديدان الدبوسية عند الأطفال؟ كيف يتم تشخيص وعلاج الإصابة بالديدان الدبوسية؟ وما أهم أساليب الوقاية من الإصابة بهذه الديدان؟ كل هذه الأسئلة الهامة وغيرها سنتناول الحديث عنها في مقالنا هذا. كما سنجاوب عن أهم الأسئلة التي تخطر على بال الوالدين اللذين يعانيان مع طفلهما الصغير من الإصابة بالديدان الدبوسية.
تعرف الديدان الدبوسية أيضًا باسم الديدان الخيطية، وهي ديدان صغيرة بيضاء أو رمادية فاتحة تسبب عدوى شائعةً ومعديةً في الجهاز الهضمي عند الأطفال تسمى داء المعوية. أكثر ما يتعرض الأطفال للإصابة بهذه العدوى، فأسباب الإصابة بالديدان الدبوسية عند الأطفال متنوعة، إذ إنهم كثيرو التعرض لمختلف الطرق التي يمكن أن تسبب هذه الإصابة.
شكل الديدان الدبوسية
الديدان الدبوسية هي ديدان طفيلية تعيش في أمعاء ومستقيم الأشخاص المصابين. سميت دبوسية لصغر أبعادها، فهي تبدو على شكل خيوط دقيقة، بيضاء مائلة للرمادي. إذ يبلغ طولها حوالي 6-13 ملم. كما لا يمكن رؤية بيوضها الصغيرة إلا تحت المجهر. يمكن لبيوض الديدان الدبوسية العيش لمدة 2-3 أسابيع على الأصابع وتحت الأظافر وعلى الأسطح مثل البياضات أو الملابس أو مقاعد المراحيض. تعد عدوى الدودة الدبوسية شائعةً جدًا. كما يمكن أن تصيب الأشخاص من جميع الأعمار، ولكن الأطفال هم المجموعة العمرية الأكثر إصابةً. إذ غالبًا ما تكون مراكز الرعاية بالأطفال ودور الحضانة والمدارس مصدرًا أساسيًا للإصابة بالدودة الدبوسية عند الأطفال، خصوصًا عند عدم اتباع قواعد التعقيم والنظافة الأساسية.
أسباب الإصابة بالديدان الدبوسية عند الأطفال
تحدث العدوى بالدودة الدبوسية عندما يبتلع الطفل بيوض الدودة، وتشمل أهم أسباب الإصابة بالديدان ما يلي:
- العدوى الذاتية: تضع الدودة الدبوسية بيضها على الجلد حول فتحة الشرج للشخص المصاب. وعندما يلمس هذا الشخص فتحة الشرج أو يخدشها نتيجة الحكة المرافقة، فإن البيوض تلتصق بالأصابع وتحت أظافر الطفل. وعندما يضع الطفل يده في فمه أو يلامس الأسطح والأدوات الأخرى، تنتقل البيوض إلى جهازه الهضمي، كما تنتقل إلى الأشخاص الآخرين الذين يعيشون مع الطفل عندما يلمسون أفواههم.
- العدوى بالطريق الهضمي: تحدث عندما يتناول الطفل الطعام أو الشراب الملوّث ببيوض الديدان. فتنتقل البيوض عبر الجهاز الهضمي للشخص المصاب وتفقس في الأمعاء. بعدها تشق إناث الديدان الدبوسية طريقها إلى فتحة الشرج لتضع بيضها.
- العدوى بالتماس: من خلال ملامسة ملاءات السرير والملابس الداخلية المتسخة أو المناشف والأدوات التي يستخدمها الأطفال المصابين.
- الاستنشاق: نظرًا لصغر بيوض الديدان الدبوسية، يمكنها أن تنتقل عبر الهواء، فيستنشقها الطفل ثم تنتقل عبر الجهاز الهضمي وتفقس في الأمعاء، وتضع بيضها.
- الكلاب والقطط: يمكن أيضًا للكلاب والقطط نقل العدوى بالإصابة بالديدان الدبوسية، فهي تحمل البيوض على فرائها وتنقلها إلى الأطفال عند تماسهم معها.
أسباب تكرر الإصابة بالديدان الدبوسية عند الأطفال
يمكن أن تتكرر الإصابة بالديدان الدبوسية في حال:
- عدم الالتزام بقواعد النظافة الأساسية والشخصية للطفل المصاب.
- عدم تلقي جميع أفراد الأسرة العلاج الصحيح الكافي للإصابة بالديدان الدبوسية.
- إهمال القواعد الصحية في إعداد الطعام، وتناول الخضراوات والفواكه النيئة دون تنظيفها جيدًا.
- عدم التقيد بأسس النظافة العامة وغسل وتعقيم ثياب وأدوات الطفل المصاب بشكل يومي.
أعراض الإصابة بالديدان الدبوسية
عادةً ما تكون الأعراض التي تسببها الديدان الدبوسية خفيفةً، فغالبًا لا يشعر بها الأطفال خلال النهار. وأهم هذه الأعراض:
- الحكة الشرجية، خاصةً في الليل، لأن الدودة الدبوسية تضع بيضها حول فتحة الشرج ليلاً مسببةً الحكة والتهيج، التي غالبًا ما تكون شديدةً.
- الأرق: نظرًا لأن الحكة الشرجية تزداد سوءًا في الليل، فقد يعاني الأطفال المصابون بعدوى الدودة الدبوسية من صعوبة النوم، مما قد يؤدي إلى انخفاض التركيز والإرهاق وفقدان الوزن.
- الحكة المهبلية عند الإناث، كما يمكن أن تشمل الأعراض أيضًا إفرازات مهبلية، وحكةً في منطقة المهبل.
أهم مضاعفات الإصابة بالديدان الدبوسية
- الالتهابات البكتيرية التي تحدث نتيجة للخدش المستمر للمنطقة الشرجية، مما يسبب نزف الجلد وانتقال العدوى البكتيرية للجسم.
- التهابات المسالك البولية بشكل خاص عند الطفلات، كما يمكن أن تنتقل الديدان إلى المهبل وتسبب الالتهابات المهبلية.
- كما يمكن للديدان الدبوسية أن تسبب التهاب الزائدة الدودية والتهاب الرتوج.
تشخيص الإصابة بالديدان الدبوسية
إذا كنت تعاني أنت أو طفلك من حكة شرجية ليلية فمن المهم مراجعة الطبيب للحصول على التشخيص الأكيد والبدء ببرنامج العلاج اللازم. وأهم الاختبارات التشخيصية لعدوى الديدان الدبوسية:
- اختبار الشريط: يجرى هذا الاختبار بوضع قطعة من الشريط اللاصق فوق منطقة الشرج، مما يؤدي إلى التصاق البيض بالشريط. يؤخذ الشريط إلى الطبيب المختص ليفحص العينة ويضع التشخيص برؤية البويضات تحت المجهر.
من الأفضل إجراء اختبار الشريط بمجرد استيقاظ الطفل من النوم، وقبل الاستحمام أو استخدام الحمام. كما يجب إجراء هذا الاختبار عدة مرات للحصول على نتائج أكثر دقة.
- رؤية الديدان الدبوسية بالعين المجردة: أثناء نوم الشخص المصاب، تشق الديدان الدبوسية الناضجة طريقها للخروج من المستقيم لتضع بيضها حول فتحة الشرج. فيمكن عندها رؤية الديدان الصغيرة ذات اللون الرمادي الأبيض حول فتحة الشرج بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات من نوم الطفل. كما يمكن التقاط الديدان باستخدام شريط شفاف وإعلام الطبيب بذلك.
علاج الإصابة بالديدان الدبوسية عند الأطفال
تأتي الأدوية المضادة للطفيليات على رأس قائمة أدوية علاج الديدان الدبوسية، فهو علاج قاتل لها وشديد الفعالية. تعطى جرعة واحدة من الدواء عن طريق الفم فور التأكد من التشخيص، وجرعة أخرى بعد أسبوعين للتأكد من اختفاء جميع الديدان. كما يوصي الأطباء بعلاج جميع أفراد الأسرة ومقدمي الرعاية للطفل المصاب أيضًا، لتقليل نشر العدوى.
العلاج العرضي لحكة الديدان الدبوسية
تشمل الإجراءات الممكن اتباعها لتخفيف الحكة الشرجية المزعجة ما يلي:
- غسل منطقة الشرج جيدًا بالماء الدافئ والصابون.
- استخدم كريم هيدروكورتيزون بتركيز 1% على الجلد حول فتحة الشرج.
- كما تعتبر مضادات الهيستامين فعالةً أيضًا في علاج الحكة.
- تجنب حك المنطقة.
العلاج الدوائي لحكة الديدان الدبوسية
هو العلاج الأكثر فعالية وموثوقية عند الإصابة بالديدان الدبوسية. تشمل أهم الأدوية المستخدمة في علاج الديدان الدبوسية:
- بيرانتيل باموات وهو الدواء الأكثر استخدامًا لعلاج الديدان الدبوسية.
- ميبندازول.
- ألبيندازول.
لكن وقبل استخدام بيرانتيل باموات، يجب استشارة الطبيب إذا كنت حاملاً أو إذا كان الطفل المصاب يقل عمره عن عامين. إذ تشمل الآثار الجانبية لبيرانتيل باموات اضطرابات في الجهاز الهضمي للطفل، أهمها: الإسهال، والغثيان، والإقياء، والألم البطني، والصداع.
علاج الإصابة بالديدان الدبوسية بالأعشاب
قد يهتم بعض الناس بالعلاجات المنزلية الطبيعية للتخلص من الديدان الدبوسية. إلا أن هناك القليل من الأدلة العلمية التي تدعم استخدامها، لذا يفضل استخدامها كعلاجات تكميلية إضافة للعلاجات الطبية الدوائية. أهمها:
- عشبة الشيح: قد تكون عشبة الشيح فعالةً كعلاج لبعض الالتهابات الطفيلية، عن طريق تناوله كمشروب شاي. لكن يفضل قبل تجربته استشارة الطبيب، واستخدامه لمدة أربعة أسابيع كحد أقصى.
- الثوم: يشتهر الثوم بتأثيراته المضادة للبكتيريا والفيروسات والفطريات. يستخدمه بعض الناس كعلاج تكميلي لعدوى الدودة الدبوسية والديدان الخطافية والديدان الأسطوانية. يمكن تناول فصوص الثوم نيئة أو مزج الثوم المفروم مع الفازلين لتشكيل عجينة يمكن وضعها مباشرة على الجلد في منطقة الشرج.
- الجزر النيء: يعتبر الجزر غنيًا بالألياف التي تحافظ على صحة الجهاز الهضمي وتعزز حركات الأمعاء. مما يساعد على طرد الديدان الدبوسية خارج الأمعاء.
- زيت جوز الهند: يعتبر زيت جوز الهند علاجًا منزليًا شائعًا للديدان الدبوسية، حيث يعتقد الكثيرون أن وضع الزيت حول منطقة الشرج يمكن أن يمنع أثنى الديدان من وضع البيض هناك.
الوقاية من الإصابة بالديدان الدبوسية
الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من عدوى الدودة الدبوسية هي اتباع قواعد النظافة بصرامة، وذلك بالتقيد بما يلي:
- غسل اليدين باستخدام الصابون والماء الدافئ بعد استخدام طفلك للحمام، وتغيير الحفاضات. كما يجب التأكد من أن أطفالك الكبار يغسلون أيديهم جيدًا قبل الطعام أو بعد مداعبة كلب أو قطة.
- المحافظة على نظافة الأسطح، والأدوات التي يستخدمها الطفل. بالإضافة إلى المراحيض والأواني والأطباق، وغسلها بشكل متكرر بالماء والصابون لتقليل خطر انتشار العدوى.
- يجب على الأشخاص المصابين بالديدان الدبوسية الاستحمام يوميًا لإزالة بعض البيض من الجلد. كما يجب الحرص على عدم استحمام المصابين بالديدان الدبوسية مع الآخرين حتى تختفي العدوى.
- تقليم أظافر الطفل: يجب المحافظة على أظافر الطفل نظيفة ومقلمة، كما يجب تجنب قضم الأظافر.
ختامًا، وبعد أن تعرفنا على أسباب الإصابة بالديدان الدبوسية، وأهم طرق علاجها. لابد من التأكيد على ضرورة اتباع قواعد الوقاية والنظافة عند المصابين.