أسباب نغزات الثدي أثناء الرضاعة من المواضيع المطروقة بكثرة على محركات البحث نظرًا لشيوع هذه المشكلة وانتشارها بين المرضعات. ومن الجدير بالذكر بأن الثدي يمر بالكثير من التغيرات الشكلية والوظيفية خلال فترة الحمل والإرضاع. فيزداد عدد الغدد اللبنية وحجمها مسببةً عدد من المشاكل للأم كالنغزات المؤلمة التي سنتحدث عنها اليوم في مقالنا. وعلى الرغم من المشاكل الكثيرة المتعلقة بالرضاعة الطبيعية إلا أن الأم يجب أن تتحمل ذلك وتغذي ولدها من حليبها. فحليب الأم غني بالعناصر الغذائية التي تلبي حاجات جسم الطفل. كما يحتوي على تركيز عالي من الأضداد المناعية التي تحميه من الأجسام الممرضة المختلفة كالجراثيم والفيروسات.
أسباب نغزات الثدي أثناء الرضاعة
ذكرنا سابقًا بأن الكثير من الأمهات قد يعانين من النغزات المؤلمة أثناء عملية الإرضاع. لا تقلقي عزيزتي الأم فهذا الأمر طبيعي وغير خطير إطلاقًا، حيث يعود بشكل أساسي إلى التغيرات التي تطرأ على نسيج الثدي، ومن الأسباب التي تؤدي إلى هذه النخزات نذكر:
- احتقان الثدي: يبدأ إنتاج الحليب داخل الثدي منذ بدء الحمل وتزداد كميته بعد ولادة الطفل. ويؤدي ذلك إلى تمدد أقنية الحليب داخل الثدي فتضغط على النسيج المجاور. وتؤدي إلى شعور الأم بنغزات مؤلمة ومزعجة.
- انسداد الأقنية اللبنية: هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى انسداد الأقنية اللبنية وتراكم الحليب داخلها. ولكن أهم هذه الأسباب هي وضعيات الرضاعة غير الصحيحة. ويتأثر الجنين أيضًا في هذه الحالة فلا تصله كميات كافية من الحليب اللازم لنموه وتطوره.
- تشققات الحلمات والتهابها: قد تتشقق حلمة الثدي بسبب الرض المتكرر لها من قبل الرضيع، وتشكل هذه التشققات طريق عبور للجراثيم والفيروسات إلى نسيج الثدي. وقد يؤدي ذلك إلى التهاب الحلمة أو الثدي وبالتالي شعور الأم بآلام ونغزات ضمنه.
- إصابة الحلمة بالفطور: تؤهب عملية الإرضاع للإصابة بالفطور وخاصةً في حال عدم تنظيف الحلمة بشكل جيد بعد كل رضعة. ويشكل الحليب وسطًا مناسبًا لنمو الفطريات وخاصة المبيضات البيض. كما يمكن أن تنتقل هذه المبيضات إلى الأم من رضيعها، فهي مشهورة باستعمارها لمخاطية الفم والبلعوم.
- حدوث منعكس الإدرار: يعتمد إفراز الحليب من الثدي على وجود هرمونين في الدم، يسمى الأول بالبرولاكتين وهو المسؤول عن إنتاج الحليب ضمن الغدد البنية، والثاني هو الأوكسيتوسين المسؤول عن إفرازه إلى الحلمة وفم الرضيع عن طريق حثه لتقلص العضلات المحيطة بغدد الثدي مما قد يسبب النغزات المؤلمة لدى الأم. وتتحرض العملية السابقة بسماع صوت الرضيع أو شم رائحته.
علاج آلام الثدي أثناء الرضاعة
على الرغم من شيوع آلام الثدي أثناء الرضاعة إلا أنها قد تكون شديدة لدرجة تؤثر بها على حياة الأم وعلاقتها الزوجية والعائلية. وتقصد العديد من الأمهات الطبيب للحصول على علاج مناسب يسكن آلامها ويمكنها من إرضاع طفلها. ويعتمد علاج النغزات على علاج سببها كما يلي:
- علاج احتقان الثدي وانسداد الأقنية اللبنية: يمكن علاج احتقان الثدي بطرق بسيطة وسهلة، وذلك من خلال تدليكه بشكل مستمر ووضع كمادات الماء البارد التي تساعد على التخلص من ركودة الحليب وإزالة انسداد الأقنية اللبنية في الوقت ذاته. كما يجب على الأم زيادة عدد الرضعات خلال اليوم مع تقليل كمية الرضعة الواحدة، حيث تعتبر هذه الطريقة مفيدة للأم والطفل.
- علاج تشققات الحلمة والتهابها: يعد تشقق الحلمة من المشاكل الشائعة التي قد تمنع الأم من إرضاع طفلها في بعض الحالات، ولذلك عليك عزيزتي باستشارة الطبيب على الفور للحصول على الدواء المناسب. فتشقق الحلمة قد يكون السبب في التهابها وإلحاق الضرر بالرضيع في حال الإهمال وعدم العلاج. ومن العلاجات المتبعة ترطيب الحلمة باستمرار وتنظيفها وتجفيفها بعد كل رضعة، وقد يصف الطبيب مرهم صاد حيوي لقتل الجراثيم والسيطرة على الالتهاب.
- علاج فطور الحلمة: توجد الكثير من مضادات الفطور الموضعية الفعالة التي يمكن وضعها على الحلمة المصابة. ولكن وبسبب خصوصية عملية الإرضاع لا يجب على الأم أن تستخدم أي دواء دون استشارة طبيبها، وذلك حفاظًا على صحة طفلها وسلامته.
اقرأ أيضًا: هل كتل الثدي في الرضاعة تدل على سرطان الثدي
نصائح لتسهيل عملية الرضاعة
قد تجهل الأم الكثير من الأمور المتعلقة بعملية الإرضاع وخاصة عندما تنجب طفلها الأول. هناك بعض النصائح التي يجب عليك اتباعها عزيزتي الأم لتسهيل عملية الإرضاع والحفاظ على صحتك وصحة طفلك في ذات الوقت، ومنها نذكر:
- إرضاع الطفل بانتظام وبأوقات محددة، ويجب التركيز على تقليل مدة الرضعة الواحدة وزيادة عدد الرضعات، فهذا سيبقي طفلك مستقر وسيقيه من الاقياءات المتكررة.
- الحرص على نظافة الثدي والحلمة وتجفيفهما بشكل جيد وباستمرار، وذلك لحماية الأم والطفل من الإصابة بالأمراض والالتهابات الشائعة خلال فترة الإرضاع.
- استخدام حمالة صدر بحجم وشكل مناسب، ويحب التأكد أنها لا تضغط نسيج الثدي المحتقن، فهذا قد يسبب آلام شديدة للأم.
- وضع الطفل على وسادة مريحة أثناء عملية الإرضاع وإدخال الحلمة كاملة في فمه، كما يجب الانتباه إلى تنفسه أثناء الإرضاع، فالكثير من الأمهات يهملن هذه النقطة.
اقرأ أيضًا: علامات تدل على إصابتك بسرطان الثدي
العلاقة بين أورام الثدي والرضاعة
قد تعتقد الأم أن التغيرات التي تطرأ على ثدييها أثناء الحمل والإرضاع خطيرة، وتقلق من حدوث الأورام والسرطانات. لا تخافي عزيزتي الأم فأورام الثدي لا علاقة لها بعملية الإرضاع. كما أن جسدك سيعود إلى سابق عهده بعد الولادة بفترة. وهناك بعض الدراسات التي تؤكد أن الهرمونات التي يتم إفرازها خلال الحمل تقي من الإصابة بسرطان الثدي، وتجعل احتمال حدوثه أقل.
اقرأ أيضًا: علاج ألم شديد في الثدي الأيسر
أعراض خطيرة أثناء الرضاعة الطبيعية
سنذكر لك عزيزتي الأم بعض الأعراض الخطيرة التي يمكن أن تلاحظيها خلال فترة الإرضاع، ونصيحتنا لكي في هذه الحالة أن تخبري طبيبك على الفور وتراجعيه للحصول على العلاج بأسرع وقت ممكن. ومن هذه الأعراض نذكر:
- عدم تناظر الثديين أو ظهور كتلة أو ورم في أحدهما.
- نزول دم أو سائل أبيض عكر من الحلمة.
- احمرار جلد الثدي وتقشره.
- جس كتلة أو ورم تحت الإبط.
- الشعور بحرارة موضعية في أحد الثديين أو كلاهما.
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال، حيث تحدثنا عن أسباب نغزات الثدي أثناء الرضاعة وعلاج آلام الثدي المتعلقة بهذه المرحلة، كما تطرقنا إلى ذكر نصائح لتسهيل عملية الرضاعة وعلاقتها مع الإصابة بأورام الثدي. وأخيرًا ذكرنا بعض الأعراض الخطيرة التي تتطلب زيارة الطبيب على الفور.