ما هو الكمون؟ وما فوائد الكمون للرضع؟ وما هي أضرار الكمون للرضع؟ والعديد من الأسئلة الأُخرى التي تتخذّ عنوانا للبحث على المواقع والمحركات. ولتحويل هذه الأسئلة إلى فيضٍ من المعلومات جاء مقالنا التالي.
إنّ الكمون من التوابل والبهارات الرّائعة المعروفة في المجتمعات البشريّة منذ الأزل، حتّى بات العديد من الناس لا تستغني عنه. وقد حصل الكمون على مكانةٍ شعبيّةٍ مرموقةٍ، وحَظّيّ باهتمامٍ كبيرٍ من العلماء بفضل فوائده. ولكن لا يمكن أَخْذُ الأمر على عواهنه دون التفكير في احتمالاتٍ أُخرى. لا سيما بعد تضارب الأفكار حول مخاطر استخدام الكمون. وبشكلٍ عام هناك بعض المخاوف من تناول الأطفال الرضع للكمون، لا سيما أنّ عمليات الأيض عندهم تختلف عن البالغين. وتجدر الإشارة بتأكيد الدراسات بأنّ الأضرار التي قد تنتج عن استخدام الكمون للرضع يزداد خطرها على الصّغار جدًا أو المصابين بأمراضٍ مزمنّةٍ. وفي هذا الخِضَمّ إليكم مقالنا “أضرار الكمون للرضع”.
نبذة عن الكمون
قبل استكمال مقالنا والذي سنجيب فيه بشكلٍ واضحٍ عن أضرار الكمون للرضع، ينبغي الحديث قليلًا عن الكمون. نباتٌ عشبيٌّ حوليٌّ ذو نموٍّ محدودٍ لا يتجاوز ارتفاعه ٣٠-٤٠سم. أمّا أوراقه فتظهرُّ بلونٍ أخضرٍ داكنٍ، وله سيقانٌ متفرعةٌ رفيعةٌ وأزهارٌ تشبه الدانتيل باللّونين الأبيض والأرجوانيّ وبحجمٍ صغيرٍ. بينما ثماره مستطيلة الشكل ما تلبث أن تنشقّ إلى ثمرتين عند جفافها. وهي ذات لونٍ أخضرٍ زيتونيٍّ وطعمٍ مرٍّ فضلًا عن رائحةٍ عطريّةٍ تستهوي العديد من الأشخاص. وتعود زراعة الكمون في الأصل إلى إيران والبحر الأبيض المتوسط، بينما يعود ظهوره الأول في مصر قبل ٥٠٠٠ عامٍ في تحنيط جثث الفراعنة المصريين. كما احتفظ الغريق بالكمون في علبٍ صغيرةٍ على موائد طعامهم، حيث حصلَ على شعبيّةٍ كبيرةٍ بفضل طعمه اللاذع. ليبدأ القدماء باستخدامه في مجالاتٍ عديدةٍ حيث استعمل كعلاجٍ شعبيٍّ طبيٍّ على مستوى العالم. الأمر الذي دفع العديد من الأشخاص للبحث عن فوائده، وما قد ينتج عن استهلاكه من آثار جانبيّةٍ وأضرار.
شاهد أيضًا: فوائد حبة البركة للأطفال
أضرار الكمون للرضع
فعندما نقول أضرار الكمون للرضيع يعني أننا أمامَ عبارةٍ تشكلّ مصدر قلقٍ للأُمهات لا سيما اللواتي قُمنّ بإدخال الكمون إلى نظام طفلهنّ الرضيع. وإليك أبرز الأضرار:
- قد يصاب الطفل الرضيع بالحساسيّة من بذور الكمون، وتنعكس بعدّة آثارٍ جانبيّةٍ تتمثلّ بالتالي:
-
- حرقانٌ في الفم.
- تورمٌ في الوجه.
- ضيقٌ في التنفس.
- طفحٌ جلديٌّ يسبب الحكة.
-
- من جهةٍ أُخرى وبالرغم من خصائص الكمون الطاردة للغازات، إلّا أنّ الاستهلاك المفرّط للكمون قد ينتج عنه حرقة المعدة.
- كما أنّه قد يؤدي إلى مشاكلَ هضميّةٍ تعكرّ راحة الرضيع كآلام البطن.
- وقد أشارت إحدى التجارب التي بحثت عن أضرار الكمون للرضع أنّ استهلاك كمياتٍ كبيرةٍ من الكمون ودون تقديرٍ يؤدي إلى تلف الكبد.
- إضافةً إلى التأثير السلبيّ للكمون على وظائف الكِلى وقد تلحق الضرر بها.
- كما قد يؤثر الزيادة في تناول الكمون على حليب الأُم وسلامته، ولكن نظرًا لافتقار الدراسات للمعلومات الدقيقة حول مخاطر الكمون ينصح المرضعة بالالتزام بالكميات الآمنة.
- علاوةً على ما سبق، ولعلّ أكثر ما قد يزعج الرضيع هو التجشؤ المفرّط الذي يصيبه مع تناوله للكمون. ولتوضيح التجشؤ هو: انتفاخٌ زائدٌ أو غازاتٌ من الأمعاء والمعدة والتي تشقّ طريقها عبر الفم إذ تكون ذات رائحةٍ كريهةٍ وصوتٍ مميزٍ.
شاهد أيضًا: أضرار الحبة السوداء على الأطفال
فوائد الكمون للرضع
على الرغم من مخاطر الكمون للرضع، فلا يمكننا أخذ الجانب السلبيّ وتجاهل أنّ للكمون فوائدٌ تفوق مخاطره. ولعل أبرز فوائد الكمون للرضع:
- تقوية المناعة من خلال الحفاظ على الوظيفة الطبيعيّة لجهاز المناعة، كما أنّها مسؤولة عن تقليل فرص الإصابة بالعديد من الأمراض كالالتهابات.
- إدارة اضطرابات الجهاز التنفسي، إذ أثبت قدرته على التخلصّ من المخاط المتراكم في الصّدر. لذلك يستخدم الكمون كعلاجٍ لمشاكل التنفس والربو والرّشح.
- تحسين شهيّة الأطفال الرضع، لا سيما أنّ كثيرًا من الأمهات تشكو قلّة شهيّة رضيعها. لذا فإنّ تناول الرضيع لمغليّ الكمون يقوم بزيادة شهيته للطعام.
- كما أنّ الاستهلاك اليوميّ للكمون يحسنّ التمثيل الغذائيّ وصحّة الأمعاء، حيث يساعد على بقاء الطفل بصحةٍ جيدةٍ.
- تعزيز الطاقة وتحفيز النموّ الصّحيّ عند الرضع والأطفال وذلك بفضل غناها بالعناصر الغذائيّة المختلفة. ما يساعد الكمون في الحفاظ على نشاط الجسم طوال اليوم.
- تحسين الهضم ولكن عند تناول كمياتٍ معتدّلةٍ وضمن الحدّ المسموح. إذ يساعد الكمون على تسريع عمليّة الهضم وعلاج بعض مشاكل المعدة كالانتفاخات والغازات.
شاهد أيضًا: الكمون للرضع لعلاج الانتفاخات والغازات
فوائد الكمون للمرضع
بعد أن تحدّثنا عن فَوائد ومخاطر الكَمون للرضع، تجدر الإشارة إلى أنّ الرضيع قد يحصل على فوائد الكمون بطريقةٍ غير مباشرةٍ من خلال حليب الأُم. وجميعنا يعلم أنّ حليب الأم هو أحد أصحّ أشكال الحليب التي يتغذّى عليها الرضيع، كما ندرك أنّ كل ما تتناوله الأُم في هذه الفترة الحساسّة ينعكسُ على صحّة رضيعها سواءً مخاطرَ أو فوائد. إذ شاع منذ القدم استخدام الأعشاب لإدرار المزيد من الحليب لا سيما عند السّيدات اللّواتي لا يكفي حليبهنَّ حاجة الرضيع. وفي حديث كبيرة العلماء السيدة آنجو مجيد أكدّت فيه أنّ للكمون أثرٌ فعالٌ جدًا على حليب الأُم. فهو علاجٌ رائعٌ لتحفيز إنتاج الحليب، حيث تمتلئ هذه البذور بالحديد، وهو معدنٌ أساسيٌّ وضروريٌّ للأُمهات المرضعات. وللحصول على أفضل النتائج يمكن إضافة الكمون إلى كأسٍ من الحليب الدّافئ قبل النوم. ولكن وبالرغم فوائده نعود لنؤكد أنّ زيادة استهلاك الكمون عن الحدّ المسموح يعود بمخاطر وأضرارٍ لا تُحمدُّ عقباها.
شاهد أيضًا: فوائد زيت حبة البركة للاطفال الرضع
طريقة عمل الكمون للرضيع
مع الإدراك الكامل لإيجابيات وأضرار الكمون للرضع، تتساءل العديد من السيدات عن كيفيّة تقديم الكمون للرّضيع. ولعلّ أنسب طريقةٍ لتقدّيمها هي كماءٍ أو ما نسميه بمغليّ الكمون لا سيما وأنّها طريقة سهلةٌ على الأُمهات التي اعتاد طفلها على زجاجة الرّضاعة. ولتحضير الكمون للرضيع ما عليكِ إلّا القيام ببضعة خطواتٍ، وهي:
- تسخين كوبين من الماء على نارٍ هادئةٍ.
- ثمّ إضافة ملعقةٍ صغيرةٍ من بذور الكمون، ويمكنك استبدال البذور بملعقةٍ صغيرةٍ من مسحوق الكمون.
- وينبغي ترك الخليط ليغلي على نارٍ خفيفةٍ لمدّةٍ تصلّ إلى ٥ دقائقٍ.
- وبعدها يجب إطفاء الموقد وتغطيّة الخليط، وتركه حتّى يتحوّل للّون الأصفر الذهبيّ.
- والآن أصبح بإمكانك تصفيّة الخليط.
- لا بُدّ من ترك خليط الكمون حتّى يبرد إلى درجة حرارة الغرفة، ومن ثمّ تقدّيمه للرضيع.
- علاوةً على ما سبق، ينبغي استخدام خليط الكمون خلال ٢٤ ساعة من تحضيره فقط.
شاهد أيضًا: فوائد الكمون للاطفال حديثي الولادة
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهايّة مقالنا “أضرار الكمون للرضع” والذي تحدثنا فيه عن مخاطر وأضرار الكمون للرضع، ومن جهةٍ أُخرى أشرنا إلى فوائد الكمون للرضع والمرضعة. كما أشرنا إلى طريقة تحضير الكمون للرضيع. والآن عزيزتي وبعد أن أصبح لديكِ فكرةً كافيّة عن الكمون، ما تبقى يقع على عاتقك. إذ ينبغي عليك استخدام الكمون بطريقةٍ آمنةٍ بحيث تعود بالنفع على رضيعك وتدفع عنه مخاطر الكمون. ولا شكّ أن استشارة الطبيب تبقى الحل الأمثل والتي تساعدك على الحصول على أفضل النتائج. من منصتنا طلاب نت نتمنى الصّحة والسّلامة لأطفالنا الصغار.