تبحث الأمهات عادة عن الأعراض التي تظهر على الطفل بعد الختان. إذ تعد عملية الختان عملية حساسة وتحتاج إلى الانتباه والعناية؛ لذا فإنها تسبب الخوف للكثير من الأمهات. ونتيجة لذلك تسعى كل أم لمعرفة كافة التفاصيل المتعلقة بهذه الأعراض أي منها طبيعية وأيها بحاجة إلى اللجوء للطبيب، وكيف يمكنها التعامل مع هذه الأعراض.
وبدورنا سنوضح في هذا المقال لكل أم أهم الأعراض التي تظهر على الطفل بعد الختان وكيفية التعامل معها بالإضافة إلى المزيد من النقاط الهامة التي يجب على كل أم أن تلم بها.
ما هي عملية الختان
تعد عملية الختان عملية جراحية كغيرها من العمليات الأخرى، وهي عملية يحصل من خلالها استئصال القلفة (الجلد الرقيق الموجود على رأس القضيب). وتعتبر أسباب إجراء هذه العملية مختلفة؛ فقد تُجرى لأسباب دينية أو لأسباب صحية. ومن المعروف أن عملية الختان لها فوائد عديدة أهمها أنها تقلل من الإصابة بالأمراض التناسلية كالتهاب الجهاز البولي والأمراض المنقولة جنسيُا. كما وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة كسرطان القضيب.
تحدث عملية الختان إما بعد الولادة بوقت قصير، قد يكون بعدها بساعات وقد تمتد إلى عشرة أيام. وقد تحصل هذه العملية بوقت متأخر بعد عدة شهور أو عدة سنين ويعود هذا للحرية الشخصية للأبوين. إلا أنه يفضل حدوث عملية الختان بعد وقت قصير من الولادة لما فيها من تقليل للألم وسرعة في التئام الجرح.
شاهد أيضًا: مشكلة الالتصاق بعد الختان
الأعراض التي تظهر على الطفل بعد الختان
هناك أعراض ستظهر على طفلك بعد عملية الختان، ومن أهمها:
- النزيف: النزيف أمر طبيعي ناتج عن عمل جراحي، يستمر لفترة قد تصل إلى يوم كامل ثم سيتوقف من تلقاء نفسه.
- تغير اللون: ستلاحظين بالطبع تغيرًا في لون المنطقة التي حدثت فيها الجراحة وهذا لا يدع للقلق. حيث أن اللون الأحمر أو الأرجواني ما هو إلا نتيجة للغشاء المخاطي الذي كان يحيط برأس القضيب. وبإزالة هذا الغشاء ستظهر الطبقة السفلية من الجلد والتي سيتغير لونها أيضاً مع الوقت لتصبح أغمق. وإذا ما أصبح لون العضو الذكري لطفلك أخضر أو أصفر فهذا دليل على شفاء الجرح..
- تورّم القضيب: إن تورّم الجرح وما يحيط به أمر طبيعي للغاية، حيث يعتبر هذا رد فعل ناتج عن جسم الصغير للمساعدة على شفاء المنطقة. وذلك من خلال فرز مضادات الالتهاب وتجمعها في الدم؛ مما يسبب هذا الانتفاخ أو التورم. ويقل التورم مع الوقت. وتختلف المدة الزمنية اللازمة لزوال التورم من طفل إلى آخر.
- اختلاف في الحجم: سيبدو القضيب أصغر مقارنة بما كان عليه، ويعود هذا إلى انكماش الجلد بعد الختان.
- ظهور بقع: ظهور بقع بيضاء مائلة للاصفرار على الحشفة (مقدمة القضيب)، تزول هذه البقع بعد عدة أيام من العملية.
شاهد أيضًا: كيف أعتني بجرح طفلي بعد الختان
مضاعفات بعد الختان تستوجب استدعاء الطبيب
هناك بعض المضاعفات التي من الممكن أن تصيب طفلك بعد عملية الختان، ويجدر بك الاطلاع عليها حتى لا يتفاقم الوضع الصحي لطفلك. ومن أهم هذه المضاعفات ما يلي:
- الحمى: قد يحدث ارتفاع درجة الحرارة نتيجة الختان، ولكن إذا أصابته حمى وزادت حرارته عن 38 درجة مئوية فهنا يجدر بالأم استشارة الطبيب على الفور.
- البكاء العصبي للطفل: البكاء أمر طبيعي فهو ناتج عن الألم الذي يشعر به الطفل، ولكن إذا ما زاد هذا البكاء وتبعه رفض الطفل للرضاعة لوقت طويل فعليكِ إخطار الطبيب بالأمر.
- عدم التبول: إذا بقيت حفاضة طفلك في كل مرة تحاولين تبديلها جافة ولساعات طويلة فهذا يدل على احتباس البول.
- نزيف كبير: إذا لاحظتِ وجود دماء كثير على الحفاضة، ولم يختفِ التورم مع الوقت ورافقه احمرار يجب اللجوء إلى الطبيب.
- الإفرازات الصفراء ذات الرائحة المزعجة دليل على حدوث العدوى البكتيرية.
- إذا رأيت احمرار في مناطق مختلفة من جسد الصغير كالبطن والقدمين قومي بمراجعة الطبيب.
شاهد أيضًا: العناية بالرضيع بعد الختان
نصائح للأم لتجنب ظهور الأعراض بعد الختان
يمكن لأي أم بالقليل من الاهتمام والرعاية أن تحمي طفلها من حدوث الالتهابات. ومن أهم طرق الوقاية:
- النظافة مهمة للغاية، فغسل اليدين قبل وبعد التغيير على جرح الرضيع أمر واجب.
- تنظيف الجرح من حين لآخر باستخدام قطن أو قطعة قماش نظيفة مبلولة بماء دافئ وتطبيق ذلك بلطف.
- استبدال حفاضة الطفل بشكل مستمر، وعدم تركها طويلًا حفاظًا على سلامة الجرح من البراز أو البول لتجنب حدوث احمرار أو التهابات في المنطقة.
- ضعي كريم مرطب كالفازلين الطبي أو أي نوع يصفه الطبيب على الجرح كلما استبدلتي الحفاضة لطفلك.
- راقبي نزيف الجرح بشكل مستمر من خلال الحفاضات.
- يمكنك التخفيف من تورم القضيب من خلال رفعه للأعلى عند وضع الحفاضة لصغيرك.
حمام الرضيع بعد الختان
تتساءل الأمهات حول إمكانية حمام الرضيع بعد الختان؛ لكن في الحقيقة لا داع للخوف والقلق، حيث يمكنك منح طفلك حمامًا دافئًا في الأسبوع الأول لعملية الختان. ولكن يجب الانتباه إلى الجرح والمسح عليه بروية. احذري أيضًا من تجربة إزالة الشاش الملتصق بالجرح بنفسك فذلك يؤدي إلى النزف من جديد. وفي حال عثرتِ على قطعة جلد صغيرة مكان الجرح لا تحاولي إزالتها أبدًا.
إن الأمومة أمر عظيم منح لكل أنثى؛ وشعور الخوف والقلق على الصغير لهو أمر جدًا طبيعي؛ وخاصة في الأمور الحساسة كالختان. ولكن بالقليل من العناية والاهتمام يمكن لكل أم أن تقوم بواجبها على أكمل وجه.