ما هي أعراض ضمور المخ عند الرضع؟ لعلّه من أكثر الأمور الموجعّة التي قد نبحث عن إجابتها. سؤالٌ محملٌّ بالخوف، والألمِ يترددّ إلى أذهان الأُمهات. وترجمّ بكثرة التداوّل على مواقع البحث. ممّا دفعنا لتناوّله في عباراتنا على أَملِ تقديم معلوماتٍ مفيدةٍ.
في البدايّة ضمور المخ أو ما يُدعى بضمور الدماغ: حالةٌ يحدث فيها فقدانٌ لخلايا المخ ككلٍّ أو جزءٍ ما ينتج عنه قصورٌ في أداء العمليات الإراديّة. ولا ترتبط الإصابة به بعمرٍّ معين فقد يولد الطفل مصابًا أو يكتسبه مع مرور الزمن. وهو من الحالات الشّائعة التي انتشرت بنسبةٍ كبيرةٍ بين الأطفال. كما يمكننا القول دون مبالغةٍ أنّ ضمور المخ أمرٌّ مثيرٌّ للرّعب
للمصّاب وعائلته. فكيف إذا تعلّق الأمرّ بكائن صغيرٍ لا يقوى على حَملِ هذه الآثار.
اعترته رجفةٌ هائلةٌ، فارتعشت أوصاله وارتجفت شفتاه الصّغيرة، وبدأ يأخذ أنفاسه بصعوبةٍ. هذا ما جاء في وصفّ إحدى الأُمهات لصغيرها المصاب بضمور الدماغ .وبرغم عظمة الألم فإنّ النوَاح والعَويل لا ينفع. فما عليك عزيزتي إلّا التّأهب والاستعداد لمسايرة الظّروف وخلق السّكينة والهدوء رغمًا عن العواصف الخارجيّة. لذلك وبهدف لملمتِ الشتات والإجابة عن سؤالك جاء مقالنا ” أعراض ضمور المخ عند الرضع “.
أسباب ضمور المخ عند الرضع
استكمالًا لحديثنا السّابق، وقبل الإشارة إلى أعراض ضمور المخ، لا بُدّ أن نقف قليلًا عند الأسباب والتي تُتخذُّ بعين الاعتبار عند تشخيص ضمور المخ عند الرضع.
حيث تعدّ العوامل التي تُصيب الأُم خلال فترة الحمل من أهمّ المسببات لهذا الضمور عند الرّضيع، ومن أبرزها:
- تلقيّ الأُم للعلاجات الكيميائيّة أثناء الحمل.
- ارتفاع ضغط الأُم الذي يؤثر مباشرةً على الرّضيع.
- وأيضًا تعرّض الأمّ للتلوث البيئيّ بالمواد السّامة، أو إصابتها بالفيروسات كالإنفلونزا أو الهربس من شأنه أن يُسببّ ضمور المخ لدى الطفل.
- من جانب آخر تناول بعض الأدويّة الطبيّة خلال فترة الحمل له دورٌ بارزٌ في حدوث الضمور.
- كذلك إصابة الأُم بفقر الدم أو سوء التّغذيّة.
- أو تعرّضها للأشعة السّينيّة.
- كما أنّ للعامل الوراثيّ أثرٌّ بالغٌ ، أيّ أنّ يكون الرضيع مُصابًا بمرضٍ وراثيِّ يُسَببّ ضمور أنسجة المخ.
- ونقصّ كميّة الأوكسجين التي تصل إلى رأس الجنين أثناء فترة النموّ داخل الرّحم سببٌ رئيسيٌّ لحدوث الضمور.
- والولادة المبكرّة ونقص الوزن عند الولادة.
- وأيضًا الانفصال المُبكرّ للمشيمة.
- أو في حالة تعرّض الطفل ليرقانٍ شديدٍ في الأشهر الأوّلى من الولادة.
- إضافةً إلى ما سبق، إصابة الطفل بالتهابات الدماغ أو السّحايا.
- أو تعّرضه لكدّمةٍ مباشرةٍ على رَأسه، وذلك يحدث في حالاتٍ نادرةٍ.
شاهد أيضًا: أسباب بكاء الأطفال ليلا
أعراض ضمور المخ عند الرضع
فمَع إصابة الرّضيع بضمور الدماغ تبدأ الأُم بملاحظةِ بعض الأعراض التي تُصيبها بالرّيبة، وتدخلّ الشّكّ إلى قلبها. وهي كالتالي:
- سِماتٌ غريبةٌ لوجه الرّضيع في حالة الضمور العائدّ لفترة الحمل.
- كما تلاحظ رضاعةً غير طبيعيّةٍ لرضيعها.
- كذلك عدم القدرة على البلعِ.
- إضافةً إلى تقلصاتٍ متكررةٍ في اليدين والقدّمين.
- وعدم القدرة على السيطرة على عضلات الرّقبة.
- وأحيانًا يبقى الرّأس في حركةٍ دائمةٍ.
- من جهةٍ أُخرى تلاحظ تهيّج الطفل المستمرّ والواضحِ.
- وأيضًا دفع الرأس بشكل متواصلٍ للخلف عند القيام بحمله.
- ومن اللافت أيضًا لهذه الحالة أنّ الرّضيع لا يبتسم، ولا يدرك مَن حوله.
- فضلًا عن التأخر في المناغاة.
- و إبقاء الإبهام داخل قبضة اليد.
شاهد أيضًا: علاج الأكزيما عند الأطفال
علاج ضمور المخ عند الرضع
من الجدير بالذكر أنّه لا يوجد علاجٌ شافٍ للضمور، إذ لا توجد طريقةٌ لتعويض التّلف الذي حدث في خلايا المخ. ولكن يمكن التّخفيف من حدّة الأعراض ومضاعفات المرض من خلال اتباع بعض العلاجات:
- العلاجات الجراحيّة: عندما تكون الإصابة ناجمةٌ عن كدّمةٍ مباشرةٍ، إذ يتمّ إجراء عمليّةٍ جراحيّةٍ في الرأس لإصلاح الخللّ.
- العلاجات الدوائيّة: إذ يمكن استخدام بعض الأدويّة لعلاج الأسباب الكامنة وراء الضمور، على سبيل المثال:
-
- مميعات الدم أو الأدويّة المخفضّة للكولسترول: في حالة الإصابة بسكتات الدماغ.
- مضادات الاختلاج: لإيقاف النوبات التي ترافق ضمور الدماغ.
- المضادات الحيويّة: وذلك لعلاج الالتهابات التي تصيب أنسجة المخ.
-
- العلاجات الفيزيائيّة: إذ يتم استخدام العلاج الفيزيائيّ لإبطاء عمليّة فقدان التّحكم بالعضلات، وتحسين القدرة على استخدامها. كما أنّ استخدام الأجهزة التّقويميّة من أنجح الطرق المتبعة في تخفيف حدّة ضمور المخ، ويعمل على مساعدة الرضيع على التحكم بأطرافه والسيطرة عليها.
- الطب البديل: مع استحالة تحقيق العلاج الكامل لضمور الدماغ، شاعت بعض الطرق العلاجيّة المكملّة للعلاج الرئيسيّ تحت مسمّى الطب البديل. ولأخذ العلم لا ينبغي اتباع هذه الطرق من دون استشارة الطبيب. ومنها:
-
- العلاج بالتدليك: وذلّك بتدليك العمود الفقريّ من الأسفل وحتّى الرّأس، يمكن استخدام زيت الزيتون أثناء التدليك.
- الوخز بالإبر: وهو أحدُّ مكونات الطبّ الصّينيّ التقليديّ، يتمثلُّ بإدخال إبرٍّ رفيعةٍ للغايّة عبر الجلد عند نقاطٍ استراتيجيّةٍ من الجسم.
- العلاج بالتمارين: من خلال قَلبِ الطفل وجعل رأسه في الأسفل وقدّميه للأعلى، ممّا يساعد على وصول التّرويّة والأوكسجين إلى الرّأس بسرعةٍ. يمكن أن ينفذ هذا التمرين ١٠ مرات ولمدّةٍ لا تزيد عن ١٠ ثوانٍ.
-
ونؤكد مرةً أُخرى أن ما تمّ ذكره آنفًا لا يمكن القيام به دون موافقة الطبيب وإشرافه.
شاهد أيضًا: الفوائد الصحية من الرضاعة الطبيعية
هل ضمور المخ يسبب الوفاة
يعدّ من أكثر الأسئلة التي تبحث الأم عن إجابتها بعد تأكيد إصابة طفلها بضمور المخ. خاصّةً أنّه من أكثر الأمراض خطرًا على الأطفال، إذ يتزامن ضمور المخ مع مضاعفاتٍ خطيرةٍ تسبب الموت في بعض الحالات. ولكن إنْ تمّ التعامل مع هذه الحالة بعنايّةٍ ومتابعةٍ من خلال اتباع العلاج المتداوّل وتخفيف حدّة الأعراض فإنّ ذلك يسهمّ بشكلٍ كبيرٍ في تخفيف معدلات الوفاة. ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ الضررّ الناجم عن ضمور المخ لا يمكن تعويضه، إذ يؤثر بطريقةٍ واضحةٍ على قدرات الطفل العضليّة والحركيّة، ومستقبلًا على القدرات الذهنيّة والاجتماعيّة. مع ذلك فإنّ بعض التغييرات في حياته قد تساعد في التّأقلم مع وضعه في الأيام القادّمة.
شاهد أيضًا: علاج انسداد القنوات الدمعية عند الرضع
تشخيص ضمور المخ عند الرضع
عادةً ما يقوم الطبيب المختصُّ بتشخيص ضمور المخ عند الرضع عن طريق الفحصّ الجسديّ أولًّا. ومن ثمّ يقوم بإجراء فحوصاتٍ للمخ، وتصويرٍ بالأشعة لتأكيد التّشخيص الأوّليّ. وذلك:
- باستخدام الأشعة السّينيّة للتّصوير المقطعيّ المحوسب من عدّة زوايا مختلفةٍ لإنشاء مجموعةٍ من الصّور التي توضحّ الضمور.
- كما يعتمدّ التّصوير بالرّنين المغناطيسيّ من خلال تعريض الدماغ لمجالٍ مغناطيسيٍّ قصيرٍ، ممّا يساعد على إعطاء صورٍ مُفصّلةٍ للدماغ.
درجات ضمور المخ عند الرضع
إنّ ضمور المخ يحدّث بدرجاتٍ متفاوتةٍ، ويمكن قياسه من خلال استخدام جهاز باسكوير. وهو الجهاز العالميّ لقياس ضمور القشرة. إذ يقوم بتقييم الضمور في ١٣ منطقةٍ من المخ، ومن ثمّ إعطاء الدّرجة النهائيّة للضمور. حيث تتراوح درجات الضمور بين الدرجات من ٠ إلى٣، وتتمثلّ بالتالي:
- دَرجة (٠): حجمٌ طبيعيٌّ لا يوجد ضمورٍ في المخ.
- درجة (١): ضمورٍ مخيٍ بسيط.
- دَرَجة (٢): ضمورٍ مخيّ متوسط، مع فقدانٍ في تلافيف المخ.
- درجَة (٣): ضمورٍ مخيٍّ شديدٍ.
كيف أتعامل مع طفلي المصاب بضمور الدماغ
سؤالٌ آخرٌ ينضمّ إلى استفسارات الأُم، إذ يتزامن مع شعورها بالمسؤوليّة الكبيرة التي باتت تقعُ على عاتقها. يمكننا القول أنّ التّعامل مع طفلٍ مصابٍ بضمور الدماغ يرتبطّ بشكلٍ كبيرٍ بالتّعامل مع المشاكل المترّافقة معه أو الناتجة عنه في محاولةٍ لجعلِ حياته في أفضل حالٍ ممكنٍ. وإليك نصائحنا:
- بدايةً عليكِ تقبلُّ حالة طفلكِ.
- وتثقيف نفسك جيدًا عن كيفيّة التعامل مع حالات ضمور الدماغ.
- بعد ذلك اختارِ طبيبًا مناسبًا ليرافقك في رحلتك.
- ثم عليكِ البدء بحلِّ مشاكل طفلك التي تؤرق راحته، وتزعج جسده.
- كذلك يمكنك مساعدة الطفل على الأكل، والبلع عند مواجهة صعوبةٍ في ذلك.
- وأيضًا القيام ببعض التمارين بهدف تدريبه على رفع الرّأس للأعلى.
- والاهتمام بتغذيته، وإعطاءه المكمّلات الغذائيّة التي يقترحها الطبيب.
- مع مرور الوقت سوف يحتاج طفلك لأخصائيّة تخاطب لتّعلم النطق والكلام.
- وأيضًا لعلاجٍ معرفيٍّ و سلوكيٍّ لتّحسين نوعيّة الحياة.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا ” أعراض ضمور المخ عند الرضع ” والذي تحدثنا فيه عن أسباب الإصابة وأعراض ضمور المخ عند الرضع. كما أشرنا إلى طريقة التشخيص وعلاجه. والآن عليكِ عزيزتي أن تدركِ أنّك أمامَ حالةٍ لا تعالج بشكلٍ تامٍ. إذ ينبغي أن تكونِ على قدّرٍ من الوعيّ والمسؤوليّة، وأيضًا أن تقفِّ صفًّا واحدًّا إلى جانب الطبيب في تشخيص ضمور المخ والحدّ من تطوّره. كما عليكِ مساعدة طفلك على التّعايش مع حالته. وفي ختام كلماتنا نتمنى الصّحة والسّلامة لجميع أطفالنا.