ما هو أفضل مسكن آمن للرضاعة؟ تصاب المرأة بالقلق والتوتر وكثرة التفكير خلال فترة حملها وأثناء الرضاعة. كما تدور في عقلها الكثير من التساؤلات حول طفلها من بدء تشكله وحتى بلوغه. خلال فترة الحمل، تفكر الأم في تغذية طفلها وكيف ينام وهل تلبي له احتياجاته كافة. بعد ذلك، تظن أن الحياة ستصبح سهلة وبسيطة بمجرد احتوائها لطفلها الجميل بين أحضانها. لكن سرعان ما تظهر العقبات وينهال الضغط النفسي والجسدي عليها خلال الفترة التي تلي الولادة مباشرة. حيث ستصاب بالآلام الجسدية وستبحث نتيجة لذلك عن مسكن آمن للرضاعة. كما ستبدأ بطرح الأسئلة المتنوعة حول العناية بطفلها وأمور أخرى تخص الرضاعة. بالإضافة لذلك، ليست عملية الولادة بحد ذاتها المسبب الأساسي للألم أثناء الرضاعة، فقد تعاني الأمهات الجدد من أوجاع وآلام طبيعية مثل أي شخص آخر (آلام الأسنان والصداع وآلام أسفل الظهر). كما تتوقف العديد من الأمهات عن الرضاعة الطبيعية أو يتجنبن تناول أدويتهن الأساسية خشية تطور آثار جانبية غير المرغوبة لدى أطفالهن.
لذلك سنهدف من خلال مقالنا اليوم إلى عرض أشيع وأفضل مسكن آمن للرضاعة. كما سنقدم موجزًا بسيطًا عن أبرز هذه الأدوية وأهميتها في هذه المرحلة من حياة الأم.
ما هو أفضل مسكن آمن للرضاعة
من الطبيعي أن تحتاج الأمهات المرضعات إلى تخفيف الآلام، وخاصة في الفترة التي تلي الولادة. ذلك لأنهن ما زلن يتماثلن للشفاء من عملية الولادة، فقد يعانين نتيجةً لذلك من آلام هيكلية مختلفة الشدة بالإضافة إلى الآلام الناتجة عن عملية الولادة (بسبب تمدد العضلات والجلد لدرجة شديدة أو بسبب الجروح والندبات أيضًا). سنذكر أشيع مسكنات الألم وأكثرها أمانًا لدى المرضع:
- مسكن الباراسيتامول: تعتبر المستحضرات الدوائية الحاوية على الباراسيتامول مناسبة وآمنة للأمهات المرضعات، حتى في جرعتها القصوى. حيث تستطيع المرضع تناول جرعة دوائية من الباراسيتامول تتراوح بين الحبتين إلى أربع حبات في اليوم الواحد. مع العلم أن الجرعة المستخدمة بشكل شائع عند النساء غير المرضعات تبلغ حوالي 1 غرام (أي بما يقارب 2 قرص من جرعة 500 ميليغرام) كل ست ساعات في اليوم الواحد. حيث تعتبر هذه الجرعة آمنة لدى المرضع وطفلها الصغير أيضًا. لذلك يمكنها الاستمرار في تناول الباراسيتامول بانتظام حتى يزول الألم تمامًا.
- مسكن الإيبوبروفين: على الرغم من أن الإيبوبروفين ليس آمنًا خلال فترة الحمل، إلا أنه يعتبر آمنًا وفعالًا للمرضعات خلال فترة الرضاعة. حيث أكدت العديد من الدراسات الطبية على أن المنتجات التي تحتوي على الإيبوبروفين تعتبر آمنة للأم المرضعة بناء على العديد من الأبحاث والإحصائيات. يعزى ذلك إلى أن نسبة انتشار العقاقير الحاوية على مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية على حليب الثدي صغيرة بشكل عام.
اقرأ أيضًا: حبوب ريليف والرضاعة
هل تستطيع المرضع تناول الباراسيتامول والإيبوبروفين معا
تؤكد معظم الدراسات إمكانية تناول المرضع للباراسيتامول والإيبوبروفين معًا لتخفيف الآلام الشديدة. حيث تستطيع المرأة تناول الدواء بأعلى جرعة ممكنة له في اليوم الواحد (أي بما يقارب ثماني حبات باراسيتامول و400 ميليغرام من الإيبوبروفين خلال ال 24 ساعة الواحدة).
اقرأ أيضًا: تأثير المضادات الحيوية على الرضاعة
هل مسكن Codeine آمن أثناء الرضاعة الطبيعية
لم يعد ينصح باستخدام الكوديين كدواء روتيني للأمهات المرضعات. بل يجب الحذر عند استخدامها لأول في حال عدم وجود مسكن آخر بديل عنها. ومن الأفضل أن تبدأ المرأة بأقل جرعة دوائية فعالة، ولأقصر مدة ممكنة، بالإضافة لذلك، من الضروري تنبيه المرأة أن تتوقف عن تناول الدواء في حال سبب لها النعاس أو الدوار أو الإمساك الشديد أو لاحظت ظهور أي آثار جانبية أخرى غير مرغوبة، ثم المسارعة في طلب المشورة الطبية.
كما يجب أن تتوقف المرضع عن متابعة تناول الدواء في حال ظهرت أعراضًا غير طبيعية لدى طفلها أيضًا، على سبيل المثال:
- صعوبة في التنفس.
- خمول ونعاس.
- تعب ووهن عام في الجسم.
- نقص الشهية والوزن.
- بطء ضربات القلب.
لا ينبغي التوقف عن الرضاعة الطبيعية إلا إذا كانت الأعراض شديدة جدًا وتستلزم العناية في المشفى. لذلك يكفي استبدال الكودين بمسكن آخر مناسب غير أفيوني.
اقرأ أيضًا: طرق مضمونه لإدرار الحليب للأم المرضعة
ما تأثير مضادات الالتهاب غير الستيرويدية على المرضع
تعتبر العقاقير من صنف مضادات الالتهاب غير الستيرويدية Nonsteroidal anti inflammatory drug آمنة بشكل عام عند تناولها أثناء فترة الرضاعة الطبيعية. ومن المؤكد أنها ستسبب آثارًا جانبية متنوعة كغيرها من الأدوية. لكنها تنتقل بنسبة قليلة عبر حليب الثدي إلى الطفل، لذلك نسبة الآثار الجانبية قليلة ويمكن تجاهلها أحيانًا.
ومن أهم الأمثلة على الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية الآمنة لدى المرضع، لدينا (ديكلوفيناك Diclofenac، نابروكسين Naproxen، الإندوميتاسين Indomethacin، حمض الميفيناميك mefenamic acid)، بالإضافة إلى الإيبوبروفين الشائع.
لماذا يجب تجنب الأسبرين عند الرضاعة
تستطيع المرضع تناول جرعة منخفضة من الأسبرين أثناء الرضاعة في حال نصحها الطبيب بذلك بعد دراسة حالتها الصحية. بما أن الأسبرين يمر بكميات صغيرة جدًا عبر حليب الثدي، فإن نسبة الآثار الجانبية التي قد يسببها لطفلك قليلة وتكاد أن تكون معدومة.
على الرغم من هذا يجب على المرأة المرضع تجنب استخدام الأسبرين كمسكن للألم أثناء الرضاعة. وذلك بسبب زيادة خطر الإصابة بمتلازمة راي في حال كان الطفل مصابًا بعدوى فيروسية. لهذا السبب، إذا أصيب طفلك بعدوى فيروسية أو لاحظتي أن درجة حرارته مرتفعة، فتوقفي عن تناول الأسبرين حتى تتحسن حالته الصحية.
بالإضافة لذلك، يجب عليك المسارعة في طلب الاستشارة الطبية في حال لاحظتي ظهور أعراض وعلامات حديثة التشكل وغير طبيعية لدى طفلك. على سبيل المثال (ظهور كدمات جلدية أو طفح جلدي أو النزيف بشكل مفاجئ من أماكن معينة).
ومن الطبيعي أن تحتاجي كأم بشكل خاص وأنثى بشكل عام إلى تخفيف الآلام التي تتعرضين لها. نظرًا لأن العديد من الأدوية يمكن أن تنتقل عبر حليب الثدي إلى الطفل، ويمكن أن تؤثر عليه كما تؤثر على أمه. لذا من الأفضل لك أن تستشيري طبيبك الخاص قبل تناول المسكنات بشكل عشوائي.