أهم استراتيجيات الفوركس والربح من تجارة العملات 2023

تعتبر التجارة واحدة من أقدم الأنشطة الإنسانية في التاريخ. حين بدأ الإنسان القديم بمقايضة ما يملكه لقاء الحصول على ما لا يملكه. تلى ذلك اختراع العملة، التي كان الهدف منها تواسط المعاملات التجارية. واستمر الأمر بالتطور إلى أن وصلنا إلى عالم فيه الكثير من العملات. ثم أصبحت هذه العملات بحد ذاتها بضاعة ضمن سوق تجاري وتجاوزت دور الوساطة. وأضحى الربح من تجارة العملات واحداً من أهم وسائل الربح في نصف القرن الماضي.

في هذا المقال، سنقدم لمحة عن فكرة تداول العملات للمبتدئين. ثم سنتحدث عن الربح من تجارة العملات. والاستراتيجيات المختلفة التي يمكن تطبيقها للحصول على أكبر كمية من الأرباح. قد يكون هذا المقال مليئاً بالمصطلحات الجديدة وغير المفهومة، خاصة للمبتدئين. وذلك لأن مجال تداول العملات كبير للغاية، ولا يمكن الإحاطة بكامل جوانبه في مقال واحد. سنحاول شرح أهم المصطلحات. بسم الله نبدأ.

مفهوم تداول العملات

تداول العملات
تداول العملات

يعني تداول العملات ببساطة بيعها وشراءها. أي أنك تبيع عملة مقابل عملة أخرى. فهنا لم تعد العملة أداة لتسهيل عمليات التجارة، بل أصبحت هي التجارة بحد ذاتها. ويعود السبب في نشوء سوق العملات إلى حاجة كل دولة وشعب من الشعوب إلى صك عملة خاصة به. ثم نشأت الحاجة إلى تبادل هذه العملات بين بعضها، ومن هنا بزغ سوق تداول العملات.

هناك مصطلح ستستمع به بكثرة، وهو سوق الفوركس، أو بالإنكليزية Forex. وهو اختصار لـ Foreign Exchange Market، أي سوق تبادل العملات الأجنبية. يحوي هذا السوق على الكثير من العملات العالمية التي يتم تبادلها بشكل أزواج. وتصنف العملات ضمنه إلى أنواع مختلفة سنتحدث عنها في الفقرات القادمة

شاهد أيضًا: طرق مضمونة لربح المال من الإنترنت

الربح من تجارة العملات

الربح من تداول العملات
الربح من تداول العملات

يعتمد مبدأ الربح من تجارة العملات على الشراء بسعر منخفض للعملة، ثم البيع بسعر أعلى. حيث أن قيم العملات ليس ثابتة ومستقرة، بل إنها تتقلب وتتأرجح بشكل مستمر. ويعتمد سعر صرف عملة ما مقارنة مع غيرها من العملات بشكل رئيسي على الوضع الاقتصادي لبلد المنشأ لهذه العملة. كما يعتمد بشكل أو بآخر على الأحداث الاقتصادية العالمية. والعرض والطلب ضمن السوق.

يستفيد المضاربون في سوق العملات من هذه التقلبات. فيعمدون إلى شراء عملة ما (مقابل عملة أخرى) بسعر منخفض قدر الإمكان. ثم يحتفظون بهذه العملة فترة من الزمن، إلى أن يحين الوقت لبيعها. وتشترط عملية البيع أن يكون سعر البيع أعلى من سعر الشراء، وذلك لضمان تحقيق الأرباح. وبما أن الفرد غير قادر على التحكم بسعر البيع، فعليه استغلال الوقت المناسب للبيع بأعلى سعر ممكن.

يستعمل المضاربون أدوات وطرق تحليل تساعدهم على قراءة السوق ومعرفة توجه أسعار العملات المختلفة. وخلال مسيرتهم، وقيامهم بالمئات من الصفقات المتكررة، تتولد لديهم خبرة كبيرة تساعدهم على زيادة أرباحهم. وطبعاً، فإن استعمال أدوات التحليل، واستقراء سعر العملة لفترة قادمة من الزمن، يعتبر أهم خبرة ضمن سوق التداول، وتعلم هذه العملية يعتبر أمراً ضرورياً للغاية قبل دخول السوق.

شاهد أيضًا: مسابقات الربح الفوري عبر الإنترنت

أنواع العملات في سوق التداول

تتواجد كل العملات العالمية المعروفة ضمن سوق العملات. لكن هذا لا يعني أن كل هذه العملات متداولة بشكل متكرر. حيث تقسم العملات من حيث احتمالية تداولها بين المضاربين إلى:

العملات الرئيسية

وهي العملات الأكثر تداولاً على الإطلاق. حيث أنها تخضع غالباً إلى تقلبات كبيرة، تجعلها مناسبة للتداول والربح. وهذه الأزواج هي:

  • اليورو والدولار الأمريكي EUR/USD
  • الجنيه الإسترليني والدولار الأمريكي GBP/USD
  • الدولار الأمريكي والين الياباني USD/JPY
  • الدولار الأمريكي والفرنك السويسري USD/CHF
  • الدولار الأمريكي والدولار الكندي USD/CAD
  • الدولار الأسترالي والدولار الأمريكي AUD/USD

هذه الأزواج الستة هي أزواج العملات الرئيسية.

العملات الثانوية

وهي عملات أقل تداولا من العملات الرئيسية. كما أنها اقل سيولة، وتحتوي على سبريدات أوسع. حيث أن السبريد لعملة ما هو الفرق بين سعر العرض وسعر الطلب. فلو افترضنا أن سعر العرض لزوج اليورو والدولار الأمريكي 1.2543 وسعر الطلب 1.2544، يكون السبريد 0.0001. وهي النسبة التي يربحها الوسيط من المتداولين.

يمكن اعتبار معظم أزواج العملات في سوق التداول عدا الأزواج الستة سابقة الذكر عملات ثانوية.

عملات غير متداولة

وهي عملات لا يتم تداولها عادة. وهي غالباً ما تكون عملات بلدان ناشئة أو نامية، على الرغم من أن تصنيفها كعملات غير متداولة لا يعتمد على بالموقع الجغرافي للدولة. ولكن عادة ما يكون تداول هذه العملات أصعب وأكثر مخاطرة من العملات المتداولة. ولذلك يعزف الكثير عن تداولها.

مثال على هذه العملات دولار هونغ كونغ HKD وراند جنوب أفريقيا ZAR.

شاهد أيضًاتفعيل الربح من تيك توك

الخطوات العملية للربح من تجارة العملات

الخطوات العملية للربح من تداول العملات
الخطوات العملية للربح من تداول العملات

يتم دائما تداول العملات بشكل أزواج، أي أنه يتم شراء عملة ما وبالمقابل بيع عملة أخرى مقابلها. لنأخذ مثالا على ذلك زوج الدولار الأمريكي واليورو. والذي يحمل الرمز EUR/USD. حيث يشير الرمز USD إلى الدولار الأمريكي. بينما يشير EUR إلى اليورو. في هذه الحالة فإن العملة الأساسية هي اليورو، والدولار هو عملة التسعير. بعبارة أخرى، العملة التي تملكها وتحاول بيعها هي اليورو، أما العملة التي ستشتريها في المقابل هي الدولار الأمريكي.

لكل زوج من الأزواج سعر معلن. على سبيل المثال، سعر الزوج السابق 1.2534، أي أنك تحصل مقابل كل يورو تدفعه على 1.2534 دولار.

في السابق، كان تداول العملات يتم عن طريق البنوك. حيث يتواجد الناس فيزيائيا ضمن البنك، ويراقبون أسعار الصرف المتغيرة باستمرار ليحسموا قرارتهم بالبيع والشراء. بينما في الوقت الراهن، يتم تنفيذ كامل عمليات البيع والشراء عبر الإنترنت. وذلك عبر منصات خاصة وسيطة.

يعمل سوق العملات الأجنبية بشكل مستمر لمدة 5 أيام كل أسبوع. حيث يبدأ السوق في يوم الأحد الساعة 9 مساءً بتوقيت غرينيتش، ويغلق في التاسعة مساءً يوم الجمعة.

لتحقيق الربح من تجارة العملات، عليك أولا تعلم استخدام أدوات تحليل السوق. وذلك حتى لا تكون قراراتك عشوائية وتؤدي بك إلى الخسارة. ثم ستقوم بإنشاء حساب على إحدى منصات التداول المختلفة. بعد ذلك سيتعين عليك تحويل مبلغ من المال لتبدأ التداول به. ويعتبر هذا المبلغ بمثابة رأس المال. ثم ستختار استراتيجية تداول مناسبة لك، وتبدأ ببيع وشراء العملات.

معظم عملية التداول عبارة عن التحديق المستمر بالمخططات البيانية لأسعار العملات، وتحديد اللحظة المناسبة لاتخاذ قرار بيع أو شراء عملة ما، مع تحديد القرار حول أي عملة من العملات ستتجه صعوداً لشرائها، أو هبوطاً لبيعها.

نصائح لتحقيق الربح من تجارة العملات

لتحقيق الربح من تجارة العملات يمكن اتباع بعض النصائح الهامة:

  • التعلم بشكل مستمر، فأدوات وأساليب تحليل واستقراء السوق عديدة جداً. ويجب على المتداول تعلمها باستمرار ليطور من نفسه بشكل دائم.
  • بناء استراتيجية خاصة والتداول وفقها.
  • الاطلاع الدائم على الأحداث السياسية والاقتصادية العالمية. والتي من شأنها التأثير في أسعار صرف العملات.
  • عدم التسرع في اتخاذ القرارات، والتقيد بالاستراتيجية المتبعة.
  • البدء بمبلغ صغير في البداية، وذلك لتجنب خسارة الكثير من المال إلى أن تكتسب خبرة كافية للتداول بمبالغ أكبر.
  • تسجيل الصفقات باستمرار، والتعلم من أخطاء الماضي. ولذلك لاكتساب أكبر خبرة ممكنة بأسرع وقت ممكن.
  • الاستعداد النفسي للخسارة من وقت لآخر. فهي أمر طبيعي ومتكرر ضمن تجارة العملات.

استراتيجيات الفوركس

ذكرنا سابقاً أن المتداولين غير قادرين على التحكم بسعر العرض بشكل مباشر. وبالتالي، فإن العامل الأهم الذي يستطيعون التحكم به هو العامل الزمني. أي في أي لحظة يجب بيع العملة وشراء عملة أخرى. ووفقاً لذلك، هناك العديد من الاستراتيجيات المتبعة ضمن سوق الفوركس.

المضاربة قصيرة الأمد

تعتمد هذه الاستراتيجية على صفقات عديدة قصيرة المدة. حيث عادة ما تكون مدة الصفقة مقدرة بالدقائق. ويعوض كبر عدد الصفقات عن صغر الأرباح الناتجة عن صغر حجم التقلب في المدة الزمنية القصيرة. تحتاج هذه الاستراتيجية إلى خبرة كبيرة لتنفيذها. كما أنها تتطلب تحليلا سريعاً للسوق، واتخاذ عدد كبير من القرارات السريعة في مدة زمنية قصيرة. وهي تعد من الاستراتيجيات المجهدة لكن ذات الأرباح الكبيرة.

التداول اليومي

في هذه الاستراتيجية، يتم إنهاء الصفقة قبل نهاية اليوم. وهي استراتيجية مناسبة لتجنب التقلبات صعبة التوقع التي قد تحدث بين يوم واليوم الذي يليه. تكون مدة الصفقة مقدرة بالساعات، وتتطلب مراقبة مخططات الأسعار بضعة مرات في اليوم فقط. هذه الاستراتيجية هي الأفضل غالباً بالنسبة للمبتدئين.

التداول طويل الأمد

يتم شراء العملات والاحتفاظ بها لوقت طويل نسبياً من الزمن. المدة تقدر هنا بالأيام. وهي لا تتأثر بالانخفاضات الصغيرة التي تحدث من وقت لآخر. حيث تعتمد الأرباح هنا على التقلبات الكبيرة في الأسعار. يراقب المتداولون مخططات الأسعار في نهاية اليوم فقط. لكن نتائج هذه الاستراتيجية عادة ما تكون صعبة التوقع. كما أنها تتطلب خبرة كبيرة وصبرا وانضباطا من قبل المتداول.

قدمنا لكم في هذه المقال مقدمة للدخول في عالم تجارة العملات وتحقيق الربح منها. نتمنى أن نكون قد وفقنا إلى تقديم المعلومات بأبسط صورة ممكنة. ونتمنى لكم التوفيق في مسيرة تجارة العملات.