إعصار غزة السياسى.. يهدد مستقبل عجوز البيت الأبيض.. 6 ولايات أغلبيتها عرب ومسلمون تحشد لإسقاط بايدن فى انتخابات الرئاسة الأمريكية ,
لقد ظهر حصاد إعصار غزة مبكراً، بعد نحو شهرين من الضربات الموجعة على المدنيين والعزل. مصداقية القوى المهيمنة على صنع القرار العالمي، والتي دعمت إسرائيل بالتطرف والجبن في عدوانها الغاشم على قطاع غزة ردا على المقاومة التي تدافع عن شرف أمتها، بعد أن حاولت إنقاذ إسرائيل التي دخلت العالم. الحرب، كشفت. في قطاع غزة، مدعومين نفسياً بصورة خيالية لجيش لا يقهر، وسياسياً بقوى دولية تخلت عن الإنسانية، ونحت الأخلاق جانباً، وتفرغت لمباركة قتل الأطفال الأبرياء العزل قبل النساء.
الرحلة التي رسمتها تل أبيب في مخيلتها حول القطاع، اكتشفت في نهاية المطاف أنها دخلت في فخ الموت، وهو مستنقع يشبه ما حدث للأميركيين في أفغانستان، كما وصفه الرئيس جو بايدن في تصريحاته الأخيرة التي عكست انقلاباً على سياسة إسرائيل. موقف إدارته من حكومة بنيامين نتنياهو (المتطرفة) كما وصفها سيد البيت. الابيض.
وفقدت إسرائيل الدعم الغربي. وقفز زعماء العالم من القارب قبل أن يغرق في دوامة الغضب الشعبي الذي انتشر كالسرطان في جسد العواصم العالمية، وتردد صدى التظاهرات في الشوارع العربية. وبدت ملامح تراجع الدعم لإسرائيل تتجسد في المؤسسات الدولية، بعد أن شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الأخيرة، دخول أصوات جديدة لصالح وقف إطلاق النار، ورفض القوى الكبرى التي تملك حق النقض التصويت بلا، وترك أمريكا وحيدة باعتبارها شريان الحياة الوحيد للمحتل.
ومع طول أمد الحرب في ظل شجعان يدافعون عن الحق، وشعب جبار متمسك بالأرض، انكشف العري وتحولت غزة إلى قنبلة سياسية أعادت رسم خريطة الدول العظمى، مهددة الولايات المتحدة الموقف الدولي سياسيا وأخلاقيا. ولذلك ظهرت مخاوف من تهديدات تتعلق بالأمن القومي الأميركي.
وفي أوروبا، الحليف الأعمى للموقف الأميركي، وصلت شظايا الغضب المتطاير إلى عواصم القارة القديمة. وهناك، خلف شمال البحر الأبيض المتوسط، من يخشى على موقعه كحكام، وأحزاب باتت مهددة بخسارة قواعدها الشعبية.
مهدت قنابل دماء الشهداء الطاهرة الطريق أمام الخصمين التقليديين (المعسكر الشرقي) روسيا والصين للعودة إلى واجهة الشرق الأوسط والعالم، كما جاءت كلمات قادة تلك الدول المنحازة لها وكانت قضية الشعب الفلسطيني وحقه التاريخي في دولته بوابة القلوب والعقول، واتجهت الأنظار إلى الحليف الجاهز الذي سيتحدث أمام العالم بالحقيقة البعيدة. وأي انحياز فج كشف الوجه القبيح للغرب الذي فشل بامتياز في اختبار الإنسانية بعد أن سقط نحو 20 ألف شهيد بقنابل غبية قصفت الجميع عشوائيا.
وسقطت أيضاً منظماته الحقوقية التي تحدثت على مدى عقود باسم الإنسانية، وفشلت وسائل إعلامه المضللة في ترويج الرواية الصهيونية التي لم تعد تنطلي على أي عاقل أمام مشاهد الجريمة الموثقة بالصوت والصورة.
ماذا فعلت غزة الجريحة للعالم، لدرجة أنها دفعت بايدن نفسه إلى انتقاد نتنياهو، وأجبرت إدارته على اتخاذ خطوات سرية لتهدئة وتيرة الهجمات تمهيدا لإنقاذ طفلتهم المدللة “إسرائيل” من المستنقع ؟
وفي السطور التالية، ترصد “الفيتو” على لسان خبراء، الصدمة السياسية التي أحدثتها دماء شهداء غزة في جميع أنحاء العالم، ومهدت الطريق لرسم الخريطة الجديدة.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، كشفت التقارير واستطلاعات الرأي عن تراجع شعبية بايدن مع استمرار دعم إدارته للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتزايد الغضب إزاء الفظائع التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين، والأوضاع البائسة بين روسيا والولايات المتحدة. أوكرانيا.
ويقول الدكتور مهدي عفيفي، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي والمحلل السياسي، إن ما حدث في غزة غير خريطة السياسة الأمريكية، وكذلك خريطة الشرق الأوسط وتعاملات العالم أجمع مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن وأدت أحداث غزة إلى انهيار شعبية بايدن الذي أيد الحرب على غزة باعتباره “صهيونياً”، فضلاً عن الرحلات المكوكية التي قام بها وزير خارجيته إلى دولة الكيان الصهيوني باعتباره يهودياً بناءً على تلبية رغبات بايدن. مما أدى إلى ردود فعل داخلية غير عادية.
وتابع عفيفي: فيما يتعلق بالانتخابات المقبلة، رأى مستشارو الرئيس الأميركي جو بايدن أن استمرار دعمه لإسرائيل بهذه الطريقة، ولو لفظيا، قد يؤدي إلى خسارة فادحة. ولهذا تغير خطاب الرئيس بايدن، لكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أن الدعم لا يزال مستمرا. سواء كانت عسكرية أو مادية.
وأضاف: وافق الكونجرس أيضًا على مساعدات بقيمة 140 مليار دولار لإسرائيل وحزم أخرى أمامه، بالإضافة إلى فتح جميع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط والمناطق المحيطة بإسرائيل لدعمها في حربها ضد حماس والشعب الفلسطيني، وهو ما أثار ضجة كبيرة. حالة من الغضب ضد الانحياز الصارخ على هذا النحو.
وأشار عفيفي إلى أن المشاهد التي خرجت من غزة، مثل استشهاد أطفال وأطباء ونساء وغيرهم من كبار السن، أدت أيضا إلى نوع من الإرباك داخل الإدارة الأمريكية، وبدأنا نسمع من الرئيس بايدن مؤخرا تصريحا مباشرا مطالبة نتنياهو بتغيير حكومته، خاصة بعد تراجع الدعم الدولي الأمريكي لبايدن، موضحين أن الإدارة الأمريكية تعتمد دائما على الرأي ومراكز الفكر لاتخاذ قراراتها، وأشاروا إلى أن ما يحدث في غزة أدى إلى هزة من الثقة بالرئيس بايدن، وهو يعلم جيداً الآن أنه قد يخسر الانتخابات.
وتابع عفيفي: بدأ بايدن مرة أخرى الحديث عن حل الدولتين، ليخفف من خطابه، ويهاجم في المقابل قيادة إسرائيل، ولهذا قال عنها إنها الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفا في التاريخ، مؤكدا أن الحديث بهذه الطريقة أسفرت عن ضغوط كبيرة وتظاهرات مناهضة لأميركا في كافة دول العالم، مؤكداً أن هناك أيضاً قضية مهمة قد تؤثر على مستقبل بايدن الانتخابي، وهي عدم قيام إسرائيل بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، رغم كل الدعم الذي تتلقاه، ويؤثر على صورة أمريكا الأخلاقية في العالم.
من جانبه، قال اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، إن الرئيس بايدن يعلم جيدا أن المعارك الانتخابية ستبدأ في يناير المقبل، لذا سيعمل على تهدئة الأوضاع في غزة خلال هذه الفترة، وأكبر دليل على ذلك جيك. وكان سوليفان قد زار إسرائيل الخميس الماضي لإخطارها بضرورة إنهاء المعركة. إسرائيل في الأسابيع المقبلة.
وأوضح فرج أنه منذ يناير المقبل لن تتمكن أمريكا من الانشغال بمساعدة إسرائيل بسبب خوضها معركة أخرى هي المعركة السياسية والانتخابية لتحديد مستقبل البلاد.