كيف تتعاملين مع إفرازات العين عند حديثي الولادة؟ وما هي أهم أسباب هذه المفرزات؟ بدايةً وقبل كل شيء يمكن القول بأن إفرازات العين من الاضطرابات الشائعة لدى حديثي الولادة وصغار الرضع. ولا داعي للقلق أو الخوف عزيزتي الأم فنادرًا ما يسبب ذلك مشكلات خطيرة كإعاقة الرؤية، والتأثير على شدتها، ولكن ومن باب الحرص ينبغي عليك عزيزتي الأم أن تراجعي الطبيب عند ملاحظة أي شذوذ لدى طفلك. فهذا الطفل الصغير أمانة في عنقك، ومن واجبك المحافظة على صحته، والاهتمام به بقدر ما تستطيعين. وسنحاول اليوم من خلال مقالنا أن نطلعك على الطريقة الصحيحة للتعامل مع إفرازات العين عند حديثي الولادة، تابعوا معنا.
أسباب إفرازات العين عند حديثي الولادة
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور إفرازات في عين طفلك. وتختلف خطورة الحالة باختلاف السبب المؤدي لها. ومن هذه الأسباب نذكر:
- انسداد القناة الدمعية: يمكن القول بأن 50% من الأطفال قد يعانون من انسداد القناة الدمعية بشكل مؤقت أو دائم، مما يؤدي إلى انسداد في طريق تصريف الدمع، وتجمعه داخل عين الطفل. وفي النهاية يتحول هذا الدمع إلى إفرازات لزجة ومزعجة للطفل.
- العدوى العينية: يتعرض الطفل أثناء عملية الولادة الطبيعية للعديد من الكائنات الممرضة كالجراثيم والفيروسات التي قد تلامس الغشاء المخاطي للعين وتسبب عدوى عينية، وتعتبر هذه الحالة خطيرة نوعًا ما، ويجب معالجتها بأسرع وقت ممكن للمحافظة على عين الطفل وقدرته البصرية.
- كما نذكر الأجسام الأجنبية: يمكن أن تدخل الأجسام الأجنبية إلى عين الطفل بطرق مختلفة، وقد تسبب التهابًا موضعيًا فيه وخاصةً إذا كانت هذه الأجسام ملوثة وغير نظيفة، وهنا ينبغي على الأم أن تكون دقيقة الملاحظة لتنتبه لوجود اضطراب ما في عين طفلها، وتقوم بالإجراءات المناسبة لسلامته.
- التهاب الملتحمة: تُعرف الملتحمة بأنها غشاء مخاطي رقيق وشفاف يغطي سطح العين ويحميها من تأثير البيئة الخارجية عليها. وقد تلتهب الملتحة لعدة أسباب، ويعتبر تراكم المفرزات في العين عرضًا مهمًا من أعراضها.
- الكريب (الزكام): يعتبر الكريب من أشيع الأمراض في فصل الشتاء والخريف. وينتج عن فيروس معين يدخل إلى الجسم ويسبب الأعراض المميزة للكريب، ومن الجدير بالذكر بأن التهاب الملتحمة التالي للكريب من المضاعفات غير النادرة للمرض السابق، والتي تؤدي إلى ظهور إفرازات في عين الطفل.
اقرأ أيضًا: ما أسباب رمد العين عند حديثي الولادة
الأعراض المرافقة لإفرازات العين عند حديثي الولادة
قد تترافق إفرازات العين عند حديثي الولادة مع وجود مجموعة من الأعراض الدالة على وجود مشكلة حقيقة لدى الطفل. وهنا لا بد من إخبار الطبيب بكامل التفاصيل المتعلقة بحالة الطفل لتقديم المعالجة اللازمة. ومن هذه الأعراض نذكر:
- فرط الإدماع إذ يدل ذلك على انسداد في قناة تصريف الدمع.
- وجود إفرازات قيحية ذات رائحة كريهة ولون عكر، وهذا دليل قوي على وجود عدوى عينية تتطلب العلاج السريع.
- تورّم الأجفان وانتفاخها وعدم قدرة الطفل على فتح عينيه بشكل جيد. وقد تشير هذه الحالة إلى انتشار الالتهاب للمنطقة المحيطة بالعين المصابة.
- احمرار العين ووجود بقع زرقاء في الصلبة، وهذا عرض خطير إذ يشير إلى وجود التهاب في الصلبة وتهديد بانثقابها.
- ألم العين وعدم القدرة على النظر إلى الضوء، فالعين الملتهبة قد تسبب بكاء الطفل بشكل مستمر وتعكر مزاجه طول اليوم.
اقرأ أيضًا: ما أسباب التهاب ملتحمة العين لدى الاطفال
كيف تتعاملين مع إفرازات العين عند حديثي الولادة
هناك بعض الخطوات المهمة التي يجب عليك معرفتها عزيزتي الأم، وذلك لتتمكني من التعامل بشكل صحيح مع إفرازات عين طفلك الصغير. وسنساعدك اليوم على التعامل مع الموضع السابق بمنتهى السهولة بعيدًا عن القلق والتوتر. التزمي بالنصائح التالية:
- لا تلمسي عين طفلك قبل غسل يديك جيدًا بالماء والصابون، ثم تعقيمهما بالكحول، فالطفل كائن حساس وسريع التأثر بالعوامل الممرضة التي يمكن أن تفتك بصحته.
- استخدمي القطن المعقم المبلل بالماء الفاتر لمسح عين طفلك، وتنظيفها من المفرزات المتراكمة فيها.
- لا تدخلي القطن إلى داخل العين، ولا تستخدمي نفس القطعة مرتين، فذلك قد يؤدي إلى إصابة العين بعدوى جديدة وزيادة الحالة سوءًا.
- احرصي على بقاء طفلك في بيئة دافئة، وعدم تعريضه لتغيرات الحرارة، كإخراجه من الجو الدافئ إلى البارد فجأةً.
- ضعي كمادات دافئة على عين الطفل في حال تورمها، وانتفاخ الأجفان المجاورة لها.
- زيارة الطبيب لفحص الطفل والاطمئنان عليه، فأي ملاحظة حتى إذا كانت بسيطة مهمة وذات دلالة عند حديث الولادة.
- الالتزام بتعليمات الطبيب وإعطاء الطفل الأدوية الموصوفة (كالقطرات العقيمة والمضادات الحيوية) بحذر وانتظام.
- حماية العين الأخرى من العدوى، وذلك من خلال منع الطفل من لمس عينه المصابة، كما يجب عليك سيدتي أن تغسلي يديك بعد التعامل مع العين المصابة حرصًا على سلامتك وسلامة طفلك.
- وقاية الأخوة والأخوات من الإصابة فبعض الالتهابات العينية معدية بشدة ويجب التعامل معها بحذر. وبالتالي يجب وضع أدوات الطفل بعيدًا عن متناول أخوته الصغار.
اقرأ أيضًا: علاج رمد العين للاطفال
مضاعفات إفرازات العين عند حديثي الولادة
تعتبر العين من الأعضاء الحساسة التي يجب عدم إهمالها والتعامل معها بحذر وانتباه. وكما ذكرنا سابقًا فإن الإفرازات العينية ناتجة عن وجود اضطرابات داخل العين. والتي يمكن أن تسبب في حال إهمالها مضاعفات خطيرة مثل:
- انثقاب القرنية وتدني القدرة البصرية بشكل دائم، وللأسف سترافق هذه الإصابة الطفل طيلة حياته.
- العمى وعدم القدرة على الرؤية بالعين المصابة، قد تكون هذه المشكلة مؤقتة أو دائمة وذلك حسب طبيعة الإصابة وشدتها.
- التهاب الجيوب وذلك بسبب انتقال العوامل الممرضة كالجراثيم والفيروسات من العين المصابة إلى الجيوب الوجهية المجاورة.
- التهاب الدماغ والسحايا، وذلك بسبب انتقال العدوى إليهما.
اقرأ أيضًا: علاج رمد العين عند الأطفال
وهنا ينتهي المقال حيث تحدثنا عن أسباب وأعراض إفرازات العين عند حديثي الولادة، كما أجبنا عن سؤال كيف تتعاملين مع إفرازات العين عند حديثي الولادة، وأخيرًا ذكرنا مضاعفات هذه الإفرازات في حال إهمالها.