اختناق الرضيع بسبب البرد أو الزكام كابوسٌ يُرعبُ الأمهات، وخاصةً مع نزلةِ البردِ الأولى لطفلهن الصغير. فهل تتوقعون بالمقابل كيف سيكون حالهن مع انتشار جائحة كورونا المستجد (كوفيد 19)؟ من المؤكد أنهن في حالة ذعر شديد لخوفهن الشديد على المولود الصغير.
نزلةُ بردٍ تدقُ ناقوس الخطر خوفًا من تسببها باختناق الرضيع. سببها عدوى فيروسية خفيفة وينتج عنها أعراض تظهر على الرضع وحديثي الولادة، ولكنها قد تتحول فيما بعد إلى التهابٍ رئوي حاد يؤدي للاختناق.
ما هو البرد الشائع أو الزكام عند الرضع؟ ولماذا قد يؤدي للاختناق؟ وما هي آليات العلاج والوقاية من اختناق الرضيع بسبب البرد؟ كل ذلك ستجدونه في المقال التالي.
اختناق الرضيع بسبب البرد العلاج
كثيرًا ما يتعرض الأطفال الرضع إلى الإصابة بنزلات البرد أو الزكام، وذلك لاختلاطهم مع الأطفال الأكبر منهم في العمر من جهة وعدم مقدرة جهازهم المناعي الذي لم يتطور بعد على مقاومة العدوى. كما يمكن أن تصاب الأم المرضعة بالزكام، فيصبح من المرجح جدًا أن تنتقل هذه العدوى إلى طفلها الرضيع.
إذا تطورت أعراض نزلة البرد فإنها قد تتسبب بعد فترةٍ وجيزة بحدوث مشاكل كبيرة في التنفس، وقد تؤدي إلى اختناق الرضيع بسبب تعرضه إلى الجفاف وعدم مقدرته على استنشاق الهواء. الأمر الذي يتطلب علاجًا سريعًا وإجراءاتٍ تتخذها الأمهات المرضعات لعلاج الرضيع وحمايته من مضاعفاتٍ تسببها نزلة البرد كالاختناق. وكثيرًا ما يتطلب الأمر نقله السريع للمستشفى لوضع جهاز التنفس (الرذاذ) له.
اقرأ أيضًا: إفرازات صفراء في عين الرضيع
البرد الشائع عند الأطفال
يصيبُ البرد الشائع الرضع وحديثي الولادة، كما يظهر بشدة إذا حدث الفطام المبكر للرضع وذلك في عمر الستة أشهر. إلا أنَ تعرض الرضيع في الشهر الثالث من عمره لنزلة البرد يعد من أكثر الحالات خطرًا.
كما يعد البرد الشائع عدوى فيروسية يمكن أن تتطور إلى عدوى بكتيرية عند اشتداد الأعراض. ويمكن أن يصيب البرد الشائع الأطفال الرضع بمعدل ست إلى ثمان مرات في عمر السنة. وتكثر الإصابة بالبرد الشائع عند الرضع من فصل الخريف إلى نهاية الربيع. وقد يصاب به في أي وقت آخر من العام.
اقرأ أيضًا: أسباب أساسية وراء انخفاض درجة حرارة الرضيع
أعراض البرد الشائع عند الرضع
إذا لاحظت الأم احتقان أنف طفلها الرضيع وسيلانه فعليها أن تدرك أنه مصابٌ بنزلة برد. فهي الأعراض الرئيسية للإصابة. أما الأعراض الأخرى المصاحبة لذلك فهي:
- الحمى وارتفاع درجة الحرارة، وغالبًا ما يزول هذا العرض بسرعة أكبر من الأعراض الأخرى المصاحبة لنزلة البرد.
- العطاس.
- صعوبة النوم.
- صعوبة في الرضاعة بسبب احتقان الأنف.
- السعال.
- صعوبة في التنفس.
- ظهور البلغم والإفرازات الأنفية، وغالبًا ما تكون بلون شفاف في بداية نزلة البرد، ومن ثم يتحول لونها للون الأصفر أو الأخضر بسبب اشتداد المرض.
- ويمكن أن تتطور هذه الأعراض إلى حدوث اختناق الرضيع نتيجة الجفاف وصعوبة التنفس أو بسبب تراكم البلغم في مجاريه التنفسية.
اقرأ أيضًا: اختيار الملابس الداخلية للرضع
طرق علاج نزلات البرد للأطفال الرضع
قطرات المحلول الملحي لعلاج الزكام عند الأطفال الرضع
يقلل المحلول الملحي بشكل كبير من سماكة البلغم المتراكم لدى الرضيع وينظف مسالكه التنفسية، ويعمل على ترطيبها وتحفيز الرضيع على العطس مما يساعد على التخفيف من الاحتقان وتراكم المخاط.
كما يمكن للأم أن تحضر المحلول الملحي في منزلها من خلال إذابة نصف ملعقة صغيرة من الملح بكأس من الماء المغلي. ومن ثم الانتظار حتى يبرد قليلًا مع إبقائه دافئًا. وبعدها يفرغ المحلول في بخاخ أو قطارة أنفية معقمة.
ويوضع الطفل بوضعية الاستلقاء على ظهره ومن ثم توضع ثلاث نقاط في كل فتحة أنفية. ويجب بعد ذلك أن تحمل الأم رضيعها وترجع رأسه للخلف قليلًا ليصل المحلول إلى جميع أماكن تواجد البلغم. وكثيرًا ما تلجأ الأمهات بعد ذلك إلى استخدام الشفاط الأنفي لشفط التراكمات المخاطية من أنف الطفل. ولكن كيف سيتم ذلك؟ لعلها يجب أن تتوخى الحذر فأنف الطفل مازال صغيرًا جدًا.
شفاط الأنف لعلاج الزكام عند الرضع
يستخدم شفاط الأنف في إخراج المخاط المتراكم الذي يعيق تنفس الطفل بعد إصابته بالزكام، مع توخي الحذر الشديد بحيث لا يتجاوز الشفاط ربع الممر الأنفي.
أجهزة البخار لعلاج نزلة البرد عند الأطفال
تعمل أجهزة البخار على ترطيب الهواء الذي يستنشقه الرضيع عند نومه. وننصح باستخدام بخار البابونج أو الحمضيات لأهميته في تخفيف أعراض الزكام والبرد.
تدليك الوجه لعلاج الزكام عند الأطفال الرضع
يعد تدليك وجنتي الرضيع وجبهته برفق من الوسائل المهدئة للطفل والمخففة لاحتقان أنفه.
اقرأ أيضًا: ماسك الشعر الكيرلي للأطفال
طرق الوقاية من اختناق الرضيع بسبب البرد
تعد الوقاية خيرًا من قنطار علاج. لذا يتوجب على الأم حماية رضيعها من البرد الشائع وتداعياته كالاختناق، وذلك من خلال اتباعها مجموعة من التدابير الوقائية ومنها:
- غسل اليدين بالماء والصابون جيدًا قبل إرضاع الطفل، وتجنب لمسه في حال عدم غسلهما. كما أوصت منظمة الصحة العالمية الأم بالعديد من التدابير الإجرائية تجاه رضيعها لحمايته من تداعيات جائحة كورونا (كوفيد 19). يمكنكم الاطلاع عليها من خلال الرابط التالي من هنا.
- إذا كانت الأم مصابة بنزلة برد عليها أخذ التدابير الوقائية منعًا من نقل العدوى لرضيعها.
- منع الأشخاص من لمس الرضع أو حديثي الولادة، وإبعاده عن المصابين منهم.
- تعقيم ألعاب الطفل وأدواته جيدًا قبل أن يلمسها.
- على الأم أن تحافظ على جو بيتها خاليًا من روائح ودخان السجائر وفتح النوافذ بشكل يومي لتخليص البيت من الغبار وإدخال الشمس لتعقيمه.
اقرأ أيضًا: متى يبدأ التسنين المبكر
متى تتوجب استشارة الطبيب لتجنب اختناق الرضيع بسبب البرد
- إذا أصيب الرضيع بالبرد قبل الشهر الثالث من عمره فعلى الأم الإسراع في زيارة طبيب الأطفال خوفًا من تداعيات نزلات البرد الخطيرة في هذا العمر.
- تعد زيارة الطبيب أمرًا في غاية الأهمية إذا ارتفعت درجة حرارة الرضيع إلى ما فوق الثمانية والثلاثين درجة مئوية.
- من المهم جدًا زيارة الطبيب عند إصابة طفلك الرضيع بالبرد، وخاصةً إذا استمرت الأعراض لمدة تزيد عن الأسبوع، حتى لو تجاوز الطفل السنة من عمره.
وختامًا تبقى الرضاعة الطبيعية من أفضل الطرق الوقائية لرفع مناعة الرضيع وحمايته من تداعيات نزلات البرد الخطيرة كالاختناق، فعلى الأم الاستمرار في إرضاع طفلها بدلًا من تقديم الحليب الصناعي له.