ما هو اضطراب نقص الحركة وفرط الحركة

إنّ مرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الشخص، لأنها مرحلة النمو والتأسيس لجسم الإنسان وشخصيته فيما بعد. وبالتالي أي خلل يصيب هذه المرحلة كاضطراب نقص الحركة وفرط الحركة سيترك بالتأكيد أثرًا على مستقبل الشخص. قد يكون هذا الخلل على صورة مشاكل سلوكية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة والمتوسطة، وتؤدي هذه المشاكل لإصابته باضطرابات وخلل في الحركة. وبالتالي وبسبب حساسية الموضوع ومدى خطورته على تكوين الإنسان فقد شغلت هذه المسألة أذهان الأطباء منذ فترة وحتى وقتنا هذا. كما ألفت الكثير من الكتب والمراجع وعقدت الكثير من الندوات والدراسات والتي ترمي كلها إلى شرح معنى فرط ونقص الحركة. وإلى إيجاد الحلول وأهم علاج لاضطرابات فرط ونقص الحركة وغيرها من الاضطرابات التي تحدث خلال مرحلة الطفولة.

ما هو اضطراب نقص الحركة وفرط الحركة

ما هو اضطراب نقص الحركة وفرط الحركة
ما هو اضطراب نقص الحركة وفرط الحركة

اضطراب نقص الحركة أو بطء الحركة هو أحد أعراض مرض باركنسون، المعروف باسم الشلل الرعاش، وهو مصطلح يستخدم لوصف اضطرابات الحركة التي تسبب العديد من أعراض مرض باركنسون.

أما معنى فرط الحركة ADHD هو اضطراب متطور سببه عصبي. إلا أن هذا الاضطراب لا يعتبر اضطرابًا ناجمًا عن خلل في تربية الطفل. وإنما ناجم عن طاقة كبيرة لدى الطفل ويحتاج إلى تفريغها بشكل من الأشكال.

اقرأ أيضاً: ما أسباب كثرة التجشؤ عند الأطفال

أسباب اضطراب نقص الحركة وفرط الحركة

أسباب اضطراب نقص الحركة وفرط الحركة
أسباب اضطراب نقص الحركة وفرط الحركة

لا يوجد حتى الآن سبب محدد يمكن أن يكون السبب في الإصابة باضطراب نقص الحركة وفرط الحركة، ولكن حسب معنى فرط ونقص الحركة تقول الأبحاث أن خللًا في النواقل العصبية (الأعصاب التي تنقل الإشارات العصبية في الدماغ) يؤدي في الغالب إلى الإصابة بهذا الاضطراب. وتشمل بعض المخاطر الأخرى كلاً من نقص الوزن عند الولادة (أقل من 1500 غرام)، وإصابة في رأس المولود، وإصابة الدماغ، ونقص الحديد، وانقطاع النفس خلال النوم، كذلك التعرض للكحول أو الدخان أو المخدرات قبل الولادة.

أما بالنسبة لنقص الحركة فإنه يحدث بسبب نقص الدوبامين في الدماغ. حيث يلعب الدوبامين -وهو ناقل عصبي يساعد الخلايا العصبية على التواصل- دورًا هامًا في الوظائف الحركية.

وقد تحدّث العديد من الخبراء عن مخاوف حول ما إذا كانت المواد المضافة الغذائية والسكريات قد يسببان هذا الاضطراب. وعلى الرغم من أن البعض من الأطفال يبدون مُفرطي الحركة أو مندفعين بعد أكل الأطعمة المحتوية على السكر، إلا أن الدراسات الحديثة بينت بأن الاختلافات الدماغية المسببة لاضطراب نقص الحركة وفرط الحركة تكون موجودة منذ ولادة الطفل، وأن الأمور الغذائية والبيئية لا تسبب هذا الاضطراب.

اقرأ أيضاً: هل يوجد طريقة لزيادة طول طفلي

أعراض اضطراب فرط الحركة

  • يؤثر هذا الاضطراب في انتباه الطفل المستمر وتركيزه ومواظبته على تنفيذ المهام.
  • يكون الأطفال أيضًا مفرطي الحركة مندفعين. حيث قد يواجه أطفال ما دون عمر المدرسة المصابين بالاضطراب مشاكل في التواصل.
  • مع وصول الأطفال لعمر المدرسة، يبدون وكأنهم لا مُبالين ومتذمرين.
  • أثناء مدة الطفولة المتأخرة، من الممكن أن يهز الأطفال المصابون أرجلهم بشكل متكرر، ويحركون أطرافهم، ويتحدثون بسرعة، كثيرو النسيان، ويبدون بلا تنظيم.
  • لا يكون الأطفال المصابين ذوي طبيعة عدوانية بالغالب.
  • يُعاني حوالي 20-60% من الأطفال المرضى بالاضطراب من صعوبة في التعلم تؤثر على القراءة، أو الرياضيات، وكذلك الإملاء والكتابة، ويعاني أغلبهم من مشاكل دراسية مثل انخفاض الدرجات في الاختبارات بسبب قلة التنظيم أو إهمال واجباتهم المنزلية.
  • قد تكون تصرفات الطفل فوضوية، مع أغلاط ناتجة عن عدم المبالاة، وقلة بالتفكير. حيث غالبًا ما يكون الطفل كما لو أن تفكيره في مكان ثاني، ولا يستمع لكلام الآخرين. كذلك كثيرًا ما يقوم الطفل بتنفيذ الطلبات أو الأعمال الدراسية أو الأعمال في المنزل وغيرها من الواجبات حتى النهاية إلا أنه قد ينتقل من مهمة غير مكتملة إلى مهمة أخرى.
  • قد يعاني الطفل من مشكلة في تقدير ذاته، أو يعاني من حزن أو قلق متواصل، أو رفضه للنصائح مع دخوله سن المراهقة.
  • يعاني نسبة 60% من الأطفال المصابين من مشكلات مثل نوبات غضب، وأغلب الأطفال الأعلى سناً تكون عتبة احتمال الإحباط لديهم منخفضة.

اقرأ أيضاً: حساسية الجلد عند الأطفال الأسباب وطرق العلاج

أعراض اضطراب نقص الحركة

  • يمكن أن تظهر علامات نقص الحركة مع أي من حركات جسم طفلك. أيضًا، يمكن أن يؤثر نقص الحركة على جسم طفلك بالكامل، أو جانبًا واحدًا من جسمه، أو جزء واحد فقط من الجسم.
  • قد يتسبب بطء الحركة ونقص الحركة أيضًا في أداء طفلك للحركات بشكل أبطأ مع استمراره في القيام بها.
  • قد تصبح خطوات طفلك أبطأ وتقترب من بعضها البعض. هذا يسمى تأثير التسلسل.
  • تجميد المشية: عندما تتجمد خطوات طفلك، تشعر أنه يريد المشي ولكن لا يمكنه تحريك خطواته إلى الأمام. يمكن أن يكون هذا التأثير قصيرًا ويحدث في حلقات قصيرة. لسوء الحظ، يمكن أن يسبب ذلك سقوط طفلك، مما يجعله أحد أسوأ اضطرابات الحركة لمرض باركنسون أو الشلل الرعاش.
  • وجه مقنع: يحدث بطء في حركة الوجه وتكون أبطأ في التعبير عن تعابير الوجه.
  • خط صغير قد تحصل على صورة ميكروغرافية، حيث يكتب طفلك بخط يد صغير وضيق. قد يصبح خط يد طفلك أصغر أيضًا مع استمراره في الكتابة. غالبًا ما يكون هذا من الأعراض المبكرة لمرض باركنسون.

علاج اضطراب فرط الحركة

"<yoastmark

تعتبر الأدوية النفسية هي الدواء الأكثر فاعلية. حيث يعتبر الميثيل فينيدات وغيره من الأدوية المماثلة للأم فيتامين من أكثر الأنواع التي يتم وصفها. حيث تتميز هذه الأدوية بتأثر عالٍ، كما أن آثارها الجانبية منخفضة. قد تحتوي التأثيرات الجانبية للأدوية النفسية ما يلي:

  • الاضطرابات في النوم (مثل الأرق).
  • نقص في الشهية للطعام.
  • الاكتئاب والحزن أو القلق.
  • وجع الرأس.
  • ألم في المَعِدَة.
  • ارتفاع في ضربات القلب وكذلك ضغط الدم.

لا يعاني أغلب الأطفال من التأثيرات الجانبية، إلا باستثناء نقص الشهية. كذلك تختفي كامل الآثار الجانبية عند وقف أخذ الدواء. ومع ذلك، عند تناول الدواء لمدة طويلة، يمكن للأدوية النفسية أن تؤخر نمو الأطفال أحيانًا، لذلك يراقب الطبيب الوزن والطول. وإذا كان الأطفال ينمون بشكل ضعيف، أو يعانون من آثار جانبية مرتفعة أخرى، فقد يطلب الطبيب أخذ استراحة من الدواء. ويمكن أخذ هذه الاستراحة من أخذ الدواء في الفترات التي لا يحتاج الطفل فيها إلى الانتباه أو التركيز، مثل العطلات الأسبوعية أو أثناء عطلة الصيف.

يمكن استعمال أدوية أخرى لمعالجة اضطراب نقص الحركة وفرط الحركة وغيرها من الأعراض. وتشتمل هذه الأدوية ما يلي:

  • أتو موكسيتين.
  • بعض الأنواع المستخدمة بالعادة في معالجة ارتفاع ضغط الدم، مثل: الكلونيدين clonidine أو والنياسين guanfacine.
  • مضادَّ الاكتئاب.
  • أدوية مُضادَّة للقلق.
  • ويمكن استعمال مشاركة من عدة أدوية في بعض الأوقات.

اقرأ أيضاً: أفضل أنواع السمك للاطفال

علاج اضطراب نقص الحركة

هناك علاجات متاحة يمكن أن تساعد في السيطرة على أعراض نقص الحركة. يمكن أن تشمل الأدوية والعلاج وكذلك إجراء يسمى التحفيز العميق للدماغ (DBS). وهذه العلاجات هي:

  • التحفيز العميق للدماغ، حيث تُزرع أقطاب كهربائية في دماغ طفلك وتتصل بمولد في صدره. بهذه الطريقة، يتم إرسال نبضات كهربائية إلى دماغ طفلك لتخفيف الأعراض.
  • قد تخفف بعض التعديلات في نمط الحياة من أعراض مرض باركنسون، مثل ممارسة الرياضة. فيمكن أن تساعد التمارين في تحسين توازن طفلك ومرونته بالإضافة إلى جعله أقوى. توفر التمارين الرياضية أيضًا فوائد عاطفية مثل المساعدة في علاج القلق والاكتئاب.
  • حمية صحية، فلا يوجد نظام غذائي محدد لعلاج نقص الحركة، ولكن يمكن أن يكون الإمساك أحد الآثار الجانبية لنقص الحركة.
  • تجنب السقوط، فإذا تقدمت حالة نقص الحركة لدى طفلك، فقد يكون أكثر عرضة لفقدان توازنه والسقوط. وإليك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها للمساعدة في تجنب سقوطه:
    • اجعلي منزلك أكثر أمانًا عن طريق التخلص من الفوضى.
    • رتبي الأثاث بالقرب من بعضه بحيث يمكن لمسه أثناء المشي ولكن لا يعيق الطريق.
    • اخفضي سرير طفلك لتسهيل نهوضه منه.

يجب فهم معنى فرط الحركة ونقص الحركة بشكل جيد واستخدام قواعد وأمور روتينية، وخطة من قبل المدرسة، وخطط رعاية أسرية متكاملة، وذلك بهدف التقليل من تأثيرات هذا الاضطراب. وقد يستفاد الأطفال الذين لا يعانون من مشاكل سلوكية عالية من العلاج الدوائي لوحده. ولكن الأدوية النفسية لا تعمل على كل الوقت، وبالتالي يجب التدرب على التكيف لمساعدة الطفل على تحسين مهاراته التنظيمية وغيرها. ويمكن أحيانًا المشاركة بين العلاج السلوكي الذي يقوم به الطبيب النفسي مع العلاج الدوائي.