التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة

Rima Al28 فبراير 2023آخر تحديث :
التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة

تدخلاتٌ بسيطة لكنها تبدي تأثيراتٍ إيجابية كبيرة في مستقبل أطفالٍ أبرياء لتعكس أهمية التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة، عبر برامج التدخل المبكر للأطفال المصابين. فالأطفال حديثي الولادة من ذوي الاحتياجات الخاصة لم يتطور دماغهم بعد. ونموهم سيستمر حتى يبلغوا الثامنة عشر من العمر، فمازال هناك متسع من الوقت لتطوير مهاراتهم وذكائهم وفق أحدث البرامج العلمية. ما هو التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة؟ وما هي برامج التدخل المبكر للأطفال؟ كل ذلك ستتعرفون عليه من خلال المقال التالي.

ما هو التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة

يعد التدخل المبكر مجموعة من الخدمات التي يمكن تقديمها من قبل الأسرة أو المجتمع أو الجهات الحكومية للأطفال والرضع من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو الذين يعانون من تأخر في النمو. كما تسعى منظمة اليونسكو جاهدة بمسح عدد جميع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ممن هم خارج المدرسة وتعيين بياناتهم لضرورة كسر الحواجز السلوكية والاجتماعية التي تمنعهم من التعليم الجامع.

كما يركز التدخل المبكر على مساعدة الأطفال المصابين على اكتساب المهارات الأساسية لتطوير نموهم.

وبالمقابل تبذل منظمة اليونسكو جهودًا كبيرة لتعزيز برامج التدخل المبكر لتنمية المهارات الحركية والحسية والمعرفية للأطفال المصابين. حيث نالت العالمة والطبيبة المصرية نجوى عبد الجواد جائزة اليونسكو (جائزة النساء العالمات) تقديرًا لأبحاثها في التدخل المبكر للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

ما هي برامج التدخل المبكر

"<yoastmark

يمكن تقسيم برامج التدخل المبكر إلى قسمين:

  • يتضمن القسم الأول الفحوصات الطبية للمقبلين على الزواج بما فيها زواج الأقارب لتأثيره الكبير في رفع مستويات تأخر النمو والإصابة بالإعاقات لدى الأطفال، بالإضافة لبرامج رعاية الحامل، وبرامج التأكد من عدم إصابة المواليد بعد الولادة.
  • القسم الثاني يشمل برامج التنمية العقلية بعد تشخيص الإصابة لدى الأطفال.

أما أفضل أوقات التدخل المبكر فهو عند بلوغ الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة العامين من عمره.

أنواع برامج التدخل المبكر للأطفال

يمكن حصر أهم المهارات التي تشملها برامج التدخل المبكر للطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بما يلي:

  • برامج المهارات الجسدية (الوصول للهدف، التدحرج، الزحف، المشي).
  • برنامج المهارات المعرفية (التفكير، حل المشكلات).
  • تنمية مهارات التواصل (التحدث والاستماع والفهم).
  • برامج تنمية الذكاء الاجتماعي والعاطفي (اللعب، الشعور بالأمان والسعادة).
  • تنمية المساعدة الذاتية (الأكل، إحضار الأشياء، ارتداء الثياب).

أما أهم الخدمات التكنولوجية والاجتماعية اللازمة والتي يتطلبها تصميم هذه البرامج فهي:

  • التكنولوجيا المساعدة بما فيها الأجهزة التي قد يحتاجها الطفل والمجهزة بخدمات السمع أو خدمات النطق واللغة.
  • الاستشارة والتدريب للعائلة على التدخل المبكر باحتراف.
  • الخدمات الطبية كخدمات التمريض وخدمات التغذية والعلاج البدني والخدمات النفسية.

من هو الطفل المؤهل للتدخل المبكر ومتى يتم التدخل

التدخل المبكر مخصصٌ للرضع والأطفال الصغار الذين يعانون من تأخر في النمو أو الإعاقة. كما يتم تحديد الأهلية من خلال تقييم الطفل بعد موافقة والديه لمعرفة ما إذا كان يعاني في الواقع من تأخر في النمو أو إعاقة.

ويمكن للأطفال المؤهلين تلقي خدمات التدخل المبكر منذ الولادة وحتى عامهم الثالث، وقد يستمر التدخل ليشمل مراحل عمرية أخرى.

كثيرًا ما يتمكن الأطباء من تشخيص حالة الطفل المصاب منذ لحظة ولادته، وبالتالي ستكون خدمات التدخل المبكر ضرورية وأكثر فاعلية لمساعدة الطفل على النمو والتطور. ومن المفضل قبل العودة إلى المنزل من المستشفى إحالة والدي الطفل إلى مراكز التدخل المبكر للتعرف على البرامج المقدمة. أما الحالات الأخرى للتدخل المبكر فهي قد تكون بعد اكتشاف الحالة من الأبوين في مراحل متقدمة ومن ثم تشخيصها من قبل الطبيب المختص.

الاستجابة للتدخل المبكر

سيبدي بعض الأطفال عند الاكتشاف المتأخر للحالة دخولًا روتينيًا نسبيًا إلى العالم، لكن قد يتطورون ببطء أكثر من غيرهم عند تلقيهم برامج التدخل المبكر، أو يواجهون نكسات، أو يتطورون بطرق تبدو مختلفة تمامًا عن الأطفال الآخرين.

وبالنسبة لهؤلاء الأطفال، قد تؤدي زيارة طبيب الأطفال لإجراء التقييم إلى إحالتهم إلى التدخل المبكر. ومع ذلك لا يتعين على الآباء انتظار الإحالة للتدخل المبكر. ويعد التواصل الفعال مع الأطفال والرعاية المتكاملة من قبل الأهل أهم عوامل الاكتشاف المبكر لتأخر النمو لدى طفلهم.

وبعد إثبات الإصابة على الأهل الإسراع في البحث عن أهم مراكز تطوير المهارات الفردية لأطفالهم ذوي الاحتياجات الخاصة. فإن خدمات التدخل المبكر المؤهلة توفر الدعم الحيوي حتى يتمكن الأطفال ذوي الاحتياجات التنموية من الازدهار والنمو.

فوائد التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة

  • تعد الجهود المتكاملة بين الأسرة والمختصين في برامج التدخل المبكر العامل المساعد في الوصول إلى أفضل النتائج من خلال انخراط الأبوين في هذه البرامج بشكل محترف لتحفيز طفلهم من ذوي الاحتياجات وتشجيعه على التطور.
  • توصلت أحدث الأبحاث العلمية إلى أن التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة المصابين بمتلازمة داون الناتجة عن خلل وراثي قد رفعت المستوى الذكائي للمصابين حتى نسبة سبعين بالمئة مقارنة مع الأطفال الطبيعيين.
  • يساعد التدخل المبكر الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة على سهولة تحصيلهم العلمي ومتابعة دراستهم الأكاديمية وإمكانية التفاعل والتواصل مع زملائهم الطبيعيين.
  • تعد النشاطات والتمارين الاجتماعية والألعاب الهادفة ضمن برامج التدخل المبكر والمرافقة للمراحل العمرية المختلفة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة العامل الأكبر في تنمية مهاراتهم في التواصل والانخراط في المجتمع والقدرة على التعلم.
  • كلما بدأ الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بالخضوع لبرامج التأهيل التنموي باكرًا كلما اعتاد على هذه البرامج، وأصبحت جزءًا من روتينه اليومي، الأمر الذي يمكنه من الحصول على فوائد أكبر مقارنة مع الأطفال الذين يخضعون للبرامج بوقت متأخر.

وختامًا لم يعد اليوم التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة والوعي والمشاركة الفعالة التي تبديها الأسرة تجاه طفلها المصاب مفتاحًا لنموه وتطوره فحسب بل أضحى مفتاحًا ذهبيًا لتميزه وإبداعه. فهل شاهدتم الميداليات الذهبية التي حصدها الكثير من الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في شتى المجالات؟