التهاب الملتحمة عند المولود حديثا الرمد الربيعي من الاضطرابات الشائعة في فترة الطفولة الباكرة، إذ يعاني عدد لا يستهان به من المولودين حديثًا من هذه المشكلة. وقد يخاف الأهل عند ملاحظة اللون الأحمر لعيون أطفالهم ويراجعون الطبيب بأسرع ما يمكن حرصًا منهم على سلامة مولودهم وصحته. بدايةً وقبل كل شيء يعتبر الأطفال مخلوقات حساسة وقابلة للتأثر بمختلف أنواع الجراثيم والفيروسات والطفيليات. وبالتالي يجب على الأهل رعايتهم بحذر وانتباه وإعلام الطبيب بأي حالة طارئة أو غير مألوفة لتدارك الحالة المرضية على الفور قبل حدوث أي اختلاطات خطيرة. وسنتحدث في مقالنا اليوم عن مرض محدد وهو التهاب الملتحمة عند المولود حديثا، إذ سنحاول الإجابة عن جميع التساؤلات المتعلقة بالموضوع السابق، تابعوا معنا.
التهاب الملتحمة عند المولود حديثا الرمد الربيعي
يمكن تعريف الملتحمة بأنها غشاء مخاطي رقيق يغطي العين ويحميها من الغبار والجراثيم والفيروسات التي قد تؤذيها. وقد تتعرض الملتحمة لعوامل معينة تسبب التهابها، مع العلم نجد هذه الحالة بشكل خاص عند حديثي الولادة. فتلاحظ الأم أن عين طفلها حمراء ومتورمة، وقد تتجمع بعض المفرزات على الحافة الجفنية للعين المصابة. يؤدي كل ذلك إلى انزعاج الرضيع وبكائه، وبالتالي قلق الأم على ولدها الصغير.
الرمد الربيعي عند المولود حديثا
الرمد الربيعي هو مرادف آخر لالتهاب الملتحمة، وهو عبارة عن حالة تحسسية تسبب الحكة والحرقة، بالإضافة إلى الأعراض الأخرى المتعلقة بالتهاب الملتحمة. فنقول أن حديث الولادة مصاب بالرمد الربيعي عندما يتغير لون العينين إلى الأحمر وتتورم الأجفان. فيصبح الطفل متقلب المزاج ويعاني من ألم في العينين. كما تظهر المفرزات القيحية كريهة الرائحة على طرف العين المصابة. كما يعتبر الانزعاج من الضوء مظهرًا مهمًا من مظاهر الرمد الربيعي أو ما يسمى التهاب الملتحمة التحسسي.
أسباب التهاب الملتحمة عند المولود حديثا
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي بالنتيجة إلى التهاب الملتحمة وتهيجها عند الأطفال حديثي الولادة، ومن أسباب التهاب الملتحمة نذكر:
- الاضطرابات الدمعية كانسداد قناة الدمع مما يمنع تصريف الدمع الموجود في العين. فيتجمع ويؤدي إلى خلل في البيئة الداخلية للعين.
- دخول بعض أنواع الفيروسات إلى عين حديث الولادة أثناء عملية الولادة الطبيعية. ومن هذه الفيروسات نذكر الحلأ التناسلي الموجود في الغشاء المخاطي المبطن لأعضاء الأم التناسلية.
- العدوى الجرثومية التي تنتقل إلى الطفل من أمه أثناء عملية الولادة. وتدخل هذه الجراثيم (النيسيريا البنية) إلى عين الطفل أثناء تماسها مع المخاطية المصابة.
- العدوي الفطرية وهي سبب نادر نوعًا ما، ولكن لا يمكن إهمال وجود بعض حالات التهاب الملتحمة العائدة لسبب فطري.
- سوء استخدام الأدوية حيث تمتلك بعض القطرات تأثيرًا سلبيًا على عين حديث الولادة، ولا يجب استخدامها إلا بعد استشارة الطبيب المختص.
أعراض التهاب الملتحمة عند المولود حديثا
يتظاهر التهاب الملتحمة عند الأطفال بمجموعة من الأعراض المزعجة، ومنها نذكر:
- احمرار العينين بدرجة متوسطة إلى شديدة.
- تورم العين المصابة وانتفاخ الخفنين العلوي والسفلي، مما يجعل فتحة العين صغيرة لدرجة قد تعيق الرؤية.
- حكة تجعل الطفل يفرك عينيه باستمرار، وبالتالي يزداد الاحمرار سوءًا.
- حرقة وسيلان دموع.
- مفرزات عينية مائية أو قيحية، إذ يتعلق نوع هذه المفرزات بسبب التهاب الملتحمة وشدة الإصابة.
- بكاء مستمر وتعكر مزاج الطفل، وقد يرفض الرضاعة في بعض الحالات.
تشخيص التهاب الملتحمة عند المولود حديثا
يقوم الطبيب بتشخيص التهاب الملتحمة عند المولود حديثا كما يلي:
- المظهر السريري: يعتبر المظهر الخارجي للعين المصابة عنصرًا مهمًا من عناصر التشخيص. وبالتالي يتوجب على الطبيب أن يفحص العين بدقة، ويميز المظهر النوعي للالتهاب الملتحمة.
- المسحة العينية: وهي الوسيلة الأدق لتأكيد التشخيص، حيث يقوم الطبيب بأخذ عينة من مفرزات العين المصابة، ثم يفحصها تحت المجهر لكشف العوامل الممرضة المسببة كالجراثيم والفيروسات والفطريات.
علاج التهاب الملتحمة عند المولود حديثا
يختلف علاج التهاب الملتحمة باختلاف السبب كما يلي:
- الصادات الحيوية: يصف الطبيب الصادات الحيوية عندما يكون الالتهاب جرثومي المنشأ. وتعتبر قطرة الإريثرومايسين لمدة 14 يوم هي العلاج المثالي في هذه الحالة.
- المضادات الفيروسية: وهي العلاج المناسب في حالة العدوى بفيروس الحلأ، والعلاج النوعي لهذه الحالة هو الأسكلوفير.
- المضادات الفطرية: تقضي المضادات الفطرية على الفطريات الضارة التي قد تغزو عين الوليد وتسبب التهابها.
- فتح قناة الدمع: وهو الحل المثالي عندما يكون سبب الالتهاب انغلاق القناة الدمعية، ويمكن القول بأن هذه الحالة هي الأسلم والأقل خطرًا على الطفل مقارنةً بالحالات السابقة.
الوقاية من التهاب الملتحمة عند المولود حديثا
من الجدير بالذكر بأن أغلب حالات التهاب الملتحمة عند حديثي الولادة ناجمة عن انتقال العدوى إليهم أثناء مرورهم بالطريق التناسلي للأم. وبالتالي يجب على الطبيب أن يفحص الأم بدقة قبل الولادة للبحث عن أي عدوى تناسلية قد تضر بالطفل. وينصح عدد كبير من الأطباء بالولادة القيصرية في جميع الحالات لتجنب أي عدوى ممكنة. كما يمكن تعقيم عيني الطفل بعد الولادة بوساطة قطرة عقيمة يتم استخدامها وفقًا لإرشادات الطبيب.
مضاعفات التهاب الملتحمة عند المولود حديثا
لا يجب إهمال التهاب الملتحمة، فقد يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات الخطيرة، ومنها:
- أذية أجزاء العين المختلفة كالصلبة والقزحية، مما قد يسبب نقصًا في الرؤية أو فقدانها في الحالات الشديدة.
- انتشار الالتهاب إلى المنطقة الموجودة خلف العين وصولًا للبنى العصبية الموجودة هناك، مما قد يتسبب بحدوث الوفاة.
- انتشار الالتهاب من العين المصابة إلى العين السليمة، لذلك يجب الحرص على اتباع قواعد التعقيم عند التعامل مع المريض.
سير التهاب الملتحمة عند المولود حديثا
من الجدير بالذكر بأن التهاب الملتحمة من الأمراض البسيطة عند تشخيصها بشكل مبكر وتقديم العلاج المناسب والالتزام به. وتُشفى الحالة السابقة خلال مدة 14 يوم من تلقي العلاج النوعي. وكما ذكرنا قد يؤدي الإهمال إلى مضاعفات شديدة وخطيرة وغير قابلة للعلاج.
اقرأ أيضًا: علاج رمد العين عند الأطفال
وهنا ينتهي المقال حيث تحدثنا عن التهاب الملتحمة عند المولود حديثا الرمد الربيعي، كما تطرقنا إلى أسباب التهاب الملتحمة وأهم أعراضها ومضاعفاتها، وذكرنا أخيرًا طرق العلاج المعتمدة وسير المرض السابق.