تتساءل الأمهات عن مخاطر تناول جرعة زائدة من دواء الحساسية للأطفال؛ وذلك خوفًا على صغارهم مما قد يؤذي صحتهم. حيث يصاب العديد من الأطفال بالحساسية التي قد تصبح مزمنة، فتصبح أنواع الأدوية التحسسية جزءًا لا يتجزأ من حياة الطفل الصغير. وطبعًا لأن الطفل الصغير لا يستطيع تقدير مخاطر العبث بالأدوية، فإن الأم دائمة القلق حول ما يمكن حدوثه. وبالأخص في حال غافلها الطفل وتناول جرعة زائدة من دوائه. حيث لا يمكن ضمان حدوث أي خطأ من قبل الأم؛ فبدلًا من الجرعة الصحيحة تعطي جرعة زائدة من مضادات الهيستامين دون قصدٍ منها. لذا يجب التنويه إلى هذه المخاطر، وتسليط الضوء على الجرعة الآمنة من دواء الحساسية للأطفال.
مخاطر تناول جرعة زائدة من دواء الحساسية للأطفال
يحدد الطبيب دومًا الجرعة اللازمة للدواء عند وصفه، سواء كانت الوصفة للحساسية أم لنوعٍ آخر من الأمراض. والمفروض التقيّد تمامًا بالجرعة المكتوبة. ولكن لا يمكن التسليم بعدم حدوث أي خطأ عند تناول الأدوية. فعلى العموم الجرعات الخاطئة أمر شائع بين العديد من الناس، سواء أكانت الجرعة أقل من تلك الموصوفة أم أكثر.
وبحسب الدراسات فقد تم إثبات أن تأثير تناول جرعة زائدة من مضادات الهيستامين للأولاد أخطر من التقليل منها، رغم أن تناول جرعة أقل تَحول دون الاستفادة من تناولها بالشكل الصحيح. بالإضافة إلى ذلك فإن الأضرار الناتجة عن تناول الجرعة الزائدة، تعتمد على الأدوية ذاتها. فهناك بعض الأدوية تكون أضرارها أقل من غيرها، وفي الوقت ذاته فإن هناك أدوية قد تودي بحياة الطفل إلى الهلاك.
فإن كان الدواء المستخدم الكلوفينرامين فإن الأعراض الناتجة عن جرعة زائدة منه تتمثل بالآتي:
- الهلوسات.
- حركات الجسم الغريبة.
- احتقان الوجه واحمراره.
- زيادة في معدل ضربات القلب.
- ضيق في القدرة على التنفس.
- التعرق والرعشة.
- وقد يزيد الأمر عن هذا الحد ويصل إلى فشل في الأعضاء التنفسية والقلب؛ مما قد يؤدي إلى الدخول في غيبوبة والموت في بعض الأحيان.
أما إن كانت الأدوية سيتريزين أو لوراتيدين فالأعراض تكون أخف من سابقتها، فتكون:
- قلة القدرة على التركيز.
- الترنح.
- عدم القدرة على التبول.
- الإرهاق والنعاس.
أما الجرعة الزائدة من دواء بريدنيزلون فتتمثل بأعراض أخف من الأعراض السابقة. ولكن لا تظهر هذه الأعراض إلا في حال تكرار الخطأ لمدة طويلة من الوقت.
اقرأ أيضًا: مخاطر الإكثار من التونة على الأطفال
أمراض التحسس عند الأطفال
تتنوع الأمراض التحسسية التي تصيب الأطفال، وتتمثل بالآتي:
- التهاب الأنف التحسسي: يتمثل هذا الالتهاب بسيلان الأنف، بالإضافة إلى العطاس الشديد عند شم أي نوع من أنواع العطور. كذلك في حال استنشاق الغبار، وفي أيام الربيع نتيجة غبار الطلع.
- التحسس من الحيوانات الأليفة: هناك الكثير من الأشخاص يعانون من حساسية مفرطة تجاه الحيوانات. وتتمثل بالتحسس من الحيوانات التي تملك الوبر كالكلاب والقطط، أو من الريش كالطيور بجميع أنواعها.
- الحساسية الناتجة عن الأدوات المنزلية: عبارة عن تحسس ناتج عن المنظفات والمواد الكيماوية. لذلك يجب على الأم الانتباه عند استعمال هذه المواد، وذلك في حال إصابة الطفل بالتحسس.
- حساسية الجلد: يعد هذا النوع من الحساسية الأكثر شيوعًا بين الأطفال. حيث تتمثل بعدة أشكال وهي (الأكزيما، والتهاب الجلد التماسي، والشرى).
- الحساسية من الأطعمة: غالبًا يكون سبب هذه الحساسية نوع معين من الأطعمة. حيث يعد هذا النوع من التحسس خطيرًا. وبالأخص أنه في بعض الحالات قد تكون حياة الطفل مهددة بالخطر، حتى وإن تناول جزءًا بسيطًا من النوع الذي يتحسس منه.
- حمى القش: هذه الحمى سببها الرئيسي حبوب اللقاح، لذا فإن هذه الحساسية موسمية وتكون فقط في فترة الربيع. وفي بعض الحالات يمكن أن يسبب فرو الحيوانات حمى القش.
أنواع الأدوية التحسسية
هناك نوعين من أدوية الحساسية، قسم يمكن استخدامه دون استشارة الطبيب. وكذلك قسم آخر لا يجب استخدامه إلا بوصفة طبية.
مضادات هيستامين تؤخذ دون وصفة طبية
- الكلورفينرامين: نوع من مضادات الهيستامين الجيل الأول، ويستخدم عند الإصابة بالشرى أو الالتهاب الأنفي التحسسي.
- البرومفينيرامين: يخفف هذا النوع من تهيج واحمرار العينين، بالإضافة إلى التقليل من الحكة فيهما. كما ويمكن أخذه عند الإصابة بحمى القش أو نزلات البرد.
- سيتريزين: يستخدم للتخفيف من أعراض التحسس.
- فيكسوفينادين.
- لوراتادين.
مضادات هيستامين لا تؤخذ دون وصفة طبية
- أزيلاستاين: هو عبارة عن قطرة توصف للعين عند الإصابة بالتحسس، أو من الممكن أن بخاخ للأنف.
- كاربينوكسامين: يستخدم كسابقه في حالات التحسس الأنفية، ويؤخذ عن طريق الفم.
- سيبروهيبتادين: يخفف من الأعراض التي تصيب الطفل أثناء التحسس، ويستخدم في العديد من الحالات التحسسية منها التحسس الجلدي.
- ايميداستين: مضاد للهيستامين الجيل الثاني، ويقلل من أعراض التحسس.
- هيدروكسيزين: يستخدم هذا النوع من المضادات؛ للتقليل من الحكة والتحسس الجلدي كالأكزيما.
- ليفوكاباستين: يوصف هذا الدواء لعلاج التهاب ملتحمة العين، وهو مضاد هيستامين الجيل الأول.
- ليفوسيتريزين: مضاد هيستامين لعلاج تحسس الجيوب الأنفية.
الجرعة الآمنة من دواء الحساسية للأطفال
يوصف الطبيب الدواء مع تحديد الجرعة الصحيحة، وبالتالي يجب على الأم التقيد بها عند إعطاء الطفل الدواء. وغالبًا تكون الجرعة حسب نوع الأدوية، فمنها يجب أخذها ثلاث مرات في اليوم ومنها تؤخذ مرة واحدة فقط.
ويعتمد تحديد الجرعة من دواء الكلورفينرامين على عمر الطفل، فإن كان الطفل أقل من عمر السنتين لا ينصح بأخذ هذا الدواء إلا في حال وصفه من الطبيب ذاته. وفي حال كان أكبر من عمر السنتين ولحدود الستة سنوات، تكون الجرعة بحدود الميليغرام وثلاث مرات يوميًا. أما إن كان أكبر من عمر الست سنوات فتزداد الكمية من الميليغرام الواحد إلى الميلي غرامين.
وهناك البعض من أنواع الأدوية التحسسية، تكون أخف من الكلورفينرامين. فتكون الجرعة الموصوفة بحدود 2.5 – 5 ميليغرام في حال كان الطفل بعمر 2-6 سنوات. ولكن إن كان أكبر من 6 سنوات فتصبح الكمية 5-10 ميليغرام.
وهناك أدوية تختلف الجرعة الموصوفة منه بحسب الحالة المرضية الموصوف لأجلها. وكذلك على وزن الطفل وحجمه.
الإجراءات المتبعة عند تناول جرعة زائدة من دواء الحساسية
قد لا تظهر أعراض الجرعة الزائدة من الدواء إلى بعد مرور وقت على تناولها قد يصل إلى ست ساعات. لذلك فإن دور الأم هنا يعتمد على مراقبة الطفل دومًا بعد كل مرة تعطيه الدواء. وعند ملاحظة أي من الأعراض السابقة، يجدر بها أخذ الحذر ونقل الطفل إلى المستشفى على الفور. لاسيما أنه في أغلب الأحيان يكون الحل هنا، هو إجراء غسيل للمعدة للتخلص من التسمم الحاصل نتيجة الدواء.
أخيرًا وبعد أن قدمنا لكم كل ما يتعلق بمخاطر تناول جرعة زائدة من دواء الحساسية للأطفال. نقول أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار تعليمات الطبيب، خصوصًا حول الجرعة الصحيحة من كل دواء يوصف على الدوام. فإن تأثير جرعة زائدة من مضادات الهيستامين للأولاد أقل ما يمكن القول عنها أنها مميتة. كذلك يفضّل الانتباه جيدًا إلى عدم أخذ نوعين من هذه الأدوية في آنٍ معًا. وحفظها بعيدًا عن متناول أيدي الأطفال، أبسط ما يمكن للأم أخذ الحيطة فيه.