العدوان على لبنان والحسابات المعقدة! ,
باغتيال العاروري في عملية استخباراتية داخل جنوب بيروت، نصل إلى حافة انهيار المعادلات الحالية… التي اقتصرت على ما يعرف بمعادلات الاشتباك القديمة المعروفة، والتي تتمحور حول عدة كيلومترا على الجانبين بين جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة بما فيها مزارع شبعا لأنها أرض محتلة…
بخلاف ذلك، هناك قواعد أخرى تسمح باستخدام القوة بشكل غير محدود، لكن تكلفتها مرتفعة، وخسائرها فادحة، وحساباتها أكثر تعقيدا. وسيكون التركيز على بيروت والمدن اللبنانية الكبرى دون سقف للاستهداف، لا سيما البنى التحتية والمدنيين، فيما سيتم استهداف الأراضي المحتلة ومدن العدو بصواريخ أقوى ودمار أعلى. وكثافة النار أكبر!
ورغم أن العملية جرت في جنوب بيروت، أو الضاحية الجنوبية كما يطلق عليها، حيث نفوذ حزب الله، إلا أنها تظل تغلغلاً في كل لبنان. وهنا السؤال: إلى أين ستتجه الأمور؟ فهل سنرى دولة عربية ثانية تتجه إلى المواجهة مع هذا العدو المجرم، أم أنه العدو الذي يصر على ذلك تحت وهم التخلص من وجود حزب الله على حدوده في إطار البحث عن أهداف تحقق إطالة أمد الصراع؟ معارك من أجل إعطاء شرايين حياة جديدة لنتنياهو الذي يراهن على دعم غربي غير مسبوق؟ محدود..
التفوق التكنولوجي يحتاج إلى حل، واستيعاب دمشق لمثل هذه الأعمال طوال السنوات الماضية -رغم تحفظنا عليها- سيكون له تكلفة أصعب في بيروت.
فماذا سيحدث؟ الشيء الوحيد الذي نعرفه هو أن المنطقة تحولت إلى درجة مختلفة تماما في المواجهات، مما يجعل ما يحدث اليوم أضحوكة أو تمرين تمهيدي لما يمكن أن تصبح عليه الأمور. وهكذا، مرة أخرى، يتحمل العدو نتائج وتبعات كل ما تدفع نحوه المواجهة والمنطقة برمتها!