بدأ أطفال أصدقائكم أو جيرانكم بالمشي، لكن طفلكم لم يبدأ بعد! فما هو السبب؟ سؤال يراود الكثير من الآباء المتلهفين لخطوة طفلهم الأولى، ويثير القلق حول سبب تأخر المشي عند الطفل، تابعوا القراءة لتتعرفوا على العلاج الطبيعي لتأخر المشي عند الأطفال. إذ يعتبر موضوع المشي من أهم المواضيع عند الآباء، ولنصدق القول، فقد يكون تأخر المشي عند الطفل مؤشرًا على مشاكل خطيرة تستدعي تدخلًا فوريًا، ومن الممكن أيضًا أن يكون سبب تأخر المشي أبسط من مخاوفكم، ويمكن علاجه طبيعيًا ببعض ممارسات يومية سترغبون لا شك بمعرفتها، وتطبيقها.
متى يمشي الطفل
لعل الخطوة الأولى للطفل من أكثر اللحظات الأبوة التي لا تنسى إثارةً، فهي بداية مرحلة جديدة بالنسبة للطفل الذي يبدأ باكتشاف العالم من حوله، وتحظى هذه المرحلة باهتمام جميع الآباء. تبدأ عضلات الطفل بالنمو، واكتساب القوة منذ سن مبكرة، ويستعد ببطء لاتخاذ خطواته الأولى، ولعل أكثر المشاكل التي تشغل بال الآباء في هذه المرحلة هي تأخر المشي عند الأطفال، والذي يدفعهم إلى البحث عن مختلف العلاجات، بما فيها العلاج الطبيعي لتأخر المشي عند الأطفال.
مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن بداية المشي تختلف من طفل لآخر، لكنها تعتبر طبيعيةً، ولا تشير إلى تأخر المشي عند الطفل في المرحلة التي سنأتي على ذكرها أدناه.
علامات تدل على قرب مشي الطفل
يطور الأطفال باستمرار مهارات المشي، بما فيها التوازن، والتنسيق العضلي العصبي، والوقوف. إذًا فإن تعلم الطفل للمشي لا يكون فجأة إنما يمر بمراحل عدة، يمكننا اعتبارها كعلامات تدل على قرب مشي الطفل، إذ يكون هذا التطور وفق النسق التالي:
- بعمر 6 أشهر: يبدأ الأطفال الجلوس بمفردهم.
- 6-9 أشهر: يبدأ الأطفال الزحف.
- بعمر 9 أشهر: يحاول الأطفال سحب أنفسهم معتمدين على أثاث المنزل، كالأريكة أو الطاولة في محاولة منهم للوقوف.
- 9-12 شهرًا: قد يبدأ الأطفال في هذه المرحلة بالوقوف، والتمسك بالأثاث محاولين استكشاف محيطهم.
- بعمر 11-13 شهرًا: وهي المرحلة الذهبية التي يخطو فيها الطفل أولى خطواته بمفرده.
شاهد أيضًا: متى يبدأ الطفل شد رجليه كيف أساعد طفلي على المشي.
تأخر المشي عند الأطفال
كما أسلفنا القول، سيحقق الطفل خلال السنة الأولى من عمره قفزات نوعيةً في مسيرة نموه، وتطوره البدني. بما في ذلك تعلم إمساك الأشياء، والتدحرج، والجلوس، وفي النهاية المشي دون مساعدة. يتوقع جميع الآباء أن يبدأ الطفل خطواته الأولى ما بين 11 إلى 12 شهرًا. لذلك إن تأخر المشي حتى الشهر 14 قد يكون مدعاةً للقلق. ومن المهم هنا أن نشير إلى تأخر المشي حتى الشهر 14 لا يشير دومًا إلى وجود مشكلة حقيقية.
مؤشرات تأخر المشي عند الأطفال
- عدم قدرة الطفل على الجلوس بدون مساعدة بعمر 9 أشهر.
- لا يقف الطفل في عمر السنة دون مساعدة.
- عدم قدرة الطفل على المشي بثبات من عمر 16 حتى 2 شهرًا.
- مشي الطفل على أصابع قدميه.
وعليه، فإذا كان الطفل غير قادر على المشي في فترة 16-23 شهرًا، فمن الضروري إجراء فحص طبي للتحقق من قوة عضلاته، ومرونة مفاصله، ونطاق حركتها، وبعد الفحص الطبي، وتحديد سبب تأخر المشي عند الطفل، سيشير الطبيب إلى مجموعة من العلاجات، ومن بينها العلاج الطبيعي لتأخر المشي عند الأطفال، والذي نحن في صدد الحديث عنه.
أسباب تأخر المشي عند الأطفال
هناك أسباب كثيرة لتأخر المشي. منها ما هو مرضي، ومنها ما يسببه افتقار غذاء الطفل لبعض العناصر الضرورية لنمو جهازه الحركي متمثلًا بالعضلات، والعظام.
الاضطرابات العصبية سبب تأخر المشي عند الطفل
قد تسبب بعض الاضطرابات العصبية، مثل الشلل الدماغي أو متلازمة داون إلى تأخر المشي. ومن المهم في هذا السياق التعرف على علامات هذه الاضطرابات العصبية، وتشخصيها حتى يعالج الاضطراب مبكرًا، ويبدأ الطفل بالمشي.
الحثل العضلي
تعتبر مشاكل العضلات، والحثل العضلي على وجه الخصوص من أهم أسباب تأخر المشي. بالنسبة للحثل العضلي، فهو مرض وراثي عصبي عضلي مترقٍ، ويحتاج إلى عناية طبية وفورية. إذ عادةً ما يسبب الحثل العضلي ضعف العضلات. كما يمكن إدراج ضمور العضلات الشوكي في قائمة الأسباب العضلية لتأخر المشي.
نقص فيتامين D
يلعب فيتامين D دورًا أساسيًا في نمو عظام الطفل، وتقويتها لتحمل وزن الوزن، جنبًا إلى جنب مع الكالسيوم. وعليه فمن المفيد أخذ هذين العاملين بعين الاعتبار عند البحث عن أسباب تأخر المشي. إذ يفيد معرفة السبب في التوجه نحو العلاج الطبيعي لتأخر المشي عند الأطفال.
الكساح سبب تأخر مشي الطفل
أفادت الدراسات وجود صلة قوية بين الكساح، وإعاقة مشي الطفل. لكن الأمر الجيد هنا أن علاج الكساح في مراحله المبكرة يمكن أن يساعد الطفل على المشي بالوضعية الصحيحة، وتجنب التشوهات التي يمكن أن يسببها الكساح.
ننصحكم بزيارة: أسباب اضطرابات العظام عند الأطفال.
قصور الغدة الدرقية
من المعروف أن قصور الغدة الدرقية يؤخر نمو الطفل، وتطور مهاراته المختلفة. إذ يؤدي قصور الغدة الدرقية ضعفًا في العضلات، والذي سيسبب بالنتيجة تأخر المشي عند الأطفال.
أسباب أخرى لتأخر مشي الطفل
- نقص المقوية العضلية.
- فرط المقوية العضلية.
- تيبس الأطراف.
- حمل الطفل المستمر، وعدم إتاحة فرصة له ليمشي بمفرده.
- الخوف من المشي.
- الإعاقة الذهنية.
قد يهمكم: تأخر النمو الحركي للأطفال الأسباب والأعراض وطرق العلاج.
العلاج الطبيعي لتأخر المشي عند الأطفال
في كثير من الحالات يعالج تأخر المشي من تلقاء نفسه. وفي حالات أخرى يستوجب تدخلًا طبيًا حين يكون سبب تأخر المشي مرضًا كالكساح، وفي حالات أخرى يكفي العلاج الطبيعي في حل مشكلة تأخر المشي عند الأطفال. لذا جمعنا لكم قائمةً بأهم العلاجات الطبيعية لتأخر مشي الطفل:
- الحد من استخدام مشّايات الأطفال، ووسائل المساعدة في المشي، لأن من شأنها أن تعيق النمو الطبيعي لعضلات الساقين.
- ترك الطفل ليمشي حافي القدمين. وتأجيل انتعاله الأحذية حتى يتمكن من المشي بشكل طبيعي، فالمشي حافي القدمين سيساعده في تحقيق التوازن، والتنسيق المطلوبين.
- يشمل العلاج الطبيعي لتأخر المشي عند الأطفال أيضًا التشجيع المستمر للطفل عند محاولته المشي مستندًا على أثاث المنزل. وتحديه ليتابع المشي بأسلوب مرح، ومشوق.
- عند المشي مع الطفل، وإمساك يده، قد يكون من المفيد إنزال اليد إلى مستوًى أخفض لتقليل الدعم الذي تقدمه اليد إلى الطفل، ويزداد اعتماده على عضلاته.
- وضع الطفل في وضعية الوقوف، وظهره نحو الحائط، ثم الابتعاد قليلًا نحو، ومد الذارعين في محاولة لتشجيعه ليمشي تجاهك.
شاهد أيضًا: أفضل طرق لبناء عظام قوية للأطفال.
علاج خوف الطفل من المشي
في كثير من الأحيان يعتبر خوف الطفل من المشي عائقًا في محاولاته الأولى للمشي، لذا لا بد للأهل من أخذ هذا السبب بيعن الاعتبار، ومحاوله علاجه. فبعد إجراء الفحوصات اللازمة، والتأكد من أن تأخر المشي لا يعود لسبب مرضي. فبإمكان الأهل اتباع النصائح التالية لمساعدة الطفل في التغلب على الخوف من المشي:
- الإكثار من إطراء الطفل، وتحفيزه ليمشي.
- الابتعاد عن تأنيب الطفل عند إخفاقه في محاولات المشي بمفرده،لأن ذلك من شأنه أن يثبط عزيمته، يولد عنه الخوف من المشي.
- الحذر من معاملة الطفل بعنف، فقد تكون المعاملة السيئة من قبل أهل الطفل أو محيطه بشكل عام سببًا لخوفه من المشي.
إن اتباعكم العلاج الطبيعي لتأخر المشي عند الطفل، بالإضافة إلى المتابعة الطبية المستمرة ستسرع من أوان اللحظة المرتقبة، تلك اللحظة التي يبدأ فيها طفلكم دربه الخاص نحو الحياة، والمستقبل، فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة!