الفقر والصراعات المسلحة والتطرف تحديات أمام البناء الأخلاقي

الفقر والصراعات المسلحة والتطرف تحديات أمام البناء الأخلاقي ,

أكد الشيخ مصطفى حاجي مفتي الجمهورية البلغارية أن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم وفضله على سائر المخلوقات بالعقل والازدواجية في فطرته، ولذلك فإن للإنسان طريقين: طريق التقوى وطريق الفجور، أما الحيوانات فليس لها إلا طريق واحد، فهي لا تميز بين الخير والشر، وبالتالي فهي غير مسئولة، أما الإنسان فله ميزة أنه قادر على فصل الخير عن الشر، وله الحق في اختيار كيفية التصرف في حياته وكيفية استخدام النعم التي وهبها الله له.

مفتي بلغاريا: حب الخير وكراهية الشر موجودان في قلب كل إنسان مهما كانت ديانته أو ثقافته

وأضاف خلال كلمة ألقاها في جلسة الوفود ضمن فعاليات المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء: ليس هذا فحسب بل إن الله هداه وأمره بفعل الخيرات وتجنب المنكرات التي لا تتفق مع فطرة الإنسان، فمثلاً حب الخير وكراهية الشر موجودان في قلب كل إنسان مهما كانت ديانته وثقافته، ورغم كل هذا يحاول الإنسان نفسه أن يمنعه من هذا الحب وينزله من مستوى الإنسان إلى مستوى الحيوان، قال الله تعالى: {وَالنَّفْسِ وَمَا سَوَّاهُا (7) وَأَلْهَمَهَا فَوْقَهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَسِرَ مَنْ فَسَدَهَا}. [الشمس: 7 – 10]وهنا تأتي أهمية دور التوجيه إلى فعل الخير، والوعد بالثواب والسعادة، والتحذير من اتباع النفس وفعل الشر، والتهديد بالشقاء والعقاب، كما يقول الله تعالى: {إِنَّ الْمُبْرِرِينَ لَفِي سَعِيدٍ وَإِنَّ الْفَاسِقِينَ لَفِي جَهَنَّمَ}، وقد بدأ هذا التوجيه والإرشاد منذ زمن بعيد، كما قال الله تعالى: {أَلَمْ أَعُدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنَّ اعْبُدُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ}.

ومن هنا فإن الأخلاق مرتبطة بالإسلام، وخاصة بالإيمان وبـ “لا إله إلا الله”، وبناء على هذا فلا يمكن لأي شخص أو مجتمع أن يتمتع بالأخلاق الحميدة دون أن يرتبط بالدين والعقيدة السليمة. والفهم الصحيح للأخلاق الحميدة ينبع من الدين، وخاصة الإسلام، حيث تعهد الله تعالى بحفظه من التحريف والتدخل الخارجي. أما الأديان المحرفة المتأثرة بأهواء النفوس الفاسدة، فلا يمكن أن تكون عائقاً أمام الأخلاق الفاسدة. ولذلك كثيراً ما نرى المفكرين، وخاصة في الغرب، يتجهون إلى الإسلام، وخاصة بعد أن ذاقوا مرارة الحياة الحرة بلا قيود أو منهج.

وأشار إلى أننا في هذه الأيام نرى بعض المسلمين -وخاصة الشباب- يحبون تقليد الثقافة الغربية، وللأسف أطفالنا الصغار يتعلمون استخدام الهواتف والإنترنت ويتربون من خلال هذه الأجهزة، وكلنا نعلم أن هذا وسيلة لتعليم العادات والتقاليد الغربية، والأهم من ذلك تعليم العنف والاعتداء على الآخرين وحب الانتصار بأي وسيلة وبأي ثمن، وهذا في البداية، وعندما يكبر الطفل قليلاً يبدأ بالبحث عن أشياء مسلية لم يرها بعد، وهكذا حتى يصل إلى حد الإدمان على الإنترنت والألعاب ويتربى ويتعود على هذا النمط من الحياة، ثم يرى فيما بعد أشياء غريبة وغريبة مثل الشذوذ الجنسي وتعاطي المخدرات وكل ما يفسد عقول الناس، بالإضافة إلى أن البعض يزعم أن هذه حرية الحياة وأنها حق من حقوق الإنسان.

وأشار إلى أن كل هذه تحديات للبناء الأخلاقي، مثل ازدواجية المعايير وغياب العدالة الدولية والهيمنة وانتشار الفقر والجوع والصراعات المسلحة والتطرف. وإذا نشأ الشاب بهذه الطريقة فإنه لا يعرف القيم الإنسانية، وكما قلنا له هدف واحد وهو الوصول إلى مستوى أعلى في المصارعة والهجوم. والشباب الذين نشأوا من الإنترنت أو من مكان آخر بعيد عن الدين لا يهتمون بالقيم ولا بالمسؤولية الإنسانية أو الوطنية. إنهم غرباء في مجتمعاتهم وضد كل ما لا يتفق مع رأيهم. وإذا حاول أحد تصحيح رأيهم أو توجيههم فهناك رد فعل ونرى اتهامات بالتدخل في حياتهم الشخصية. وأوضح أن الإنسان إنسان لا يرضى أبدا بما لديه، وإذا لم يستطع تحقيق هدفه بطريقة مقبولة فإنه لا يتردد في استخدام العنف والقوة وحتى استخدام السلاح، واستخدام العنف باسم أي أيديولوجية.. خطأ وخطير.

دور المؤسسات الدينية بشكل عام والفتاوى بشكل خاص في مواجهة تحديات البناء الأخلاقي

كما تحدث عن دور المؤسسات الدينية بشكل عام ومؤسسات الإفتاء بشكل خاص في مواجهة تحديات البناء الأخلاقي، موضحاً أن الإسلام هو المنقذ الوحيد، ولديه القدرة على الوقوف في وجه التحديات المعاصرة ومساعدة الناس على الفرار من الضلال والابتعاد عن القيم الإنسانية، وخاصة الشباب من الأفكار السامة التي تؤدي إلى الفساد الأخلاقي، ولهذا يجب أن نركز على إيجاد كوادر ودعاة يدعون إلى الإصلاح والعودة إلى ما كان عليه آباؤنا وأجدادنا، مؤكداً على ضرورة التعاون مع خبراء في علم النفس وعلم الاجتماع والعلوم السياسية وغيرها، وأن يكون التوجيه وتعليم الدين باللغة الحديثة المناسبة والبسيطة حتى لا يصعب على الجيل الجديد فهمه، ولا مانع من استخدام لغة الكمبيوتر، بشرط ألا نبعدهم عن لغتهم الأصلية، وخاصة اللغة العربية.

وأضاف أن إيجاد برامج بديلة على الإنترنت تعطي صورة صحيحة عن القيم الإنسانية والدينية هي محاولة لتعويد الأطفال والشباب وحتى الكبار على استغلال الوقت كوسيلة يمكن أن تخدم المسلمين، وأن إضاعة الوقت من المشاكل الأساسية التي يجب أن نبذل جهداً لمكافحتها.

وعن جهود المؤسسة الوطنية للإفتاء في دعم التطور الأخلاقي ومواجهة تحدياته، أكد أننا نعيش في أوروبا ونتعايش مع غير المسلمين منذ قرون، ولم تكن بيننا وبين المسيحيين أي مشاكل على مستوى الشعوب، بل هناك مشاكل في التعامل والتعاون، وإن كان بعض الساسة يحاولون أحياناً استغلال الخلافات الدينية لأغراض سياسية.

وفي ختام كلمته أكد على ضرورة بذل الجهود لإنقاذ الجميع من الضلال والعادات السيئة مثل تعاطي المخدرات والشذوذ الجنسي والتي هي جديدة على مجتمعنا لأن كل إنسان يستحق المساعدة الإنسانية ولأننا إذا قدمنا ​​الإرشاد للجميع فإن العادات السيئة ستنتشر بشكل طبيعي بين الجميع وبالطبع في هذا المجال نتعاون مع ممثلي الديانات الأخرى والإرشاد المذكور يتم ضمن المعايير المذكورة في قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125]وفي حلقات القرآن الكريم لا نقتصر على تعليم تلاوة القرآن الكريم فقط، بل نسعى أيضاً إلى تربية أبنائنا تربية إسلامية باستخدام الوسائل الحديثة، وأخيراً نقيم دورات ومعسكرات للطلبة وخاصة طلبة الجامعات في أماكن مختلفة، ثم نستفيد من المشاركين في هذه المعسكرات في العمل مع زملائهم والطلبة الشباب.

نقدم لكم من خلال الموقع (حق النقض)، تغطية ومراقبة على مدار 24 ساعة اسعار الذهب, اسعار اللحوم , أسعار الدولار , أسعار اليورو , معدل التحويل , اخبار الرياضة , اخبار مصر, أخبار الإقتصاد , اخبار المحافظات , أخبار السياسة, اخبار الحوادث يقدم فريقنا تغطية حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل: الدوري الممتاز , الدوري الإيطالي , الدوري المصري, دوري أبطال أوروبا , دوري أبطال أفريقيا , دوري أبطال آسيا وأحداث مهمة و سياسة أجنبي والداخلية، بالإضافة إلى النقل الحصري لـ اخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.