كثيرًا ما تقف الأم حائرة وهي لا تعرف سبب بكاء رضيعها الشديد وخاصةً الأمهات الجدد، فتبدأ عملية البحث عن بكاء الرضيع الشديد صفاته وأسبابه وطرق التعامل معه. كما تتساءل كثيرًا هل بكاء الرضيع يؤثر عليه؟ فالطفل يسمى بالرضيع منذ الولادة وحتى عمر السنتين وذلك لأنه يعتمد على أمه في تلبية حاجاته المختلفة، كذلك يعد البكاء وسيلة الطفل الوحيدة ليعبر عما يريده. فضلًا عن أنه يعد وسيلة للتواصل المباشر مع الأم، ولكن يكون بكاء الرضيع الشديد مرهقًا للأم وخاصةً عندما تحاول تهدئته ولا تفلح بذلك. تابعي معنا هذا المقال الذي سنتعرف فيه على صفات بكاء الرضيع الشديد وأسبابه، كما سنقدم بعض النصائح لتهدئة الرضيع كذلك سنجيب على سؤالك هل بكاء الرضيع يؤثر عليه؟ ابقي معنا
صفات بكاء الرضيع الشديد
بكاء الطفل أمر طبيعي ويتصف البكاء الطبيعي بما يلي:
- بكاء الطفل لمدة تتراوح بين ساعة إلى ثلاث ساعات يوميًا.
- ازدياد انزعاج الطفل الرضيع وبكائه فترة المساء تحديدًا.
- كما يتصف البكاء الطبيعي بأنه منتظم ويبلغ ذروته في أوقات معينة من اليوم.
- ازدياد بكاء الطفل عندما يصبح عمره 6 إلى 8 أسابيع.
- أيضًا يخف بكاء الطفل الرضيع عند بلوغه 3 إلى 4 أشهر.
أما بكاء الرضيع يصنف على أنه شديد في حال كانت صفاته كالتالي:
- استمرار الطفل بالبكاء رغم كل محاولات الوالدين لتهدئته.
- كذلك إذا كان بكاء الطفل الرضيع يشبه الصراخ.
- وأيضًا البكاء العادي الذي يستمر لفترات طويلة يصنف على أنه بكاء شديد.
شاهد أيضًا: كيف أعرف أن طفلي موجوع
أسباب بكاء الرضيع الشديد
هناك العديد من الأسباب تقف وراء بكاء الرضيع الشديد أبرزها:
- المغص: يعرف مغص الرضيع إذا كان الطفل يرضع بشكل طبيعي، ولكنه يبكي لأكثر من ثلاث ساعات يوميًا. ولأكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع. وتظهر عليه أعراض، مثل: احمرار الوجه، وانتفاخ البطن، وتقوس الظهر، وثني الركبتين.
- شعور الطفل بالجوع: وهو أكثر أسباب بكاء الرضيع الشديد شيوعًا. فقد يكون البكاء علامة متأخرة تشير إلى جوع الطفل الشديد، وفي هذه الحالة يكون من الصعب تهدئته.
- التسنين: يبدأ معظم الأطفال بالتسنين في المرحلة العمرية ما بين الشهر السادس والشهر الثاني عشر من العمر. ويسبب اندفاع الأسنان عبر اللثة بمعاناة الطفل من الألم. مما يدفعه للبكاء الشديد للتعبير عن ألمه.
- اتساخ الحفاط: حيث أن البراز يسبب تهيج الجلد، وإذا لم يتم تنظيفه، فإنه يتسبب بمعاناة الطفل من الحرق والألم.
- الرغبة في النوم: غالبًا ما يجد الأطفال صعوبة في النوم خاصةً إذا كانوا مرهقين. وعندما يكون بكاء الطفل على شكل أنين، فهذا يشير إلى أنه يريد النوم ولا يستطيع.
- أسباب أخرى لبكاء الرضيع الشديد:
- فرط تحسس الجهاز العصبي عند الرضيع تجاه عدة عوامل خارجية في محيطه.
- شعور الطفل بالملل والوحدة.
- قيام الرضيع بخدش منطقة عينيه بدون قصد.
- شعور الطفل بالعطش.
- كذلك شعور الطفل بألم شديد بعد خضوعه لعمل جراحي أو تعرضه لجرح ما.
- إصابة الرضيع بمرض ما مثل: التهابات الأذن أو مشكلات في الجهاز الهضمي.
شاهد أيضًا: أعراض التسنين عند الاطفال الرضع وما هي طرق علاجه والتعامل معه
حالات البكاء الشديد التي تستدعي اللجوء للطبيب
يجب استشارة الطبيب في حال لوحظ على الطفل أي من الأمور التالية:
- استمرار الطفل بالبكاء لأكثر من ثلاث ساعات على الرغم من بلوغه عمر 4 أشهر.
- بكاء الرضيع الشديد المترافق مع وجود حمى أو تقيؤ أو إسهال.
- كذلك بكاء الرضيع المترافق مع رفض الرضاعة ونقص الوزن.
- تورم الصفن أو الفخذ.
- البكاء الشديد المفاجئ مع وجود تغيرات في صوت بكاء الرضيع.
- عدم تبول الطفل الرضيع أو خروج دم مع البراز.
- تنفس الرضيع بسرعة أو ملاحظة أنه يبذل جهدًا للتنفس.
- ظهور طفح جلدي في أي مكان من الجسم.
شاهد أيضًا: ماذا يرى الطفل الرضيع عندما يضحك
هل بكاء الرضيع يؤثر عليه
- عزيزتي الأم أن البكاء بحد ذاته لا يشكل خطرًا على الطفل، ولكنه إشارة من الطفل لوجود مشكلة ما. كذلك ما يمكن أن يكون خطيرًا هو البكاء المفرط، وترك الطفل يبكي دون تقديم المساعدة له.
- فقد أثبتت الدراسات أن البكاء المفرط عند الرضيع، قد يؤدي إلى مشاكل واضطرابات خطيرة، مثل: اضطراب فرط النشاط والحركة.
- وأيضًا الأطفال الذين يعانون من ضعف جدار البطن، قد يصابون بالفتق السري في حالة البكاء الشديد لفترات طويلة.
- بالإضافة إلى أن البكاء الشديد يسبب بعض المضاعفات الخطيرة على عضلة القلب، في حال كان الرضيع يعاني من وجود عيب خلقي في القلب.
- كذلك فإن الإجهاد الشديد الذي يتعرض له الطفل نتيجة البكاء الشديد، قد يسبب تغيرًا في أنظمة الناقل العصبي للدماغ لديه. وتغيرات وظيفية وهيكلية في مناطق الدماغ مشابهة لتلك، التي تظهر عند البالغين المصابين بالاكتئاب.
- كما أن هذا البكاء الشديد قد يكون مسؤولًا عن تغيرات في السلوك والشخصية، نتيجة فرط الأدرينالين. ومن الممكن أن يصبح الطفل عدوانيًا وغير قادر على ضبط النفس في المستقبل.
- فضلًا عن أن الطفل في بداية حياته يكتسب الثقة في العالم من الوالدين. لأنه يشعر من خلالهما بالأمان. والاستجابة لطلباته تمنحه القسم الأكبر من الحنان والأمان، الذي يساعده في بناء شخصيته بطريقة سليمة.
طرق التعامل مع بكاء الرضيع
سنقدم لكي عزيزتي الأم بعض النصائح التي تساعدك في السيطرة على بكاء الرضيع الشديد وتهدئته. أهمها:
- القيام بإرضاع الطفل في حال كان يرضع طبيعيًا.
- كذلك تشغيل نوع من أنواع الضوضاء البيضاء، ويقصد بها الأصوات الخفيفة كصوت السيشوار والمكنسة الكهربائية.
- الخروج في نزهة في السيارة، فالكثير من الأطفال ينامون بمجرد تحرك السيارة.
- إذا كنتي تقومين بإرضاع طفلك رضاعة طبيعية، يجب أن تنتبهي لنوعية الأطعمة والمشروبات التي تتناوليها. فبعض الأطعمة والمشروبات قد تسبب المغص والإزعاج لطفلك مثل الكافيين.
- القيام بوضع الطفل على بطنه، فهذه الطريقة تريح الطفل جدًا وخاصةً إذا كان يعاني من المغص.
- إعطاء الطفل اللهاية، حيث تساعد اللهاية في شعور الطفل بالراحة. وخاصةً في مرحلة التسنين، فعندما ينشغل الرضيع بشيء في فمه قد يتوقف عن البكاء.
- من الممكن اللجوء أيضًا إلى تقميط الطفل، فهي من أكثر الطرق فعالية لتهدئة الرضيع.
- القيام بعمل حمام دافئ للطفل، فهو حل ممتاز في كثير من الحالات.
- تدليك جسم الرضيع، فهذه العملية تساعد كثيرًا في تهدئته وشعوره بالراحة والاسترخاء.
- حمل الطفل والغناء له، وكذلك احتضانه فقد يكون سبب بكاء الطفل هو حاجته للشعور بالأمان والحب.
- وضع الرضيع في عربة الأطفال والخروج في نزهة خارج المنزل أو الجلوس على شرفة المنزل.
- التحدث مع الطفل واللعب معه.
- عرض الألعاب ذو الألوان الزاهية والأصوات على الطفل للفت انتباهه.
شاهد أيضًا: اكتشفي احتياجات طفلك من لغة جسده
وفي ختام مقالنا اليوم الذي تعرفنا فيه على بكاء الرضيع الشديد صفاته وأسبابه وطرق التعامل معه. كما قدمنا بعض النصائح لتهدئة الرضيع وأجبنا على سؤالكم هل بكاء الرضيع يؤثر عليه؟ نود أن نذكرك عزيزتي الأم أن الرضيع يحتاج معاملة خاصة، كما يحتاج للكثير من الحب والحنان. وعند بكائه ابحثي عن الأسباب التي تجعله يبكي وعالجيها وسيهدأ سريعًا. وإن استمر في البكاء عليكي استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كان الصغير يعاني من مرض ما.