إن تأثير أشعة الأسنان على المرضعة أمر يثير قلق الأمهات المرضعات عند طلب صورة الأشعة لأسنانهن من قبل الطبيب. حيث أنه بعد الولادة يضعف جسم الأم لأسباب فيزيولوجية، بالتزامن مع أنها مسؤولة عن تغذية جسمها وإرضاع طفلها، وغالبًا ما تكثر مشاكل الأسنان عندها بسبب افتقار جسمها لعنصري الكالسيوم والفوسفور خلال فترة الحمل والإرضاع، فتتطور المشاكل، مما يجعلها تذهب إلى عيادة الأسنان، وقد تتطلب تلك المشاكل إجراء صورة شعاعية للأسنان للكشف الدقيق عن الإصابة. فما هي أشعة الأسنان؟ وما تأثير أشعة الأسنان على المرضعة؟ أسئلة كثيرة تدور في رأس الأمهات المرضعات تسبب القلق والمخاوف لهنّ، سنجيب عنها في مقالنا هذا.
ما هي أشعة الأسنان
تُعرف أشعة الأسنان بأنها صورة للأسنان، يطلبها طبيب الأسنان لتقييم صحة الفم واللثة والأسنان. حيث يتم استخدام هذه الأشعة بنسبة قليلة من الإشعاع حتى يتم تقييم حالة الفم. عمومًا من خلال هذه الصورة الشعاعية يمكن لطبيب الأسنان أن يحدد المشاكل التي تعاني منها الأسنان واللثة. وفي الواقع إن الحاجة إلى إجراء صور أشعة سينية للأسنان تكون أكثرها للأطفال مقارنة بالبالغين. وهناك عدة أنواع من أشعة الأسنان تتضمن الأشعة البسيطة التي تستخدم في تصوير سن أو ضرس واحد أو ثلاث أسنان على الأكثر، والأشعة البانورامية التي تستخدم لتصوير الأسنان كاملة والتحقق من مشاكل الفك وتشوهات الأسنان، بالإضافة إلى الأشعة السيفالومترية التي تستخدم في حالات تقويم الأسنان، فتعطي صورة جانبية للفك والوجه كاملًا. وفي الحقيقة تعتبر جرعة أشعة الأسنان أقل جرعة إشعاع في جميع فحوص الأشعة. وهذا مؤشر على محدودية تأثير أشعة الأسنان على الصحة والحالات الخاصة كالحامل والمرضعة.
اقرأ يضًا: رائحة فم الرضيع عالم حواء
متى تحتاج المرضعة لإجراء صورة أشعة الأسنان
في الواقع ترفض العديد من الأمهات المرضعات إجراء صورة الأشعة للأسنان عند طلبها من قبل الطبيب، خوفًا من تأثر أطفالهن. ولكن هناك حالات قد تضطر بها المرضعة لإجراء تلك الصورة نظرًا لأهميتها لأغراض مختلفة، ومنها:
- الكشف عن الإصابة في جذر السن أو داخل اللثة.
- تحديد التسوس الذي يحدث في أسفل الحشوة.
- الكشف عن أورام الفم واللثة.
- إظهار مناطق تسوس الأسنان التي لا تظهر في الفحص العادي.
- تحديد تشوهات الفك والكشف عن الكسور في الفك.
- كشف تلف العظام كالتهاب دواعم السن.
- إعطاء صورة واضحة لجذور الأسنان التي تساعد في عملية خلع الأسنان.
- تساعد صورة الأشعة في التخطيط للعلاج المناسب.
- تشخيص بعض المشاكل الصحية كالجيوب الأنفية.
اقرأ أيضًا: ما تأثير بنج الأسنان على الرضاعة الطبيعية
تأثير أشعة الأسنان على المرضعة
من المحتمل خلال فترة الرضاعة الطبيعية أن تتعرض الأم المرضعة للعديد من مشاكل الأسنان، كالتسوس ونزيف اللثة وغيرها. وذلك لأنه خلال فترة الحمل والرضاعة يحدث نقص في عنصري الكالسيوم والفوسفور، وتقل مناعة الأم. فتذهب إلى طبيب الأسنان، وقد يضطر الطبيب إلى طلب صورة أشعة للأسنان، وهذا الأمر يثير قلق ومخاوف الأم المرضعة بشكل كبير، خوفًا منها على تأثر حليب ثديها، وتأثر طفلها الرضيع بتلك الأشعة.
لكن في الحقيقة أكد العديد من الأخصائيين أن أشعة الأسنان أقل بنسبة تصل إلى 90% مقارنة بالأشعة ذات التحميض العادي. وتعد آمنة إلى حد كبير على الأمهات المرضعات وحليب أثدائهن، والسبب في ذلك اعتماد طريق التصوير على لوح مقاسه لا يتجاوز عدة سانتيمترات يوضع بجانب رأس المرضعة ويتم توصيله إلى جهاز كومبيوتر لتظهر عليه الصورة. ولاتخاذ كل الاحتياطات الممكنة حتى لا تتأثر الأم المرضعة بالأشعة وللتقليل من مخاوفها يتم وضع واقي من الرصاص على صدر وبطن المرضعة لحمايته من التأثر بالأشعة. بالتالي يمكننا القول إن أشعة الأسنان آمنة إلى حد كبير على الأم المرضعة وحليب ثدييها وطفلها الرضيع.
كيفية إجراء أشعة الأسنان للمرضعة
في البداية قبل إجراء صورة الأشعة للأسنان يجب على المرضعة تنظيف أسنانها، لخلق بيئة نظيفة وصحية للطبيب للتعامل مع أسنانها. حيث يطلب منها الجلوس على الكرسي، ويتم وضع واقي الرصاص على منطقة صدر وبطن المرضعة، ثم يتم وضع جهاز الأشعة السينية بجانب رأسها لتسجيل صور الفم والأسنان واللثة. ويكون جهاز الأشعة متصلًا بجهاز كومبيوتر لعرض الصور. وعندما تصبح الصور جاهزة يقوم الطبيب بمراجعتها، والتحقق من المشاكل الموجودة في الأسنان، بالإضافة إلى مناقشة خيارات العلاج الخاصة مع المرضعة.
اقرأ أيضًا: هل يؤثر البنج الكامل على حليب الأم
كيفية العناية بأسنان المرضعة
هناك العديد من الطرق للعناية بأسنان المرضعة خلال فترة الرضاعة الطبيعية التي تساهم في الحد من التعرض لأشعة الأسنان. ومن أهمها:
- تناول كميات كافية من الأغذية الحاوية على الكالسيوم يوميًا، كمنتجات الألبان والأجبان.
- الحرص على التعرض للشمس، والتأكد من حصول الجسم على كمية كافية من فيتامين دال المسؤول عن امتصاص الكالسيوم في جسم المرضعة.
- تنظيف الأسنان يوميًا صباحًا ومساءً، واستخدام خيط الأسنان لمنع تراكم بقايا الطعام التي تساهم في حدوث تسوس الأسنان.
- عدم التأجيل في علاج الأسنان في حال حدوث مشاكل أثناء فترة الحمل، ومراجعة الطبيب حتى لا تتفاقم المشكلة ويصبح العلاج لوقت أطول.
- إجراء فحوص دورية كل ستة أشهر للاطمئنان والتأكد من سلامة الأسنان.
- استخدام غسول فموي يحوي على مادة الكلورهيكسيدين Chlorhexidne.
- الامتناع عن التدخين الذي يسبب العديد من المشاكل للأسنان.
- تناول الفيتامينات المصصمة خصيصًا للمرضعات.
اقرأ أيضًا: تأثير المضاد الحيوي على حليب الأم
ختامًا عزيزتي الأم المرضعة إن مشاكل الأسنان خلال فترة الرضاعة أمر شائع، وزيارة طبيب الأسنان أفضل حل لسلامة أسنانك، وباتباعك لطرق العناية بالأسنان تقللين من احتمالية إصابة أسنانك بالمشاكل، من أجلك وأجل طفلك الرضيع.