تأخر النمو عند الأطفال هاجس يرافق الوالدين بشكل دائم وبالأخص عند ملاحظة أي نقص في وزن الطفل، أو طوله أو ربما تراجعه في اكتساب المهارات الحركية والذهنية وحتى تأخر تسنينه. هنا يبدأ القلق بالسيطرة عليهم. هذا الأمر طبيًا يعد نسبي لأنه يتبع عدة عوامل تتعلق بهرمون النمو أو هرمون الغدة الدرقية أو أي مشكلة صحية أخرى. وباستمرار المشكلة من الممكن أن تؤثر على بلوغ الطفل. عندها يجب مراجعة الطبيب المختص حالًا حرصًا على سلامة الطفل وتدارك أي مشكلة ستواجه نموه مستقبلًا. في هذا المقال سننوه إلى أبرز أسباب نقص نمو الطفل وكيفية علاج تأخر النمو عند الأطفال وكذلك أعراض نقص النمو عند الأطفال.
تأخر النمو عند الأطفال
يحصل تأخر النمو عند الأطفال عندما يكون نمو الطفل خارج المعدل الطبيعي، من الممكن أن تساعد المعالجة المبكرة في تفادي أعراض ومضاعفات هذه الحالة، حيث تعتبر السنوات الثلاثة الأولى من عمر الطفل فترة ذهبية لنموه وتطوره الذهني والروحي والحركي. يلاحظ تأخر النمو عند الطفل من خلال مقارنته مع أقرانه. وبالتالي من المهم أن يكون الوالدان على معرفة تامة بمشاكل النمو المنتشرة عند الأطفال.
اقرأ أيضاً: معدل السكر التراكمي الطبيعي عند الأطفال
أعراض نقص النمو عند الأطفال
إذا كان الطفل ينمو بمعدل أبطأ من معدل نمو أقرانه، فقد يكون هناك مشكلة في نمو طفلك، ويمكن الـتأكد من وجود مشكلة في تأخر نمو الطفل إذا كان معدل نموه أقل من 95% من الأطفال في نفس عمره. من الممكن أيضًا تشخيص تأخر النمو عند الطفل الذي يكون طوله ضمن المعدل الطبيعي، ولكن سرعة نموه وزيادة الطول قد تصبح أبطأ. وذلك حسب السبب الكامن خلف تأخر النمو، ومن أعراض نقص النمو عند الأطفال:
- نوع من القزامة، حيث قد يكون طول الذراعين أو الساقين غير متناسب مع حجم الجذع.
- معدل منخفض من هرمون الغدة الدرقية thyroxine، فمن الممكن أن يكون لديه انخفاض في الطاقة، وإمساك، وتجفاف في الجلد، وتجفاف في الشعر، كما يواجه الطفل مصاعب في البقاء دافئ.
- في حال كان الطفل ذو معدل قليل من هرمون النمو (GH)، فإنه يكون بشكل أصغر من سنه.
- تأخر النمو ناتج عن مرض في المعدة أو الأمعاء، فقد يكون لدى طفلك دم في برازه أو إسهال أو إمساك أو إقياء أو غثيان.
اقرأ أيضاً: ما هو المستوى الطبيعي للسكر في الدم عند الأطفال
أسباب تأخر النمو عند الأطفال
سنذكر لكم أكثر الأسباب انتشاراً لـتأخر النمو عند الأطفال وهي متعددة ومتنوعة.
- تاريخ عائلي من قصر القامة
في حال كان أحد الوالدين أو أي من أفراد العائلة الآخرين قصيري القامة، فمن الممكن أن ينمو الطفل بمعدل أبطأ من رفاقه، إن تأخر النمو الناتج عن تاريخ العائلة ليس دليلاً على مشكلة لدى الطفل، فقد يكون الطفل أقصر من المعدل بسبب وراثي فقط.
- تأخر النمو البنيوي Constitutional growth delay
الطفل الذي يعاني من هذه الحالة أقل طولاً من المتوسط ولكنه ينمو ضمن المعدل الطبيعي. وبالعادة يكون لديه “نمو عظمي” متأخر، حيث أن العظام لديه تنمو بمعدل أبطأ من سنه. كما أنه يصل لمرحلة البلوغ في زمن متأخر عن رفاقه من نفس العمر، وهذا يقود إلى طول أقل من المتوسط خلال سنين المراهقة المبكرة، لكنه يستدرك أقرانه خلال مرحلة البلوغ.
- نقص هرمون النمو
في الأوقات الطبيعية، يقوي هرمون النمو GH من بناء أنسجة الجسم. ولن يتمكن الطفل الذي يعاني من انخفاض معدل هرمون النمو الكلي أو الجزئي من المحافظة على معدل نموهم بشكل صحي.
- قصور الغدة الدرقية
متلازمة تيرنر (TS) هي مرض وراثي يؤثر على الإناث اللواتي يفقدن جزء أو كامل كرموسوم X. وتحدث هذه الحالة عند 1 من 2500 امرأة. في حين أن الأطفال الذين يعانون من هذه المتلازمة يفرزون معدلات طبيعية من هرمون النمو GH، إلا أن أجسادهم لا تستعمله بشكل مناسب.
تشخيص تأخر النمو عند الأطفال
يقوم الطبيب المختص في البداية بأخذ القصة المرضية الدقيقة للطفل. حيث هناك إجراءات محددة واختبارات تصوير والتي من الممكن أن تساعد الطبيب في تشخيص الحالة. ويمكن أن يؤمن لنا التصوير بالأشعة السينية لليد والرسغ نتائج هامة عن نمو عظام طفلك وارتباط ذلك بسنه. كذلك يمكن أن تبين وتحدد اختبارات الدم المشاكل الهرمونية أو تساعد في تحديد عدد من أمراض المعدة أو الأمعاء أو الكليتين أو حتى العظم. في بعض الحالات، قد يطالب الطبيب المختص ببقاء الطفل ليلاً في المشفى لإجراء اختبار دم له. ويكون هذا بسبب أن ثلثي هرمون النمو GH ينتج خلال نوم الطفل. قد يكون نمو الطفل المتراجع وقصر القامة جزءًا من متلازمة تم تشخيص الطفل بها سابقاً، مثل داء داون أو داء تيرنر.
اقرأ أيضاً: ما هو اضطراب نقص الحركة وفرط الحركة
علاج تأخر النمو عند الأطفال
تعتمد خطة علاج الطفل على سبب نقص النمو، بالنسبة للنمو المتأخر المتعلق بقصة عائلية أو نقص النمو البنيوي، بالعادة لا يوصي الاختصاصيون بأي تدابير أو تدخلات. أما بالنسبة للأسباب الأساسية الأخرى، من الممكن أن تساعد المعالجة والتدابير التالية على إعادة النمو بشكل طبيعي.
علاج نقص هرمون النمو
الاستطباب في هذه الحالة يكون بإعطاء الطفل المريض جرعة حقنية واحدة يوميًا من هرمون GH. وغالبًا سيستمر هذا العلاج لسنوات عديدة مع تواصل نمو الطفل. وسيقوم الطبيب المختص بمراقبة نتائج العلاج بهرمون النمو وتغيير الجرعة طبقًا لذلك.
علاج قصور الغدة الدرقية
يوصي الأخصائي بعلاج مغاير لهرمون التيروكسين. حيث أن بعض الأطفال يتعافون من هذا المرض طبيعيًا خلال سنوات قليلة. بالمقابل يحتاج أطفال آخرون إلى المواصلة في العلاج كامل حياتهم.
علاج متلازمة تيرنر
بالرغم من أن الأطفال المصابين بمتلازمة تيرنر يفرزون هرمون النمو بمعدل طبيعي. لكن أجسادهم يمكن أن تستعمله بشكل فعال عندما يتم حقنه في الجسم. ومن عمر الأربع سنوات إلى ست سنوات قد يطالب الطبيب بحقن من هرمون النمو بشكل يومي لرفع احتمال وصوله للطول الطبيعي.
اقرأ أيضاً: هل يوجد طريقة لزيادة طول طفلي
في النهاية يمكن القول أن الانتظار الطويل لبدء العلاج من الممكن أن يرفع خطر الإصابة بقصر القامة وأية مضاعفات أخرى لنقص النمو. كما أن العلاج المبكر قد يكون مساعداً للطفل في بلوغ معدل طول ونمو طبيعي. كذلك التحدث إلى الطبيب مباشرةً عند ملاحظة أعراض لنقص النمو. وفي حال كان العلاج متاحًا أم لا، فإن معرفة الأسباب الرئيسية لنقص نمو الطفل سيساعدك على تحديد طريقة العلاج.