تعرف على الصعوبات التي تواجه إنهاء وجود قوات التحالف في العراق ,
أثارت التصريحات المتكررة لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بشأن مساعي حكومته لإنهاء تواجد قوات التحالف الدولي في العراق خلال المرحلة المقبلة، جدلاً وتساؤلات حول إمكانية تنفيذ هذه التصريحات على الأرض، في حين شكك المراقبون في ذلك.
مبررات تواجد التحالف الدولي في العراق
وقال السوداني، أمس، إن مبررات تواجد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق انتهت. جاء ذلك خلال مراسم تأبينية في ذكرى اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس والقائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ومرافقيهما مع يضرب. القوات الجوية الأمريكية بالقرب من مطار بغداد الدولي عام 2020.
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء العراقي بعد يوم واحد من مقتل المسؤول العسكري في ميليشيا النجباء مشتاق طالب علي السعيدي الملقب بأبي التقوى وإصابة آخرين من الميليشيا بقصف بطائرة أمريكية بدون طيار وسط العاصمة. بغداد.
وهناك صعوبة حقيقية في إنهاء تواجد قوات التحالف الدولي من العراق، بحسب ما قال الخبير في الشؤون العسكرية مؤيد الجحيشي في تصريحات صحفية، مضيفا: “أعتقد أن تصريحات السودانيين المتكررة بهذا الخصوص تهدف إلى إيصال رسائل فقط للأطراف الداخلية التي ترفض هذا الوجود، وكذلك لإيران التي تريد إنهاء أي وجود أميركي في جميع أنحاء المنطقة”.
وذكر الجحيشي أن السوداني يدرك خطورة إخراج قوات التحالف الدولي، وخاصة القوات الأمريكية، في ظل هذه الظروف، لما له من انعكاسات سلبية على مجمل الوضع السياسي والأمني وحتى الاقتصادي.
وأعرب عن اعتقاده بوجود صعوبة في تنفيذ الوعود التي يطلقها رئيس الوزراء العراقي بهذا الشأن بين الحين والآخر.
وأضاف الخبير في الشؤون العسكرية أن العراق، من الناحية الأمنية والعسكرية، لا يزال بحاجة حقيقية لتواجد التحالف الدولي، للتدريب والتشاور، وكذلك الحصول على معلومات استخباراتية، وغيرها من الأمور الأمنية. لذلك لا نعتقد أن العراق سيطلب حقاً إنهاء وجود هذا التحالف، خصوصاً أنه يمثل الدول الكبرى في العالم، والخلاف معه سيدخل العراق في خلافات مع الدول التي يحتاج إلى دعمها في العديد من المجالات. “.
جدير بالذكر أن تأسيس التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تم الإعلان عنه في 5 سبتمبر 2014، في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، عقب اجتياح تنظيم داعش لمساحات واسعة من العراق. وبدأ التحالف عملياً بتنفيذ ضرباته الجوية على مواقع التنظيم في 7 سبتمبر/أيلول 2014.
ويشهد العراق حالة من الاستقرار الأمني بعد التراجع الكبير في خطر تنظيم داعش، بعد تلقي التنظيم ضربات نوعية، فيما يؤكد مراقبون أن هذا الاستقرار الأمني يظل مثار قلق في ظل تواجد خلايا التنظيم التي تنتقل بين حين وآخر وقت.