هل استخدمت نوعًا معينًا من مضاد الهيستامين للأطفال لعلاج أعراض الحساسية التي أصيب بها طفلك ذات مرة؟ لا بد أن طفلك الصغير كان قد تعرض في يوم ما لأعراض تحسسية مزعجة، مثل (الحكة الجلدية، وظهور الطفح الجلدي وردي اللون، والعطاس واحتقان، وسيلان الأنف، ودماع العينين)، وذلك نتيجة تعرضه لمهيج نوعي محدد. لذلك سنتعرف في مقالنا اليوم على أنواع مضاد الهيستامين للأطفال. كما سنعرض أبرز مضادات الهيستامين المستخدمة في علاج الحساسية عند الأطفال والجرعة الآمنة، والفعالة للأطفال بمختلف أعمارهم منذ الولادة وحتى عمر 12 سنة.
إن مضادات الهيستامين هي أدوية تعالج أعراض الحساسية عن طريق منع المواد الكيميائية المتحررة كالهيستامين من إطلاق تأثيراتها في الجسم. ومن الممكن أن يكون لأدوية مضادات الهيستامين نماذج مختلفة، على سبيل المثال (على شكل حبوب أو أقراص قابلة للمضغ أو كبسولات أو سوائل وقطرات للعين). وهنالك أيضًا عدة أشكال قابلة للحقن، لكنها تستخدم بشكل أساسي في أماكن الرعاية الصحية ومن قبل الطبيب المختص فقط.
مضاد الهيستامين للأطفال
على الرغم من أن معظم الأدوية والعقاقير التي تندرج تحت قائمة مضادات الهيستامين، تعتبر علاجًا فعالًا لأعراض الحساسية عند الأطفال بأعمار مختلفة. إلا أنه يجب عرض الحالة المرضية على الطبيب دائمًا، واستشارته بخصوص نوع الدواء المستخدم والجرعة المناسبة للطفل. عادة يختار الدواء المناسب لعلاج أعراض الحساسية بالاعتماد على شدة الحالة المرضية من جهة وعمر الطفل من جهة ثانية. نظرًا إلى أن معظم أدوية مضادات الهيستامين التي تستخدم لعلاج الحساسية غير مناسبة للأطفال، ولا ينصح بمنحها لهم دون سن معينة.
يعتبر دواء ZYRTEC أو السيتريزين (cetirizine) من مضادات الهيستامين الفعالة والآمنة للأطفال في أعمار مختلفة، وذلك بالاعتماد على نتائج العديد من الأبحاث والدراسات الطبية المجراة. حيث أنه سريع التأثير ويعالج أعراض الحساسية، مثل: (العطاس، وسيلان الأنف، والحكة الجلدية، ودماع العينين) بشكل فعال.
شاهد أيضًا: أفضل مضاد حساسية آمن في الرضاعة.
مضادات الهيستامين من الجيل الأول للأطفال
ليست كل مضادات الهيستامين فعالة وآمنة للأطفال. كما أننا يجب أن نعدل جرعة الدواء وفقًا لعمر الطفل وهو الأهم بالإضافة إلى عوامل أخرى. سنعرض مجموعة من أهم وأشيع العقاقير التابعة للجيل الأول من مضادات الهيستامين الدوائية والمستخدمة في علاج الحساسية مع ذكر مدى أمانها وفعاليتها عند الأطفال والجرعة المناسبة لهم:
- برومفينيرامين: تختلف الجرعة عند الأطفال بعمر 12 سنة أو أقل عن الجرعة عند البالغين. حيث يعطى الدواء فمويًا بمقدار (0.5 مليغرام لكل كيلو غرام في اليوم)، مكررة كل ست ساعات على مدار يوم كامل.
- كلورفينيرامين: يمنع منحه للأطفال بعمر 6 شهور أو أقل، كما لم تثبت فعاليته بعد أو أنه آمن الاستخدام عند الأطفال بعمر سنتين أو أقل. أما الأطفال بعمر 2 إلى 6 سنوات، فلا يجب أن تتجاوز الجرعة المقدمة لهم في اليوم الواحد عن 6 مليغرام. بينما لا تتجاوز كمية الدواء في اليوم الواحد عن 12 مليغرام للأطفال بعمر 6 إلى 12 سنة.
- ديكسكلورفينيرامين ديمينهيدرينات: يمنع استخدام الشراب الحاوي على الدواء عند الأطفال تحت عمر السنتين. أما الأطفال بعمر 2 إلى 6 سنوات، فمن الممكن تقديمه بجرعة 0.5 مليغرام وتكرر كل 4 إلى 6 ساعات في اليوم الواحد. بينما نستطيع منح الطفل جرعة 1 مليغرام في اليوم كل 4 إلى 6 ساعات تقريبًا.
- سيبروهيبتادين: لم تثبت الدراسات أن استخدامه آمن عند الأطفال بعمر أصغر من سنتين، لذلك من الأفضل عدم اللجوء إليه في هذا العمر. أما الأطفال بعمر أكبر فيمكن منحهم جرعة 2 مليغرام كل 8 ساعات في اليوم.
- دايفينهيدرامين: منعت بعض منظمات الصحة العالمية منحه للأطفال تحت عمر السنتين. لكن يمكننا تقديمه بجرعة لا تتجاوز 37 مليغرام في اليوم الواحد للطفل بعمر 2 إلى 6 سنوات. أما عن الأطفال بعمر 6 إلى 12 سنة، فيجب ألا تتجاوز كمية الدواء المقدمة في اليوم الواحد عن 150 مليغرام.
شاهد أيضًا: أفضل مسكن آمن للرضاعة.
مضادات الهيستامين من الجيل الثاني للأطفال
سنذكر عدة أدوية من مجموعة الجيل الثاني من مضادات الهيستامين ومدى أمانها وفعاليتها عند الأطفال حتى عمر 12 سنة، وهي:
- لوراتادين (الكلاريتين): لا ينصح باستخدامه عند الأطفال بعمر أصغر من السنتين إذا كانت الحالة المرضية المسببة هي التهاب الأنف التحسسي. بينما يجب عدم استخدامه عند الأطفال بعمر أصغر من 6 سنوات إذا كانت سبب التحسس هو الشرى. في التهاب الأنف التحسسي، يمكننا منح الطفل جرعة لا تزيد عن 10 مليغرام في عمر أكبر من 6 سنوات، وجرعة دوائية لا تزيد عن 5 مليغرام للطفل بعمر أصغر من 6 سنوات. أما في حالات الشرى، نستطيع منح الطفل جرعة دوائية لا تزيد عن 10 مليغرام بعمر أكبر من 6 سنوات.
- السيتريزين (Zyrtec): يعطى فمويًا في حالات التهاب الأنف التحسسي، مع العلم أنه غير آمن للاستخدام عند الأطفال بعمر أصغر من سنتين. كما يجب ألا تتجاوز الجرعة المقدمة للطفل بعمر 2 إلى 6 سنوات 5 مليغرام في اليوم. بينما لا تتجاوز الجرعة اليومية 10 مليغرام في اليوم للطفل بعمر أكبر من 6 سنوات. إلا أن حالات الشرى تعالج بالسيتريزين الوريدي عند الأطفال بعمر 6 شهور أو أكبر فقط. حيث تكون الجرعة المستخدمة هي 2.5 مليغرام لمرة واحد في اليوم للأطفال بين 6 شهور و5 سنين. بينما تصل الجرعة اليومية المستخدمة للأطفال حتى 12 سنة إلى 5 أو 10 مليغرام لمرة واحد في اليوم.
- ديسلوراتادين (كلارينكس): لا يعطى للأطفال بعمر أصغر من السنتين في حالات التهاب الأنف التحسسي والشرى الحادة. بينما لا يعطى للأطفال بعمر 6 أشهر أو أقل إذا كانت حالات التهاب الأنف التحسسي والشرى مزمنة ومستمرة لديهم.
- فيكسوفينادين (Allegra): لا يستخدم عند الأطفال المصابين بالتهاب الأنف التحسسي (بعمر أصغر من سنتين). بينما تبلغ الجرعة اليومية المستخدمة عند الأطفال بعمر 2 إلى 15 سنة حوالي 30 مليغرام تقريبًا. بالنسبة للأطفال المصابين بالشرى، فمن الممكن منحهم جرعة تبلغ 15 مليغرام تقريبًا (بين عمر 6 شهور والسنتين)، وتصل إلى 30 مليغرام تقريبًا (بين عمر السنتين و12 سنة).
الفرق بين مضادات الهيستامين للأطفال
تنقسم مضادات الهيستامين من النوع الفرعي الأول (حاصرات H-1) إلى مجموعتين، هما مضادات الهيستامين من الجيل الأول ومضادات الهيستامين من الجيل الثاني. كما تعمل مضادات الهيستامين (H-1) على المستقبلات الموجودة في الدماغ والحبل الشوكي جنبًا إلى جنب مع أنواع أخرى من المستقبلات. حيث أنها تعبر الحاجز الدماغي الدموي، لذلك يعتبر النعاس من الأعراض الجانبية الشائعة التي يمكن أن تسببها.
أشارت الكثير من الدراسات العلمية ومنظمات الصحة العالمية الخاصة بالأدوية والعقاقير إلى أن الجيل الثاني من مضادات الهيستامين يعتبر أكثر أمانًا من الجيل الأول من مضادات الهيستامين. حيث أن الآثار الجانبية التي يمكن أن تسببها أدوية الجيل الثاني أقل ظهورًا من الآثار الناتجة عن أدوية الجيل الأول. السبب في ذلك هو أن نسبة عبور أدوية الجيل الثاني من مضادات الهيستامين للحاجز الدماغي الدموي قليلة مقارنة بأدوية الجيل الأول. لذلك لا تسبب هذه المجموعة النعاس غالبًا عند مستويات الجرعات القياسية (المستوى الطبيعي أو الجرعة الاعتيادية). بالإضافة لذلك، تتفاعل أدوية الجيل الثاني مع عدد أقل من المجموعات الدوائية الأخرى بالمقارنة مع الجيل الأول.
تعرف على تأثير مضاد الهيستامين السلبي للأطفال
لا شك أنه يوجد لكل مادة دوائية تأثيرات إيجابية وتأثيرات سلبية أيضًا. لذلك لا يمكننا الجزم بأن هذا الدواء فعال وآمن بشكل مؤكد لدى الطفل، ولن يسبب له أي نتائج غير مرغوب فيها. لهذا السبب سنوضح ماهية التأثيرات الجانبية التي يمكن أن تسببها مضادات الهيستامين للأطفال حسب الفئة العمرية لهم:
- الأطفال الصغار: من الممكن أن تسبب مضادات الهيستامين النعاس عند الطفل الصغير. كما يمكن أن تحفز الجهاز العصبي المركزي في حالات خاصة، وبالتالي ستجعل الطفل نشيطًا يقظًا لفترة مؤقتة. لذلك ننصحك ألا تقدم مضاد الهيستامين لطفلك إلا بعد استشارة طبيب الأطفال أولًا.
- الأطفال الأكبر سنًا والبالغين: قد تسبب لهم مضادات الهيستامين النعاس أيضًا. بالإضافة لذلك، من الممكن أن ينتج عنها الضعف الجسدي (التعب والوهن العام)، وصعوبة في التبول واضطرابات هضمية مختلفة تصيب المعدة والأمعاء. كما يمكن أن تتطور لدى بعض الأطفال تشويشًا في الرؤية (رؤية غير واضحة) وجفافًا في الأغشية المخاطية كالأنف والفم والحلق. لذلك من الهام جدًا ألا تتجاهل هذه الأعراض عند ظهورها. كما يجب أن تتوقف عن إعطاء الدواء المسبب لذلك للطفل، ثم المسارعة في طلب الاستشارة الطبية.
أعراض الحساسية عند الأطفال
تسبب حبيبات الهيستامين ظهور ردود فعل مختلفة الشدة بين الأطفال الصغار. كما قد تسبب حساسية مفرطة أيضًا تجاه مسببات الحساسية النوعية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من أعراض الحساسية الشائعة. تشمل الأعراض ما يلي:
- سيلان الأنف والاحتقان.
- السعال المتكرر والعطاس.
- الأزيز (الوزيز) وضيق في التنفس.
- التعب والوهن العام.
- حكة في الجلد وظهور طفح جلدي وردي اللون.
- دماع واحمرار وحكة في العينين.
- الغثيان والإقياء.
في الختام، لا يتشابه الأطفال في ردات فعلهم تجاه المهيجات المختلفة. كما أنك تعرف طفلك أفضل من أي شخص آخر وتعلم ما هي المواد التي تسبب الحساسية له. لذلك إذا لاحظت ظهور أي عرض غير طبيعي لديه، عليك المسارعة في طلب الاستشارة من طبيب الأطفال الخاص وتحديد نوع مضاد الهيستامين المناسب له.