سر حكم العدل الدولية! ,
كثير من الناس تدفعهم عواطفهم إلى رفض حكم محكمة العدل الدولية، لأنهم كانوا يأملون في صدور قرار نهائي بوقف العدوان! هؤلاء صادقون جداً، ولكن ينبغي القول أن الحكم أو القرار الذي صدر جاء وفقاً لنص المادة 41 من النظام الأساسي للمحكمة، والتي تنص حرفياً على أنه “للمحكمة أن تتخذ ما تراه من إجراءات مؤقتة”. ضرورية لحماية الحقوق ومنع تفاقم الأضرار بشكل لا رجعة فيه.”
ولذلك فإن ما صدر ليس هو الحكم النهائي في الدعوة التي قدمتها جنوب أفريقيا، بل يندرج تحت وصف “التدابير المؤقتة”، ولذلك قالت المحكمة أمس إن جنوب أفريقيا لا تحتاج – الآن – إلى إثبات تهمة “التدابير المؤقتة”. إبادة جماعية، لكنها بالتأكيد تحتاج إليها للحكم النهائي في القضية برمتها!
الأمر الثاني: طلبت المحكمة وقف كل ما يؤدي إلى الإبادة الجماعية وانتهاك حقوق الفلسطينيين وضرورة إدخال المساعدات، وكل ذلك يعني ضمنا وقف العدوان، لكن المحكمة ستكون في موقف صعب. فإذا أمرت العدو بوقف الحرب، ثم فوجئت بإطلاق صواريخ من قطاع غزة على الأرض المحتلة!
ولذلك فإن وقف القتال سيكون للطرفين، رغم عدم المساواة بالطبع، ورغم كل الجرائم المرتكبة حتى هذه اللحظة، لكن كل هذا مرهون بالصياغة الدقيقة للمحكمة، وفق معاييرها بالطبع!
وفي كل الأحوال أدان الحكم العدو على ما طلب منه، وبالتالي لم يكن أمامه سوى تنفيذ القرار. وربما كان سينقذه من جحيم القتال داخل غزة، ومبرراً يحفظ ماء وجه قادته، وكأنهم – على حد تعبيره – يحترمون القضاء الدولي، لكنها فرصة للهروب من الفشل. وهذا ما يتم تأكيده كل يوم!