بعد ولادة الأم مباشرةً وخروج المولود الجديد إلى الحياة، يكون لدى الأم الكثير من مشاعر الأمومة والشوق لرؤيته. لكنها تتفاجأ بغرابة ملامح المولود خاصةً الوجه المنفوخ والحجم الصغير، مما يسبب قلقًا لدى الأم بوجود تشوهات خلقية لدى الطفل حديث الولادة، طبعاً يعتبر هذا الأمر طبيعيًا ولا داعي للخوف والقلق منه. وسنحاول في هذا المقال التعرف على الشكل الطبيعي لجسم الطفل حديث الولادة وكيفية فحص الطفل حديث الولادة، وتقديم بعض النصائح للعناية به.
فحص الطفل حديث الولادة
يجري الطبيب عند ولادة الطفل فحصًا سريريًا شاملًا خلال الأربع والعشرين ساعة الأولى من حياته للتأكد من سلامة الطفل وصحته؛ يتضمن سلسلة من القياسات لوزن وطول ومحيط الرأس. حيث يكون متوسط وزن الطفل لدى الولادة حوالي 3.2 كيلو جرام، بينما متوسط الطول 51 سم. كما يفحص الطبيب جلد الطفل ورأسه والعنق والقلب والرئتين والأعضاء التناسلية. ويقيم وضع الجهاز العصبي ومنعكساته. بالإضافة إلى مجموعة فحوصات تصويرية للطفل لمعرفة المشاكل التي لا يمكن للفحص السريري ملاحظتها.
اقرأ أيضاً: كم علبة حليب صناعي يستهلكها الرضيع في الشهر
الشكل الطبيعي لجسم طفل حديث الولادة
هناك بعض العلامات التي تظهر لدى الأطفال حديثي الولادة. سنذكر أهمها:
- الرأس المدبب قليلاً: يتغير شكل الرأس حسب طريقة الولادة. على سبيل المثال، في الولادة الطبيعية سيخرج رأس المولود من عنق الرحم والحوض والمهبل، مما يسبب انبعاجًا قليلًا في رأس المولود، أو يصبح مدبباً؛ ذلك لأن رأس المولود في هذه اللحظة يكون طرياً جداً ليتمكن من عبور قناة الولادة.
- تورم الوجه والأعضاء التناسلية: في بعض الأحيان، قد يولد الأطفال بانتفاخ في الأعضاء التناسلية، سواءً الذكور أو الإناث، ذلك بسبب الهرمونات الكثيرة التي يتلقاها الجنين من أمه أثناء الولادة. حيث نلاحظ انتفاخ الشفرتين لدى الإناث أو قد نشاهد بعض الإفرازات الشفافة، بينما نلاحظ لدى الذكر تورمًا في كيس الصفن. في الحالة الطبيعية يزول التورم لدى الإناث بعد عدة أيام، أما بالنسبة للذكور يزول خلال شهر. وعادة ما يستدعي استمرار التورم لفترة أطول من ذلك مراجعة الطبيب. أما بالنسبة للتورم في الوجه فيحدث بسبب شرب السوائل التي كانت تحيط بالجنين داخل الرحم.
- تورم العينين: يعود ذلك أيضاً إلى نفس سبب تورم الوجه. حيث تزول هذه الآثار خلال ساعات قليلة، بعدها يبدأ الطفل بفتح عينيه بشكل تدريجي لكنه غير قادر على تمييز الألوان أو الرؤية بشكل جيد.
- احمرار الجسم أو الوجه: قد يكون بسبب بشرة الطفل البيضاء أو الحر أو الاحتقان بعد الولادة. ويفضل استشارة طبيب الأطفال للاطمئنان أكثر.
- حبوب الوجه: أحياناً قد تظهر بعض الحبوب الصغيرة على وجه المولود، ناتجة عن التغيرات الهرمونية. تزول لوحدها دون علاج، ويفضل عند ظهورها مسح وجه الطفل بمنشفة قطنية مبللة بالماء من حين لآخر.
- غزارة شعر الجسم: أمر طبيعي ولا يستدعي القلق، حيث يختفي كلما كبر الطفل.
- الرأس الطري: يولد الأطفال بمنطقة أمامية وخلفية تكون طرية تسمى اليافوخ، تسمح هذه المنطقة بإبقاء رأس المولود مضغوطاً كفاية للمرور عبر قناة الولادة. قد يستغرق القسم الخلفي من اليافوخ نحو أربعة أشهر حتى يلتئم بينما الجزء الأمامي يحتاج من ثمانية إلى تسعة أشهر ليلتئم بشكل نهائي.
بعض النصائح للعناية بجسم طفل حديث الولادة
تكون بشرة الطفل حديث الولادة رقيقة جداً وحساسة للالتهابات؛ لذا يجب أخذ الحيطة والحذر عند التعامل معها. وفيما يلي سنعرض بعض النصائح منها:
- العناية بالحبل السري: يعتبر من الجوانب المهمة للعناية بالطفل حديث الولادة في شهره الأول. حيث يجب الحرص على بقائه جافاً وعدم احتكاكه بالحفاض. لذلك عند تحميم الطفل لا يجب غمره بالماء بل مسحه بإسفنجة ناعمة وترك الحبل السري حتى يجف. وعلى الرغم من أن بعض الأمهات يمسحن الحبل السري بالكحول، إلا أن للأطباء رأيًا مغايرًا؛ إذ يؤكدون على أن هذه العملية تقتل البكتيريا التي تساعد في التئام الحبل السري.
- تغيير الحفاض: تعتبر هذه المنطقة من أكثر المناطق تعرضاً للالتهاب. بشكل اعتيادي يبلل الصغير من ست إلى ثماني حفاضات يومياً؛ لذلك يجب الحرص على تغييرها بشكل منتظم واستخدام كريم مناسب، أيضاً يجب تنظيف المنطقة بالماء وصابون الأطفال بشكل جيد بعد ذلك تجفيفها جيداً ذلك لحمايته من الالتهابات.
- تحميم الطفل: قد يكون تحميم الرضيع من المهمات الحساسة للغاية بالنسبة للأم. فإذا كان وزن الطفل أقل من 2500 جرام يجب تجنب الاستحمام حتى يسقط الحبل السري، بعدها يمكن ذلك مرتين إلى ثلاث مرات خلال الأسبوع ذلك عندما تكون الأجواء دافئة، أما في الشتاء نكتفي بمرة واحدة؛ مع التأكيد على ضرورة تغير ملابسه يومياً.
اقرأ أيضاً: ما أسباب ظهور تورم طري في رأس الرضيع
آلية استحمام الطفل حديث الولادة
يعتبر الاستحمام قبل النوم مباشرةً عاملًا مساعدًا للأطفال على النوم بشكل سليم. حيث يلزم لذلك حوض استحمام مخصص للرضع، وماء فاتر، وصابون أو غسول لطيف ومناسب للطفل؛ ومنشفة ناعمة لتجفيف الطفل بعد الاستحمام. ويفضل وجود شخص آخر للمساعدة في ذلك. حيث يحمل شخص رقبة الطفل ورأسه بينما الشخص الآخر يقوم بتحميم الطفل. أيضاً ننظف الأعضاء التناسلية للطفل وفروة الرأس والشعر والرقبة والوجه وأي مخاط يتواجد حول الأنف. بعدها نقوم بشطف جسم الطفل بالماء الفاتر، ثم نجفف الجسم بالمنشفة. في حالة الجو الحار يستخدم كريم جيد للحفاض وبودرة مناسبة لجسم الطفل.
أخيراً، في هذه المرحلة الحساسة من عمر الطفل يحتاج إلى عناية واهتمام خاص من قبل الأم، على الرغم من غرابة شكل جسم الطفل حديث الولادة.