صعوبات التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة

رنا حمدان13 مارس 2023آخر تحديث :
صعوبات التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة

تتعدد صعوبات التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة وجميع المراحل العمرية. حيث يواجه بعض الأطفال العديد من التحديات ضمن عملية التعليم في مرحلة ما قبل المدرسة. وتعتبر صعوبات التعلم حالة مستمرة، وغالبًا ما تكون ناتجة عن عوامل عصبية تؤثر على القدرات اللفظية وغير اللفظية عند الطفل. وتتنوع حالات صعوبات التعلم في درجة ظهورها وشدتها عند كل طفل، ومن الممكن أن تؤثر على التقدير الذاتي للطفل وتكيّفه اجتماعيًا. وقد ظهر الاهتمام مؤخرًا بصعوبات التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة والمؤشرات الدالة عليها، بالإضافة إلى التشجيع على الكشف المبكر عنها. فما هو التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة وما هي فوائده؟ وما هي صعوبات التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة والمؤشرات الدالة عليها؟ وما أسباب صعوبات التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة وعلاجها؟ هذا ما سنجيب عنه في مقالنا التالي.

التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة

في الواقع إن التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة هو التعليم المرتبط بتطوير المعرفة عند الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، في الحضانات والروضات. وتبدأ غالبًا من عمر ثلاث إلى سبع سنوات. علاوةً على ذلك يشمل التعليم في المرحلة المبكرة من الطفولة عدة مجالات، تتضمن المجال الاجتماعي الذي يعزز العلاقات الاجتماعية بين الأطفال. والمجال الحركي الذي يعتمد على تطوير القدرة الحركية عند الأطفال. والمجال الفكري الذي يعمل على تنمية القدرة على الكتابة عند الأطفال، بالإضافة إلى تنمية المجال العاطفي والإبداعي عند الطفل. فيعزز ذلك فكرة حق التعلم عنده، ويدعم المواهب الطفولية التي تظهر عند الطفل من خلال توفير البيئة المناسبة لتنميتها وتشجيعها.

فوائد التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة

فوائد التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة
فوائد التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة

بصفةٍ عامة هناك العديد من الفوائد التي يحصل عليها الأطفال من خلال التعلم في مرحلة مبكرة. وتتضمن تلك الفوائد ما يلي:

  • التنشئة الاجتماعية عند الطفل: حيث يتم تقديم الطفل لأطفال آخرين ومتابعة تطور علاقته معهم. ويجب البدء بهذا مبكرًا لتعزيز ثقة الطفل بنفسه ومساعدته على تخطي الخجل من الآخرين.
  • تعزيز الثقة بالنفس: حيث إن علاقات الطفل مع أقرانه ومعلميه تعزز ثقته بنفسه، وتمكنه من التعامل مع مشاكله بثقة طوال الوقت.
  • تنمية عقل الطفل: حيث إن التعلم المبكر يعمل على تنمية عقل الطفل على ما سيحدث في المستقبل.
  • تحلية الطفل بالصبر، حيث يظل يخطئ حتى يتعلم. وهذا يترك له انطباعًا أنه أخطأ ولن يكرر الخطأ في المستقبل.
  • تطوير دماغ الطفل: فإن عملية تطور الدماغ تحدث في السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل.
  • تعليم الطفل على الاحترام وتقبل الآخرين الذين يختلفون عنه في المنشأ واللهجة.
  • للتعليم المبكر دور في تشكيل المسارات العصبية النشيطة.

اقرأ أيضًا:  ما هي أعراض الغدة الدرقية ومخاطرها

صعوبات التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة

صعوبات التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة
صعوبات التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة

في الواقع يصنف المختصون في مجال صعوبات التعلم المبكر والكشف عنها تلك الصعوبات إلى مجموعتين رئيستين:

  • صعوبات تعلم نمائية: تتعلق بنمو القدرات العقلية والعمليات المسؤولة عن التوافق الدراسي للطفل وتوافقه الشخصي الاجتماعي، وتشمل:
    • صعوبات الانتباه.
    • الصعوبات في الإدراك.
    • الصعوبات في التفكير.
    • صعوبات في الذاكرة.
    • الصعوبات في حل المشاكل.
  • صعوبات تعلم أكاديمية: وهي نتيجة لصعوبات التعلم النمائية، وتشمل:
    • صعوبات القراءة.
    • الصعوبات في الكتابة.
    • الصعوبات في الحساب.

اقرأ أيضًا: نصائح مهمة لرعاية الشفة الأرنبية

المؤشرات التي تدل على صعوبات التعلم في مرحلة ما قبل المدرسة

في الواقع توجد العديد من المؤشرات والخصائص الدالة على صعوبات التعلم المبكر، لكن نجدر بالإشارة إلى أن هذه المؤشرات يجب أن تتكرر لفترة طويلة من الوقت حتى نستطيع القول أن الطفل يعاني من صعوبات في التعلم. وتتضمن تلك المؤشرات:

  • مؤشرات صعوبة التعلم المتعلقة باللغة: وتشمل:
    • محدودية المفردات.
    • مشاكل في النطق وإيجاد الكلام.
    • تأخر كلام الطفل مقارنة بأقرانه.
    • ضعف في مهارات التواصل اللغوي مع الآخرين.
    • عدم القدرة على تمييز الأصوات التي تشكل الكلمة الواحدة.
    • الخلط بين الكلمات المتشابهة.
    • عدم معرفة أسماء الحروف وعدم نطق أحرف معينة.
  • مؤشرات صعوبة التعلم المتعلقة بالمهارات الإدراكية: وتشمل:
    • ضعف اتباع التوجيهات.
    • البطء في حفظ واسترجاع المعلومات على سبيل المثال حفظ الأرقام والألوان.
    • نسيان الأفكار خلال الحديث.
    • مشاكل في التناسق الحركي على سبيل المثال ربط الحذاء وخلع الملابس وإغلاق الأزرار.
    • عدم قدرة الطفل على التنسيق بين حركة اليد والعين.
    • صعوبة في الإمساك بالقلم والطباشير.
  • مؤشرات صعوبة التعلم المتعلقة بالانتباه:وتشمل:
    • شرود الذهن.
    • صعوبة في اتباع التعليمات.
    • صعوبة في متابعة الطفل لما يسمع ويرى.
    • الانتقال من نشاط إلى آخر دون الانتهاء منه.

اقرأ أيضًا: علامات تدل على حاجة الطفل إلى التجشؤ

أسباب صعوبات التعلم المبكر

في الحقيقة أظهرت الدراسات الحديثة وجود عدة أسباب لصعوبات التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة. وتتلخص فيما يلي:

  • عيوب في الدماغ: حيث أنه خلال نمو وتكون الجنين من الممكن أن تحدث بعض العيوب التي قد تؤثر على تكوين واتصال الخلايا العصبية في الدماغ، وهذه العيوب تؤدي إلى صعوبات في التعلم عند الطفل.
  • مشاكل وراثية: تمت ملاحظة انتشار صعوبات في التعلم في عائلات معينة، ويعتقد أن هذا الأمر يعود لسبب وراثي، حيث أن الأطفال الذين يفتقدون لمهارة ما من المرجح أن يكون أحد الأبوين يفتقدها.
  • مشاكل أثناء الحمل والولادة: في الحقيقة قد يتفاعل الجهاز المناعي للأم مع الجنين خلال فترة الحمل، مما يؤدي إلى اختلال في نمو الجهاز العصبي للجنين، بالإضافة إلى أن التدخين وتناول الكحول وبعض الأدوية أثناء الحمل ممكن أن يؤذي الجهاز العصبي عند الطفل ويسبب له صعوبات في التعلم.
  • التلوث البيئي: حيث أثبتت الدراسات أن التلوث في البيئة بمادة الرصاص الناتجة عن احتراق البنزين يمكن أن يؤدي إلى صعوبات في التعلم بسبب تأثيره على الخلايا العصبية.

علاج صعوبات التعلم المبكر

علاج صعوبات التعلم المبكر
علاج صعوبات التعلم المبكر

وجدنا سابقًا أن لصعوبات التعلم أسبابًا عديدة، ومن اللازم التعاون بين جميع المتدخلين في تربية الطفل من أجل علاج هذه الصعوبات بشكل يتناسب مع الصعوبة التي يعاني منها الطفل، وتطبيق التوجيهات التي تخفف من الآثار المحتملة لصعوبات التعلم، وتتمثل فيما يلي:

  • تفهم الوالدين: حيث يجب على الوالدين التفهم لمشاكل أطفالهم، وأن يكونوا على تواصل مع الحضانة في بناء العلاج للطفل بعيدًا عن التوتر والعصبية.
  • التخطيط لبرنامج اقليمي خاص: حيث يجب التخطيط لبرنامج خاص مناسب لكل صعوبة يواجهها الطفل بالتعاون مع الأخصائي النفسي والحضانة.
  • التشخيص المبكر: حيث يتم تشخيص الحالة بإشراف أخصائيين نفسيين، وكلما كان الكشف مبكرًا كان علاج الطفل والتعامل معه أسهل.
  • التعاون بين الحضانة الأسرة: حيث يجب أن يكون العلاج بالتنسيق مابين الأسرة والحضانة.

في النهاية يمكننا القول إن التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة أمر ضروري جدًا للطفل، من أجل تنمية إدراكه وتطوير دماغه، وقد يواجه بعض الأطفال صعوبات في التعلم يمكن الاستدلال عليها ببعض المؤشرات، والتعاون ما بين الأسرة والأخصائي النفسي والحضانة على تطبيق برنامج علاجي لمساعدة الطفل على التعلم.