عدد عظام الأطفال عند الولادة

يولد الطفل ويولد معه عالم آخر مختلف عن عالم الكبار، عالم مليء بالمفاجآت والتغيرات. لاسيما أن الطفل صغير يختلف بالكثير من الأشياء مقارنةً مع الكبار. على سبيل المثال، عدد عظام الأطفال عند الولادة مختلف تمامًا عن عدد عظام الإنسان البالغ. فإن تطوّر جسم الصغير في رحم أمه يكون في مراحله الأولى وكلما يكبر الطفل يزداد تطوره، فهناك أشياء في جسد الطفل تزداد (كالطول والوزن). وهناك أشياء أخرى تنقص، كعدد عظام الطفل الصغير. لذا فإننا سنقدم في هذا المقال ما يكفي من المعلومات عن عظام الأطفال عند الولادة. كم عددها؟ وكيف يمكن حماية عظام الطفل وتغذيتها بشكل سليم؟ بالإضافة إلى تطور العظام عند الأطفال. وأبرز عيوب العظام الخلقية عند الأطفال؟

عدد عظام الأطفال عند الولادة

عدد عظام الأطفال عند الولادة
عدد عظام الأطفال عند الولادة

الفرق بين عدد عظام الأطفال وعدد عظام الكبار قد يصل إلى مائة عظمة تقريبًا. حيث يبلغ عدد عظام الطفل الرضيع عند الولادة حوالي 300 عظمة، في حين يصل عدد عظام الإنسان البالغ إلى 206 عظمة. وتشكل العظام حوالي خمسة عشر في المئة من وزن الجسم الكلي.

وإذا ما أردنا تفسير هذا الاختلاف الكبير في عدد العظام بين الطفل والبالغ؛ فيعود ذلك إلى التحام المائة عظمة الزائدة عند الطفل كلما كبُر؛ مما يسبب تناقصًا في عدد العظام.

في الحقيقة تتكون العظام رغم صلابتها من مادتين أساسيتين هما الأنسجة الحية، والكالسيوم. وتنقسم الأنسجة الحية إلى أربعة أنواع من الأنسجة (السمحاق، العظم المضغوط، الإسفنج، نخاع العظم). وتتعظم العظام منذ بدء تطور الطفل داخل رحم الأم، ولكن على الرغم من ذلك فإن عدد لا بأس به من العظام تتكون من الغضاريف. وسبب هذا المرونة التي يحتاجها الطفل الصغير حتى يتحرك ويلتف بشكل سهل وصحي الحيز الصغير (رحم الأم)، بالإضافة إلى تسهيل الولادة على الأم.

اقرأ أيضًا: أعراض الإصابة بمتلازمة فايفر عند الرضع

تطور العظام عند الأطفال

لابد وأنكم تذكرون الغضروف الذي ذكرناه في الفقرة السابقة أليس كذلك؟ حسنًا، هذا الغضروف يتواجد أساسًا بين كل عظمتين ومع تقدم الطفل في العمر سوف يحدث التحام لطرفي كلتا العظمتين لتصبح عظمة واحدة.

يولد الطفل بلا ركبة ثم تتعظم لتصبح عظامًا عندما يصل الطفل إلى عمر العاشرة.

تكون العظام الملتحمة أساسًا عند ولادة الطفل حوالي 176 عظمة أما الباقي من إجمالي العظام تكون غضاريف. يستمر التحام العظام في مواضع الغضاريف حتى يصل عدد العظام إلى 206 عظمة. وهو العدد الكلي للعظام عند الإنسان البالغ.
في حين يكتمل التحام الغضاريف وتتحول إلى عظام عندما يبلغ الطفل عمر السادسة عشر.

عيوب العظام الخلقية عند الأطفال

عيوب العظام الخلقية عند الأطفال
عيوب العظام الخلقية عند الأطفال

قد يحدث تشوه في عظام الطفل ناتج عن أسباب عديدة، قد لا تكون جميعها بسبب وراثي. ومن هذه التشوهات:

  • قد يسبب تناول الأم لأنواع معينة من الأدوية أثناء الحمل إلى تشوهات عديدة، كقصر أطراف الأطفال، أو تشوه في شكل الأطراف.
  • قد يحدث تكسر لبعض العظام وذلك بسبب صعوبة في الولادة الطبيعية، مما يجعل الطبيب يمسك بقوة أكبر الطفل، مسببًا حدوث بعض الكسور. ولكن عادة ما يكون التئام العظام هنا سريعًا.
  • عندما يبدأ الطفل بالمشي تتجه أقدامه نحو الداخل، فإن استمر لفترة طويلة يعتبر تشوهًا. ويعرف هذا التشوه باسم (قدم الحمامة).
  • مرض بلاونت: وهو تقوس في الساقين يصيب كافة الأطفال، مما يجعله حالة طبيعية للغاية. ولكن إن استمر هذا التقوس بعد عمر الثانية فإن الطفل يحتاج إلى طبيب.
  • الركبتان المتلاصقتان: يكون تصحيح هذا التشوه تلقائي، ولكن بعد عمر العاشرة إن لم يتصحح فهو بحاجة إلى تدخل جراحي.
  • القزامة والعملقة: وهي حالات وراثية لا يمكن أن تتعالج.
  • تأخر في نضج الهيكل العظمي عند الطفل وذلك بسبب انخفاض قدرة الجسم على إفراز الهرمون المسؤول عن النمو.
  • حنف القدم.
  • هشاشة العظام وهي أيضًا حالة وراثية غير قابلة للعلاج.
  • الخلع الخلقي لورك الطفل.
  • أمراض عضلات الهيكل العظمي.
  • التهاب العظام.
  • تشوهات خلقية في العمود الفقري (الحدباء).
  • المشي على رؤوس الأصابع لفترة طويلة.

الفرق بين نمو عظام الأنثى ونمو عظام الذكر

إذا ما أردنا المقارنة بين الأنثى والذكر، نجد أن الأنثى تنضج قبل الذكر ويكون نموها لفترة زمنية أقل من الفترة التي يحتاجها الذكر ليكتمل نموه. كما أن العظام عند الأنثى تكون أقصر من تلك التي يملكها الذكر. بالإضافة إلى ذلك فإن عظام الأنثى تكون أضيق من عظام الذكور. وبالتالي يظهر التأثر واضحًا على الأنثى أكثر من الذكر في حال فقدان العظام (الهشاشة).

كما أن الذكر يملك أسطح عظام أكبر من تلك الأسطح التي تملكها الإناث، ولكن بالمقابل فإن حوض الأنثى أقوى بكثير من حوض الذكر.

حماية عظام الطفل وتغذيتها بشكل سليم

حماية عظام الطفل وتغذيتها بشكل سليم
حماية عظام الطفل وتغذيتها بشكل سليم

هناك بعض الإرشادات التي يجب على الأم الانتباه لها لحماية عظام الطفل والمساعدة على نموه بشكل سليم:

  • من المهم للغاية حماية رأس الطفل أي (حماية الجمجمة). لذلك عند لعب الطفل بالدراجة أو بما شابه يجب ارتداء ما يعرف بالخوذة؛ وذلك لحمايته في حال سقوطه.
  • ارتداء الدعامات في أكثر المواضع احتمالًا للكسر (المرافق، الكوعين، الركبتين).
  • الحليب أفضل ما يمكن أن يقدم الغذاء والقوة للعظام؛ وذلك بسبب احتوائه على كمية كافية من الكالسيوم. لذلك اجعليه من الأساسيات التي تقدميها للطفل حتى بعد فطمه من الرضاعة الطبيعية. كما أن حليب البقر أفضل بكثير من الحليب الصناعي.
  • في حال عدم تقبل الطفل للحليب يمكنك استبداله بمشتقاته، مثل (الجبن، اللبن..).
  • ممارسة الرياضة مفيدة جدًا لتقوية العظام، لذلك عندما تجد طفلك يلعب ويركض لا تنزعج بل اتركه لطبيعته.
  • تقديم الأطعمة المليئة بالكالسيوم والفيتامينات التي تفيد العظام وتقويها مثل (السمك، الخضراوات، البرتقال…).

اقرأ أيضًا: فوائد زيت السمسم للأطفال حديثي الولادة

وفي نهاية المقال فقد ذكرنا لكم عدد عظام الطفل عند الولادة، بالإضافة إلى عددها الكلي عند البالغين. مرورًا بأهم الطرق لحماية العظام والحفاظ على صحتها. أطفالنا أغلى ما نملك، لذلك قدمي لطفلك كل ما هو مفيد. وتعرفي على كل ما يعنيه من أبسط الأمور إلى أعمقها، فكلما تعرفتي على حياته أكثر كلما كان اهتمامك به بشكل أصح.