علاج التسمم الغذائي بالأعشاب؟ سؤال يطرحه العديد من الناس حيث يعد التسمم الغذائي من الأمراض الشائعة بين الناس ويكون نتيجة تناول طعام أو شراب ملوث، مما يؤدي لظهور مجموعة من الأعراض والعلامات تترواح بشدتها بين الخفيفة والشديدة، وقد يسبب الوفاة في حال لم تتم معالجته بطريقة صحيحة. ونظرًا لأهمية هذا الموضوع سنتعرف في مقالنا اليوم على أسباب التسمم الغذائي وطرق علاج التسمم الغذائي بالأعشاب كذلك طرق علاج التسمم الغذائي بالأدوية ومصادر تلوث الغذاء ابقوا معنا.
أسباب التسمم الغذائي
معظم حالات التسمم الغذائي تكون نتيجة ثلاث أسباب رئيسية وهي: الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات. وسنتحدث فيما يلي عن أهم هذه الأنواع وهي كالتالي:
- بكتيريا العطيفة: يوجد هذا النوع من البكتيريا في اللحم النيء أو اللحم غير المطهو بشكل جيد. كذلك يوجد في الحليب غير المبستر والمياه الملوثة غير المعالجة.
- بكتيريا السالمونيلا: توجد أيضًا في اللحم النيء كالدجاج. وبعض مشتقات الحليب والبيض الفاسد.
- كذلك بكتيريا الليستيريا: يوجد هذا النوع من البكتيريا في العديد من الأطعمة المحضرة سابقًا، كالجبنة، والزبدة ،واللحم المشوي، والسمك المدخن.
- البكتيريا الإشريكية القولونية: يوجد هذا النوع من البكتيريا في القناة الهضمية للإنسان والحيوان. حيث تنتقل للإنسان عند تناول اللحم البقري غير المطهو بشكل كافي أو عند تناول الحليب غير المبستر.
- فيروس النورو: يمتاز هذا الفيروس بسهولة الانتقال بين المصابين عبر الأيدي غير النظيفة، أو عن طريق الطعام والشراب الملوثين به.
- طفيليات المقوسة: وهو الطفيلي المسؤول عن داء المقوسات، كذلك يوجد هذا الطفيلي في القناة الهضمية للحيوانات كالقطط والكلاب. وينتقل للإنسان عن طريق تناول الخضراوات، والأطعمة الملوثة بفضلات الحيوانات. وبعدما تعرفنا على أسباب التسمم الغذائي، سنتعرف في الفقرة التالية على طرق علاج التسمم الغذائي بالأعشاب.
شاهد أيضًا: التسمم الغذائي هل يسبب الوفاة
علاج التسمم الغذائي بالأعشاب
هناك العديد من النباتات الطبية والأعشاب التي تساعد بشكل كبير في علاج حالات التسمم الغذائي، وأبرز هذه الأعشاب ما يأتي:
- الزنجبيل: إذ يساعد في التخفيف من مشاكل الجهاز الهضمي، لقدرته على امتصاص المعادن والفيتامينات التي تسهل عملية الهضم. كما يستعمل كعلاج سريع للقيء والغثيان الذي يحدث بسبب التسمم الغذائي. حيث يحتوي الزنجبيل على نسبة كبيرة من مضادات الأكسدة القوية ومضادات الالتهابات، التي تساهم في التخلص من البكتيريا، والملوثات المسببة للتسمم الغذائي.
طريقة الاستخدام: تضاف ملعقة صغيرة من الزنجبيل المبشور إلى كوب من الماء المغلي، ويُحلى بالسكر أو العسل. وينصح بتناوله عدة مرات خلال اليوم. - الريحان: هي عشبة جيدة تمتلك العديد من الخصائص التي تعمل على تهدئة مغص البطن الناتج عن التسمم الغذائي. كذلك فهي عشبة مضادة للميكروبات تساهم في القضاء على الكائنات الحية الدقيقة والميكروبات المسببة للتسمم الغذائي.
طريقة الاستخدام: تغلى أوراق الريحان الطازج في كوب من الماء، بعد ذلك يتم تناوله عدة مرات في اليوم. - النعناع: حيث يعمل النعناع على تهدئة المعدة بشكل كبير، كما يساهم في التخلص من الانتفاخات والمغص الشديد الناتج عن التسمم الغذائي. كما يعمل على تهدئة الجهاز الهضمي، وبالتالي يخفف من الغثيان والقيء. فضلًا عن قدرته الكبيرة على استخراج وطرد المواد السّامة من الجسم عبر التبول.
طريقة الاستخدام: غلي بعض أوراق وعيدان النعناع في كوب من الماء، وينصح بتناوله وهو دافئ. - بذور الكمون: تتميز بذور الكمون بكونها تمتلك خصائصًا مضادة للميكروبات، كما تساهم في تخفيف أعراض التسمم الغذائي كتخفيف ألم البطن وآلام المعدة.
طريقة الاستخدام: إضافة ملعقة صغيرة من بذور الكمون على كوب من الماء المغلي، ويشرب مرة أو مرتين في اليوم. - الحلبة: هي عشبة تمتلك العديد من الخصائص التي تعمل على علاج ألم البطن، والقضاء على البكتيريا المسببة للتسمم الغذائي.
طريقة الاستخدام: تضاف ملعقة صغيرة من بذور الحلبة على كوب من الماء المغلي، وتؤخذ مرة كل يوم أو يتم تناول ملعقة صغيرة من بذور الحلبة مع ملعقة كبيرة من الزبادي.
علاج التسمم الغذائي بالأدوية
بعد أن تعرفنا على طرق علاج التسمم الغذائي بالأعشاب، يجدر التنبيه إلى أن هناك بعض الحالات قد تحتاج إلى التدخل الطبي الفوري لعلاجها. ويكون علاج التسمم الغذائي بالأدوية حسب السبب المؤدي للتسمم الغذائي. وأبرز الأدوية التي تستخدم لعلاج التسمم الغذائي ما يلي:
- المضادات الحيوية: مثل: (ميترونيدازول، باروموميسين، كيناكرين، فيورازوليدون). والتي تستخدم لعلاج التسمم الغذائي الناتج عن بكتيريا الليسترية. والمضاد الحيوي (أزيثروميسين) الذي يستخدم لعلاج التسمم الغذائي الناتج عن بكتيريا العطيفة. الجدير بالذكر أن المضادات الحيوية لا تساعد في حالة التسمم الغذائي الناتج عن الفيروسات، لا بل قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض.
- الأدوية المضادة للطفيليات: مثل (دواء ألبيندازول، وميبيندازول).
- مضادات السم: وهذا عندما يكون السبب هو البكتيريا الوشيقية.
- أدوية علاج الإسهال:مثل (إيموديوم، انتينال، ستربتوكين)
- الأدوية المضادة للقيء والغثيان: مثل: (دواء ميتوكلوبراميد، ودواء المكليزين)
شاهد أيضًا: كيف تحتفظين بطعام طفلك بشكل آمن
أعراض التسمم الغذائي
أبرز أعراض التسمم الغذائي ما يلي:
- ألم في البطن.
- إسهال.
- صداع.
- قيء وغثيان.
- حمى خفيفة.
- فقدان الشهية.
- وجود الغازات.
- تعب وإعياء شديد.
- تهيج المعدة.
تستمر هذه الأعراض لمدة يومين تقريبًا، ولكن إذا زادت هذه الأعراض حدة، فيجب الذهاب إلى الطبيب فورًا.
اقرأ أيضًا:علاج التسمم الغذائي بالأدوية
مصادر تلوث الغذاء
بعدما تعرفنا على طرق علاج التسمم الغذائي بالأعشاب وبالأدوية، دعونا نتعرف على أبرز مصادر تلوث الغذاء، وهي كالتالي:
- طهي الأطعمة بشكل غير جيد، خاصةً اللحوم بأنواعها. حيث إن الحرارة الناتجة عن الطبخ تقتل جميع البكتيريا والجراثيم.
- تلوث الأكل عند تحضيره، بسبب قلة النظافة أو قيام شخص مريض بمرض معدي بطهي الطعام.
- تناول الأطعمة منتهية الصلاحية.
- مزج الطعام السليم مع طعام ملوث.
- عدم غسل الأيدي قبل تناول الطعام.
- كشف الطعام وحفظه خارج الثلاجة لمدة طويلة.
- عدم غسل الفواكه والخضار قبل تناولها.
شاهد أيضًا: 9 أخطاء تقومين بها عند إدخال الطعام للطفل الرضيع
حالات التسمم الغذائي التي تستدعي رعاية طبية عاجلة
في حالات التسمم الغذائي الخفيفة أو المتوسطة قد تزول الأعراض تلقائيًا، أو قد تتطلب الحالة استخدام بعض أنواع العقاقير أو قد ينجح علاج التسمم الغذائي بالأعشاب. ولكن في حالة التسمم الغذائي الشديد، فيجب عندها التوجه فورًا إلى المشفى لتلقي العلاج المناسب، وخاصةً إذا شعر الشخص بإحدى الأعراض التالية:
- ألم ومغص حاد في البطن.
- ظهور دم في البول أو البراز.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم أكثر من 38 درجة مئوية.
- كذلك القيء المستمر أو قيء الدم وعدم القدرة على الاحتفاظ بالسوائل.
- تشوش الرؤية.
- الإسهال والقيء المترافقان مع الدوخة.
- استمرار الإسهال أكثر من 3 أيام.
- ظهور أعراض الجفاف كندرة التبول وجفاف الفم.
الأشخاص المعرضون لخطر التسمم الغذائي
بالرغم من أن أي شخص قد يصاب بالتسمم الغذائي إلا أن هناك بعض الحالات تتأثر بشكل حاد بالتسمم الغذائي. ويجب عليهم الذهاب للطبيب بشكل فوري، حتى وإن كانت علامات التسمم الغذائي لديهم خفيفة. وذلك لاعتبارات تتعلق بالحالة الصحية لديهم. وأبرز هذه الحالات هي:
- الأطفال الصغار والرضع.
- كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
- المرأة الحامل.
- المرضى الذين يعانون من نقص المناعة، مثل: مرضى الإيدز، ومرضى السرطان.
- المرضى المصابون بمرض السكري أو أمراض الكلى أو أمراض صمامات القلب.
شاهد أيضًا: متى يضر حليب الأم الطفل
طرق الوقاية من التسمم الغذائي
سنقدم بعض الطرق والنصائح التي يمكنك من خلالها تجنب الإصابة بالتسمم الغذائي، وهي:
- الحرص على غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، قبل وبعد تجهيز الطعام، وأيضًا قبل تناول الطعام.
- الحرص على تنظيف الأسطح التي يجهز عليها الطعام.
- الفصل ما بين الأطعمة الجاهزة للأكل والأطعمة النيئة.
- طهي الطعام جيدًا وبدرجات كافية لقتل البكتيريا والجراثيم. كما ينصح بطهي الطعام بدرجة حرارة أكثر من 75 درجة مئوية.
- طهي الدواجن حتى يصبح لونها أبيض، أما اللحوم المفرومة فيجب طهيها حتى تجف عصارتها.
- ترك الأكل الساخن حتى يبرد في درجة حرارة الغرفة قبل تخزينه في الثلاجة.
- القيام بتغطية اللحوم النيئة جيدًا قبل وضعها في الثلاجة، كذلك يجب فصلها عن باقي الأطعمة فمثلًا توضع في الرف السفلي لوحدها.
- الابتعاد عن شرب الحليب غير المبستر.
- القيام بغسل الخضروات والفواكه جيدًا قبل تناولها.
- تجميد أو تبريد الطعام القابل للتلف سريعًا.
- عدم تناول الأكل بعد انتهاء تاريخ الصلاحية.
- القيام بفك الطعام المجمد بطريقة آمنة، وأفضل طريقة لفك الطعام المجمد هي وضعه في الثلاجة أو في الميكرويف من خلال خاصية فك التجميد.
وهكذا نكون وصلنا لختام مقالنا اليوم الذي تعرفنا فيه على أسباب التسمم الغذائي، وطرق علاج التسمم الغذائي بالأعشاب. كذلك تعرفنا على طرق علاج التسمم الغذائي بالأدوية ومصادر تلوث الغذاء. كما قدمنا بعض النصائح للوقاية من التسمم الغذائي.