هل يمكن علاج تأخر نمو العظام عند الأطفال

أمل ابراهيم1 مايو 2023آخر تحديث :
هل يمكن علاج تأخر نمو العظام عند الأطفال

لطالما تساءلت الأمهات عن سبب التفاوت بالطول بين أطفالهن وأقران أطفالهن، وهذا الأمر الذي يدفعهن دومًا للبحث عن إمكانية علاج هذه الحالة. والسؤال الأبرز يكون، هل يا ترى تعد هذه الحالة تأخرًا طبيعيًا في النمو أم عارضًا صحيًا يستوجب الاستشارة الطبية؟ في هذا المقال سنقوم بالإضاءة على بعض النقاط التي تبين الفارق بين هذين الأمرين، بالإضافة لمعرفة أهم أسباب تأخر نمو العظام وإذا كان بالإمكان علاج تأخر نمو العظام عند الأطفال. تابعي معنا.

تأخر نمو العظام عند الأطفال

تأخر نمو العظام عند الأطفال

ينمو بعض الأطفال أقصر من غيرهم نتيجة لعوامل وراثية، وهذا أمر طبيعي، ولكن قد يكون نمو الطفل بطيئًا بشكل ملفت للانتباه عن المعدل الطبيعي الموافق لعمره، نتيجةً لاضطرابات في النمو مثل؛ انخفاض معدل هرمون النمو، خمول في إنتاج الغدة الدرقية وغيرها، لكن لا داعٍ للخوف؛ حيث أن العلاج الفوري يمكن أن يساعد الطفل للوصول إلى معدل الطول الطبيعي، أو الوصول لطول قريب من المعدل.

إذا ما لاحظتي أن صغيرك لا ينمو بمعدل جيد، سارعي مباشرةً لزيارة طبيبه لمعرفة السبب وراء ذلك، والبدء في علاجه باكرًا.

اقرأ أيضاً: معدل السكر التراكمي الطبيعي عند الأطفال

أعراض تأخر نمو العظام عند الأطفال

أعراض تأخر نمو العظام عند الأطفال
أعراض تأخر نمو العظام عند الأطفال

من الممكن اعتبار صغر حجم طفلك مشكلة طبية أكيدة إذا كان يكبر ببطء شديد. حيث من الممكن أن يكون أصغر في الحجم من 95% عن غيره من الأطفال في نفس سنه.

يظهر عند ذلك على طفلك عدة أعراض مختلفة وفقًا لسبب تأخر النمو لديه، ومن بين هذه الأعراض:

  • نقص طول القامة بشكل كبير –قزامة- (عدم تناسب طول الذراعين والأقدام مع حجم الجسم كما في الأجسام الطبيعية).
  • نقص الطاقة وحدوث الإمساك وتجفاف الجلد والشعر، وذلك في حالة انخفاض مستوى هرمون الثيروكسين في الجسم.
  • يظهر وجه الطفل بشكل أقل حجمًا من عمره وتحصل هذه الحالة عند انخفاض هرمون النمو في الجسم.
  • ظهور دم في البراز أو الإسهال أو الإمساك أو الغثيان والقيء ويكون هذا في حالة كان تأخر النمو بسبب مرض في الجهاز الهضم.

اقرأ أيضاً: ما هي متلازمة فايفر وهل يمكن علاجها

أسباب تأخر نمو العظام عند الأطفال

أسباب تأخر نمو العظام عند الأطفال
أسباب تأخر نمو العظام عند الأطفال

الأسباب الوراثية كالانتماء لعائلة قصيرة القامة

لا يعد تأخر نمو الطفل نتيجة لعامل جيني، كأن تكون عائلته كلها قصيرة القامة، إشارة إلى مشكلة طبية؛ كأن تكون العائلة كلها قصيرة القامة. فمن الطبيعي في هذه الحالة أن ينمو الطفل بمعدل أقل، وكذلك أن يكون أقل طولاً من رفاقه.

تأخر النمو العضوي

ينمو الأطفال في حال تأخر النمو العضوي ضمن المعدل الطبيعي ما عدا طولهم؛ حيث يكونون أقل طولاً من المتوسط الطبيعي. وذلك يكون عائد لحدوث بطء في نمو العظام عند الأطفال؛ إذ يكبر الهيكل العظمي عندهم بمعدل أبطأ من عمرهم الطبيعي.

لا يحدث عند الأطفال الذين يتأخر نموهم البنيوي أي أعراض أخرى تستدعي القلق، إلا أنهم يصلون إلى مرحلة البلوغ بعد أصدقائهم من نفس العمر. كما أسلفنا الذكر سابقًا ليس هناك داع للقلق؛ لأن الطفل سيلتحق بأصدقائه مرة أخرى وسيصل إلى الطول الطبيعي بعد البلوغ.

اقرأ أيضاً: ما هو المستوى الطبيعي للسكر في الدم عند الأطفال

نقص هرمون النمو GH

يعزز هرمون النمو تشكيل وبناء أنسجة الجسم المختلفة في الحالات العادية.

يُلاحظ عند بعض الأطفال نقص كامل أو جزئي في إفراز هرمون النمو؛ مما يؤدي إلى تراجع نمو جسمهم بشكل ملحوظ.

قصور الدرق 

الغدة الدرقية تقوم بإفراز هرمون الكالسيتونين الذي ينظم مستويات معدن الكالسيوم في الدم وتثبيته على العظام؛ لذلك النمو المتأخر قد يكون من إشارات النقص في نشاط الغدة الدرقية.

متلازمة تيرنر

عبارة عن نقص الصبغي x، وتعتبر حالة وراثية نادرة الحصول؛ حيث تحدث عند بعض الإناث اللواتي يفقدن قسم من الكروموسوم X أو كامله؛ مما يسبب لهن مشكلة طبية تنموية.

الفكرة المهمة هنا أن جسم الطفل المصاب بمتلازمة تيرنر ينتج كميات جيدة من هرمون النمو، لكنه لا يتمكن من الاستفادة منه بشكل فعال؛ مما يترك أثار على نموهم.

أسباب أخرى أقل شيوعا

  • متلازمة داون حيث يكون عند المصاب بها 47 كروموسومًا.
  • خلل التنسج للهيكل وتعبر عن مشكلات خاصة بنمو العظام.
  • فقر الدم المنجلي.
  • أمراض في الكلية أو القلب أو جهاز الهضم أو جهاز التنفس عند الطفل.
  • تناول الأم لدواء معين خلال الحمل.
  • التغذية السيئة.
  • ضغط عصبي شديد.

هل يمكن علاج تأخر نمو العظام عند الأطفال

إن عملية علاج الطفل الذي يعاني من تأخر نمو العظام لديه عملية هامة ومن الضروري متابعتها مع الطبيب المختص بشكل دوري. إن العلاج يعتمد على السبب الكامن وراء تأخر نمو العظام لدى الطفل، حيث لكل حالة علاج مناسب له. وتختلف المدة ونوع الدواء وكمية الجرعة التي يحتاجها الطفل باختلاف عمره وشدة الحالة لديه. وبكافة الأحوال فإن علاج تأخر نمو العظام عند الأطفال هو أمر ممكن في حال تم اكتشافه باكرًا.

علاج تأخر نمو العظام عند الأطفال

يقوم الطبيب بعلاج تأخر نمو العظام عند الأطفال حسب معرفته بسبب تأخر النمو عندهم؛ فمثلًا عند تأخر نمو العظام عند الأطفال بسبب الانتماء إلى عائلة قصيرة القامة أو تأخر النمو البنيوي. عندها لا يقوم الطبيب بأي إجراءات تجاههما؛ ففي حالة العائلات قصيرة القامة الأمر وراثي وليس سبيل لعلاجه، أما حالة تأخر النمو البنيوي سيصل طفلك إلى الطول الطبيعي أو القريب من الطبيعي بعد البلوغ.

أما عن غيرها من الأسباب، والتي ذكرناها سابقا، فهناك تدخلات دوائية طبية تساعد الطفل على النمو بشكل طبيعي وهذه بعضها:

اقرأ أيضاً: ما هو اضطراب نقص الحركة وفرط الحركة

علاج نقص هرمون النمو

إذا تبيّن لدى الطبيب أن طفلك يعاني من نقص في هرمون النمو، سينصحك بتزويد الطفل بحقن من هرمون النمو بشكل يومي، ويستمر العلاج عندها عدة سنوات خلال استمرار طفلك في النمو.

يراقب الطبيب باستمرار كفاءة العلاج، وآثار هذا العلاج على نمو الطفل؛ ليحدد الكمية التي يجب إعطائها للطفل بناءً على مدى استجابته للعلاج.

علاج قصور الغدة الدرقية

يقدم الطبيب نصائح في حالة قصور الغدة الدرقية، كإعطاء هرمون الثيروكسين كعلاج هرموني للطفل بديلًا لتعويض خمول الغدة الدرقية.

يراقب الطبيب خلال فترة العلاج عملية إفراز هرمون الثيروكسين في جسم الطفل.

يشفى الكثير الأطفال من تأخر نمو العظام خلال سنوات قليلة من بداية العلاج، بينما يحتاج أطفال آخرون إلى الاستمرار في العلاج مدى الحياة.

متلازمة تيرنر

هناك شبه بين علاج متلازمة تيرنر وعلاج انخفاض هرمون النمو في الجسم؛ على الرغم من تواجد هرمون النمو في جسم الطفل المصاب بمتلازمة تيرنر، إلا أن جسمه لا يتمكن من استخدامه بفاعلية، في حين يستطيع استعمال هرمون النمو الخارجي الذي يعطى من خلال الحقن.

يقدم الطبيب بعض النصائح، مثل إعطاء أطفال متلازمة تيرنر إبر من هرمون النمو يوميًا، وضبط الجرعة اليومية المناسبة للطفل وذلك حسب مدى استجابته للدواء، وتطور الأعراض عنده.

يؤمن العلاج الباكر في وصول الطفل لطوله الطبيعي؛ لذا ننصح بالتواصل مع طبيب الطفل بمجرد وجود أي أعراض أو إشارات لبطء وتأخر النمو. كذلك احرصي على دعم الطفل نفسيًا وتقوية ثقته بنفسه، والانتظام ببرنامجه العلاجي الذي يضعه له الطبيب، وستكونين على موعد مع نتائج فعالة إن شاء الله.