حديثٌ مثيرٌ للرعب هو ذلك الذي يدور حول علامات فشل عملية القلب المفتوح للأطفال، وصولًا إلى مرحلة التعافي بعد جراحة القلب. حيث كان ينتظر الأب والأم بفارغ الصبر خبر نجاح جراحة القلب المفتوح لطفلهم. إلا أن عملية القلب المفتوح للأطفال اليوم لم تعد خطيرة، بل أضحت تتميز بارتفاع نسبة نجاحها.
يولد بعض الأطفال وهم يعانون من أحد عيوب القلب الخلقية التي تعد خللًا في نغماتِ قلب الطفل حديث الولادة، مما يؤثر سلبًا على إيقاعهِ وإيقاعِ حياتهِ بأكملِها.
كثيرًا ما تتطلب عيوب القلب الخلقية للأطفال حديثي الولادة إجراء عمليات القلب المفتوح. أما أهم هذه العيوب فهي الثقوب القلبية بين البطينين أو الأذينتين أو رباعية فالو (أربعة عيوب قلبية تؤدي لضخ الدم الحاوي لكمية قليلة من الاكسجين للأعضاء) . لكن ماذا بعد جراحة القلب المفتوح للأطفال؟ وما نسبة نجاح هذه العمليات عند الأطفال؟ وما هي أهم علامات فشل عملية القلب المفتوح للأطفال؟ كل ذلك ستجدونه من خلال المقال التالي.
علامات فشل عملية القلب المفتوح للأطفال
يقدم برنامج أمراض القلب الخلقية التابع لمعهد ومستشفى سينسيناتي لأمراض القلب للأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية الرعاية الطبية المميزة والمتخصصة بخبرات طبية كبيرة منذ مرحلة ما قبل الولادة، ومع بلوغ الطفل سن الرشد وصولًا إلى الرعاية مدى الحياة. ووفقًا لهذا المعهد قد تحدث العديد من الأعراض والعلامات الخطرة بعد عملية القلب المفتوح للأطفال. وأهمها: (الالتهاب الرئوي، حدوث النزيف، اضطراب نظم القلب أو النوبات القلبية، الجلطات الدموية).
كما تشمل جميع جراحات القلب المفتوح المخاطر المتعلقة باستخدام المجازة القلبية الرئوية (السيطرة على الدوران الدموي والحفاظ على تركيز الاكسجين في أعضاء الجسم أثناء العملية). إلا أنها أصبحت اليوم أكثر سلامة وتتجاوز مرحلة المضاعفات بغضون أربع إلى ثمان ساعات. أما مرحلة الخطر لكافة العلامات فهي عادةً ما تكون بعد العمل الجراحي بحدود 48 ساعة.
ونقلًا عن معهد سينسيناتي (Cincinnati)، غالبًا ما ترتبط مخاطر المجازة القلبية من خلال إمكانية تفعيل استجابة التهابية في الجسم. ويكمن حدوث الاستجابة الالتهابية بعد عملية القلب المفتوح لأن القلب والرئة يعملان على تنشيط الجسم لإطلاق المواد الالتهابية. وهذا هو سبب تورم الطفل بعد العملية، فيمكن أن تمتلئ رئتاه بالسوائل.
بالإضافة إلى ذلك يمكن حدوث انصمام الدماغ، أو السكتة الدماغية بعد جراحة القلب، إلا أن نسبة حدوث هذا الخطر أقل من واحد بالمئة.
كما يعد النزيف أحد علامات الخطر بعد جراحة القلب المفتوح ويعود لاستخدام الهيبارين (مميع الدم) أثناء العمل الجراحي، وقد يحدث النزيف مكان وضع الغرز الطبية. لكن تنخفض نسبة إعادة الجراحة بعد النزيف حتى 2 بالمئة. حيث يمكن السيطرة على النزيف بالأدوية والضمادات.
وقد يتعرض القلب نفسه بعد العمل الجراحي للخطر من خلال اضطراب نظمه، وقد تتعرض وظيفته لنقص التروية. وعادةً ما يحتاج قلب الطفل بعد عملية القلب المفتوح بعض الوقت للتكيف.
عوامل تزيد من فرص ظهور علامات فشل جراحة القلب
يرتبط نجاح عمليات القلب المفتوح على وضع الطفل عند الولادة ونوع عيوب القلب التي يعاني منها. الأمر الذي يرتبط بدوره بالمخاطر المحتملة بعد جراحة القلب المفتوح للأطفال. إلا أن التطور العلمي في هذا المجال جعل بعض العمليات كتصحيح الحاجزين الأذيني والبطيني ناجحة بنسبة كبيرة، وذلك لانخفاض معدل الوفاة بنسبة حتى الصفر بالمئة. أما عيوب القلب الأكثر تعقيدًا عند الأطفال كرباعية فالو فخطرها يقل عن الخمسة بالمئة. وتعد مخاطر إصلاح عيوب البطين المفرد مرتفعة أكثر وهي تتراوح بين 15-20 بالمئة. أما أهم العوامل التي ترفع من خطر ظهور علامات فشل جراحة القلب المفتوح فهي:
- نوع عيب القلب الخلقي ونوع عملية القلب المفتوح (تصحيحات الحاجزين الأذيني والبطيني، إجراءات رباعية فالو،….).
- تزيد الولادة المبكرة من ظهور خطر ما بعد جراحة القلب المفتوح.
- حالة الطفل حديث الولادة، فانخفاض وزن المولود عند الولادة يرفع من نسبة ظهور علامات فشل عملية القلب المفتوح.
- تظهر إصابة المولود ببعض الأمراض كالفشل الكلوي وأمراض الكبد بعض علامات فشل عملية القلب المفتوح.
التعافي بعد جراحة القلب المفتوح عند الطفل
ماذا يتوجب على الأهل معرفته بعد العودة إلى المنزل مع طفلهم الذي خضع لعملية القلب المفتوح؟ ومتى سيتماثل الطفل إلى الشفاء؟
كل ذلك سيخبرنا عنه معهد ومستشفى سينسيناتي (Cincinnati) لأمراض القلب للأطفال كما يلي:
- على الأهل أن يعتنوا بجرح الطفل ويحافظوا على جفافه وتنظيفه برفق وعدم وضع أي كريمات أو زيوت عليه، وعدم استحمام الطفل بحوض الاستحمام لمدة تصل إلى أربعة أسابيع حتى موعد سقوط الغرز الطبية، وعادة ما يزيل الطبيب الغرز العلوية والسفلية للجرح بعد أسبوعين من العملية عند مراجعته الأولى.
- تمتد فترة الشفاء حتى الثلاثة أشهر تقريبًا. كما يجب ألا يحصل الطفل على اللقاحات حتى التعافي بعد جراحة القلب المفتوح عند الأطفال.
- يجب على الأهل الاتصال الفوري بالطبيب عند ظهور أحد الأعراض التالية على الطفل خلال فترة التعافي: (التنفس السريع أو الثقيل، التعرق المفرط، النعاس الشديد، عدم القدرة على الشرب أو تناول الغذاء، انتفاخ العينين أو الوجه، التهيج).
النظام الغذائي بعد جراحة القلب للطفل
يمكن أن تقدم الأم الحليب الصناعي لطفلها الرضيع بعد إجراء عملية القلب المفتوح، ما لم يطلب الطبيب خلاف ذلك. كما يجب تحديد وقت التغذية بثلاثين دقيقة كي لا يشعر الطفل بالإرهاق.
أما فيما يخص الأطفال الصغار وممن هم في عمر المدرسة فعلى الأهل تشجيعهم لاتباع نظام غذائي متوازن يحوي الأطعمة الصحية المعززة للشفاء كالحليب واللحوم والفواكه والخضراوات. كما يجب الاتصال الفوري بالطبيب عند عدم تمكن الطفل من تناول الطعام أو عند التقيؤ أو انخفاض الوزن.
الأنشطة والقواعد المتبعة بعد جراحة القلب للطفل
- يشير معهد ومستشفى سينسيناتي (Cincinnati) أنه يجب على الأهل توخي الحذر عند رفع الطفل الرضيع الذي خضع لعملية القلب المفتوح، حيث يتم تأمين دعم منطقة الرأس وأسفلها بالأيدي.
- يجب الحد من النشاط المفرط للأطفال الصغار وممن هم في عمر المدرسة مع تشجيعهم على اللعب أو المشي. وتجنب تعرضهم لصدمات على منطقة الصدر وتجنب ممارسة رياضة ركوب الدراجة أو التسلق أو التزلج على الجليد.
- يمكن عودة الأطفال إلى مدارسهم بعد مضي أسبوعين إلى ستة أسابيع حسب حالة الطفل ورأي الطبيب المختص.
- إخبار طبيب الأسنان عند معالجة أسنان الطفل بأنه قد خضع لعملية قلب مفتوح كي يصف له المضادات الالتهابية اللازمة.
وتبقى مراقبة الأهل لطفلهم الذي خضع لعملية القلب المفتوح وملاحظة مدى ظهور الأعراض الجانبية عليه، بالإضافة لاتباع تعليمات الطبيب، وتشجيع الطفل على التكيف مع الحياة بعد إجراء العمل الجراحي ومتابعة حالته باستمرار من أهم القواعد المساعدة على شفاء الطفل وعدم تعرضه لمخاطر صحية في المستقبل.