ما هي الزيوت المفيدة للأطفال الرضع بشكل عامٍ؟ وما هي فوائد زيت حبة البركة للاطفال الرضع بشكلٍ خاصٍّ؟ أسئلةٌ كثيرةٌ تبحث الأُمهات عن أجوبتها. لذلك ورغبةً منّا في تقديم العون لمعرفة الأجوبة وإزالة آثار الحيرة جاء مقالنا التالي.
فما بينَ مؤيدٍ ومعارضٍ، وما بين رافضٍ وراغبٍ باستخدام حبة البركة للاطفال يبقى الجواب الأخير للطبِّ والطبيب. فحبة البركة أو ما يُطلق عليها الكزبرة الرومانيّة لطالما عُرفت كنوعٍ من التوابل، ومن ثمّ استخدمت للعلاج من العديد من الأمراض. حيث بدأ القدماء باستخراج الزيت منها والذي سرعان ما أثبت نفسه كأحدّ أهم الزيوت المستخدمة لأغراضٍ علاجيّةٍ أو جماليّةٍ. ممّا دفع العلماء لدراسة تأثيره على الأطفال الرضع، وبسبب الاختلاف القائم وتضارب الآراء جاء مقالنا التالي “فوائد زيت حبة البركة للاطفال الرضع.
حبة البركة
في البداية ينبغي أن نتحدث قليلًا عن حبة البركة والتي أثارت ضجةً كبيرةً عند ذِكر فوائدها. بذرةٌ صغيرةٌ ذات لونٍ أسودٍ تنحدّر من عائلة الحوذان. ويعود موطنها الأصليّ إلى جنوب غرب آسيا والبحر الأبيض المتوسط، ولكنّها الآن تنمو في كلّ أنحاء الهند والشرق الأوسط وأوروبا حيث انتشرت زراعتها بكثرةٍ بعد تداوّل استخدامها كمادةٍ حافظةٍ للتوابل والمواد الغذائيّة. كما تمّ استخدام حبة البركة لقرونٍ في طب الأعشاب بعد أن أثبتت قدرتها على علاج العديد من الحالات الصحيّة كالربو والالتهابات. الأمرّ الذي دفع العديد من القدماء لاستخراج الزيت من حبة البركة واستعمالها في مجالاتٍ عديدةٍ، وهذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل في سطورنا القادّمة.
شاهد أيضًا: فوائد حبة البركة السوداء على الريق
فوائد زيت حبة البركة للاطفال الرضع
حيث وجدَ العلماء في الدراسات والبحوث التي أجروها عدّة فوائد لزيت حبة البركة للاطفال الرضع. لعلّ أبرزها:
محاربة السرطان من فوائد زيت حبة البركة للاطفال الرضع
وذلك بفضل خصائصه الكيميائيّة القويّة إضافةً إلى قدرات مضادات الأكسدة. حيث أثبتت إحدى الدراسات التي قام بها علماء من أصلٍ كرواتيٍّ بأنّ زيت حبة البركة علاجٌ طبيعيٌّ فعالٌ لمكافحة السرطان. وبالتالي فإن تضمينك لزيت حبة البركة في نظام طفلك الغذائيّ يعدّ خطّ الدفاع الأوّل في وجه النموّ السرطانيّ. كما يساعد على إعاقة تطوّر الخلايا السرطانيّة الموجودة بالفعل.
تعزيز صحة الكبد من فوائد زيت حبة البركة للاطفال الرضع
فعندما نقول صحة الكبد يعني أنّنا نتحدث عن أكثر الأعضاء حيويّةً، والتي تؤثر بشكلٍ مباشرٍ على حياة الإنسان. فلا يكاد يوجد سمّ في الجسم لا يمرُّ من الكبد، لذلك إنّ إضافة زيت حبة البركة في وقتٍ مبكرٍّ من حياة طفلك الرضيع تعزّز الأداء السليم للكبد.
محاربة مرض السكري من فوائد زيت حبة البركة للاطفال الرضع
جميعنا نعلمّ أن مرض السكريّ أكثر ما يثير قلق الناس، فكيف إذا تعلقّ الأمرّ بالصّغار. لا سيما أنّه يتخذّ من جسمهنّ الصغير صديقًا حتّى نهايّة الحياة. ولكن وبفضلّ تركيب زيت حبة البركة الذي يعززُّ الجلوكوز أصبح تقليل خطر الإصابة بأمراض السّكريّ متاحًا أمام الأُمهات. وفي بحثٍ طبيّ تابعٍ للهند نُشرَ مؤخرًا وضحّ فيه الباحثون أنّ زيت حبة البركة يعملُ على تجديد خلايا بيتا في البنكرياس بشكلٍ تدريجيٍّ. كما يعمل على تخفيض تركيزات الأنسولين في الدم ويقللّ من ارتفاع نسبة الجلوكوز. علاوةً على ذلك جاء في حديثهم أنّ زيت حبّة البركة هو أحدّ المواد القليلة والنادرة المتواجدة في العالم والتي تساعد على الوقاية من مرض السّكريّ بنوعيه الأوّل والثاني.
يجدد خلايا البشرة من فوائد زيت حبة البركة للاطفال الرضع
كثيرًا ما تلاحظ الأمهات جفاف بشرة أطفالهم الرضع والتي تشعرّها بالانزعاج على رضيعها. ممّا يدفعها للبحث عن علاجٍ لهذه المشكلة ولكن مع تواجد زيت حبة البركة لا داعٍ للقلق. ما عليكِ إلّا إضافة زيت حبة البركة في غذائهم حسب تعليمات خبير التغذيّة أو طبيب طفلك، ومن ثمّ مراقبة النتائج. إذ يعمل على إعادة نضارة البشرة ولمعانها الطبيعيّ ورطوبتها، كما يمنح رضيعك بشرةً صحيّةً مشرّقةً في غضون عدّة أسابيع من بدء الاستخدام.
دعم صحة الشعر من فوائد زيت حبة البركة للاطفال الرضع
لا شكّ أنّ أكثر ما تترقبه الأُمهات هو نموّ شعر طفلها، إذ تتوق لاكتشاف طبيعة شعره ولونه. ولكن مشاكل فروة الرأس عند الرّضع بالتحديد تبقى تعكر صفوهنّ. إذ يمكن أن يساعد زيت حبة البركة على ضمان بقاء شعر صغيرك صحيًّا ومتموّجًا. لذا عليكِ تدليك فروة رأس الطفل ببضعة قطراتٍ من الزيت الأمر الذي يساعدها على التّخلص من القشرة. فضلًا عن تعزيز صحّة فروة الرأس والشعر.
شاهد أيضًا: ما فوائد حبة البركة للرضع
فوائد حبة البركة
في الواقع يمكن إرجاع استخدام حبة البركة إلى عدّة قرونٍ كعلاجٍ طبيعيّ لكلّ سُقمٍ بدءًا من التهاب الشّعب الهوائية إلى الإسهال. ما جعل لها فوائدَ عديدةً منها:
- تعزيز الصّحة والمناعة وذلك بفضلّ تركيبتها الغنيّة بمضادات الأكسدة، والتي يمكن أن تشكلّ وقايّةً من العديد من الأمراض بما في ذلك الّسكريّ وأمراض القلب.
- تخفيض الكوليسترول ففي بعض الأحيان وبسبب العادات الصحيّة الخاطئة قد تتراكم كمياتٍ كبيرةٍ في الدم مؤديّةٍ إلى ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب.
- علاج الالتهابات وذلك من خلال دورها في قتل البكتريا المسؤولة عنها بدءًا من التهابات الأُذن إلى التهابات الرّئة.
- إذ أشارت الدراسات أنّ المادة الطبيعيّة الموجودة في حبة البركة تخففّ أعراض الرّبو من خلال توسيع القصبات والسّماح بتدّفق الهواء إلى الرّئتين.
- تنظيم نسبة السّكر في الدم والذي يعدّ مشكلةً خطيرةً إذا تُرك دون رادعٍ. فقد يسبب تلف الأعصاب ومشاكل في الرّؤيّة كما قد يحول دون التئام الجروح.
- من جهة ثانيّةٍ أثبتت حبة البركة قدرتها على منع قرحة المعدة، إذ تعمل حبة البركة على الحفاظ على بطانة المعدة وعلاج التقرحات التي تصيبها.
- كما أنّ حبة البركة إضافةٌ متاحةٌ بسهولةٍ للنظام الغذائيّ، حيث تعملُ على إضافة نكهة مميزةٍ للطعام على سبيل المثال: يمكن تضمينها في الخبز.
مخاطر حبة البركة
على الرغم من الفوائد الصحيّة لحبة البركة لا سيما المتعلقة بإدخالها بالنظام الغذائيّ. فهناك عدّة مخاطرٍ تتعلق باستخدامها لفترات طويلةٍ أو تناوّلها بكمياتٍ كبيرةٍ. وتتمثلّ بما يلي:
- التهاب الجلد التّماسيّ عند الاستخدام الموضعيّ، لذلك لا بُدّ من إجراء اختبارٍ على منطقةٍ صغيرة من الجلد ومراقبة ردّة الفعل التي يبديها.
- كما أنّه قد يؤثر بشكلٍ سلبيّ على تخثر الدم فيزيد من خطر النزيف.
- وللحامل نصيبٌ من هذه المخاطر إذ أشارت الدراسات أن تناول حبة البركة كمكملٍ خلال فترة الحمل قد يُبطئ تقلصات الرحم.
- وقد تشكلّ خطرًا على أولئك الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم، ويعود ذلك لقيامها بتقليل ضغط الدم.
- من جهةٍ ثانيّةٍ قد تعيق حبة البركة العلاج الكيميائيّ فلها خصائص تتعارض مع فعاليّة هذا العلاج.
- كما أنّها قد تؤثر على الكلى لذلك لا بُد للأشخاص الذي يعانون من أمراضٍ تتعلق بها الابتعاد عن تناول حبة البركة دون استشارة الطبيب.
- وعلى الرغم من علاجها لبعض المشكلات الهضميّة إلّا أنّ استهلاكها بمعدّل كبيرٍ قد ينعكس سلبًا. فينتج عنه غثيانٌ أو قيء أو عسر الهضم.
شاهد أيضًا: فوائد حبة البركة لأطفال التوحد
الزيوت المفيدة للأطفال الرضع
بعد حديثنا عن فوائد زيت حبة البركة للاطفال الرضع. تنبغي الإشارة أنّ هناك العديد من الزيوت الطبيعيّة التي حصلت على مديحِ وثناءٍ من الأُمهات. سواءً عند استخدامها في التدليك والمساج أو لعلاج بعض مشاكل الجلد والشعر للرضيع أو عند إضافتها إلى جدول طعامه. إليك بعضًا من الزيوت المفيدة للأطفال الرضع:
- الخزامى أو ما يمكن تسميته باللافندر: له تركيبةٌ لطيفةٌ للغاية على بشرة الأطفال الصغار. كما يساعد على الاسترخاء والنوم، إذ يمكنك تدليك جسم رضيعك ببضعة قطراتٍ من زيت اللافندر ليحصل على نومٍ هادئٍ.
- زيت جوز الهند: والذي يحتوي على العديد من الفيتامينات والنشويات الهامّة لنموّ الشعر ومنع تساقطه. ما عليك إلّا وضع عدّة قطراتٍ في شامبو طفلك الرضيع ومن ثم استخدامه.
- زيت السمسم: وهو من أفضل الزيوت التي تستخدم عند تدليك الأطفال. ويعود ذلك لقوامه الخفيف وقدرته على الحفاظ على راحة الجسم، حيث يساعد على نمو الطفل بشكلٍ صحيّ وسليم.
- زيت الشوفان: والذي يعدّ من الزيوت الهامة في تدليك بشرة الأطفال، فهو يساعد على التخلص من جفاف الجلد علاوةً على دوره في التئام الجروح. لعلّه من أكثر الزيوت أمانًا في الاستخدام على بشرة الأطفال، إضافةً إلى ما سبق يمكن الحصول على زيت الشوفان تحت اسم أفينا ساتيفا.
- زيت اللوز المر: من أجود الزيوت التي يمكن استخدامها للطفل الرضيع، وذلك بسبب غناه بمجموعةٍ من الفيتامينات كفيتامين د. وهو من الزيوت سهلة الامتصاص للبشرة حيث يحسّن من سماكتها وقوّتها.
شاهد أيضًا: كيفية استخدام حبة البركة لتقوية المناعة للأطفال
إلى هنا نكون قد أنهينا مقالنا “فوائد زيت حبة البركة للاطفال الرضع” والذي تناولنا فيه حبة البركة. وأهمّ الفوائد الناتجة عن الزيت المُستخلصّ منها، كما تحدّثنا عن حبة البركة ما بين فوائدٍ وأضرارٍ. لنختمّ مقالنا بأهمّ الزيوت المفيدة للأطفال الرضع. والآن عزيزتي ما عليك إلّا الثقة بهذه الحبة المباركة والمسارعة إلى استشارة طبيب طفلك. لإدخالها في نظامّه الغذائيّ لما لها من قيمةٍ غذائيّةٍ وعلاجيّةٍ عاليّةٍ.