كل الطرق تؤدي إلى كوارث، 4 سيناريوهات لإجلاء 1.4 مليون نازح من رفح ,
الحرب على غزة وحثت دول العالم والأمم المتحدة إسرائيل على عدم اقتحام مدينة رفح حتى يتم إجلاء 1.4 مليون نازح إلى أماكن آمنة حتى لا تحدث كارثة إنسانية.
ويعتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التوغل البري في رفح سيحقق نصراً حاسماً ضد حركة حماس.
ومن أجل اجتياح رفح، يجب إجلاء المدنيين، وهو ما وافقت عليه إسرائيل. وقال رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو: “نعمل على خطة مفصلة بشأن نقل أكثر من مليون من سكان غزة الذين فروا إلى رفح، وهذا يضمن توفير ممر آمن قبل اجتياحها”.
العودة إلى الشمال
ووضعت إسرائيل 4 خطط لنقل النازحين من محافظة رفح، أولها تسمح بعودة سكان الشمال إلى مناطقهم. وتم تقديم هذا الاقتراح بناء على طلب الولايات المتحدة، إذ عرض وزير خارجيتها أنتوني بلينكن الخطة على مجلس الوزراء الإسرائيلي، وقال “اتفقت مع الجانب الإسرائيلي على دخول بعثة أممية إلى شمال غزة”. يجرد.” غزة لضمان عودة الفلسطينيين إلى ديارهم، وناقشت مع القادة الإسرائيليين الحملة العسكرية في رفح. ونخطط لأن تجري الأمم المتحدة تقييما لضمان عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة”، بحسب ما نقلته صحيفة “إندبندنت عربية”.
وحظيت فكرة عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة بموافقة المستوى الأمني في إسرائيل، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية “كان” عن مسؤولين في الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) أنهم مناقشة مسألة السماح لسكان قطاع غزة المهجرين بالعودة من جنوب القطاع إلى شماله قبل تنفيذ هجوم رفح. باعتبار انتهاء فترة القتال العنيف هناك.
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن تل أبيب لديها توجهات للسماح بحركة النازحين من الجنوب بالعودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة بشكل محكم وخاضع للإشراف، وذلك لتسهيل العملية العسكرية البرية الوشيكة في رفح. لكن منطقة شمال غزة، التي تضم محافظتي غزة والشمال، والتي لا يزال النازحون ممنوعين من العودة إليها، تعرضت لدمار هائل على يد الجيش الإسرائيلي. ولا يكاد يوجد أي مباني لم تتضرر، مما يجعل من المستحيل العيش فيها.
واقترحت الأمم المتحدة إنشاء مدن خيام في شمال قطاع غزة، توفر المأوى عند عودة سكان غزة من الجنوب، مما يساعد الجيش الإسرائيلي على التحرك بسهولة في منطقتي خان يونس ورفح، حيث تشهد هذه المناطق حاليا تصعيدا غير مسبوق. الكثافة السكانية.
وسط القطاع مكتظ بالنازحين
أما بالنسبة للخطة الثانيةوتتمثل في توفير ممر آمن لنقل النازحين من رفح إلى محافظة دير البلح وسط قطاع غزة، وإعطاء الفلسطينيين الوقت الكافي للتحرك، لكن هناك عوائق كثيرة أمام هذه الفكرة.
وتضم محافظة دير البلح أربعة مخيمات هي: البريج، المغازي، النصيرات، ودير البلح. وتبلغ المساحة الإجمالية للمدينة حوالي 33 كيلومترا. وهي منطقة مكتظة بالسكان والنازحين الذين فروا من الشمال. وتستحيل عملية إجلاء المدنيين من رفح إلى تلك البقعة، إذ لا توجد أرض كافية لبناء خيام أو مخيمات. وحتى عمران يسكنها أناس فارون من الحرب.
الإخلاء إلى منطقة بين رفح وخانيونس
في المقابل، تتمحور الخطة الثالثة، التي كشف عنها نتنياهو نفسه، حول إجلاء النازحين إلى مناطق شمال رفح. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: “هناك مناطق في شمال رفح تم تطهيرها ويمكن استخدامها كمناطق آمنة للمدنيين”.
وبحسب الطبيعة الجغرافية، هناك تداخل كبير بين مدينة خانيونس ومحافظة رفح المجاورة لها، ولا توجد معالم واضحة تفصل بين المنطقتين. وعندما شن الجيش هجومه على الأولى توغل في أجزاء من مدينة رفح وقام بتحييدها بالكامل.
ويقترح نتنياهو في فكرته نقل النازحين الذين يبلغ عددهم 1.4 مليون نسمة، إلى منطقة لا تتجاوز ثمانية كيلومترات، وهو ما رفضته الأمم المتحدة التي اعتبرت أن المنطقة غير مجهزة بشكل كاف لإيواء النازحين وسيكون بها أعلى اكتظاظ بين مخيمات الإيواء في العالم.
ويقول المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: “لن نكون طرفاً في التهجير القسري لسكان رفح. في الوقت الحاضر، ما تقترحه إسرائيل غير آمن. ولن نرد على التصعيد الإسرائيلي”. نداء للحكومة لمساعدتهم على إجلاء النازحين”.
مخيمات الإيواء على الشريط الساحلي
أما الخطة الرابعة فتتطلب نقل النازحين إلى مخيمات النزوح على طول الشريط الساحلي جنوب القطاع، خاصة في منطقة المواصي. وتشمل هذه الفكرة إنشاء 15 مخيم إيواء يضم كل منها 25 ألف خيمة.
وذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية أن أمريكا وافقت على ذلك وكانت مستعدة لتمويل هذه الخطة التي تتضمن إنشاء عيادات طبية ميدانية، لكن المصريين اشترطوا عدم تنفيذ أي هجوم إلا بعد إجلاء النازحين القريبين جداً من الحدود مع إسرائيل. سيناء.
ويقول الباحث السياسي الإسرائيلي جدعون ليفي: “لا يوجد مكان لاستيعاب هؤلاء الملايين من الناس إذا تم إجلاؤهم. إن تهجير لاجئي رفح إلى منطقة المواصي ضمن الخطة الإنسانية أمر غير منطقي لأن المواصي ستصبح موقعاً لكارثة إنسانية لم نشهدها من قبل”، مضيفاً أن “مساحة المواصي 16م2 قدم.” كيلومتر مربع واحد، أي أنها بحجم مطار بن غوريون. تخيل أن كل غزة محشورة في منطقة المطار. وإذا وافقت أمريكا وذهب مليون شخص فقط إلى المواصي فإن الكثافة السكانية هناك ستصل إلى 62500 نسمة في الكيلومتر المربع الواحد».
ويوضح أنه “لا يوجد شيء في المواصي، لا بنية تحتية ولا مياه، فقط رمال والمزيد من الرمال لامتصاص الدماء والمجاري والأوبئة”، معتبرا أن “مجرد التفكير في هذه الخطة أمر مخيف”.
يشار إلى أن إسرائيل وضعت خططا لكنها لم تصادق على أي منها حتى الآن، لكن الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس لخص حديثه عن ذلك بالقول: “سنفعل ما هو مطلوب للسماح بحرية الجيش في رفح، بما في ذلك إخلاء السكان وتجهيز الأراضي لعملية توغل برية.