إن اختيار حضانة للطفل الرضيع من أصعب القرارات التي يمكن أن يواجهها الآباء والأمهات، إذ يجب التأكد أن هذه الحضانة ستؤمن أفضل مكان لطفلك وسترعاه بشكل صحي سليم، لا سيما أن الرضيع في هذه السن يكون غير قادر على التعبير عن احتياجاته. لهذا سنعرفكم إلى معايير ونصائح ستساعدكم على اختيار حضانة للطفل الرضيع، بالإضافة لعدد من المعايير الواجب توافرها عند انتقاء الحضانة النموذجية.
أهمية الحضانة للطفل الرضيع
إن السنين الأولى في حياة الطفل هي الأساس الذي تبنى عليه شخصيته، عن طريق ما يخوضه من تجارب ومعلومات وخبرات، وما يتكون لديه من رأي ضمن البيئة التي يسكن فيها. ومن هذا المبدأ تعتبر الحضانة بداية العملية التربوية السليمة للراغبين بإلحاق أطفالهم بها. فهي تؤمن للطفل فرصة اكتشاف العالم من حوله في وسط محمي. ولا يكون ذلك إلا إذا جرت العناية بطريقة اختيار حضانة الطفل المناسبة. حيث تعد الحضانة بيئة مناسبة تقوي ثقة الطفل بنفسه، وتعطيه مهارات تواصل اجتماعية ولغوية، ومهارة في الدفاع عن نفسه. تدربه على التحمل، والشعور بالمسؤولية، واحترام الأشخاص الآخرين. كما تنمي معنى الملكية لديه، بالإضافة إلى الحب والرعاية والاهتمام.
اقرأ أيضاً: كيف أعرف أن طفلي موجوع
كيفية اختيار حضانة للطفل الرضيع
توجد عدة معايير لاختيار حضانة نموذجية للطفل الرضيع، وهي:
- التأكد من أن الحضانة من الحضانات المرخصة والمسجلة لدى الجهات المسؤولة في بلدك، وتأكدي من كل ما يتعلق بالأوراق الرسمية الخاصة بها.
- زيارة الحضانة والنظر بما يلي عند اختيار الحضانة:
- تأكدي من أن للحضانة خبرة قديمة في العمل، وتعرفي إلى عدد أعوام خبرتهم في هذا المجال.
- تحققي من مدى راحة الجو العام للحضانة.
- اسألي عن مدى توافر منطقة لعب خارجية مأمونة ومحفزة وتستعمل بانتظام.
- تأكدي من أن الحضانة من داخلها جميلة وجذابة ونظيفة، وذات ديكور وتصميم جيد ودافئ وجميل.
- تحققي من أن تجهيزات الحضانة نظيفة وآمنة ومناسبة لعمر طفلك.
- تأكدي من وجود أماكن لوقوف السيارات، هل هي في الطريق أو ضمن كراج خاص لذلك.
- تأكدي من صلاحية الطعام المقدم. وهل يتم تحضيره أيضًا بشكل يومي، وهل يمكنهم تأمين الوجبات الغذائية الخاصة، وهل قوائم الأكل اليومية متنوعة.
- راقبي الأطفال في الحضانة، هل يبدون سعداء ومرتاحين أيضًا، وإلى الطريقة التي يعاملهم بها المشرفون، وكمية الرعاية المقدمة لهم.
- تأكدي من لباس المشرفين، وما هي مؤهلاتهم العلمية. وهل تدربوا جميعًا على تقديم الإسعافات الأولية للأطفال، وما هي خبراتهم في رعاية الأطفال.
- تعرفي إلى الأنشطة المقدمة من المشرفين للأطفال في مرحلة طفلك العمرية ذاتها.
اقرأ أيضاً: ماذا أفعل للطفل الممغوص علاجات منزلية سريعة
نصائح للاستعداد لدخول الطفل للحضانة
الحضانة وقت جميل للأطفال والأهل في حالة اتباع التعليمات التالية:
- خذي طفلك في زيارات سريعة ليتعرف على المكان الذي سيذهب إليه، وعرفيه على الأماكن الهامة، مثل دورات المياه والصفوف الدراسية والملاعب وغرف المدرسين وغرفة المطعم أو المقصف. وإذا كان هنالك زي موحد دعيه يجربه عدة مرات حتى يعتاد عليه.
- شجعي طفلك لبدء مرحلة الحضانة باستكشاف أهم الأنشطة الرائجة والتي سينفذها خلال دوامه في الحضانة. وابدأي بتعويد طفلك على الانفصال عنك تدريجيًا حتى لا ينصدم من التغيرات المفاجئة.
- وضحي للحضانة أي أمور إضافية عن طفلك، مثل معاناته من الحساسية من بعض أنواع الأطعمة المختلفة، أو أن الطفل ما يزال غير قادر على الدخول إلى الحمام بمفرده وغيرها.
- أعطه فرصة لقضاء بعض الوقت مع الأطفال الآخرين في العمر نفسه. حتى يتمكن من تعلم كيفية اللعب مع الصغار من الفئات العمرية المتنوعة ومشاركة الألعاب.
- ادخلي مع طفلك الحضانة في البداية بشكل جزئي ثم قللي الوقت تدريجيًا؛ وذلك حتى يعتاد الطفل وجوده في الحضانة.
- عودي طفلك على الانضباط منذ سن مبكرة حتى لا يفاجأ من التغيير في روتينه اليومي. لا نقصد بالانضباط تنظيم الوقت فقط، ولكن أيضًا تعلم الحقوق والواجبات وقواعد احترام الآخرين وطرق التعامل مع المواقف الاجتماعية المتعددة.
اقرأ أيضاً: حقن المضاد الحيوي للأطفال
تأثير الحضانة على الطفل الرضيع
رغم الحاجة الضرورية لدور الحضانة النموذجية، سيما في حال كان الوالدان موظفين. إلا أنه لا يمكن التغافل عن العديد من الأبحاث والدراسات التي أيدت فكرة أن لدور الحضانة عدة آثار سلبية على الطفل. ومن أبرز هذه الآثار ما يأتي:
- السلوك العدواني والقسوة عند الطفل. ففي غالب الأوقات يُظهر الأطفال الذين تلقوا الاهتمام والرعاية في الحضانة في عمر صغير سلوكًا عدوانيًا.
- نقص في المهارات الاجتماعية، وقد تجدين أن الحضانات هي الحل الأفضل لتنشئة الأطفال. لكن بعض الدراسات والأبحاث بينت عكس ذلك، إذ إن الأطفال الذين يبقون لأوقات طويلة في الحضانة، تكون مهاراتهم الاجتماعية بالتعامل مع الأشخاص خارج الحضانة أقل.
- ضعف في العلاقة الأبوية، فالأطفال الذين يبقون ساعات النهار في الحضانات يعانون بالأغلب من ضعف في علاقتهم وارتباطهم بأهلهم. كما تقل العاطفة تجاه أمهاتهم. وهذا يدل أن التفاعلات الإيجابية بينكِ وبين طفلك أصبحت أقل، وبالغالب أن هذا سيشعره بقلة الأمان.
- ارتفاع معدل الاكتئاب والقلق عند الأطفال، وقد يكون هذا له علاقة بضعف الارتباط الأبوي. فالأطفال الذين يعانون من الخوف وقلة الأمن بسبب نقص ارتباطهم مع أهلهم، هم أكثر تعرض للاكتئاب والقلق. كما أنَّ الأطفال الذين ليس لديهم علاقة كاملة مع أمهاتهم هم أكثر تعرض لإظهار السلوك العدواني.
- ارتفاع الضغط النفسي، فقد تبين أن الأطفال ممن أعمارهم أقل من ثلاثة أعوام والذين يتلقون الرعاية في الحضانات هم أكثر عرضة للتعب النفسي ممن هم في عمرهم وليسوا في الحضانات. إذ تبين ارتفاع في هرمونات الكورتيزول عندهم في النصف الأول من يومهم والذي يقضونه في الحضانة عن نسبة هذا الهرمون في حال بقائهم في منزلهم.
اقرأ أيضاً: كيف تكتشفين ضعف نظر طفلك
ختامًا، بعد معرفتك بطريقة ومعايير اختيار الحضانة النموذجية للطفل الرضيع، اتخذي ما سبق من نصائح منارة لطريقك. حيث ستساعدك على إعداد طفلك للحضانة. وتوقعي وجود بعض الصعاب في تقبل طفلك للأمر في البداية، ولكن مع مرور الوقت سيعتاد وسيكون الأمر أسهل وروتينيًا بشكل كامل.