مافيا احتكار الأرز تضع «التموين» فى ورطة.. مطالبات للجهات الرقابية بسرعة التدخل ومحاسبة المحرضين على رفع الأسعار ,
أزمة كبيرة تواجه السوق السلعية في مصر. وعلى الرغم من توفر السلع الحيوية مثل الأرز ووجود فائض كبير يعادل مليون طن، إلا أن هناك ارتفاعا ملحوظا في أسعاره، حيث تضاعفت أسعاره.
واتخذت الحكومة عدة قرارات خلال العام الماضي في محاولة لحل الأزمة وخفض أسعار الأرز مع زيادة توافره في الأسواق، إلا أن تلك القرارات لم تؤت ثمارها حتى الآن.
وفي نهاية العام الماضي، قدم أحد أعضاء مجلس النواب طلب إحاطة إلى رئيس مجلس النواب، موجهاً إلى الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، واللواء هشام آمنة الوزير التنمية المحلية، حول شكاوى المواطنين من ارتفاع أسعار الأرز، فضلا عن ندرته وقت موسم الحصاد الذي من المفترض أن يشهده. وتراجع سعر الأرز بشكل حاد، محذرا من أن أزمة الأرز ستشتعل من جديد بحلول شهر رمضان المبارك، داعيا إلى ضرورة مواجهة ظاهرة احتكار الأرز ومواجهة التجار المتعطشين في الأسواق لرفع أسعاره.
من جانبه، كشف رجب شحاتة، رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات، لـ”فيتو” عن وجود تحريض من بعض التجار وأصحاب المضاربة على مواقع التواصل الاجتماعي لرفع أسعار الأرز والشعير، مؤكدا أنه أبلغ الحكومة ووجه مسئولو وزارة التموين تلك الصفحات والمحرضين على اتخاذ إجراءات صارمة وحازمة ضدهم، لكن دون جدوى حتى الآن.
ورغم وصول سعر طن أرز الشعير الرفيع الحبة إلى 19 ألف جنيه للطن، فيما يتراوح سعر أرز الشعير عريض الحبة بين 19600 و20 ألف جنيه في مختلف المضارب على مستوى الجمهورية، إلا أن هذه الصفحات تطالب بزيادة أسعاره. سعر طن الأرز مضيفا: لا يوجد نقص. وفي الأرز، هناك فائض ولم تتحرك السلعة جنيهاً واحداً خلال العام الماضي.
وطالب رجب شحاتة، رئيس شعبة الأرز باتحاد صناعات الدولة، كافة الجهات الرقابية بسرعة التدخل ومحاسبة المحرضين على ارتفاع أسعار الأرز وتخزينه، والضرب بيد من حديد، تفاديا لاندلاع أزمة أرز جديدة. أزمة، بثت الرعب في نفوس المواطنين والتجار ودفعتهم إلى التخزين، ومن ثم حركة جديدة في الأسعار. .
وأضاف: هناك تحريض آخر لتخزين الأرز، وعدم بيعه تحسبا لارتفاع سعره، مثل: “لا تعيش على أرزك الآن سيصل سعر الطن إلى 25 ألف جنيه، وهذا أقل ما يلزم”. مقارنة بالأسعار التي نراها الآن. أنت، كتاجر أو مزارع أو مالك مضرب، تخسر. وعليك أن تحافظ على قيمة أموالك، وقلل العرض قليلا، فالبضاعة أفضل من المال.
وتابع: هناك أيضًا أشكال أخرى من التحريض على عدم بيع طن الأرز بسعره الأصلي وطرحه بزيادة 6 آلاف ليرة، ومقارنة سعر الأرز وربطه بسعر الدولار والذهب، على الرغم من أن سلعة الأرز لا علاقة لها بالدولار.
من جانبه، قال مصطفى النجاري، عضو المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، ورئيس لجنة شعبة الأرز بالمجلس، إن أسعار الأرز تبلغ حاليا 19 ألف جنيه لأرز الشعير، وتصل إلى 19500 جنيه للأصناف العريضة.
وأضاف أن مطاحن الأرز الأبيض تبيع عبوات 25/50 كيلو بسعر يتراوح بين 29 إلى 30 ألف جنيه للطن. وأوضح أن دورات التداول والتعبئة وتكاليف التوريد في سلاسل البيع ترفع سعر الكيلو ليتراوح بين 36 إلى 40 جنيها، حسب نسبة الكسر وجودة الأرز.
وقال: للأسف وزارة التموين ليس لديها أرصدة من الأرز تسمح بوقف أي زيادات متوقعة، وهو ما نصحنا به في كثير من الأحيان، خاصة وقت الحصاد، حيث تراوحت أسعار أرز الشعير بين 11 ألفاً و11500 جنيهاً. جنيه للطن، وكميات من الأرز كان لا بد من جمعها خلال موسم الحصاد. باعتباره مخزوناً استراتيجياً تحسباً لأي أزمات قد تحدث ومنعاً لمحاولات احتكاره أو التلاعب به من قبل بعض التجار.
وأشار إلى أن الإجراءات الرقابية غير موجودة في الوزارة إلا باستيراد وضخ كميات كبيرة إلى الأسواق. أما الإجراءات التي اتخذتها وزارة التموين سابقاً، سواء تحديد أسعار الأرز أو مهاجمة المضاربين، فلم تنجح. ومن الأفضل اتباع إجراءات توفير وزيادة المعروض وضخ كميات كبيرة من الأرز إلى الأسواق، لضرب أي عمليات الاحتكار واستيراد كميات من الأرز من الخارج للخروج من الأزمة التي تدفع التجار إلى إخراج الأرز وطرحها في الأسواق بأسعار مناسبة.
من ناحية أخرى، أكد مصطفى السلطيسي، نائب رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات، أن سعر كيلو الأرز يتراوح بين 33 و34 جنيها، وهو أفضل أنواع الأرز.
وأوضح أن بيع التجار أو السلاسل التجارية للأرز في بعض المناطق بسعر أعلى من ذلك يصل إلى 40 جنيها في بعض المناطق، لا يمثل إلا جشع واستغلال من جانب التجار الذين يريدون الحصول على مكسب لا يقل عن 7 جنيهات. للكيلوغرام الواحد، وهو مكسب مبالغ فيه. السعر غير معقول رغم توفر الأرز.
وأشار إلى أن هناك فائضا في استهلاك مصر من الأرز يتراوح بين 700 ألف طن إلى مليون طن، ورغم ذلك هناك أزمة في توفره أو زيادة في سعره بسبب جشع التجار.
وأوضح أن العديد من التجار يقومون بتسعير الأرز حسب سعر الدولار في السوق السوداء، رغم أنه لا توجد علاقة على الإطلاق بين الأرز والدولار، فهو محصول محلي ولدينا فائض منه، لكن المزارع التاجر أو يريد صاحب المضرب ربط الأرز بالدولار ليرفع سعره، ويحصل على مكاسب أكبر. .
وأكد أن أي قرارات أو ضوابط لتحديد سعر رسمي للأرز وفرض تسعيره بقوة كما حدث العام الماضي، ستؤدي إلى نقص المعروض في السوق، فضلا عن رفع أسعاره بشكل أكبر.
وأصدر رئيس مجلس الوزراء قرارا جديدا نهاية العام الماضي باعتبار 7 سلع منتجات استراتيجية في تطبيق أحكام المادة (8) من قانون حماية المستهلك، ويمنع منعها من التداول سواء بإخفائها، وعدم عرضها للبيع أو الامتناع عن بيعها أو بأي طريقة أخرى. ومن هذه السلع الأرز.
وألزم الحائزين على سلع لغير الاستخدام الشخصي من المنتجين والموردين والموزعين والبائعين ومن في حكمهم، بالمبادرة فورًا إلى إخطار مديريات التموين والتجارة الداخلية المختصة على مستوى الجمهورية بنوعية وكميات ما قد يجوز. أن يتم تخزينها معهم من هذه البضائع على أن تلتزم بضوابط وإجراءات التوريد التي يصدر بها قرار من وزير التموين. والتجارة الداخلية .
وعانت مصر العام الماضي من أزمة نقص الأرز وارتفاع سعره، فأصدر مجلس الوزراء القرار رقم 66 لسنة 2022 بتحديد سعر الأرز الأبيض المعبأ بحيث لا يتجاوز سعره 15 جنيها، والكيلو جرام. الأرز الأبيض غير المعبأ بـ12 جنيها لمدة 3 أشهر، لكن الأزمة استمرت واستمر السعر. وانخفضت إمدادات الأرز في الأسواق بشكل ملحوظ منذ صدور القرار.
أوقف مجلس الوزراء قرار تحديد سعر الأرز الأبيض بعد مرور 3 أشهر دون تجديده، لعدم توافق السعر الثابت مع ارتفاع تكلفة الإنتاج نتيجة الأعباء الاقتصادية خلال الفترة الماضية مما أدى إلى نقص كبير في إمدادات الأرز في الأسواق بسبب تخزينه.