ما هو التمني المنهي عنه؟ تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي لسورة النساء ,
سورة النساءتحدث الشيخ محمد سيد طنطاوي في تفسيره لسورة النساء عن نهي الله تعالى لعباده عن تمني ما في يد الآخرين، وبين أيضاً ما هو التمني المحرم.
سورة النساء الآية 32
قال الله تعالى: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليماً}.
تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي للآية 32 من سورة النساء
قال الشيخ محمد سيد طنطاوي: روى المفسرون أحاديث في سبب نزول الآية الأولى، منها ما رواه الإمام أحمد والترمذي عن مجاهد قال: قالت أم سلمة: يا رسول الله، الرجال يقاتلون ولا نقاتل، ولنا نصف الميراث، فأنزل الله تعالى: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}. قال قتادة: كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء ولا الأولاد، فلما ورثوا فأعطي الذكر مثل حظ الأنثيين تمنت النساء أن يكون نصيبهن مثل نصيب الرجال، فقال الرجال: نرجو أن نفضل على النساء بأعمالنا في الآخرة كما فضلنا عليهن في الميراث، فأنزل الله تعالى: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}.
ما هي الأمنية المحرمة؟
“وزاد الشيخ طنطاوي: والتمني المحرم هنا هو ما يتضمن معنى الطمع فيما في أيدي غيره، والحسد على ما آتاه الله من مال أو جاه أو غير ذلك مما يجري فيه التنافس بين الناس، وذلك لأن التمني على هذا الوجه يؤدي إلى شقاء النفس، وفساد الخلق والدين، ولأنه أشبه بالاعتراض على تقسيم الخالق العليم الخبير بأحوال خلقه وأحوال عباده، ولا يدخل في التمني المحرم ما يسميه العلماء بالحسد، وهو أن يتمنى الإنسان مثل ما لدى غيره من الخير دون أن ينقص من ذلك شيئا مما عند ذلك الآخر، قال صاحب الكشاف: قوله: {ولا تتمنوا} نهى عن الحسد وتمني ما فضل الله به بعض الناس على بعض من الجاه والمال، لأن هذا التفضيل تقسيم من الله صادر عن حكمة وتدبير وعلم بأحوال العباد، وما يصلح صاحب التمني من البسط في الرزق أو التضييق. ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض، فينبغي لكل إنسان أن يرضى بما قسم الله له، وأن يعلم أن ما قسمه له فيه مصلحته، ولو كان غير ذلك كان مفسدة له، ولا يحسد أخاه على نصيبه.
كل شخص لديه نصيبه
وتابع الطنطاوي: قوله تعالى: {للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن} تفسير للتحريم السابق، أي أن لكل فئة من الرجال والنساء نصيباً معلوماً مما اكتسبوا من الأعمال، ونصيباً معلوماً فيما يرثون أو يكتسبون من المال، وإذا كان الأمر كذلك فلا يليق بالعاقل أن يتمنى غير ما قسمه الله له من الرزق، بل ينبغي له أن يرضى بما قسمه الله له، والله تعالى هو الذي قدر رزق الرجال والنساء بما تقتضيه حكمته وعلمه، وهو الذي كلف كل فئة منهم بواجبات ومهام تتناسب مع استعدادها وتكوينها، وقوله تعالى: {واسألوا الله من فضله} متقابل مع التحريم. كأنه قيل: لا تتمنى ولا تنظر إلى ما في أيدي غيرك، ولا تحسدهم على ما رزق الله، بل اتجه إلى الله وحده، واطلب منه ما شئت من نعمه العظيمة، ومن خير الدنيا والآخرة، فإنه القائل: مَا يَفْتَحُ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكٌ لَهَا وَمَا يَمِسْكَ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
طلب من الله
“وزاد الطنطاوي: حذف المفعول من الجملة الشريفة للدلالة على العموم، أي: اسألوا الله ما شئتم من خيره الواسع وبركاته الواسعة حتى تطمئن نفوسكم ويزول عنها الطمع والهم والغم. قال ابن كثير: قوله: {واسألوا الله من فضله} أي لا تتمنوا ما فضلنا بعضكم على بعض، فإن التمني لا يغني من فضله شيء، ولكن اسألوني من فضلي أعطيكم، فإني جواد معطاء. وروى أبو نعيم وابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اسألوا الله من فضله، فإن الله يحب أن يُسأل، وأحب عباد الله إلى الله من يحب الفرج”. ثم ختم الله تعالى الآية الكريمة بقوله: {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}. أي أن الله تعالى كان وسيظل عليماً بجميع شئون هذا الكون، وقد وزع تعالى رزقه وعطاياه على عباده حسب علمه وحكمته، وجعل بينهم الأغنياء والفقراء، حتى يحتاج بعضهم إلى بعض، ويتبادلون المنافع التي لا غنى لهم عنها، وكلف كل فريق منهم بما يناسب فطرته واستعداده، خلق الله الذي أتقن كل شيء، إنه خبير بما تعملون.
نقدم لكم من خلال الموقع (حق النقض)، تغطية ومراقبة على مدار 24 ساعة اسعار الذهب, اسعار اللحوم , أسعار الدولار , أسعار اليورو , معدل التحويل , اخبار الرياضة , اخبار مصر, أخبار الإقتصاد , اخبار المحافظات , أخبار السياسة, اخبار الحوادث يقدم فريقنا تغطية حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل: الدوري الممتاز , الدوري الإيطالي , الدوري المصري, دوري أبطال أوروبا , دوري أبطال أفريقيا , دوري أبطال آسيا وأحداث مهمة و سياسة أجنبي والداخلية، بالإضافة إلى النقل الحصري لـ اخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.