ما هي متلازمة الطفل الأزرق سؤالٌ كثُر طرحه في الآونةِ الأخيرة. إذ تعد الأمراض الوراثية والخلقية وغيرها الكثير من الأمراض، والتي من الممكن أن يصاب بها أي طفل حديث الولادة من أكثر المخاوف والهواجس التي تهاجم أفكار الآباء، فتجدهم في خوف دائم من بداية الحمل إلى حين موعد الولادة. وأول سؤال يتردد على ألسنتهم هل صحة الطفل بخير؟ ومن هذا المنطلق اخترنا هذه المتلازمة؛ لنتحدث عنها ونسرد لكم فيها أهم ما يجب عليكم معرفته. فما هو هذا المرض وما هي أسباب متلازمة الطفل الأزرق. وكيف يتم علاج متلازمة القلب المزرق وهل يمكن الوقاية من الإصابة بهذه المتلازمة. بالإضافة إلى ذكر أعراض مرافقة لتحول لون الجلد إلى الأزرق، قد تفيد في تنبيه الأهل إلى سرعة الاستجابة.
متلازمة الطفل الأزرق
يصاب حوالي خمسةٌ وعشرون في المئة بمتلازمة الطفل الأزرق من إجمالي الولادات. وهذه المتلازمة قد تكون نتاج مرض خلقي في القلب، يصيب الطفل الصغير حديث الولادة أو لأسباب عديدة أهمها التلوث. وتتمثل هذه المتلازمة بتحوّل لون الطفل من اللون الطبيعي المائل للاحمرار، إلى اللون الأزرق أو البنفسجي المائل للزرقة.
حيث يظهر اللون الأزرق على جلد الصغير بأكمله تقريبًا، متركزًا في الأماكن الأرق من غيرها كالشفاه والأذن. كما وتعتبر هذه المتلازمة نادرة الحدوث في الأماكن المدنية، وأغلب الأطفال الذين يصابون بها في الأماكن الريفية. لاسيما التي تعتمد على مياه الآبار فقد تكون هذه الآبار ملوثة؛ مما يؤدي لظهور هذه المتلازمة على الطفل.
أما السبب الرئيسي لتحول اللون إلى الأزرق، فهو انخفاض نسبة الأوكسجين في الدم. حيث يعتبر الأمر كله عبارة عن عمل مشترك بين كلٍ من القلب والرئة. حيث ينقل القلب الدم منه إلى الرئتين، فتقوم الرئتين بأكسجة الدم ثم يعود الدم إلى القلب ومنه ينتقل إلى باقي الجسم. ولذلك يصل الأوكسجين إلى كافة الأعضاء. ولكن إن حدث أي خلل بهذه العملية سيؤدي ذلك إلى نقصان في نسب الأوكسجين.
أسباب الإصابة بمتلازمة الطفل الأزرق
كما ذكرنا سابقًا فإن هذه المتلازمة قد تحدث الأسباب متنوعة، وهي:
أسباب خلقية للإصابة بمتلازمة الطفل الأزرق
تعرف الأسباب الخلقية أو (العيب الخلقي) بحدوث خلل على أحد أعضاء الطفل الصغير أثناء تكوّنه داخل رحم الأم. وتتمثل هنا في عيوب القلب الخلقية ويطلق عليه (القلب المزرق).
وينقسم هذا العيب إلى عدة حالات هي:
- الجذع الشرياني: ويقصد به أن القلب لا يستخدم سوى شريان واحد بدلًا من اثنين لنقل الدم، مما يؤدي إلى فقدان الطفل للصمام الرئوي.
- إجمالي العائد الوريدي الرئوي الشاذ: هذه الحالة النادرة، وتكون فيه الأوعية الدموية التي تصل بين الرئة والقلب غير موصولة، بل تتصل بشكل غير طبيعي بحجرات أخرى من القلب.
- تحويل الشريان الرئيسي: هنا ينقل الدم بأسلوب معاكس للأسلوب الطبيعي لنقل الدم في أنحاء الجسم.
- رتق الصمام ثلاثي الشرف: في الواقع هذا العيب هو عبارة عن مجموعة من العيوب الخلقية في القلب.
- رتق الرئة: يعاني الطفل في هذه الحالة من عدم عمل الصمام الرئوي بشكل جيد. وبالتالي فإن الدم لا ينقل من القلب إلى الرئة لإشباعه بالأوكسجين ونقله إلى باقي أعضاء الجسم.
- ارتفاع ضغط الدم الرئوي: يكون هذا الارتفاع ناتج عن ضيق في الشرايين الرئوية مما يمنع مرور الدم عبرها، أو عددها لا يكفي.
- رباعية فالو: تسمى بالرباعية نسبةً إلى حدوث أربع اختلالات في القلب في آن معًا. وتعد هذه الحالة من أشهر وأكثر الحالات سببًا لحدوث متلازمة الطفل المزرق.
أسباب مكتسبة للإصابة بمتلازمة الطفل الأزرق
هذه الأسباب ناتجة بعد ولادة الطفل. وهي:
- ميتهيموجلوبينية الدم: النترات هي السبب الرئيسي لهذه الحالة. وتصل هذه المادة إلى جسم الطفل عن طريق المياه الملوثة، أو الأطعمة النباتية الغنية بهذه المادة مثل السبانخ. وسميت بالميتهيموجلوبين؛ لأن النترات عند دخولها إلى الجسم تتحول إلى ما يعرف بالنتريت. ويتفاعل النتريت مع الهيموغلوبين في الدم، وبالتالي تحوله إلى الميتهيموجلوبين مما يجعل قدرة الدم على نقل الأوكسجين صعبة للغاية.
- التعرض إلى أنواع معينة من الأدوية (مضادات حيوية معينة)، أو من الأدوية المستخدمة في التخدير.
أعراض مرافقة لتحول لون الجلد إلى الأزرق
تظهر أعراض أخرى مرافقة لتحول لون الجلد إلى الأزرق وهي:
- ضيق التنفس عند الطفل.
- تزايد في معدل ضربات القلب عند الطفل.
- الإقياء المستمر.
- الإسهال الشديد.
- عدم تقبل الطفل للطعام.
- انخفاض وزن الطفل.
- الهيجان.
- قد يتحول اللون من الأزرق إلى الرمادي، وخصوصًا إن زادت نسبة الميتهيموجلوبين عن العشرة في المئة.
- قد تصل هذه الحالة إلى وفاة الطفل.
علاج متلازمة القلب المزرق
يتعلق العلاج بمسبب المتلازمة. فإن كان السبب خلقيًا فسيلجأ الطبيب إلى إجراء عمل جراحي للطفل لتصحيح هذا الخلل. أما عن تحديد موعد للعملية فالطبيب من يقرر هذا. ولكن يفضّل أن تجرى العملية قبل أن يتِّم الطفل عامه الأول، وكلما كان إجراء الجراحة أبكر كلما كان هذا أفضل.
في حال تعرض الطفل للتسمم من النترات بغض النظر عن الطريقة التي نقلت بها هذه المادة إلى جسمه. فإن الطبيب لا يصف الدواء إلا باستشارة أخصائيين في السموم. وفي حالات أخرى يصف الطبيب دواء يطلق عليه اسم الميثيلين الأزرق، ويعطى هذا الدواء عن طريق حقنة.
ويمكن أن يستعين الطبيب بنقل دم للطفل المصاب واستخدام أنبوبة أكسجين عالي الضغط.
اقرأ أيضًا: الطول الطبيعي للطفل ووزنه
الوقاية من الإصابة بمتلازمة القلب الأزرق
لا يمكن منع المرض من الحدوث، ولكن يقال الوقاية خيرٌ من قنطار علاج. لذا يمكن أخذ الوقاية من الإصابة بمتلازمة القلب الأزرق بالقليل من الأمور التي يمكن أن تقلل من الإصابة في حال اتبعتها الأم:
- عدم استخدام المياه الملوثة أو المستخرجة من الآبار وتقديمها إلى الطفل. لاسيما أن تسخين المياه لا يزيل النترات.
- الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على النترات لحين وصول الطفل إلى عمر السبعة أشهر. ويفضل استخدام الخضراوات المجمدة وليس الطازجة.
- تجنب الأم تناول الأدوية الممنوعة أثناء الحمل، بالإضافة إلى الكحول والتدخين مما يقلل من احتمالية إصابة الطفل بعيوب خلقية في القلب.
في نهاية المطاف نقول أن متلازمة الطفل الأزرق وبحسب الدراسات تعد حالة نادرة. ولكن يجب على الأم الانتباه جيدًا أثناء الحمل وبعد الولادة. فرغم ندرة حدوثها إلا أنها إن حدث؛ فقد تؤدي إلى الموت. لذا يفضّل أخذ الحيطة من الإصابة بهذه المتلازمة بشتى الطرق.