متى يبدأ الطفل الرضيع برؤية الأشياء وماذا يرى

seba othman19 فبراير 2023آخر تحديث :
متى يبدأ الطفل الرضيع برؤية الأشياء وماذا يرى

متى يبدأ الطفل الرضيع برؤية الأشياء؟ ماذا يرى في شهوره الأولى؟ ما هي الألوان التي يميزها وفي أي عمر؟ تستمر فترة تعلم الطفل رؤية الأشياء على مدى فترة من الزمن، بشكل يشابه تعلم الطفل للمشي والكلام. ذلك نظرًا لأن الطفل لا يولد وقدراته البصرية التي يحتاجها في الحياة مكتملة ومتمايزة كما عند البلوغ. منذ الولادة، يبدأ الطفل في استكشاف عجائب العالم بأعينه، حيث تبدأ أعينه باستقبال المعلومات وتحليلها وتخزينها بما يناسب المرحلة العمرية له. كما يتعلم الطفل كيفية تحريك أعينه وتحريكها بدقة لمتابعة الأشياء المتحركة أو تأمل الأجسام الثابتة، حتى قبل تعلمه الوصول إليها والاستيلاء عليها بيديه. وإذا أردت معرفة متى يبدأ الطفل الرضيع برؤية الأشياء، والبحث عن إجابة على الأسئلة التي تخص تطور الرؤية عند طفلك الصغير، تابع معنا في هذا المقال.

متى يبدأ الطفل الرضيع برؤية الأشياء

من ناحية الرؤية بمفهومها العام، يستطيع الأطفال الرضع رؤية الأشياء منذ ولادتهم، لكن قدرتهم البصرية محدودة وغير مشابهة لرؤية البالغين الطبيعية.

ولكن مع النمو تبدأ شبكية العين بالتمايز أكثر، بالإضافة إلى تطور الجهاز العصبي المركزي والبصري لدى الطفل تدريجيًا كلما تقدم في العمر. حيث تصبح رؤيته واضحة وشبيهة برؤية البالغين عند بلوغه السنة الأولى من عمره على الأقل. إذًا يمكن القول يبدأ الطفل الرضيع برؤية الأشياء منذ ولادته، لكنه يرى في البداية خطوطًا ضبابية بلون أبيض أو أسود. كما يستطيع تمييز الليل من النهار، والضوء الساطع من الخافت. إلا أنهم لا يستطيعون رؤية أو تمييز الأشياء التي تبعد 25 سنتيمتر أو أكثر عن أعينهم، بل يرون خيالًا وأشكالًا متحركة باللون الأبيض والأسود فقط.

تتطور رؤية الطفل الرضيع بعد ذلك، ويتعلم التحديق في الأشياء مع تركيز بصره عليها بهدف اكتشافها والتحقق من ماهيتها. إلا أن رؤيته لا تزال ضبابية ويبقى الطفل قادرًا على تمييز اللونين الأبيض والأسود فقط. قد نلاحظ إصابتهم بالحول أيضًا لأنهم لا يستطيعون التحكم في عضلات أعينهم.

وعند بلوغ الشهر الخامس، يبدأ الطفل الرضيع برؤية الأشياء على بعد ومسافة أطول، كما يمكنه تركيز بصره أكثر وضبط تحركات عينيه عند تتبع الأشكال المتحركة. بالإضافة لذلك، ستتطور لديه القدرة على تمييز مجموعة جديدة من الألوان والتعرف على الوجوه المألوفة كالأم والأب.

تطور الرؤية عند الطفل منذ الولادة حتى عمر 4 أشهر

خلال الأشهر الأولى من فترة حياة الطفل الرضيع، لا تكون حركات عينيه متناسقة بشكل جيد، وذلك لأن الجهاز البصري غير متطور بشكل تام حتى الآن. قد تبدو عين الطفل وكأنها تجول في المكان، أو كما لو أنها تنظر إلى الشيء باهتمام شديد. بحلول ثمانية أسابيع، يبدأ الطفل بصب تركيز عينيه على الأجسام أو الأشخاص (على سبيل المثال يراقب أمه عندما تتحدث) الموجودين على مسافة تتراوح بين 8 و 10 إنش (أو مسافة تتراوح بين 20 سم و 25 سم). وعلى الرغم من قدرته على تركيز نظره وتحريك عيونه، إلا أنه لم يطور بعد القدرة على التمييز بين ماهية وحقيقة الهدف المقصود.

ولكن عادة الأطفال في هذه المرحلة العمرية، يحاولون التنسيق بين حركات يديهم ونظرات عينيهم، وذلك من خلال تتبع الأجسام المتحركة بعينيهم ومحاولة الوصول إليها. مع العلم يجب أن يكونوا قادرين على تطوير هذه المهارة في عمر ثلاثة أشهر تقريبًا.

تطور الرؤية عند الطفل من عمر 5 شهور إلى 8 شهور

خلال هذه الأشهر، يستمر الطفل في تنسيق حركات العين مع الجسم. كما يصبح قادرًا على الحكم على بعد الأشياء (ما إذا كانت أقرب أو أبعد من الأشياء الأخرى). حيث تصبح العيون قادرة على العمل معًا لتشكيل رؤية ثلاثية الأبعاد للعالم وتقدير بعد المسافة. على الرغم من أن رؤية الألوان لدى الرضيع ليست دقيقة كما عند البالغين، إلا أنه قادر على رؤية الألوان عند بلوغه 5 أشهر من العمر، وتمييز اللون الأحمر خاصة.

في هذه الفترة، سيبدأ الطفل في في الزحف بعمر 8 أشهر تقريبًا. مما يساعد على زيادة التنسيق بين حركات العين واليد والقدم والجسم.

متى يبدأ الطفل الرضيع برؤية الأشياء وماذا يرى
متى يبدأ الطفل الرضيع برؤية الأشياء وماذا يرى

تطور الرؤية عند الطفل من عمر 9 شهور إلى 12 شهور

يبدأ الطفل في عمر 9 أشهر في سحب نفسه إلى وضعية الوقوف. بينما في عمر 10 أشهر، يصبح قادرًا على الإمساك بالأشياء بالإبهام والسبابة. وبعد مرور سنة كاملة، من المتوقع أن يصبح الطفل قادرًا على المشي بعد تجاوز مرحلة الزحف. مع العلم يطور كل من الزحف والمشي والوصول إلى الأشياء والإمساك بها، من قدرة الأطفال على اكتشاف طبيعتها أكثر من ناحية الشكل واللون والنوع وتمييزها عن غيرها أيضًا.

كيف يمكن مساعدة طفلك على تطوير بصره بالشكل الصحيح

هناك العديد من الأشياء التي تستطيع القيام بها لمساعدة طفلك على تطوير بصره بالشكل الصحيح. وفيما يلي سنذكر بعض الأمثلة على الأنشطة الشائعة وسهلة التطبيق والمناسبة للطفل في المرحلة الأولى من حياته:

  • منذ الولادة حتى عمر 4 أشهر: يمكنك استخدام ضوءًا خافتًا في غرفة الطفل وخاصة أثناء الليل. كما أن تغيير وضعية السرير بشكل متكرر وتغيير وضعية الطفل من الأمور المساعدة أيضًا. أضف إلى ذلك، التزم بمحادثة طفلك واللعب معه باستمرار أثناء حمله والمشي فيه في جميع أنحاء الغرفة ومن مسافة قريبة.
  • من عمر 5 إلى 8 شهور: يمكنك تعليق مختلف الألعاب المتحركة والأشياء المفضلة لدى الطفل فوق سريره حتى يتأملها ويراقبها ويحاول إمساكها أو سحبها. كما يجب عليك أن تمنح طفلك متسعًا من الوقت للعب والاستكشاف. حيث ننصحك بتوفير مكعبات بلاستيكية أو خشبية بألوان مختلفة، فهي تساعد على تطوير وعيه وإدراكه بشكل أفضل.
  • من عمر 9 إلى 12 شهر: ننصحك باقتراح ألعاب مليئة بالنشاط والحركة أكثر. على سبيل المثال، العب لعبة الغميضة معه أو مع ألعابه، واقترح أسماء مسلية لألعابه والأشياء من حوله. ويمكنك أيضًا دحرجة الكرة أمامه أو قذف الكرة للأعلى أو نقلها بين يديه، فتساعد هذه الممارسات الطفل على تعزيز عملية الرؤية وتتبع الأشياء المتحركة بعينيه، وبالتالي تطوير المهارات الحركية الدقيقة في المستقبل. كما تستطيع وضع لعبته المفضلة على مسافة بعيدة عنه، وتشجيعه على الوصول إليها بتثبيت نظره نحوها ثم الزحف أو المشي باتجاهها.
متى يبدأ الطفل الرضيع برؤية الأشياء وماذا يرى
متى يبدأ الطفل الرضيع برؤية الأشياء وماذا يرى

تطور رؤية الطفل للألوان

أوضحت بعض الدراسات أن الأطفال حديثي الولادة يرون اللونين الأبيض والأسود غالبًا، مع العلم أن السبب في ذلك عدم تطور خلايا اللون الموجودة في مؤخرة العين بشكل كامل في المرحلة الأولى من حياة الطفل بعد ولادته. ولكن في الشهر الأول يستطيع الطفل اكتشاف سطوع الألوان وكثافتها. بينما يبدأ في حلول الشهر الثالث برؤية الألوان الأساسية، بما في ذلك اللون الأحمر. بعد ذلك، تتطور رؤية طفلك للألوان بشكل كامل في حلول الشهر الرابع. حيث يصبح قادرًا على رؤية الكثير من الألوان وحتى ظلالها وكثافتها.

في ختام مقالنا، ننصحك أن تأخذ طفلك الصغير إلى طبيب العيون في عمر 6 أشهر تقريبًا، للتأكد من عدم ظهور مشاكل في العين أو الرؤية. حيث إن الكشف المبكر عن أي مشكلة تصيب عينيه هو الخيار الأفضل، لأنه يتيح فرصة الاستفادة من العلاج المبكر.