يختلف مخزون البويضات الطبيعي بين امرأة وأخرى بشكل عام. كما يختلف لدى المرأة الواحدة بشكل خاص، وذلك وفق المرحلة العمرية التي تمر فيها، سواء أكانت في فترة البلوغ أو في مرحلة النشاط الهرموني أو كانت تقترب من سن اليأس. في حين أن القياسات الهرمونية والموجات فوق الصوتية لمخزون واحتياطي المبيض تستخدم لتقديم المشورة حول إمكانات الخصوبة لدى النساء. إلا أن هناك تقنيات حديثة وحلول علاجية متطورة تقدم معلومات أكثر وضوحًا حول مخزون البويضات الطبيعي في مبايض المرأة وكيفية علاج نقص مخزون البويضات لديها. لذلك إذا كنت تفكرين في تكوين أسرة، سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل، فمن المفيد أن تكوني على علم بحالتك الجنسية والهرمونية. لهذا السبب سنطرح في مقالنا اليوم وعبر موقع طلاب نت، أبرز المعلومات عن مخزون البويضات وجودتها وفعاليتها وأسباب نقصها.
مخزون البويضات الطبيعي عند ولادة الأنثى
يتضمن مبيض الأنثى وهي جنين في رحم أمها ما يقارب حوالي 6 إلى 7 ملايين بويضة. لكن هذا العدد غير ثابت، كما أنه سجل أعلى نسبة للبويضات عند الأنثى وفق دراسات كثيرة. عادة سيتناقص هذا العدد بشكل تدريجي، حتى يصل إلى المعدل الوسطي التقريبي (حوالي 1 إلى 2 مليون عند الولادة). وذلك بسبب الآلية الفيزيولوجية للموت الخلوي المنتظم، والتي ستصيب مخزون البويضات في مبيض الأنثى.
مخزون البويضات الطبيعي عند البلوغ
سيستمر عدد البويضات في المبيض في الانخفاض التدريجي بعد الولادة وحتى سن البلوغ. حيث ستموت شهريًا حوالي 10000 بيضة بشكل وسطي. عادة يبلغ مخزون البويضات الطبيعي للأنثى في وقت البلوغ (11 سنة) حوالي 300 ألف بيضة.
مخزون البويضات الطبيعي في سن الثلاثين
بعد البلوغ، يبدأ عدد البويضات بالانخفاض التدريجي، حيث يموت كل شهر حوالي 1000 بويضة. بشكل طبيعي، تكون الإناث أكثر خصوبة في فترة العشرينات من العمر. بعد ذلك، تبدأ خصوبة المرأة بالنضوب التدريجي بعد بلوغ سن الثلاثين.
أشارت الكثير من الأبحاث والدراسات التي أجريت على أكثر من 95% من الإناث إلى أن مجموع البويضات في عمر الثلاثين يقدر ب 120 ألف بويضة تقريبًا. بينما ينخفض العدد وسطيًا وبشكل تقريبي إلى 25 ألف بيضة في سن 37 (أواخر الثلاثينات). مع كل تقدم في العمر، ستنخفض فرصة الحمل لدى المرأة أكثر، أي سينقص معدل الخصوبة حتى الوصول إلى سن اليأس.
شاهد أيضًا: هل يمكن الحفاظ على خصوبة المرأة رغم تقدمها في السن.
مخزون البويضات الطبيعي في سن الأربعين حتى سن اليأس
تنقص فرصة حدوث الحمل بشكل كبير، كلما تقدمت المرأة في العمر أكثر، وذلك مع نضوب مخازن البويضات بشكل تدريجي. وفق إحصائيات عديدة، تقل فرصة الحمل في الأربعين وما فوق حتى تصل إلى 5% أو أقل. في هذه المرحلة من الحياة، قد نجد حوالي 1000 بويضة متبقية في المبيض. لكنها غير فعالة وغير قادرة على إتمام عملية الإخصاب.
تختلف نسبة الخصوبة بين النساء بالإضافة إلى مجموع البويضات الطبيعية والفعالة المتبقية بالاعتماد على عدة عوامل. من بين هذه العوامل المهمة، لدينا (العوامل الوراثية، والتدخين، ووقت بدء الدورة الشهرية، والاضطرابات الهرمونية والأمراض).
لقد حددت بعض الدراسات عمرًا وسطيًا لبدء سن اليأس عند النساء، بحيث يتراوح بين سن 45 وسن 55 (أي 51 سنة وسطيًا). في هذا العمر، ستتوقف الإباضة، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى انقطاع الطمث (وهو توقف الدورة الشهرية لأكثر من 12 شهرًا).
كيف يمكننا معرفة مخزون البويضات الطبيعي
هناك اختبارات يمكن لأي امرأة أن تجريها عند طبيب نسائية متمرس، وذلك لتقدير مقدار مخزون البويضات لديها.
- عدد الجريبات الغارية Antral follicle count: يستخدم فيه الطبيب جهاز الموجات فوق الصوتية لعد الجريبات الغارية المرئية. ومن الممكن أن تمنحهم هذه الطريقة لمحة عن إجمالي عدد البويضات الحالية، والعدد الذي يمكن تجميده خلال دورة واحدة.
- اختبار هرمون مضاد مولر AMH-Anti-Mullerian hormone: هو عبارة عن هرمون بروتيني تنتجه خلايا جرابية خاصة. حيث أنه يساعد في تقدير عدد الجريبات الفعالة في كل مبيض، بالإضافة إلى إجمالي عدد البويضات الكلي. بإمكاننا إجراء هذا الاختبار في أي وقت طوال فترة الدورة الشهرية، نظرًا لأن مستويات هرمون AMH تكون مستقرة غالبًا.
- فحص مستوى الهرمون المحفز للجريب FSH: تفرزه الغدة النخامية، ويعمل على تعزيز نمو البويضة ونضجها وتمايزها أكثر. عادة يتأرجح مستوى الهرمون خلال أيام الدورة الشهرية، حيث يكون مستواه عاليًا جدًا قبل اليوم المحدد للتبويض مباشرة.
شاهد أيضًا: ما الفرق بين البويضات الصغيرة والضعيفة هل صغر حجم البويضة يمنع الحمل.
خيارات علاج نقص الخصوبة ونضوب مخزون البويضات
هناك عدة خيارات قد تفكر فيها المرأة لتحسين فرصها في الحمل. من خلال هذه الخيارات العلاجية وغيرها الكثير، وتستطيع المرأة الحفاظ على مخزون بويضات طبيعي إلى حد ما، والاستفادة منه في مجال الإنجاب:
- التبرع بالبويضات Egg donation: قد تلجأ النساء في أعمار متقدمة أو اللواتي يعانين من فشل المبايض المبكر، والذي يسبب انقطاع الطمث المبكر إلى الحل التالي (التبرع بالبويضات). ويتضمن هذا الحل استخدام بيضة تبرعت به أنثى ما، وعادة ما تكون في سن العشرينات أو أوائل الثلاثينيات. حيث، يأخذ المتبرع أدوية لتحفيز إنتاج بويضات متعددة. في نفس الوقت، يخضع المتلقي للعلاج الهرموني لتحضير الرحم للحمل. في هذه الطريقة، يعمل الطبيب على تخصيب بويضات المتبرع في المختبر، ثم يضعها على شكل جنين واحد أو أكثر داخل رحم المتلقي.
- تجميد البويضات Egg freezing: قد تفكر بعض النساء اللواتي يرغبن في تأخير الإنجاب في الحفاظ على بويضاتهم الصحية لاستخدامها فيما بعد عبر عملية تعرف باسم تجميد البويضات. وعادة تكون المرأة أصغر سنًا عندما تلجأ إلى هذا الحل العلاجي، وتريد تأخير عملية الإنجاب لديها. تبدأ مراحل هذه العملية بتناول الأدوية لتحفيز المبايض على إنتاج بويضات متعددة. بعد ذلك يعمل الطبيب المختص على استرداد هذه البويضات، ثم حفظها في المختبر في درجات حرارة دون الصفر. في وقت لاحق، وعندما تصبح المرأة جعندما يكون الشخص جاهزًا للحمل ، يقوم الطبيب بإذابة البويضات وحقن البويضات الباقية على قيد الحياة مع شريك أو حيوان منوي من متبرع للتخصيب.
- تقنيات الإنجاب المساعدة Assisted reproductive technologies: بإمكان النساء اللواتي لديهن عقم غير مبرر، أو قد فشلوا بتجربة جميع الخيارات العلاجية التقليدية، تجربة العلاجات الأخرى الأكثر تقدمًا. ويشمل ذلك التلقيح الاصطناعي IVF والإباضة المفرطة superovulation مع التلقيح داخل الرحم IUI. والفرق المميز بين الطرق الحديثة هي بتحديد مكان التلقيح. حيث تتناول الأنثى الأدوية المحفزة لنمو العديد من البويضات في المبيضين، وذلك في كل من الإباضة المفرطة والتلقيح داخل الرحم. بعد ذلك يحقن الطبيب الحيوانات المنوية (مصدرها المتبرع أو الشريك) داخل الرحم عندما تصبح المبايض جاهزة لعملية الإباضة. في المقابل، يتضمن التلقيح الاصطناعي إزالة بويضة المرأة وتخصيبها مع نطفة من المتبرع أو الشريك في المختبر (خارج الجسم). أي بمجرد نجاح عملية الإخصاب، سينقل الطبيب الجنين المتشكل إلى الرحم بعد تجهيزه وتهيئته.
مخزون البويضات الاحتياطي
تقل قدرة المرأة على الحمل بشكل طبيعي مع تقدمها في السن. حيث يقل عدد البويضات لديها كلما تقدمت في العمر، كما تنخفض جودتها وفعاليتها. بالإضافة إلى ذلك، قد يحصل المزيد من التشوهات في المادة الوراثية (الكروموسومات) على البعض منها. كل هذه العوامل مجتمعة وغيرها الكثير، يفسر معنى أن تنقص معدلات وفرص الحمل لدى النساء الأكبر سنًا، وتزيد نسبة الإجهاض لديهن أيضًا.
لا يمكننا تحديد العمر الدقيق لانعدام القدرة الإنجابية لدى المرأة، فهو يختلف بين النساء عمومًا. وقد تتناقص القدرة على الإنجاب لدى بعض النساء بأعمار صغيرة تقارب نهاية فترة الثلاثينات. بينما تبقى القدرة في مستواها القريب من الطبيعي حتى أعمار متقدمة.
شاهد أيضًا: ما أسباب ألم المبيض بعد فترة التبويض.
أسباب نقص مخزون البويضات الطبيعي
على الرغم من أن الشيخوخة تقلل بشكل طبيعي من مخزون البويضات. إلا أن هناك عدة عوامل مرضية أخرى تسبب تناقصًا في احتياطي المبيض. تشمل ما يلي:
- المشاكل المرضية على البوق.
- الانتباذ البطاني الرحمي.
- جراحة سابقة على المبيض.
- العلاج الكيميائي والإشعاعي.
- التدخين والكحولية المفرطة.
- الداء الحوضي الالتهابي.
- اضطرابات المناعة الذاتية.
- النكاف في بعض الحالات.
- تشوهات وراثية مثل متلازمة X الهش.
أعراض نقص مخزون البويضات الطبيعي
لا توجد أعراض واضحة ومميزة تثبت وجود تناقص في احتياطي المبيض. لكن قد تعاني بعض النساء بواحد من الأعراض التالية:
- صعوبة في الحمل.
- غياب الدورة الشهرية أو تأخرها.
- دورات شهرية قصيرة أقل من 28 يوم.
- غزارة الحيض وسماكة الدم.
- إجهاضات متكررة.
شاهد أيضًا: أعراض الحمل خارج الرحم.
لقد وصلنا إلى نهاية مقالنا اليوم، نتمنى أن نكون قد قدمنا من المعلومات المفيدة حول مخزون البويضات الطبيعي في مختلف مراحل العمر، ما قد يهم المرأة في قصة حياتها الإنجابية. مع تطور العلم وظهور تقنيات حديثة، بإمكان أي امرأة أن تصبح أمًا بنسبة كبيرة رغم صعوبة الأمر.