مرشحة لرئاسة الحكومة الفرنسية تتعرض لانتقادات لاذعة بسبب ميولها الجنسية! ,
تصاعدت التوترات داخل النخبة السياسية الفرنسية في أعقاب التعليقات الأخيرة التي أدلت بها لوسي كاستيتس، مرشحة الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية لمنصب رئيس الوزراء، والتي أثارت انتقادات واسعة النطاق.
وفي مقابلة مع مجلة “باري ماتش”، كشفت كاستيت علناً أنها مثلية الجنس ومتزوجة من امرأة، وهو الاكتشاف الذي أثار عاصفة من ردود الفعل، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن بين المنتقدين ناتالي لوازو، عضو البرلمان الأوروبي والوزيرة السابقة، التي علقت قائلة: “إن الإعلان عن قانونية المثلية الجنسية في فرنسا في عام 2024 لا يزال أمرا فظيعا”.
أعربت لوازو، التي تصدرت قائمة ماكرون في انتخابات 2019، عن عدم موافقتها على X (تويتر سابقًا)، قائلة: “بالنسبة لي، كانت السياسة تتعلق باحترام الذات وخدمة الآخرين والترشح للمناصب، ولكن الآن يبدو أن التباهي بالحياة الشخصية هو وسيلة لكسب الشهرة”.
وانتقدت لوازو أيضًا قرار كاستيت الكشف عن حياتها الخاصة، وقارنته بسياسيين مثليين آخرين مثل كليمنت بون ورئيس الوزراء السابق غابرييل أتال، الذين لم يجعلوا توجههم الجنسي نقطة مركزية لهويتهم السياسية.
شاهد أيضًا: بالفيديو.. وزيرة فرنسية تسبح في نهر السين بنفسها قبل الأولمبياد لتظهر مدى نظافته
وعلق ديفيد ألفاند، زعيم مجموعة الجمهوريين، ساخرا: “بصراحة، انظروا كم أنا متحمس، حتى أنني متزوج من امرأة”، معربا عن أسفه لتصريحات كاستيت ودعاها للقاء في بداية الجلسات البرلمانية لمناقشة قضايا أكثر إلحاحا، مثل ميزانية باريس لعام 2025.
في هذه الأثناء، أشارت جيرالدين ووسنر، رئيسة تحرير مجلة لوبوان، إلى التحول المفاجئ في انفتاح كاستيت، وتساءلت عن سبب اختيارها التحدث الآن بعد أن كانت تثبط عزيمة الصحفيين في السابق عن مناقشة توجهها الجنسي.
كشف مانويل بومبارد، أحد الشخصيات البارزة في حزب فرنسا الشجاعة اليساري، أنه عندما تم اقتراح كاستيت كمرشحة لأول مرة، كان رد فعله الأولي: “من هذه؟ أنا لا أعرفها”.
وبحسب صحيفة لوموند، فإن بومبارد ليس الوحيد، إذ ورد أن كثيرين داخل الائتلاف اليساري اضطروا إلى البحث على الإنترنت لتحديد هوية كاستيت، الذي لا يزال مجهولاً نسبياً.
اقرأ أيضاً: الانتخابات الفرنسية تؤثر إيجاباً على اليورو وتراجع ملحوظ للدولار!
ومن ناحية أخرى، جاء البعض للدفاع عن كاستيت، حيث انتقد السيناتور الشيوعي إيان بروسات أولئك الذين يعتقدون أن اهتمام وسائل الإعلام ضروري لكسب الاعتراف، بحجة أنهم سوف يغيرون آراءهم بسرعة إذا واجهوا حتى جزء بسيط من الإهانات التي تعرض لها كاستيت.
وأضاف ديفيد بيليارد، عضو البرلمان عن حزب الخضر في مجلس مدينة باريس، أن “المثلية الجنسية مسألة شخصية للغاية، وهي مسألة تعود إلى الفرد. ولكن لا ينبغي خلط السياسة بالحياة الشخصية”.