مكانة روسيا النفطية في الهند مُهدّدَة: ما علاقة العراق؟ ,
ويبدو أن وضع روسيا النفطي في الهند أصبح مهددا بشكل كبير، إذ لم تعد موسكو الأولى بشكل مريح في صادراتها إلى نيودلهي كما كانت قبل عامين تقريبا حتى بداية العام الحالي، لكن ما علاقة العراق بذلك ؟
بالتفصيل، أدار وتمكن العراق من إزاحة روسيا من الصدارة كأكبر مورد للنفط الخام إلى الهند منذ بداية العام الجاري، بعد أن تحولت نيودلهي إلى البحث عن إمدادات بديلة بسبب الخلافات حول أسعار المشتريات من موسكو.
وبحسب وكالة ستاندرد آند بورز للسلع العالمية، بلغت صادرات العراق، ثاني أكبر منتج في أوبك بعد السعودية، 1.17 مليون برميل يوميا في 22 يناير/كانون الثاني، مقارنة بـ 1.09 مليون برميل يوميا من روسيا.
وانخفضت صادرات النفط العراقي إلى الهند بنسبة 11 بالمئة في عام 2023، ورغم ذلك احتلت البلاد المرتبة الثانية في المبيعات إلى الهند بعد روسيا.
توقيت العلاقة النفطية بين الهند وروسيا
ووجدت الوكالة في تقرير نشرته على منصتها الإلكترونية أن “شركات النفط الهندية والصينية كانت أكبر المشترين للنفط العراقي، تليها الشركات الأميركية”.
ويعتقد العديد من الخبراء الاقتصاديين أن زيادة شحنات النفط العراقي هذا الشهر تهدد مكانة روسيا الفريدة منذ أكتوبر 2022 كأكبر مورد للنفط إلى الهند.
وما يمكن ذكره هو أن الهند -ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم- سارعت إلى شراء النفط من روسيا بعد غزو الأخيرة لأوكرانيا والعقوبات الغربية المفروضة على موسكو، بما في ذلك فرض سقف سعري على نفط العضو البارز في الاتحاد الأوروبي. تحالف “أوبك+”.
وشكل النفط الروسي ثلث إجمالي واردات الهند النفطية في ديسمبر الماضي، ما يجعل موسكو أكبر مورد للخام إلى نيودلهي، حيث بلغت صادراتها نحو 69.8 مليون برميل، قبل أن تتراجع إلى المركز الثاني خلف العراق خلال الشهر الحالي.
فقدان الميزة السعرية
وحول هذا المتغير، قال وزير النفط الهندي هارديب سينغ، في تصريح صحفي، إن النفط الروسي فقد أفضليته السعرية مقارنة بنظيره العراقي.
وقد دفع هذا الوضع شركات التكرير الهندية إلى البحث عن مصادر بديلة للنفط الخام بأسعار أقل حتى تتمكن من خفض التكاليف قدر الإمكان.
وبحسب صحيفة العرب اللندنية، فبالإضافة إلى الخام العراقي، تسير الواردات الهندية من الكويت بوتيرة سريعة، وتتجه نحو الارتفاع بنسبة 167 في المائة خلال الشهر الجاري لتصل إلى 232 ألف برميل من النفط يوميا.
إلى ذلك، وبعد توقف دام 3 سنوات، من المقرر أن تستأنف فنزويلا صادراتها إلى الهند، وستصل الشحنة الأولى من خام ميري-16 إلى ميناء سيكا على الساحل الغربي الهندي في الأول من فبراير المقبل.
تأثير اضطرابات البحر الأحمر
كما قد يكون للمخاوف من تعطل الشحن عبر البحر الأحمر تأثير على تراجع واردات نيودلهي من النفط الروسي، بحسب متعاملين في السوق، بحسب تقرير لصحيفة العرب.
ورغم ذلك، لم يعثر التجار حتى الآن على أي ناقلة محملة بالنفط الروسي حولت مسارها من قناة السويس المصرية إلى رأس الرجاء الصالح.
وسيؤدي تحويل الشحنات الروسية عبر رأس الرجاء الصالح إلى زيادة مدة الرحلة إلى الهند من البحر الأسود بنحو 10 أيام، لتستغرق 36 يوما، وفقا لمتوسط مدة الرحلة عام 2023، بحسب تقديرات “إس آند بي جلوبال”. ومن المتوقع أيضًا أن تكون مدة الشحنات أطول. ويستغرق الخروج من بحر البلطيق بنفس المعدل حوالي 44 يومًا.
بشكل عام، ومهما كانت الأسباب والظروف، فإن الواضح هو أن روسيا في طريقها للتراجع عن صدارة تزويد الهند بالنفط في مواجهة المنافسة من العراق، ناهيك عن دخول الكويت على الخط الذي سيكلف موسكو أضرارا اقتصادية في المستقبل.